هل النفث والمسح جائز على كل حال أم ماذا ؟ للمدارسة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
إنه من الملاحظ أن كثيرا من الناس إذا رأيته يفعل فعلا تعبديا وسألته أين الدليل أو من تعلم من السلف فعل هذا فسيكون جوابه مباشرة إما أنه مافيها شيء أو يقول كل الناس يفعلونها أو لماذا تنكر هذا أو هذا من التشدد أو أو ...
مثاله : تراهم بعد الإنتهاء من الصلاة يرفع يديه يدعو وإذا قلنا له لايوجد رفع لليدين بالدعاء بعد الصلاة قال لا مافيها شي أو استدل بعمومات النصوص المعروفة في رفع اليدين في الدعاء أو أنت تحرم الدعاء .
مع أن شيخ الإسلام قال أن رفع اليدين بعد الصلاة بالدعاء بدعة
ولأنه ثبت أن النبي دعا ولم يرفع يديه بعد الصلاة
وبهذا أفتى شيخنا عبد العزيز بن باز رحمه الله ، ولكن لست بصدد هذا الأمر الآن .
فالأمر الذي أنا بصدده هو مانراه كثيرا من المصلين وبخاصة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة العصر والمغرب وهو أن يجمع المصلي كفيه ويقرأ فيهما ثم يمسح مااستطاع من جسده إما مرة واحدة أو يعيدها ثلاثا وقد سائلت بعضهم : فقال قائل أنا لا أفعلها إلا بعد العصر حيث أقول بسم الله الذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاثا وأمسح
مااستطعت من جسدي وكالعادة قال مستغربا ليش إيش فيها .
والآخر بعد الفجر قال أحصِّن نفسي بقل هو الله أحد والمعوذتين ..... وهكذا .
_ مع أنه أتى عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها ) ( متفق عليه ) 0
_ عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ ( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ) و ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ) ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه )
_ عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين ويقول : ( أعيذكمـا بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ) ( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه .
_ قال الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - : ( الأَوْلى أن يقرأ المسلم على أخيه بأن ينفث على جسمه بعدما يقرأ الآيات أو على موضع الألم منه وهذه هي الرقية الشرعية وإن قرأ له في ماء وشربه فكذلك أيضا ) ( المنتقى ) .
_ فالظاهر من الأدلة أنه لم يأتي هذا المسح على أي حال أو على كل حال بل جاء مقيدا عند النوم وعندما يشتكي الإنسان من وجع وغيره .
فهذا هو ما أحببت التنويه عليه ومن كان عنده من الإخوة كلام لأهل العلم في هذا الموضوع فليتحفنا فيه علَّنا نستفيد جميعا.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد