_ المتن :
** يعلم ما يلج في الأرض وما يخرج منها وما ينزل من السّمآء وما يعرج فيها **
سورة سبإ 2
** وعنده مفاتح الغيب لا يعلمهآ إلاّ هو ويعلم ما في البرّ والبحر وما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها ولا حبّة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلاّ في كتاب مبين **
سورة الأنعام 59
** وما تحمل من أنثىٰ ولا تضع إلاّ بعلمه **
سورة فاطر 11
** لتعلموٓا أنَّ الله علىٰ كلّ شيء قدير وأنَّ الله قد أحاط بكلّ شيء علماً **
سورة الطّلاق 12
وقوله: ** إنّ الله هو الرّزّاق ذو القوّة المتين **
سورة الذّاريات 58
_ الشرح :
( يعلم ما يلج في الأرض )
أي : ما يدخل فيها من القطر والبذور والكنوز والموتى وغير ذلك .
( وما يخرج منها ) أي : من الأرض من النبات والمعادن وغير ذلك .
( وما ينزل من السماء ) أي : من المطر والملائكة وغير ذلك
( وما يعرج فيها ) أي : يصعد في السماء من ملائكة وأعمال وغير ذلك .
والشاهد من الآية الكريمة : أن فيها إثبات علم الله سبحانه المحيط بكل شيء .
وقوله : ( وعنده مفاتح الغيب ) أي : عند الله وحده خزائن الغيب .
أو ما يُتَوصَل به إلى علمه
( لا يعلمها إلا هو ) فمن ادّعى علم شيء منها فقد كفر وقد ورد تفسير مفاتح الغيب في الحديث الذي رواه ابن عمر كما في الصحيحين عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( مفاتح الغيب خمسٌ لا يعلمهن إلا الله ثم قرأ هذه الآية : ** إن الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت ** ) .
( ويعلم ما في البر )
أي : اليابس المعمور والقفار من السكان والنبات والدواب وغير ذلك .
( والبحر ) أي : يعلم ما فيه من الحيوانات والجواهر ونحو ذلك
( وما تسقط من ورقة ) أي : من أشجار البر والبحر وغير ذلك
( إلا يعلمها ) أي : يعلمها ويعلم زمان
سقوطها ومكانه
( ولا حبة في ظلمات الأرض )
أي : ولا تكون حبة في الأمكنة المظلمة أو في بطن الأرض
( ولا رَطْبٍ ولا يابس ) من جميع الموجودات عُمُومٌ بَعدَ خُصُوصٍ
( إلا في كتاب مبين ) أي : لا يحصل شيء من ذلك إلا وهو مكتوب في اللوح المحفوظ .
وجه الشاهد من الآية : أن فيها إثبات أنه
لا يعلم الغيبَ إلا الله
وأن علمه محيط بكل شيء
وفيها إثبات القدر
والكتابة في اللوح المحفوظ .
( وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه ) أي : لا يكون حَملٌ ولا وَضعٌ إلا والله عالم به
فلا يَخرجُ عن علمه وتدبيره
فيعلم سبحانه في أي يوم تحمل الأنثى
وفي أي يوم تضع
ونوعُ حَملِها هل هو ذكر أو أنثى
( لتعلموا أن الله على كل شيء قدير )
اللام متعلقة
بقوله تعالى : ( خلق سبع سموات ومن الأرض مثلهن ) أي : فعل ذلك لتعلموا كمال قدرته
( وأن الله قد أحاط بكل شيء علما )
أي : ولتعلموا إحاطة علمه بالأشياء فلا يخرج عن علمه شيء منها كائنا ما كان .
و ( علماً ) منصوب على التمييز أو على المصدر به لأن أحاط بمعنى عَلِمَ .
الشاهد من الآيتين : أن فيهما إثبات علم الله المحيط بكل شيء
وإثبات قدرته على كل شيء .
وقوله تعالى : ( إن الله هو الرزاق )
أي : لا رازق غيرُه فهو الذي يرزق مخلوقاتِه ويقوم بما يُصْلِحُهم فهو كثير الرزق واسعه فلا تعبدوا غيره
( ذو القوة ) أي : صاحب القوة التامة الذي لا يَعْتَريه ضَعفٌ
( المتين ) أي : البالغ في القوة والقدرة نِهايَتَهُما فلا يَلحَقُه في أفعاله مَشقة ولا كُلْفَةٌ ولا تعب .
والمتانة معناها الشدة والقوة .
الشاهد من الآية الكريمة : أن فيها إثبات اسْمِه الرّزاق ووَصْفِه بالقوة التامة التي لا يَعتريها ضَعفٌ ولا تعب سبحانه وتعالى
وفيها الاستدلال على وجوب عبادته وحده
لا شريك له .
( يتبع ) ...................