" فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"{102**
هذه الآية كثيرا ما تستوقفني إذ فيها العلاقة النموذجية بين الأب وابنه
هذا الأب ألا وهو " ابراهيم عليه السلام " وهو نبي مرسل رغم أن الرؤيا كانت أمرا من الله تعالى وقد كان لإبراهيم عليه السلام عدة خيارات منها
كان له أن يجره ويذبحه تنفيذا لأمر الله وطاعة له وإن قال ماذا تفعل يا أبي؟ لأجابه : صه هذا أمر إلهي .
أو يقول له علي ذبحك فقد أمرني الله بذلك
ولكنه اختار الاختيار الثالث ألا وهو أخبر ابنه بالرؤيا وناقشه وحاوره وترك له حرية اتخاذ القرار
فماذا أجاب الابن : يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ"
هذا الصبي بفطرته السليمة عرف أن رؤيا أبيه ليست كرؤيا عادية لإنسان عادي
بل هي أمر إلهي واجب التنفيذ واستجاب لأبيه
مما جعل ابنه في زمرة الصابرين المحسنين
ما أحوجنا في وقتنا هذا إلى هذه الطريقة التي يتعامل فيها الاب وابنه إلى الاحترام المتبادل إلى تلك اللغة التي تكاد تكون منعدمة
هذه الآية إنما هي إيحاءة إلهية لعباده ليبين فيها أسلوب حياة الأسرة الناجح