الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على افضل الخلق اجمعين و على آله و صحبه و ما تبعهم باحسنان الى يوم الدين:
اما بعد:
فكًَثَرَ اللغط و تعالت الصيحات حول مرمى المعبّرين فاسمعونا من الكلام اقبحه و من القول اغلظه و بات صاحب المقولة (انفاسنا دون نفسك, عرضنا دون عرضك....) و ما شابه هذه الالفاظ المعسولة اولا و الممنوعة الثانية بيد عسلها ليس صافيا نقيّا حيث لم يتخذ النّحل من الجبال بيوتا الا ما دكّا منها و لا من الشجر الاّ ما ذهب الى التنّور....
ثم لم تأكل هذه النحل من كل الثمرات غير ما ذهب لونها و اندثر بهاؤها فكانت ثمرا بمثابة قوله تعالى ( و من الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا و يشهد الله على ما في قلبه و هو الدّ الخصام)(و اذا تولىّ سعى في الارض ليفسد فيها و يهلك الحرث و النسل....)
و لذا لم يخرج من بطونها شراب متختلف الوانه فيه شفاء!!!
و الممنوعة حيث لسنا بمثابة من يُقال له مثل هذا الكلام فنحن متسوّلين على ابواب العلم تحت شعار (ربنا زدنا) فكنتُ صغيرا و ما زالتُ صغيرا .....
و ان احببتَ رؤيتي و تمنيتَ رفقتي فما عليك الا ان تفتح فاك قائلا....صغيرا...صغيرا...حتى تنقطع انفاسك و عندها تجدني هناك.........
فجاء من يعاتبني ملوّحا بحبال و عصيّ سحرة فرعون فالقينا عصا موسى عليه السلام فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون........
قال بلسان الحال...واسفاه و احزناه...علمناك فافتيتَ في سنّ المراهقة و ارشدناك فاخترتَ رشدكَ من دون مواكبة!!!
ثم اردف بلسان المقال...اليس تفسيركم هو العلم الغيبيّ؟؟؟؟ اليس تعبيركم هو الجهل الغبيّ؟؟؟
فطأطأتُ رأسي بالحسرة و النّدامة فظنها غَنِيمة فامطرتُ عندها وابلا من الحجج فأصابت مكان لبّه , و أخذ يردّ هذا و ذاك بلعلّ و قد!!!!!!!
فتلعثم لساني الصادع بما هو حقٌ فتأتَأَ بالحروف العربية و ابدلها بحروف عبريّة و خانني في موطن عزيز و بتّ لم افهم منه غير صفيره!!!
فامسكت لساني معاتبا و اودعته خلف قضبان الرباعيّة و الانياب و سمعت انينه و عويله فرقّ قلبي و افسحتُ له الحديث معزيّا فقال بحسرة بالغة و دمعة حارقة:
( ظننتني خُنتك و غدرت بك...لا و الله و انما الحرب مكيدة...و صاحبك لم يفقه العربية فلقنته درسا بالعبرية....و انهيتُ بينكما السجال...فله مناله و لك منال...و خير الكلام سلام...)
و عندها _و بعيدا عن الخيال_ اردت تدوين الحجج و البراهين و لكن نار الاسى لم يطفؤها غير عبيركم يا رياحين....
اقصد انتم يا من فتحتم دياركم و مواقعكم و باتت ديارنا و مواقعنا فاصبحنا نجول و نصول و لولا قُربكم من الله لما أُشير الينا بالبنان!!!
نعم اقصدكم يا مشرفي المواقع الاسلامية على الشبكة العنكبوتية...نعم اقصدكم انتم يا روّاد تلك المواقع....
فشددتم على ايدينا و ابليتم حيث ابلينا و اصبحت امنيتكم امانينا....
و لولا الله تعالى ثم لولاكم لما تشجعنا في المضيّ بكتابة حرف يحلّ رموز ما ترونه ليلا و يشغلكم نهارا....
فقرّبنا هذا العلم العزيز بعزّه و الغريب بين اهله بُغية تَكثِير سواد اهل التعبير و دحض شبهات اهل التعيير!!!!
و لو عددنا اسماءكم لخشينا خون العقل بما هو مطبوع و مجبول عليه...انها آفة النسيان...و لذا اخاطبكم بالجمع و اخصكم بالفرد.....
صراحة لم تطاوني نفسي القاصرة في الردّ على ذاك الشيخ خشية ان تُصبحَ مقولتنا شعارا يتغنّ بها اعداء نهجنا و منهجنا...
فلا ضير ان ينحى التلميذ جانبا من جوانب عديدة يخالف فيها شيخه و حبيبه!!!
لا ضير ان يُصبح من كان ظلّلاً مظلولا بغيره!!!!
اليك ايها الشيخ...اليكم ايها الاخوة ...اليكم ايها الاخوات:
اعيرنني سمعكم عند انطلاق لساني و كفّفوا دمعكم عند قسوة عبراتي فلو كنتم المصاب لذهبت بكم النبرات و طافت بكم كل مطاف!!!!!
لكم سؤلكم و عليّ جوابكم فبُكمكم يستعمل سمعه و عينه و صمّكم يستعمل لفظه و عينه
و عميكم عليه بالسمع و مكان النطق و غير هذ و ذاك فعليه و على الدنيا السلام....
و اعلموا ان الغيب ليس على وتيرة واحدة...فما غاب عنيّ اصبح حاضرا لديك و ما غاب عنك ربما يكون حاضرا عند غيرك....
و لذا كان قوله تعالى مادحا اولياؤه في مطلع سورة البقرة (الم, ذلك الكتاب لا ريب فيه, هدى و بشرى للمتقين, الذين يؤمنون بالغيب...)
و الغيب هنا كل ما غاب عنك من جنة و نار و عذاب و نعيم....
فهذا كله غيب عندك و لا تُصبح مؤمنا تقيا الا بعد ايمانك بعموم الغيبيات,بينما بعض هذا لم يكن بعد الاسراء بالنبي صلى الله عليه و سلم غيبا بالنسبة له صلى الله عليه و سلم.
فرأى الجنة و نعيمها و رأى النار و سعيرها و اصبح ما غاب عنه حاضرا فلم يعد ايمانه بهذه ايمانا غيبيّا....
و من الامور الغيبيّة وجود النبي صلى الله عليه و سلم فايماننا به ايمانا غيبيّا بينما صحابته الكرام لم تعد هذه الحيّثية من الامور الغيب بالنسبة لهم و لذا تبقى غيبا على من أتى بعدهم....
و قس على هذا بقية الامور...فان اتّضح لك ان الغيب يتفاوت بين زمان و زمان و يرتفع عن اناس دون اناس هان عليه مقام الرؤى و الاحلام.....
نزول الغيث من الغيب بمكان كما في اواخر سورة اللقمان ( ان الله عنده علم الساعة و ينزل الغيث و يعلم ما في الارحام و ما تدري نفس ماذا تكسب غدا و ما تدري نفس بايّ ارض تموت ان الله عليم خبير)
و لا يستوي علم الغيث و نزوله من اتقن صنعة الفلك من غيره....
بمعنى ان قائل ذا خبرة بعلوم الفلكية بنزول الغيث غدا لا يُعدّ امرا غيبيّا بالنسبة له لانه رأى بمنظاره اليدوي و قمره السماوي و كليهما من صُنع يديه ان السّحاب ذا لون اسود يحمل غيثا متّجه نحول الشمال بسرعة 77 كيلو مترا بالساعة سيصل الى قعر الوديان في يوم الاثنين عند الساعة الرابعة عصرا.....
فهذا ليس غيبا بالنسبة له حيث رأى بامّ عينه ما هو حقيقة بيد الامر يختلف مع من جحد العمل بهذا الصنعة فان قال بمقولة الاول فقد ادّعى غيبا يُعاقب عليه....
فالاول كان يحتاج ان يُردف عقب نشرته و يُنسب ذلك الى علم الله تعالى قائلا ( و الله اعلم)
لان سير هذا و وجوده اقصد السحاب ربما تتغيّر وجهته بامر من الملك فيُصبح مدّعيه كاذبا عند الناس بينما لو نسب هذا كله الى علم الله لاختلف المقال و المقام....
و تكلم شيخ الاسلام عن الكسوف و الخسوف انها ليست من الامور الغيبيّة بالنسبة لاهلها و هذا في زمانه!!!
فالحديث عن مثل هذه في الازمنة الاولى غيبا بينما الحديث عنها في وقتنا حاضرا لمن مارس صنعته و اخبر بما رآه بامّ عينيه....
معرفة الجنين من الامور الغيبيّة كما هو الحال مع نزول الغيث...
و لكن يلجأ الطبيب في تحديد جنس المولود بناء على ما تراه عينه في الاجنّة فهو يقول بمنطوق العين فيرى ذكرا و يحدّد هذا من خلال مشاهداته لصفات ذكورية فهل يُعدّ هذا غيبا؟؟؟
غيبا بالنسبة لامثالي و امثالكم ممن لم يروا ما رآه الطبيب و كذلك قبل رؤيته لتلك الصفات فهناك علم قائم لكنه يخطئ و يصيب و الله يقلّب الليل و النهار متى شاء و وقت شاء سبحانه....
و من تذوّق عسيل كلامنا المذكور آنفا ادرك ان حديث المعبّر ليس غيبا بالنسبة كونه معبّرا....
اما و الحالة هذه تختلف مع من هم دونه من الناس فلا يصح ان يقول قائل ما و يخوض في لجّ التعبير رؤياك تعني كيت و كيت و دونك قواعد و اصول...
فالاول اي المعبّر عبّر بما رآه بام عينه و مفهوم قلبه بينما الاخر اشتهى و اعمل شهيّته فالاول تكلم بما هو حاضر و حقيقة و الاخر تكلم بما هو غاب و تخيّل....
فالاول مثاب و الاخرمعاقب ملام.....
ثم لو كانت رؤيا الناس غيّبا بمجموعها و عمومها لم تكن هناك فائدة مرجوة و ثمرة محبوبة من قوله صلى الله عليه و سلم (ذهبت النبوة و لم تبق الا المبشرات....الرؤيا الصادقة يراها العبد او تَرى له...) او كما قال صلى الله عليه و سلم
ام انها الرؤيا هي على منوال واحد و طعم مختلف....فرؤيا ابراهيم عليه السلام رؤيا مثل فلق الصبح و رؤيا عمر الفاررق و قميصه رؤيا بحاجة الى فكّ الرموز....
و لذا كان ضروريا وجود المعبّر و لعدلنا عن هذا الحثّ في الوجود لو كانت رؤيا الناس كرؤيا ابراهيم عليه السلام....
فمن انكر تعبير رؤيا الاخرين فاين يجد نفسه من المبشرات؟؟؟؟
فاما ان ينكر اصل الحديث و اما ان يعلّل ذلك بفهمه الكليل....
فاولاهما على خطر عظيم و ثانيهما النجاة و النعيم...
فاختر لك ايها العبد فعلينا الارشاد و التنوير و عليك الخيار و المصير...
ثم قالوا: فهمك قاصر ما زالت الشبهة قائمة:
فطلبنا العون و المدد من الله تعالى و توكلنا عليه فقلنا:
فلنفترض نازلة نزلت بالمسلمين فكيف لكم اليها من سبيل....
لم تكن في عهد النبوة...
ليس هناك آية او حديث....
و ما اكثر النوازل و قلّة الدين!!!!!
قالوا نجتهد فنخطئ او نصيب...
قلنا قولكم قولنا فما هو الجديد؟؟؟؟
قالوا: بنينا اجتهادنا على قواعد و اصول...
قلنا: و من قال لكم ان تعبيرنا خارج الاصول؟؟؟
قالوا: حُرمة التدخين بنصٍ لا ضرر و لا ضرار
قلنا: و المرأة السوداء ثائرة الرأس بنص وباء و ضرار
ثم قالوا: فهمك قاصر ما زالت الشبهة قائمة:
قلنا: قال صلى الله عليه و سلم ( اذا رأى احدكم رؤيا يحبها فانما هي من الله فليحمد الله عليها و ليحدّث بها.....)الحديث
فقولوا لي بربكم كيف الحديث عنها و هي غامضة لم يفكّ رموزها و لم يُدرك مدلولها؟؟؟؟
قالوا: نعم فليحدّث بها كرؤيا ابراهيم عليه السلام
قلنا: كيف يحدّث بها ان كانت مثل رؤيا يوسف عليه السلام؟؟؟
قالوا: يعبّرها نبيّ كيعقوب عليه السلام
قلنا: ما قولكم بتعبير الصديق و هو دون الانبياء عليهم السلام؟؟؟
قالوا: صَحّ هذا بحضرة خاتم الرسل و الانبياء عليه و عليهم السلام
قلنا: ما هو قولكم في(اصبت بعضا و اخطأت بعضا) قوله عليه السلام
قالوا:هناك خطأ و البيان واجب و الوحي قائم و النبيّ حيّ عليه السلام
قلنا: قال الصديق فوالله لتحدثني بالذي اخطأت فقال( لا تقسم) فعليه السلام
قالوا: لا بدّ انه بيّن له مكان خطئه فهو رسول عليه السلام
قلنا: و بالقسم انتهى حديث البخاري و حديثي معكم خيره هو السلام
ايها الاخوة و الاخوات كان درسا يوم وِفق الملمّات فرأينا دحض الهفوات, خير العلوم قطف الثمرات....
ارجو ان يكون درسا واعيا و كافيا و ان اردتم المزيد فلكم بصائر المهمات....
و لولا ضيق الساعة و الساعات لكانت رسالة تقطع رؤوس اهل البدع و السئيات و لكن الصوارف و انشغال البال حالت دون ما تتمناه الانفس و الاخوات.....
و لتكن رؤيا اختنا المستبعدة قيد الامتحانات...
شرط ان تختاروا الخير و تسكتوا عن الزلات...
و اشارككم التعبير ربما اخطأ و تصيبون فك الرموز النزوات....
و اليكم رؤيا و على الله التكلان: