تصلنا العديد من الرسائل عبر الجوال ...
رسائل متعددة ... بأنواع مختلفة
منها ما يجعلنا نبتسم أو نضحك
ومنها ما يجعلنا نفكر
ومنها ما يجعلنا نستغرب
ومنها ما يجعلنا نتجهم
ومنها ما يجعلنا نقول :
(( إنـــا لله وإنــا إلــيــه راجــعــون ))
نعم ... هاهي رسالة تصل عبر الجوال ويقال فيها
أن شقيقة الشيخ الفلاني توفاها الله ...
فأرسلنا في تعزيته
ثم يوم آخر ...
وصباح مشرق بنور الإيمان
فيرن الهاتف مجددا وفي ساعة مبكرة جدا
يا الله ... ما الأمر
تكلمني وتقول زوج شقيقتي توفاه الله
(( إنـــا لله وإنــا إلــيــه راجــعــون ))
يا الله
لم يمضي سوى الليل بين الوفاتين
فنذهب للتعزية
فنريد الهرب من هذا الحزن
فنقررالذهاب لرحلة برية ..
فيقدر الله أن يصاب لنا طفل بحادث
يا الله ... رسالة موت جديدة
ولكنه سبحانه قدر له خيرا
فعاش بخير ونعمة ...
ولكنها رسالة موت لنا أيضا
تمضي أيام ...
فنفتح المذياع
لنفاجأ بوفاة والدة المذيع بعد أن صلت الفجر
يا الله ... رسالة موت جديدة
نحاول نسيان هذه الرسائل
نريد أن نعيش ونتمتع بهذه الحياة الفانية
نذهب للعمل ...
فنسمع عن فتاة عمرها سنة ونصف توفيت أيضا
يا الله .... رسالة موت جديدة
وها هي محاضرة نسمع عنها وعندما نذهب
نتفاجأ بأنها عـــن الـــمــــوت !!!
وأخيرا وليست بالطبع آخر الرسائل
ولكنها سيدة عانت طويلا مع المرض
فتوفيت بعد أن صلت الظهر ...
ودفنت بعد صلاة العصر ...
يــا لــســـرعة المــوت والدفن و والفناء !!!
وبعدها بأيام ...
اتصال ...
هناك محاضرة ...
فقلت لها : لا تقولي إنها عن الموت !!!
فلقد بلغت نفسي اللاهية مبلغا عظيما ..
يا الله ... بالفعل رسائل عديدة تشير بأن الموت قريب !!!
فــمـــاذا أعددنـــــا له ؟؟؟
ماذا أعددت أيتها النفس اللاهية في هذه الدنيا الفانية ؟؟
ماذا أعددت للسكن الجديد ؟؟
ماذا أعددت للقبر ؟؟
هل تعتقدين أيتها النفس أن الموت سيتخطاك دوما لغيرك ؟؟
ها هي الرسائل تحيط بك دوما ... فهلا أصلحت نفسك ؟؟
هلا عفونا عن المسيء ...
هلا أحسنا الظن بالآخرين ...
هلا عملنا صالحا ابتغاء وجه الله ...
هلا ............
فيا أيتها النفس اللاهية ...
اعملي لآخرتك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه العمل ..
وتخيلي أيتها النفس سكرة الموت ...
وتخيلي كيف تغسلين وتكفنين ثم تحملين ..
للــقــبـــر
نعم .. للقبر
وهناك تبقين وحيدة لا أنيس لك إلا ما قدمتي
يا الله
يتركوني وحيدة
أبي يا من أحببته طوال عمري ...
أمي يا مهجة فؤادي ...
هل تتركوني !!!
وأنت أخي يا سندي ...
وأنتي يا أختي الحنونة ...
هل تتركوني أيضا !!!
ومن هذا ....
آه ... نعم
هو من خطبني يوما وتزوجني
ووعدني أن يبقى وفيا ...
أهذا الوفاء ... تتركني أنت أيضا !!!
يا الله ... دنيا غرورة
هذه هي الحقيقة ... الموت سيأتي لا محالة
وسيتركنا الجميع لنواجه مصيرنا
لا أب ولا أم ولا أخ ولا أخت ولا زوج ولا ولد ولا مال
فمصيبة الموت ستصيبنا جميعا ..
الصغير والكبير ..
الصحيح والمريض ..
الغـنـي والفـقـير ..
العربي و الأعجمي ..
الأبيض والأسود ..
و لن يذهب معنا إلا عملنا الصالح ...
................. وكاتبة السطور ستموت يوما فاسألوا الله لها المغفرة والرحمة .
تذرف دموعي سكآيب من تذكرت الممات
واكتم العبرات مابين الحنايا والضلوع
واستعيد العمر لحظه كيف قضيت الحياه
ياترى عمري قضيته بين سجدآت وخشوع
ضمة القبر ارهبتني خلت افكاري شتات
لفظة انفاسي ارعبتني كيف لحظآت الطلوع
منزلي بيكون حفره بين طيات الفتات
حولي تراب(ن) دفني فيه بيكون الرجوع
وارحلوا عني الحبايب واقبلوا فيني العزآه
ولابقى احد(ن) معايا يضوي بـ قربه الشموع
ما ابي منهم تعازي حكم راسي من الوفا
ولا ابي حزن وتباكي او تهليل الدموع
مطمعي منهم دعاوي تلهم النفس الثبات
صادق الدعوات تكفي من غدى حبل(ن) قطوع
كتبه / إسلامية