يا من تستعجل الشفاء تمهل..
نستعجل الشفاء من كل خطب وكل بلاء ..
نردد لِمَ لمْ نشفى وقد أخذنا بأسباب الشفاء كلها ..؟
تصدقنا وأستغفرنا ..
أقمنا الليل ودعونا ..
وحالنا على ما هو عليه ..
مهلاً ...
ألم نقم في المعاصي سنوات ..
وأستمرأنا الخطايا طويلاً ..
ولم نشعر بإرتكابنا الإثم يوماً ..
والآن وقد حلت بنا الرزايا وألمت بنا الخطوب جزعنا ..
وكأني أرى لسان حال بعض المصابين يقول ..
ويحنا مَنْ يخرجنا من شدتنا ...؟
فقائلاً يقول تب وقائلاً يقول إستغفر ..
وآخر يقول أترك هذه وتلك..
استصعبت ترك ما أنا عليه ..
ولكن جور الألم أضناني فتركتها على مضض ..
والآن ها أنا قد تركت وفعلت كل ما طلب مني ..
إذاً لماذا لا أشفى ..
منذ شهر وأنا أعمل بالوصايا ولا فائدة تذكر ..!!
مهلاً
وهل تجتنب النواهي وتقوم بالطاعات كأنك تتناول أقراص و أشربة الدواء ..؟
هل تنتظر الشفاء وتعود لما كنت عليه من معاصي ...؟
ولِمَ نستعجل الشفاء وقد قضيناً سنيناً على المعاصي ..وتراكم علينا الكثير من الذنوب ...!!
ألا يمكن لهذه الذنوب أنها تحتاج مثلها سنيناً لتذهب ..!!
ألا نحتاج الصدق في القول والعمل ...!!
وعندما نقوم على الصالحات نستعجل ..!!
أم إننا نستعذب الذنوب ..ونستثقل العمل الصالح ...!!
ألا ننظر كم إقترفنا من ذنوب بحاجة إلى أن تمحى ..
وهل نعلم الغيب حتى نعرف ما قدر لنا وقد دفعه عنا صدقتنا وإستغفارنا ودعاؤنا..
إستغفر وتب تصدق و أدعوا وأعلم أنك على خير ..
وأعلم إن ما تقوم به ينفعك من حيث لا تدري ..
إستمر وأعلم إن همك الآخرة أن تدخلها وأنت خالي من الذنوب والموبقات ..
أستعذب الألم وقل هو في سبيل الله ..
قل إن الألم تكفير ذنوب ..والصبر عليه حسنات والحسنات يذهبن السيئات ..
توكل على الله ..
إتخذ الأسباب وتيقن من الشفاء..
ثق إنك على خير ..
وأعلم أن الله تعالى أرحم بك من نفسك..
أختكم في الله // أم سلمى
اليوم السبت// مساء
بتاريخ 13 جمادي الآخرة 1430 هـ
الموافق 6//6 2009 م