نتابع معكم أخوتي هذا الموضوع واعذرونا على الاستطراد فهدفنا الفائدة ...
من الأشياء الغريبة التي قرأتها في أعداد الصم...
" في الوطن العربي يوجد نحو عشرة ملايين منهم فضلاً عن العالم الإسلامي بل تعدادهم في العالم يزيد عن ثلاثمائة وخمسون مليون ما بين أصم وخفيف السمع حسب الإحصاءات العالمية المتخصصة . (موقع العالمية للصم) "
"""
الفرق بين ضعيفي السمع وبين الصم بالكلية ...
ضعاف السمع ...عموماً ...والذين يضعف سمعهم في الكبر على وجه الخصوص...
تختلف خصائصهم النفسية والسلوكية عن الصم بالكلية ...
إذ أن ضعاف السمع يكاد أن يكونوا طبيعين تماماً...إذا كان الضعف عندهم في حدود المقبول ...
كأن يكون الضعف في أذن واحدة ...والاخرى طبيعية تماماً ...
أو ضعف يمكن التعامل معه من خلال السماعة المكبرة للصوت ...
ولذلك ...ينصح بعض المختصين في تعليم الصم ...بأن يكون هناك فصول خاصة لضعاف السمع تختلف عن الصم بالكلية ...
وذلك لأن إمكانية تعملهم تكون عالية في الغالب ...
وإذا كان الضعف في حدود المقبول فهم يستطيعون الدراسة في المدارس العادية ....دون أي مشاكل تستحق الذكر...
شرط أن يراعوا أماكن جلوسهم في الفصل ...
"""""
مشاهد من عالم الصم ...
يحقق الصم نجاحات عالية في الأمور التي لا تحتاج لنشاط عقلي بل تحتاج لنشاط حركي أو بصري ...
فلذلك نجدهم مبدعون في بعض الهوايات والمهن ...
كالتصوير الفوتوغرافي ...والحاسب الآلي ...والنجارة ...والألعاب الرياضية الحركية بل قد يحققون مراتب متقدمة فيها.... تبارك الله ...
والصم ليسوا بالضرورة في نمط واحد من الشخصيات والخصائص النفسية والسلوكية ...
فقد يختلف بعض الصم عن بعضهم بحسب البيئة الاجتماعية والثقافية ....
ففي دول ترعاهم وتوفر لهم الأندية والجمعيات يكون الصم أقرب للأشخاص الطبيعين ....على عكس الدول المتخلفة التي لا تهتم بآدمية واحترام وتعليم السامعين ...فضلا عن الصم ...!
والصم الذين يعيشون في ظل أسرة مهتمة ومثقفة ...يختلف عن حال الصم الذين يعيشون في ظل أسرة تعتبر الإعاقة عار ينبغي إخفاؤه ...!
المشهد الأول - رجل قتل ابنه الأصم :
رجل لديه ابن أصم في أواخر الثلاثينات ولم يخرجه للاحتكاك بالعالم الخارجي بسبب ثقافة التخلف التي أثرت عليه حيث كان يكتفي بإطعامه وتنظيفه وتوفير اللباس له ...
وفجأة ....وكأنه يعيش في كوكب آخر ...
عرف أن هناك مؤسسات للعناية بالصم ...بعد أكثر من ثلاثين سنة ....فجاء به للمؤسسة ...يجره جراً لأن لا يدرك ولا يعقل ....
فما كان من الأخ المختص إلا أن قال لذلك الأب ...بما معناه ...
لقد قتلت ابنك حياً طوال هذه السنوات ...!
المشهد الثاني ولكنه طريف هذه المرة :
تزوج أحد السامعين ممن يتقنون لغة الإشارة بأخت من الصم ...
وكان هذا الأخ يحلم ...وعادة يتكلم الأسوياء في أحلامهم ...لكن صاحبنا ولأن زوجته من الصم ...
قالت له باسمة :
رأيتك تحلم الليلة ولكنك بدل أن تتكلم بصوتك ... كنت تتكلم بالإشارة ....!!!
وأذكر أني داعبته يوماً فقلت له :
كيف تعبر عن حبك الجارف لزوجتك ؟؟
فقال : أشير بشكل المسدس وأوجهه إلى رأسي ...
وهذا يعني أنا أموت فيك ...
فقلت الله يستر من هذا الحب ....القاتل !!!
وسبحان الله رزقه الله منها بابن طبيعي ...
والحمد لله ....
المشهد الثاني - المترجم (غير المؤهل) وحادثة في الحج :
يخطئ بعض أخواننا حينما يقحمون أنفسهم ...في مجال ترجمة لغة الإشارة دون يتخصصوا ... فيها بشكل جيد ...
ودون أن يأخذوا كفايتهم في التدريب ...
وبما أننا في موسم الحج ...سأقول لكم طرفة حدثت للصم أثناء أداء مناسك الحج ...
ذهب أحد المترجمين مع مجموعة من الصم لأداء مناسك الحج ...
والصم يعتبرون المترجم هو المرجعية الوحيدة لهم هناك ...!
ولكن للأسف صاحبنا لم يكن متمكنا من الترجمة ولا يفهم لغة الصم تماماً ...
وفي رمي الجمرات ...
قال لأحد الصم ...خذ الحصى واضرب هذا ...يعني الشاخص (العمود في وسط دائرة المرجم )
والأصم لم يكن يرى الشاخص بشكل جيد ...
فأراد الاستفسار ...والاستيضاح أكثر ...
فقال للمترجم مستنكراً ... أضرب هذا ؟؟!!
هذا ؟؟!!
فرد المترجم بسرعة نعم ... نعم ...
فقال له الأصم ...كما ترى ...ولم يكن مقتنعاً....!
ثم انشغل المترجم ببعض الصم الآخرين ...
وبعد برهة عاد لصاحبنا ....
فقال له انتهيت ...فأجاب نعم ...ولكن سال منه الدم !!!
فقال المترجم : عن ماذا تتكلم ...؟!!
فقال عن هذ الرجال القادم غاضباً ....
فرأى المترجم شخصاً يثعب الدم من رأسه قادم لهما وهو يتميز غيظاً....
فأخذ الأصم بسرعة وأطلق ساقيه للريح ....مهرولاً .... بعيداً عن الرجل الغاضب...!!
المشهد الثالث - الصم ....والقارئ (نعمة الحسان) و(مشاري العفاسي) والشيخ (نبيل العوضي)
رغم أن غالب الصم لا يسمعون أو سمعهم ضعيف جداً ...
إلا أنهم يحبون الصلاة خلف القارئ نعمة الحسان ويحبون أن يسمعوا تلاوته ...ويقولون بأنها تؤثر في قلوبهم جداً ...
ولعل هذا من باب إعجاز القرآن الذي تخشع له الجبال فكيف بالقلوب...
كما أن الصم يتـأثرون جداً لمشاهدة نشيدة الشيخ العفاسي ....حول الضرير الذي يشكوا لأمه ....ويحبون مشاهدتها كثيراً ...!
سبحان الله ...
وقد أكرمنا الله بأن نعقد لقاء بين الصم في مؤسستنا والشيخ نبيل العوضي في لجنة التعريف بالإسلام ...
حيث استمعوا لكلماته الطيبة ...ورأوا أعمال اللجنة الكبيرة ...
وخرجوا من هذا اللقاء في غاية السرور ...
بفضل الله عز وجل ...
"""""
وعودة إلى قصتي التي أرويها بالدرجة الأولى للعبرة والعظة ...ونريد أن نختم بها ....
فأقول .........
يتبع بإذن الله ....