موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر الفقه الإسلامي

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 29-01-2014, 09:58 AM   #1
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

3agek13 قدرة الله وكلام نفيس في مسألة العذر بالجهل









✨✨✨✨✨✨




... عن أبي هريرة عن النبي صلى الله
عليه وسلم :

( كان رجلٌ ممن كان قبلَكم لم يعمل خيرًا قطُّ ؛

إلا التوحيدَ ،

فَلَمّا احْتُضِر قال لأهلِِه : انظروا :

إذا أنا مِتُّ أنْ يُحرّقوهُ حتى يَدَعُوه حُمَمًا ،

ثم اطحنوهُ ، ثم اذْروهُ في يومِ ريحٍ ،

[ ثم اذروا نصفَه في البَرِّ ،

ونصفَه في البحرِ ، فواللهِ ؛

لئن قدرَ اللهُ عليه ليُعذِّبَنَّهُ عذابًا

لا يُعذِّبُه أحدًا من العالمينَ ] ،

فلما مات فعلوا ذلك به ،

[ فأمر اللهُ البَرَّ فجمعَ ما فيه ،

وأمر البحرَ فجمعَ ما فيه ] ،

فإذا هو [ قائمٌ ] في قبضةِ اللهِ ،

فقال اللهُ عزَّ وجلَّ : يا ابنَ آدمَ !

ما حملَك على ما فعلتَ ؟

قال : أي ربِّ ! من مخافتِك

( وفي طريقٍ آخرَ : من خشيتِك وأنت أعلمُ ) ،

قال : فغفرَ له بها ،

ولم يعمل خيرًا قَطُّ إلا التوحيدَ ) .

_ أخرجه أحمد وانظر سلسلة الأحاديث
الصحيحة للألباني 3048


قال العلاّمة الألباني رحمه الله تعالى :


واعلم أن قوله في حديث الترجمة :
" إلا التوحيد "

مع كونها صحيحة الإسناد،
فقد شكك فيها الحافظ ابن عبد البر من حيث الرواية،
وإن كان قد جزم بصحتها من حيث الدراية،
فكأنه لم يقف على إسنادها،
لأنه علقها على أبي رافع عن أبي هريرة،
فقال رحمه الله ( 18/ 40 ) :

« وهذه اللفظة - إن صحت -
رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل،
وإن لم تصح من جهة النقل؛
فهي صحيحة من جهة المعنى،

والأصول كلها تعضدها، والنظر يوجبها،

لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون
وهم كفار؛

لأن الله عز وجل قد أخبر أنه

** لا يَغْفِرُ أن يُشرَك به ** لمن مات كافراً،

وهذا ما لا مدفع له،

ولا خلاف فيه بين أهل القبلة .

والدليل على أن الرجل كان مؤمناً
قوله حين قيل له : " لم فعلت هذا ؟ "

فقال : " من خشيتك يارب ! " .

والخشية لاتكون إلا لمؤمن مصدق؛
بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم؛

كما قال الله عز وجل : ** إنما يخشى الله من عباده العلماء ** ،

قالوا : كل من خاف الله فقد آمن به وعرفه،

ومستحيل أن يخافه من لا يؤمن به .

وهذا واضح لمن فهم وألهم رشده .

وأما قوله : « لئن قدر الله علي » ؛

فقد اختلف العلماء في معناه؛

فقال منهم قائلون :

هذا رجل جهل بعض صفات الله عز وجل،

وهي القدرة،

فلم يعلم أن الله على كل ما يشاء قدير،

قالوا : ومن جهل صفة من صفات الله عزوجل،

وآمن بسائر صفاته وعرفها؛

لم يكن بجهله بعض صفات الله كافراً .

قالوا :

وإنما الكافر من عانَد الحق لا مَن جَهِلَه .

وهذا قول المتقدمين من العلماء ومن سلك سبيلهم من المتأخرين .

وقال آخرون : أراد بقوله :

« لئن قدر الله علي »

من القدر الذي هو القضاء،

وليس من باب القدرة والاستطاعة في شيء.

قالوا :

وهو مثل قول الله عز وجل في ذي النون :

** إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه ** .

وللعلماء في تأويل هذه اللفظة قولان :

أحدهما : أنها من التقدير والقضاء .

والآخر: أنها من التقتير والتضييق .

وكل ما قاله العلماء في تأويل هذه الآية فهو جائز في تأويل هذا الحديث في قوله :
« لئن قدر الله علي »،

فأحد الوجهين تقديره :
كأن الرجل قال :

لئن كان سبق في قدر الله وقضائه أن يعذب كل ذي جرم على جرمه؛

ليعذبني الله على إجرامي وذنوبي عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين غيري .

والوجه الآخر : تقديره :
والله ! لئن ضيق الله علي وبالغ في محاسبتي وجزائي على ذنوبي ليكونن ذلك. ثم أمر بأن يحرق بعد موته من إفراط خوفه .

وأما جهل هذا الرجل بصفة من صفات الله في علمه وقدره؛

فليس ذلك بمخرجه من الإيمان،

ألا ترى أن عمر بن الخطاب وعمران بن حصين وجماعة من الصحابة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن القدر .

ومعلوم أنهم إنما سألوه عن ذلك وهم جاهلون به، وغير جائز عند أحد من المسلمين أن يكونوا بسؤالهم عن ذلك كافرين،

أو يكونوا حين سؤالهم عنه غير مؤمنين .

وروى الليث عن أبي قبيل عن شُفَيٍّ الأصبحي عن عبد الله بن عمرو بن العاص- فذكر حديثاً في القدر، وفيه : فقال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم :

فأي شيء نعمل إن كان الأمر قد فرغ منه ؟
( رواه أحمد وهو مخرج في الصحيحة 848 ) ،

فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهم العلماء الفضلاء - سألوا عن القدر سؤال متعلِّم جاهل؛ لا سؤال متعنِّت معاند،

فعلَّمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم
ما جهلوا من ذلك،

ولم يضرهم جهلهم به قبل أن يعلموه،

ولو كان لا يسعهم جهله وقتاً من الأوقات ،

لعلمهم ذلك مع الشهادة بالإيمان،

وأخذ ذلك عليهم في حين إسلامهم،

ولجعله عموداً سادساً للإسلام،

فتدبر واستعن بالله .

فهذا الذي حضرني على ما فهمته من الأصول ووعيته،

وقد أديت اجتهادي في تأويل حديث هذا الباب كله ولم آلُ، وما أبرئ نفسي، وفوق كل ذي علم عليم . وبالله التوفيق » .

قال الألباني :

هذا كله كلام الحافظ ابن عبد البر، وهو كلام قوي متين يدل على أنه كان إماماً في العلم والمعرفة بأصول الشريعة وفروعها، جزاه الله عن الإسلام والمسلمين خيراً .

وخلاصته؛ أن الرجل النباش كان مؤمناً مُوحِّداً، وأن أمره أولاده بحرقه ...

إنما كان إما لجهله بقدرة الله تعالى على إعادته
- وهذا ما أستبعده أنا -
أو لفرط خوفه من عذاب ربه،
فغطى الخوف على فهمه؛

كما قال ابن الملقن
فيما ذكره الحافظ (11/314) ،
وهو الذي يترجح عندي من مجموع روايات قصته، والله سبحانه وتعالى أعلم .

وسواء كان هذا أو ذاك؛ فمن المقطوع به أن الرجل لم يصدر منه ما ينافي توحيده،

ويخرج به من الإيمان إلى الكفر؛

لأنه لو كان شيء من ذلك لما غفر الله له؛
كما تقدم تحقيقه من ابن عبد البر .

ومن ذلك يتبين بوضوح أنه ليس كل من وقع في الكفر من المؤمنين وقع الكفر عليه وأحاط به .

ومن الأمثلة على ذلك :

الرجل الذي كان قد ضلت راحلته،
وعليها طعامه وشرابه، فلما وجدها قال من شدة فرحه : « اللهم ! أنت عبدي وأنا ربك » !

وفي ذلك كله رد قوي جداً على فئتين من الشباب المغرورين بما عندهم من علم ضحل :

الفئة الأولى : الذين يطلقون القول بأن الجهل ليس بعذر مطلقا؛ حتى ألف بعض المعاصرين منهم رسالة في ذلك !

والصواب الذي تقتضيه الأصول والنصوص التفصيل؛ فمن كان من المسلمين يعيش في جو إسلامي علمي مصفى،

وجهل من الأحكام ما كان منها معلوماً من الدين بالضرورة - كما يقول الفقهاء - فهذا لا يكون معذوراً؛ لأنه بلغته الدعوة وأقيمت الحجة .

وأما من كان في مجتمع كافر لم تبلغه الدعوة،
أو بلغته وأسلم؛

ولكن خفي عليه بعض تلك الأحكام لحداثة عهده بالإسلام،

أو لعدم وجود من يبلغه ذلك من أهل العلم بالكتاب والسنة؛ فمثل هذا يكون معذوراً .

ومثله - عندي - أولئك الذين يعيشون في بعض البلاد الإسلامية التي انتشر فيها الشرك والبدعة والخرافة، وغلب عليها الجهل،

ولم يوجد فيهم عالم يبين لهم ما هم فيه من الضلال، أو وجد ولكن بعضهم لم يسمع بدعوته وإنذاره؛

فهؤلاء أيضاً معذورون بجامع اشتراكهم مع الأولين في عدم بلوغ دعوة الحق إليهم؛

لقوله تعالى : ** لأنذركم به ومن بلغ **
وقوله :
** وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً ** ،

ونحو ذلك من الأدلة التي تفرع منها تبني العلماء عدم مؤاخذة أهل الفترة؛

سواء كانوا أفراداً أو قبائل أو شعوباً؛

لاشتراكهم في العلة؛ كما هو ظاهر لا يخفى على أهل العلم والنُّهى .

ومن هنا يتجلى لكل مسلم غيور على الإسلام والمسلمين عظم المسؤولية الملقاة على أكتاف الأحزاب والجماعات الإسلامية الذين نصبوا أنفسهم للدعوة للإسلام،

ثم هم مع ذلك يدعون المسلمين على جهلهم وغفلتهم عن الفهم الصحيح للإسلام، ولسان حالهم يقول - كما قال لي بعض الجهلة بهذه المناسبة - :

« دعوا الناس في غفلاتهم » !

بل وزعم أنه حديث شريف !!

أو يقولون - كما تقول العوام في بعض البلاد-:

« كل مين على دينه، الله يعينه » !

وهذا خطأ جسيم لو كانوا يعلمون،
ولكن صدق من قال :

« فاقِدُ الشيء لا يُعْطيه » !

والفئة الثانية : نابتة نبتت في هذا العصر؛
لم يؤتوا من العلم الشرعي إلا نزراً يسيراً،

وبخاصة ما كان منه متعلقاً بالأصول الفقهية، والقواعد العلمية المستقاة من الكتاب والسنة وما كان عليه السلف الصالح،

ومع ذلك؛ اغتروا بعلمهم فانطلقوا يبدِّعون كبار العلماء والفقهاء،

وربما كفروهم لسوء فهم أو زلة وقعت منهم،

لا يرقبون فيهم ( إلاً ولا ذمة ) ،

فلم يشفع عندهم ما عرفوا به عند كافة العلماء من الإيمان والصلاح والعلم، وما ذلك إلا لجهلهم بحقيقة الكفر الذي يخرج به صاحبه من الإيمان؛ ألا وهو الجحد والإنكار لما بلغه من الحجة والعلم؛ كما قال تعالى في قوم فرعون :

** فلما جاءتهم آياتنا مبصرة قالوا هذا سحر مبين. وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم **
[ النمل /13-14 ] .

وقال في الذين كفروا بالقرآن : ** ذلك جزاء أعداء الله النار لهم فيها دار الخلد جزاءً بما كانوا بآياتنا يجحدون ** [ فصلت/28 ]

ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية في بعض فتاويه ( 16/ 434- مجموع الفتاوى ) :

« لا يجوز تكفير كل من خالف السنة؛ فليس كل مخطئ كافراً لا سيما في المسائل التي كثر فيها نزاع الأمة » .

يشير إلى مثل مسألة كلام الله وأنه غير مخلوق، ورؤية الله في الآخرة، واستواء الله على عرشه، وعلوه على خلقه؛ فإن الإيمان بذلك واجب، وجحدها كفر،

ولكن لا يجوز تكفير من تأولها من المعتزلة والخوارج والأشاعرة بشبهة وقعت لهم؛

إلا من أقيمت عليه الحجة وعاند .

ولهذا؛ فإني أنصح أولئك الشباب أن يتورعوا عن تبديع العلماء وتكفيرهم، وأن يستمروا في طلب العلم حتى ينبغوا فيه، وأن لا يغتروا بأنفسهم، ويعرفوا حق العلماء وأسبقيتهم فيه، وبخاصة من كان منهم على منهج السلف الصالح كشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن قيم الجوزية،

وأَلْفِتُ نظرهم إلى « مجموع الفتاوى »
فإنه « كُنَيْف مُلِىءَ علماً »،

وبخاصة إلى فصول خاصة في هذه المسالة الهامة ( التكفير ) ، حيث فَرّق بين التكفير المطلق وتكفير المعين ،وقال في أمثال أولئك الشباب :

« ولم يتدبروا أن التكفير له شروط وموانع قد تنتفي في حق المعين،

وأن تكفير المطلق لا يستلزم تكفير المعين؛

إلا إذا وجدت الشروط وانتفت الموانع .

يبين هذا أن الإمام أحمد وعامة الأئمة الذين أطلقوا هذه العمومات لم يكفروا أكثر من تكلم بهذا الكلام بعينه » .

يعني الذين كانوا يقولون :

القرآن مخلوق . ومن قال : إن الله لا يرى في
الآخرة؛ وأمثالهم .

فأقول : وملاحظة هذا الفرق هو الفيصل في هذا الموضوع الهام، ولذلك فإني أحث الشباب على قراءته وتفهمه من
«المجموع » ( 12/464- 501 )
الذي ختمه بقوله :

« وإذا عُرف هذا؛ فتكفير ( المعين ) من هؤلاء الجهال وأمثالهم
- بحيث يحكم عليه أنه من الكفار -

لا يجوز الإقدام عليه؛

إلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة الرسالية التي يتبين بها أنهم مخالفون للرسل،

وإن كانت مقالتهم لا ريب أنها كفر .

( يعني : الدعاة إلى البدعة ) .

وهكذا الكلام في تكفير جميع ( المعينين ) ؛

مع أن بعض هذه البدع أشد من بعض،
وبعض المبتدعة يكون فيه من الإيمان
ما ليس في بعض .

فليس لأحد أن يكفر أحدآ من المسلمين
- وإن أخطأ وغلط -

حتى تقام عليه الحجة، وتبين له المحجة،

ومن ثبت إيمانه بيقين لم يزل ذلك عنه بالشك؛

بل لا يزول إلا بعد إقامة الحجة

وإزالة الشبهة » .



_ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني
( م 7 ص 109 - 116 )






​🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴


🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-01-2014, 10:39 PM   #2
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم

وزادكم الله علماً وفهماً وتوفيقاً

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 29-01-2014, 11:04 PM   #3
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم سَلمى
   السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم

وزادكم الله علماً وفهماً وتوفيقاً


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

اللهم آمين وبارك الله فيك وأشكرك على تقديرك لي

إلا أنني مع اعتذاري أشعر أن كلمة شيخ تعتبر أكبر مني فأين أنا من المشايخ وكل ما أرجوه أن أصل إلى مرتبة طالب علم والله المستعان
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-02-2014, 04:36 PM   #4
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي







__ لقاء فريد من نوعه
وفيه كلام مهم ومحرر تحريرا بديعا
عن مسألة العذر بالجهل
للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
مع الشيخ الالباني رحمه الله تعالى
الجزء الأول ..........
http://t.co/zzIN6e4Ebz





_ لقاء الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
مع الشيخ الالباني رحمه الله تعالى
الجزء الثاني ........
http://t.co/7k4tmTl5oq






    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-02-2014, 10:07 AM   #5
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي





قال الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى في مجموع فتاويه ورسائله
في مسألة العذر بالجهل :





(218) سُئل فضيلة الشيخ رحمه الله :

هل يجوز أن نطلق على شخص بعينه
أنه كافر ؟

فأجاب بقوله : نعم يجوز لنا أن نطلق على شخص بعينه أنه كافر،

إذا تحققت فيه أسباب الكفر،

فلو أننا رأينا رجلًا ينكر الرسالة،
أو رجلًا يبيح التحاكم إلى الطاغوت،
أو رجلًا يبيح الحكم بغير ما أنزل الله،

ويقول : إنه خير من حكم الله بعد أن تقوم الحجة عليه، فإننا نحكم عليه بأنه كافر فإذا وجدت أسباب الكفر وتحققت الشروط وانتفت الموانع فإننا نكفر الشخص بعينه ونلزمه بالرجوع إلى الإسلام أو القتل . والله أعلم .

(219) سُئل فضيلة الشيخ :
هل يجوز إطلاق الكفر على الشخص المعين
إذا ارتكب مكفرًا ؟

فأجاب قائلًا : إذا تمت شروط التكفير في حقه جاز إطلاق الكفر عليه بعينه ولو لم نقل بذلك ما انطبق وصف الردة على أحد،

فيعامل معاملة المرتد في الدنيا
هذا باعتبار أحكام الدنيا
أما أحكام الآخرة فتُذكر على العموم لا على الخصوص

ولهذا قال أهل السنة : لا نشهد لأحد بجنة ولا نار إلا لمن شهد له النبي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ .

وكذا نقول : من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر،

ولكن لا نحكم بهذا لشخص معين، إذ أن الحكم المعلق بالأوصاف لا ينطبق على الأشخاص إلا بتحقق شروط انطباقه وانتفاء موانعه .


(220) وسُئل فضيلة الشيخ : عن شروط الحكم بتكفير المسلم ؟
وحكم من عمل شيئًا مكفرًا مازحًا ؟

فأجاب - رحمه الله تعالى - بقوله :
للحكم بتكفير المسلم شرطان :

أحدهما : أن يقوم الدليل على أن هذا الشيء
مما يكفر .

الثاني : انطباق الحكم على من فعل ذلك بحيث يكون عالمًا بذلك قاصدًا له،
فإن كان جاهلًا لم يكفر .

لقوله تعالى : ** ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الهُدَى ويَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمِنين نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى ونُصْلِهِ جَهَنَّمَ وسَاءَتْ مَصِيرًا ** .

وقوله : ** وما كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ **

وقوله : ** وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ** .

لكن إن فرط بترك التعلم والتبين، لم يعذر،
مثل أن يبلغه أن عمله هذا كفر فلا يتثبت،
ولا يبحث فإنه لا يكون معذورًا حينئذ .

وإن كان غير قاصد لعمل ما يكفر لم يكفر بذلك، مثل أن يكره على الكفر وقلبه مطمئن بالإيمان،

ومثل أن ينغلق فكره فلا يدري ما يقول لشدة فرح ونحوه، كقول صاحب البعير الذي أضلها،
ثم اضطجع تحت شجرة ينتظر الموت فإذا بخطامها متعلقًا بالشجرة فأخذه،

وقال : اللهم أنت عبدي وأنا ربك
" أخطأ من شدة الفرح » .

لكن من عمل شيئًا مكفرًا مازحًا فإنه يكفر لأنه قصد ذلك، كما نص عليه أهل العلم .


(221) وسُئل فضيلته : عن حكم من يجهل أن صرف شيء من الدعاء لغير الله شرك ؟

فأجاب بقوله : الجهل بالحكم فيما يكفر كالجهل بالحكم فيما يفسق،

فكما أن الجاهل بما يفسق يعذر بجهله فكذلك الجاهل بما يكفر يعذر بجهله ولا فرق

لأن الله عز وجل يقول : ** وما كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ** .

ويقول الله تعالى :
** وما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ** .

وهذا يشمل كل ما يعذب عليه الإنسان

ويقول الله عز وجل : ** وما كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ
إِنَّ اللهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ** .

لكن إذا كان هذا الجاهل مفرطًا في التعلم ولم يسأل ولم يبحث فهذا محل نظر .

فالجهال بما يكفر وبما يفسق إما أن لا يكون منهم تفريط وليس على بالهم إلا أن هذا العمل مباح فهؤلاء يعذرون، ولكن يدعون للحق فإن أصروا حكم عليهم بما يقتضيه هذا الإصرار،

وأما إذا كان الإنسان يسمع أن هذا محرم أو أن هذا مؤد للشرك ولكنه تهاون أو استكبر فهذا لا يعذر بجهله .


مجموع الفتاوى ( م 2 ص 124 - 127 )




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-02-2014, 10:10 AM   #6
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي





قال الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى في مجموع فتاويه ورسائله
في مسألة العذر بالجهل :

(222) وسُئل رعاه الله بمنه وكرمه : هل يعذر الإنسان بالجهل فيما يتعلق بالتوحيد ؟

فأجاب بقوله : العذر بالجهل ثابت في كل ما يدين به العبد ربه؛ لأن الله سبحانه وتعالى قال :

** إنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ** حتى قال عز وجل :

** رُسلًا مُبَشِّرِينَ ومُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ **

ولقوله تعالى :
** وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ** .

ولقوله تعالى : ** وما كَانَ الله لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ ** .

ولقول النبي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ :

« والذي نفسي بيده لا يسمع بي واحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أصحاب النار » .

والنصوص في هذا كثيرة، فمن كان جاهلًا فإنه لا يؤاخذ بجهله في أي شيء كان من أمور الدين،

ولكن يجب أن نعلم أن من الجهلة من يكون عنده نوع من العناد، أي إنه يذكر له الحق ولكنه لا يبحث عنه، ولا يتبعه، بل يكون على ما كان عليه أشياخه، ومن يعظمهم ويتبعهم، وهذا في الحقيقة ليس بمعذور، لأنه قد بلغه من الحجة ما أدنى أحواله أن يكون شبهة يحتاج أن يبحث ليتبين له الحق، وهذا الذي يعظم من يعظم من متبوعيه شأنه شأن من قال الله عنهم : ** إنَّا وجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ** .

وفي الآية الثانية :
** وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ ** .

فالمهم أن الجهل الذي يعذر به الإنسان بحيث لا يعلم عن الحق، ولا يذكر له، هو رافع للإثم، والحكم على صاحبه بما يقتضيه عمله،

ثم إن كان ينتسب إلى المسلمين،
ويشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فإنه يعتبر منهم، وإن كان لا ينتسب إلى المسلمين فإن حكمه حكم أهل الدين،
الذي ينتسب إليه في الدنيا .

وأما في الآخرة فإن شأنه شأن أهل الفترة يكون أمره إلى الله عز وجل يوم القيامة، وأصح الأقوال فيهم أنهم يمتحنون بما شاء الله، فمن أطاع منهم دخل الجنة، ومن عصى منهم دخل النار،

ولكن ليعلم أننا اليوم في عصر لا يكاد مكان في الأرض إلا وقد بلغته دعوة النبي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بواسطة وسائل الإعلام المتنوعة، واختلاط الناس بعضهم ببعض،
وغالبًا ما يكون الكفر عن عناد .


(223) وسُئل فضيلته رحمه الله : هل يعذر طلبة العلم الذين درسوا العقيدة على غير مذهب السلف الصالح رضي الله عنهم
مُحتجين بأن العالم الفلاني أو الإمام الفلاني يعتقد هذه العقيدة ؟

فأجاب بقوله : هذا لا يعذر به صاحبه حيث بلغه الحق؛ لأن الواجب عليه أن يتبع الحق أينما كان، وأن يبحث عنه حتى يتبين له .

والحق - ولله الحمد - ناصع، بين لمن صلحت نيته، وحسن منهاجه،
فإن الله - عز وجل - يقول في كتابه :
** ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر ** .

ولكن بعض الناس - كما ذكر الأخ السائل -
يكون لهم متبوعون معظمون لا يتزحزحون عن آرائهم، مع أنه قد ينقدح في أذهانهم أن آراءهم ضعيفة أو باطلة، لكن التعصب والهوى يحملهم على موافقتهم، وإن كانوا قد تبين لهم الهدى .


مجموع الفتاوى ( م 2 ص 127 - 129 )




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-02-2014, 09:45 AM   #7
معلومات العضو
الغردينيا
مراقبة عامة لمنتدى الرقية الشرعية

افتراضي

بارك الله فيك أخي الفاضل على الطروحات القيمــــــــــــــــة
جزاك الله خيرا

 

 

 

 


 

توقيع  الغردينيا
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-02-2014, 10:04 PM   #8
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغردينيا
   بارك الله فيك أخي الفاضل على الطروحات القيمــــــــــــــــة
جزاك الله خيرا

اللهم آمين وفيك يبارك الله وجزاك الله خيرا
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-04-2014, 05:26 PM   #9
معلومات العضو
RachidYamouni
التصفية والتربية

افتراضي




قال الشيخ العلاّمة محمد بن صالح العثيمين
رحمه الله تعالى في مجموع فتاويه ورسائله
في مسألة العذر بالجهل :


(224) سئل فضيلة الشيخ رحمه الله تعالى :
عن العذر بالجهل فيما يتعلق بالعقيدة ؟

فأجاب بقوله : الاختلاف في مسألة العذر بالجهل كغيره من الاختلافات الفقهية الاجتهادية،

وربما يكون اختلافًا لفظيًا في بعض الأحيان من أجل تطبيق الحكم على الشخص المعين أي إن الجميع يتفقون على أن هذا القول كفر، أو هذا الفعل كفر، أو هذا الترك كفر،

ولكن هل يصدق الحكم على هذا الشخص المعين لقيام المقتضى في حقه وانتفاء المانع أو لا ينطبق لفوات بعض المقتضيات، أو وجود بعض الموانع .

وذلك أن الجهل بالمكفر على نوعين :

الأول : أن يكون من شخص يدين بغير الإسلام أو لا يدين بشيء ولم يكن يخطر بباله أن دينًا يخالف ما هو عليه فهذا تجري عليه أحكام الظاهر في الدنيا، وأما في الآخرة فأمره إلى الله تعالى ،

والقول الراجح أنه يمتحن في الآخرة بما يشاء الله عز وجل والله أعلم بما كانوا عاملين،

لكننا نعلم أنه لن يدخل النار إلا بذنب
لقوله تعالى : ** ولَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أحَدًا **
سورة الكهف 49

وإنما قلنا : تجرى عليه أحكام الظاهر في الدنيا وهي أحكام الكفر؛

لأنه لا يدين بالإسلام فلا يمكن أن يعطى حكمه، وإنما قلنا بأن الراجح أنه يمتحن في الآخرة لأنه جاء في ذلك آثار كثيرة
ذكرها ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه :
" طريق الهجرتين "
عند كلامه على المذهب الثامن في أطفال المشركين تحت الكلام على الطبقة الرابعة عشرة .

النوع الثاني : أن يكون من شخص يدين بالإسلام ولكنه عاش على هذا المكفّر ولم يكن يخطر بباله أنه مخالف للإسلام،

ولا نبهه أحد على ذلك فهذا تجري عليه أحكام الإسلام ظاهرًا،

أما في الآخرة فأمره إلى الله عز وجل
وقد دل على ذلك الكتاب، والسنة،
وأقوال أهل العلم .

فمن أدلة الكتاب : قوله تعالى :
** ومَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ** .
سورة الإسراء 15

وقوله : ** ومَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ ** .
سورة القصص 59

وقوله : ** رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ** .
سورة النساء 165

وقوله :
** وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ فَيُضِلُّ اللهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ** . .
سورة إبراهيم 4

وقوله : ** ومَا كَانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ** .
سورة التوبة 115

وقوله : ** وهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ ** .
سورة الأنعام 155 - 157

إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الحجة لا تقوم إلا بعد العلم والبيان .

وأما السنة : ففي صحيح مسلم ( 1\134 )
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال :
( والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة - يعني أمة الدعوة - يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) .

وأما كلام أهل العلم :
فقال في المغني ( 8\131 ) : « فإن كان ممن لا يعرف الوجوب كحديث الإسلام،
والناشئ بغير دار الإسلام، أو بادية بعيدة عن الأمصار وأهل العلم لم يحكم بكفره » .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى
( 3\ 229 ) مجموع ابن قاسم :
« إني دائمًا - ومن جالسني يعلم ذلك مني -
من أعظم الناس نهيًا عن أن ينسب معين إلى تكفير، وتفسيق، ومعصية إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية التي من خالفها كان كافرًا تارة، وفاسقًا أخرى، وعاصيًا أخرى .

وإني أقرر أن الله تعالى قد غفر لهذه الأمة خطأها، وذلك يعم الخطأ في المسائل الخبرية القولية، والمسائل العملية، وما زال السلف يتنازعون في كثير من هذه المسائل، ولم يشهد أحد منهم على أحد لا بكفر، ولا بفسق، ولا بمعصية إلى أن قال :

وكنت أبين أن ما نقل عن السلف والأئمة من إطلاق القول بتكفير من يقول كذا وكذا فهو أيضًا حق لكن يجب التفريق بين الإطلاق والتعيين ..

إلى أن قال :
.. والتكفير هو من الوعيد فإنه وإن كان القول تكذيبًا لما قاله الرسول، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
لكن الرجل قد يكون حديث عهد بإسلام،
أو نشأ ببادية بعيدة،
ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة، وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده،
أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئًا » اهـ .

وقال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب
( 1 \56 ) من الدرر السنية :
« وأما التكفير فأنا أكفر من عرف دين الرسول، ثم بعدما عرفه سبه، ونهى الناس عنه، وعادى من فعله فهذا هو الذي أكفره » .

وفي ( ص 66 ) :
« وأما الكذب والبهتان فقولهم : إنا نكفر بالعموم ونوجب الهجرة إلينا على من قدر على إظهار دينه، فكل هذا من الكذب والبهتان الذي يصدون به الناس عن دين الله ورسوله، وإذا كنا لا نكفر من عبد الصنم الذي على عبد القادر، والصنم الذي على أحمد البدوي وأمثالهما لأجل جهلهم وعدم من ينبههم،فكيف نكفر من لم يشرك بالله إذا لم يهاجر إلينا ولم يكفر ويقاتل » اهـ .

وإذا كان هذا مقتضى نصوص الكتاب، والسنة، وكلام أهل العلم فهو مقتضى حكمة الله تعالى ، ولطفه، ورأفته،

فلن يعذب أحدًا حتى يعذر إليه،

والعقول لا تستقل بمعرفة ما يجب لله تعالى من الحقوق، ولو كانت تستقل بذلك لم تتوقف الحجة على إرسال الرسل .

فالأصل فيمن ينتسب للإسلام بقاء إسلامه حتى يتحقق زوال ذلك عنه بمقتضى الدليل الشرعي،

ولا يجوز التساهل في تكفيره لأن في ذلك محذورين عظيمين :

أحدهما :
افتراء الكذب على الله تعالى في الحكم،
وعلى المحكوم عليه في الوصف الذي نبزه به .

أما الأول فواضح حيث حكم بالكفر على من لم يكفره الله تعالى فهو كمن حرم ما أحل الله؛

لأن الحكم بالتكفير أو عدمه إلى الله وحده كالحكم بالتحريم أو عدمه .

وأما الثاني :
فلأنه وصف المسلم بوصف مضاد،

فقال : إنه كافر، مع أنه بريء من ذلك، وحري به أن يعود وصف الكفر عليه لما ثبت في
صحيح مسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : أن النبي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قال :

( إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما ) .

وفي رواية :
( إن كان كما قال وإلا رجعت عليه ) .

وله من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قال :

( ومن دعا رجلًا بالكفر، أو قال : عدو الله وليس كذلك إلا حار عليه ) .

يعني رجع عليه .

وقوله في حديث ابن عمر:
( إن كان كما قال )
يعني في حكم الله تعالى .

وكذلك قوله في حديث أبي ذر :
( وليس كذلك )
يعني في حكم الله تعالى .

وهذا هو المحذور الثاني أعني عَودَ وَصَف الكفر عليه إن كان أخوه بريئًا منه،

وهو محذور عظيم يوشك أن يقع به؛

لأن الغالب أن من تسرع بوصف المسلم بالكفر كان معجبًا بعمله محتقرًا لغيره فيكون جامعًا بين الإعجاب بعمله الذي قد يؤدي إلى حبوطه،

وبين الكبر الموجب لعذاب الله تعالى في النار كما جاء في الحديث الذي أخرجه أحمد وأبو داود عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قال :

( قال الله عز وجل :
الكبرياء ردائي، والعظمة إزاري، فمن نازعني واحدًا منهما قذفته في النار ) .

فالواجب قبل الحكم بالتكفير
أن ينظر في أمرين :

الأمر الأول : دلالة الكتاب، والسنة على أن هذا مكفر لئلا يفتري على الله الكذب .

الثاني : انطباق الحكم على الشخص المعين بحيث تتم شروط التكفير في حقه، وتنتفي الموانع.
ومن أهم الشروط أن يكون عالمًا بمخالفته التي أوجبت كفره لقوله تعالى :

** ومَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ المؤمِنين نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ** .
سورة النساء 115

فاشترط للعقوبة بالنار أن تكون المشاقة للرسول من بعد أن يتبين الهدى له .

ولكن هل يشترط أن يكون عالمًا بما يترتب على مخالفته من كفر أو غيره أو يكفي أن يكون عالمًا بالمخالفة وإن كان جاهلًا بما يترتب عليها ؟

الجواب : الظاهر الثاني؛ أي إن مجرد علمه بالمخالفة كاف في الحكم بما تقتضيه لأن النبي، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
أوجب الكفارة على المجامع في نهار رمضان لعلمه بالمخالفة مع جهله بالكفارة؛

ولأن الزاني المحصن العالم بتحريم الزنى يرجم وإن كان جاهلًا بما يترتب على زناه، وربما لو كان عالمًا ما زنى .

ومن الموانع أن يكره على المكفر لقوله تعالى :

{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنَ الله وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ** .
سورة النحل 106

ومن الموانع أن يغلق عليه فكره وقصده بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح، أو حزن، أو غضب، أو خوف، ونحو ذلك .

لقوله تعالى :
** ولَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ الله غَفُورًا رَحِيمًا** . .
سورة الأحزاب 5

وفي صحيح مسلم 2104 عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
قال :

( لله أشد فرحًا بتوبة عبده حين يتوب إليه من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة،فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه، فأيس منها، فأتى شجرة فاضطجع في ظلها قدأيس من راحلته، فبينما هو كذلك إذا بها قائمة عنده، فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي، وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح ) .

ومن الموانع أيضًا أن يكون له شبهة تأويل في المكفر بحيث يظن أنه على حق؛

لأن هذا لم يتعمد الإثم والمخالفة فيكون داخلًا في قوله تعالى :

** وليْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُمْ بِهِ وَلَكِنْ مَا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ** .
سورة النساء 5

ولأن هذا غاية جهده فيكون داخلًا في قوله تعالى

** لَا يُكَلِّفُ الله نَفْسًا إلَّا وُسْعَهَا **
سورة البقرة 286

قال في المغني ( 8\131 ) : « وإن استحل قتل المعصومين وأخذ أموالهم بغير شبهة ولا تأويل فكذلك - يعني يكون كافرًا - وإن كان بتأويل كالخوارج فقد ذكرنا أن أكثر الفقهاء لم يحكموا بكفرهم مع استحلالهم دماء المسلمين، وأموالهم، وفعلهم ذلك متقربين به إلى الله - تعالى -

إلى أن قال :

وقد عرف من مذهب الخوارج تكفير كثير من الصحابة ومن بعدهم واستحلال دمائهم، وأموالهم، واعتقادهم التقرب بقتلهم إلى ربهم،
ومع هذا لم يحكم الفقهاء بكفرهم لتأويلهم، وكذلك يخرج في كل محرم استحل بتأويل مثل هذا » .

وفي فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية
( 13 \30 ) مجموع ابن القاسم :
« وبدعة الخوارج إنما هي من سوء فهمهم للقرآن، لم يقصدوا معارضته، لكن فهموا منه ما لم يدل عليه، فظنوا أنه يوجب تكفير أرباب الذنوب »

وفي ( ص 210 ) منه « فإن الخوارج خالفوا السنة التي أمر القرآن باتباعها وكفروا المؤمنين الذين أمر القرآن بموالاتهم . . وصاروا يتبعون المتشابه من القرآن فيتأولونه على غيرتأويله من غير معرفة منهم بمعناه ولا رسوخ في العلم،
ولا اتباع للسنة، ولا مراجعة لجماعة المسلمين الذين يفهمون القرآن » .

وقال أيضًا ( 28\518 ) من المجموع المذكور:

« فإن الأئمة متفقون على ذم الخوارج
وتضليلهم، وإنما تنازعوا في تكفيرهم على قولين مشهورين » .

لكنه ذكر في ( 7\217 ) « أنه لم يكن في الصحابة من يكفرهم لا علي بن أبي طالب ولا غيره، بل حكموا فيهم بحكمهم في المسلمين الظالمين المعتدين كما ذكرت الآثار عنهم بذلك في غير هذا الموضع » .

وفي ( 28\518 ) « أن هذا هو المنصوص عن الأئمة كأحمد وغيره » .

وفي ( 3\282 ) قال : « والخوارج المارقون الذين أمر النبي، صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقتالهم قاتلهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أحد الخلفاء الراشدين، واتفق على قتالهم أئمة الدين من الصحابة والتابعين، ومن بعدهم، ولم يكفرهم علي بن أبي طالب، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهما من الصحابة، بل جعلوهم مسلمين مع قتالهم، ولم يقاتلهم علي حتى سفكوا الدم الحرام،وأغاروا على أموال المسلمين فقاتلهم لدفع ظلمهم وبغيهم، لا لأنهم كفار .
ولهذا لم يسب حريمهم، ولم يغنم أموالهم، وإذا كان هؤلاء الذي ثبت ضلالهم بالنص، والإجماع، لم يكفروا مع أمر الله ورسوله، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بقتالهم فكيف بالطوائف المختلفين الذين اشتبه عليهم الحق في مسائل غلط فيها من هو أعلم منهم، فلا يحل لأحد من هذه الطوائف أن يكفر الأخرى، ولا تستحل دمها ومالها، وإن كانت فيها بدعة محققة، فكيف إذا كانت المكفرة لها مبتدعة أيضًا،

وقد تكون بدعة هؤلاء أغلظ، والغالب أنهم جميعًا جهال بحقائق ما يختلفون فيه » .

إلى أن قال : « وإذا كان المسلم متأولًا في القتال، أو التكفير لم يكفر بذلك » .

إلى أن قال في ( ص 288 ) : « وقد اختلف العلماء في خطاب الله ورسوله هل يثبت حكمه في حق العبيد قبل البلاغ على ثلاثة أقوال في مذهب أحمد وغيره . . والصحيح ما دل عليه القرآن في قوله تعالى :

** وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا ** .
سورة الإسراء 15

وقوله : ** رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ ** .
سورة النساء 165

وفي الصحيحين
عن النبي، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

( ما أحد أحب إليه العذر من الله، من أجل ذلك أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ) .

والحاصل أن الجاهل معذور بما يقوله أو يفعله مما يكون كفرًا، كما يكون معذورًا بما يقوله أو يفعله مما يكون فسقًا، وذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، والاعتبار، وأقوال أهل العلم .





مجموع الفتاوى ( م 2 ص 130 - 138 )




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 04:30 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com