بسم الله الرحمن الرحيم
(وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ
) (النساء:100). هذه الآية كان لها سبب نزول؛ وهو: أن رجلاً كبيرًا في السن، كان يسكن في مكة بعد هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة لكنه لم يتحمل برودة الكفر في مكة وكان يتخيل الصحابة .... كيف يصلون خلف النبي عليه الصلاة و سلام وينعمون بالقرب منه وينهلون مِن الوحي المنزل عليه، بل ويتخيلهم وهم يصافحون وجهه كل يوم! فلم يتحمل أن يعيش بعيدا عن حبيبه صلى الله عليه و سلم فخرج مِن مكة إلى المدينة،قاطعا مسافة 450 كيلومترا
و هذا رجل معذور عذره الله لمرضه و لكبر سنه
وبينما هو سائر في الطريق بعد ما قطع مرحلة منه؛ إذ أدركته الوفاة، وشعر بدنو أجله ومنيته، وأنه سيموت..
فماذا فعل هذا الرجل؟
ضرب كفًا بكف، وقال:
"اللهم إن هذه بيعتي لك!
وضرب كفه الأخرى وقال:
اللهم هذه بيعتي لنبيك"!
ومات -رضي الله عنه-.
فنزلت الآية: (وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ) (النساء:100). فيا لرحمتك يا أرحم الراحمين.. ! لم يُسم، ولم يُعين له أجرًا، .. إنما قال:
(فقد وقع أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ)
وإبهام الجزاء دلالة على عظم الأجر
اللهم صل و سلم وبارك على نبينا محمد و على آله و صحبه