نقد الإعجاز المزعوم في حديث نفض الفراش
كتب : د. محمودعبدالله نجا
بقسم : شبهات و فبركات
تحت عنوان (النفض ثلاث مرات على الفراش قبل أن ننام: هذه سنه يهجرها كثير من الناس والنفض على الفراش فيه إعجاز علمي )
قال المفبركون الذين يريدون هدم قضية الاعجاز العلمى و بالتالى هدم الاسلام:
(لقد أثبت العلماء والشيوخ الأفاضل أن الإنسان حين ينام إلى فراشه يموت في جسم الإنسان خلايا فتسقط على فراشه وحينما يستيقظ الإنسان تبقى الخلايا موجوده في فراشه وعندما ينام مره أخرى تسقط خلايا مره أخرى فتتأكسد هذه الخلايا فتدخل في جسم الإنسان فتسبب له أمراض والعياذ بالله
وهذه الخلايا لا ترى إلا بمجاهر ..
حاول الغربيون حل هذه المشكلة فقاموا بغسل هذه الفرش بمواد منظفة لكن دون جدوى, استخدموا جميع المنظفات لكن لم تتحرك هذه الخلايا ..
فقام أحد العلماء الغربيون بنفض هذه الخلايا بيده ثلاث مرات.. فإذا بالخلايا تختفي . ففرح هذا العالم أنه اكتشف كيف يزيل هذه الخلايا من الفراش.. عن طريق نفض الفراش ثلاث مرات .
فرد عليه رجل مسلم ..قال إن الرسول قد قالها من قبل إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره فإنه لا يدري ما خلفه عليه .... لأن كثير من الناس يعتقد أنه ينفض فراشه ليبعد الحشرات عليها .. ).
الرد العلمي على هذا الإعجاز المزعوم
بداية ينبغي أن نعلم أن الحديث المشار إليه صحيح
(إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فِراشه بِدَاخِلة إزاره ، فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه) رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وفي رواية لمسلم (إِذَا أَوَى أَحَدُكُمْ إِلَى فِرَاشِهِ فَلْيَأْخُذْ دَاخِلَةَ إِزَارِهِ فَلْيَنْفُضْ بِهَا فِرَاشَهُ ، وَلْيُسَمِّ اللَّهَ فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ ), وفي رواية للإمام أحمد (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفضه بداخلة إزاره ، فإنه لا يدري ما حَدَث بعده) .
و لكن مع صحة الحديث إلا أنه لا يَصِحّ ما قيل مِن الإعجاز العلمي التجريبي المذكور أعلاه, بل إن الفبركة واضحة عليه وضوح الشمس للأسباب التالية :
1. هذا الإعجاز لا أصحاب له, فلا نعلم من هم العلماء و الشيوخ الذين وجدوا هذا الإعجاز, و لا نعلم من هم الغربيون الذين قاموا بالبحث, و لا ما هي الطرق الأخرى التي استخدموها لإزالة الخلايا.
2. لا يخبرنا البحث كيف تدخل الخلايا إلى جسم الإنسان, و كأن الجلد بوابة مفتوحة على مصراعيها لا حارس لها, و إذا كان الجلد يقف بالمرصاد للخلايا الحية من بكتريا و فيروسات و فطريات, فلا أعرف كيف استطاعت هذه الخلايا الميتة أن تشق طريقها هكذا ببساطة من خلال الجلد الذي وقف يتفرج عليها و لم يحرك ساكنا.
3. لم يذكر البحث ما هذه الأمراض التي تصيب الإنسان من خلايا الجلد الميتة
4. ما الذي جعل الباحث الغربي ينفض الفراش بيده, ربما كان اليأس الذي جعله يحرك يديه بلا هدف فتحقق له ما تحقق لنيوتن عندما وقعت التفاحة على رأسه فاكتشف الجاذبية, يا لها من سذاجة مفضوحة لا تمر ببساطة على المسلمين الذين قال عنهم صلى الله عليه و سلم (المؤمن كيس فطن).
5. إذا كان الحديث يقصد خلايا الجلد الميتة فكان من باب أولى أن يأمر النبي صلى الله عليه و سلم بنفض الملابس لأنها مؤكد تمتلئ بمثل هذه الخلايا في الليل و النهار, و لكن لأن الحديث ذكر الفراش وقت النوم فلم ينتبه المفبرك لمسألة الملابس, و ربما انتبه و لكن عقله المغيب فى ظلمات الكفر و الجهالة أوهمه بأن المسلمين لا يفهمون ما يقرؤون.
6. تخصيص النبي صلى الله عليه و سلم داخل الإزار دون ظاهرِه ، يتنافى مع ما قيل إنه إعجاز علمي, فلو كانت المسألة مسالة خلايا ميتة لكان يكفيه النفض بأي شيء و لو كان اليد أو ظاهر الثياب.
7. قوله عليه الصلاة والسلام (فَإِنَّهُ لا يَعْلَمُ مَا خَلَفَهُ بَعْدَهُ عَلَى فِرَاشِهِ), وفي رواية (فإنه لا يدري ما خَلَفَه عليه), يدل على أن المقصود منه ما يدخل في الفراش من الهوامّ, و ليس ما يسقط من الجسد.
7. أقوال شُراح الحديث تثبت أن مقصد حديث النبي صلى الله عليه و سلم هو دخول بعض الهوام التي لا يراها الإنسان إلى الفراش من غير أن يدرى صاحبه بذلك:
قال ابن حجر فى فتح الباري, (فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه أي لا يدري ما وقع في فراشه بعد ما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام).
و قال النووي فى شرحه على مسلم (فانه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه داخلة الإزار طرفه ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل فى يده مكروه ان كان هناك).
هل يوجد إعجاز علمي حقيقي بالحديث؟
قال ابن حجر فى فتح الباري, (فإنه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه أي لا يدري ما وقع في فراشه بعد ما خرج منه من تراب أو قذاة أو هوام).
و قال النووي فى شرحه على مسلم (فانه لا يعلم ما خلفه بعده على فراشه داخلة الإزار طرفه ومعناه أنه يستحب أن ينفض فراشه قبل أن يدخل فيه لئلا يكون فيه حية أو عقرب أو غيرهما من المؤذيات ولينفض ويده مستورة بطرف إزاره لئلا يحصل فى يده مكروه ان كان هناك).
هل يوجد إعجاز علمي حقيقي بالحديث؟
أقول و بالله التوفيق نعم, فالنبي صلى الله عليه و سلم يعلم الأمة الأمور الآتية:
1. يثبت الحديث علم النبي صلى الله عليه و سلم بأن هناك من مخلوقات الله ما لا نراه بالعين المجردة مما قد يأوي إلى الفراش و يصيبنا بالأذى و نحن لا نشعر قال تعالى (فلا أقسم بما تبصرون و ما لا تبصرون), و من ذلك ذرات التراب المحملة بالجراثيم و بعض الحشرات التى تكاد تراها العين بصعوبة كبق الفراش (صورة 1) الذي يقوم بمص دماء الضحية و نقل الأمراض إليها و ربما سبب حكة شديدة بالجلد, و من تلك الحشرات أيضا حشرة عث الغبار (صورة 2) التى لا تستطيع أن تراها العين المجردة. و يبلغ طول حشرة العث من 0،2 الى 0،3 ملم ولها ثمان ارجل، وتتغذى على الخلايا الميتة من جلد الإنسان والحيوان، وتعيش فقط لشهر واحد، وتضع الأنثى من 20 -30 بيضة في كل مرة، وتزداد أعداد العث إذا وجد الطعام المناسب، درجة الحرارة المناسبة والرطوبة العالية (%50 -80). يترك جميع الناس وراءهم كثيراً جدا من القشور الصغيرة من الجلد في السرير، تتغذى عليها ألاف من العث ولعدة أجيال ولذلك تتواجد دائما في غرف النوم خاصة السرير ومتعلقاته والسجاجيد. و هذه الحشرة تتسبب فى حساسية شديدة للإنسان قد تصل الى حد الربو الشعبى.
(صورة 1: بق الفراش بعد التكبير)
(صورة 2: عث الفراش بعد التكبير)
2. يعلمنا صلى الله عليه و سلم كيف نتقى هذا الأذى بصورة طبية تحفظ على الإنسان صحته, فأمره باستعمال داخلة الإزار بدلا من اليد حتى لا تتلوث يده قبل أن ينام فربما وضعها على أنفه أو فمه و هو لا يشعر.
3. الأمر باستعمال داخلة الإزار بدلا من ظاهر الثياب حفاظا على نظافة المظهر.
4. ربما يكون فى الحديث من المعجزات التى لم يكتشفها العلم بعد,