موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > قضايا وآراء ووجهات نظر المعالجين بالرقية الشرعية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 03-04-2007, 02:16 PM   #1
معلومات العضو
الخزيمة
إشراقة إدارة متجددة

Thumbs up ( && شارك في حملة [ المليون ] ضد اصحاب الفكر الخبيث المريض المنحرف && ) !!!

بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المصطفى المختار كلما اضاء الليل واقبل النهار وصلى اللهم على الصحب الاخيار الاطهار وعلى من تبعهم الى يوم الدين يوم تفجر الانهار وبعد :

ايها الاخوة والاخوات : حملة شنيعة ومريعة لا يعرف خطورتها الا من تتبع الكلام والاخبار ورأى مغازي الناس وعايشهم وسمع منهم هذه الحملة قديمة قادها دعاة فكر مريض وخبيث ضد اهل السنة والجماعة بقصد ابعاد الناس عن منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الحملة قد تلونت بالوان عدة منها انكار احاديث الاحاد فطعنوا باحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام ومن حملاتهم كثير ولكن وفي هذه الايام خرجت علينا شرذمة قليلة ارتدت ثوب زرو للاسلام باهداف خبيثة ترمي الى تجهيل وتفسيق اعلام الامة من السلف الصالح ورميهم بالدجل والخرافة من اجل اقصاء الناس عن مثل هولاء العلماء الربانين الذين جعلهم الله سبحانه وتعالى منارا سبيلا لمن بعدهم يتأسون باقوالهم المتابعة لسنة نبيهم عليه السلام بتصديق الصحابة لها والتابعين من بعدهم .

هذه الحملة قادها دعاة فكر خبيث ومريض منذ زمن وقد قيض الله سبحانه وتعالى من اهل العلم وطلابه من يرد عليهم وعلى افترائتهم وجهلهم المركب باحاديث نبينا عليه السلام وهذه الدعوة الخبيثة هي نشر فكرة ان الجن لا يتشكل وليس به دليل وان هذا كله دجل وشعوذة وضرب من السحر والخيال كما انهم قد رصوا صفوفهم وبداءو بنشر فكرة اخرى وهي انكار دخول الجن للانس زعما منهم ان هذا ليس به دليل منكرين ما اتفق عليه علماء اهل السنة في هذا بل ولم يخالف من اهل السنة احدا الا من تأثر بالرافضة الخبيثة والمعتزلة وتبعهم بعض مخانيث المعتزلة وسبقهم بها القدرية لذا ومن باب حبنا لاحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعنا له وللصحابة والتابعين كان لازما علينا ان نحارب هولاء القوم وذلك بنشر منهج رسول الله واثباته لهذا الامر الذي هو محسوم عند الصحابة والتابعين لهم واهل السنة كذا فاحببت ان اذكركم بحبنا لرسولنا عليه السلام ولازام كل مؤمن بالله ومتبعا لسنة نبيه عليه السلام نشر هذا المنهج ونشر ان مسئلة تشكل واعتداء الجن على الانس من المسائل المقررة لدى اهل السنة قاطبة ولم يخالف فيها الا مريض في عقله او متأثر بمنهج اهل البدع او متبع للهوى او محارب لاهل السنة فلا يغرنكم ما ينشرونه بين اوساط عوام الناس لذا لا بد من حملة ضد هولاء القوم واسميتها في المرحلة الاولى حملة المليون ضد اصحاب الفكر المريض لذا شارك برأيك ان لم تكن من اصحاب الفكر المريض كما اني اضع ملاحظة مهمة وهي ان اصحاب الفكر المريض لا يسمح لهم بالمشاركة وان شاركوا فهذا من قلة الادب واني اهيب بكل المنتديات نشر فكرة المليون ضد اصحاب الفكر المريض وان لا يجعل لهولاء القوم المشاركة في فكرتنا لانهم عمدوا نشر فكرهم المريض وان أي صاحب مشاركة من اصحاب الفكر المريض سوف تحذف مشاركته اسال الله العظيم لي ولكم التوفيق كما اساله ان يهدي اصحاب الفكر المريض لسنة نبينا صلى الله عليه وسلم واعلم يا حفظك الله ان هذا واجب عليك فانتبه وفي المشاركة الثانية باذن الله سأضع لكم معاشر اهل السنة الادلة على تشكل الجن وصورهم والادلة على اثبا صرع الجن للانس وصلى الله على نبينا محمد وعلى اصحابه اجمعين
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 03-04-2007, 02:35 PM   #2
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

بارك الله بك اخي الفاضل الخزيمة ولا فض فوك
هي بالضبط المداخل التي يسعون خلالها للتشكيك بأمور محسومة

قبل عدة سنوات كنت وقتها في ايام الجامعة انتشر قول بشكل كبير جدا من طبيب نفسي معروف بأن دخول الجن في بدن الانسي هي خرافة وان هذا يحدث بسبب امراض نفسية انفصام او ازدواج ولا علاقة لهذه الخرافة بأي أساس من الصحة !!!!!

انتقل هذا الفكر كالنار في الهشيم وبدأ الجميع يتحدثون عن ان من يدعي دخول الجني في بدن الانسي او حديث الجن على لسان الانس انما يسعون الى استغلال الناس ماديا وفكريا وترويج الخرافات ( وذلك طبعا قياسا على رأي من يحمل سلاح العلم والدكترة والعبقرية !!!!!!! ، وليس قياسا على امور شرعية محسومة )

ولا اخفي ابدا انني كنت في تلك السنين اخاف من ان اذكر اسم ( جن ) !!! واخاف من ان افكر فيهم رغم ايماني بوجودهم
ولكنه الخوف وثقافة التعتيم بذريعة الحذر والجهل أسلم والتي تبعدنا عن امور من المفروض ان نعرفها لأننا نتعايش معها

فهم شركاؤنا على الارض ولو كنا على مستوى من الثقافة الدينية وقتها لما استمع احد الى اقوال هذا الدكتور او ذاك البروفسور

ولكنه الجهل الذي يجعلنا نميل الى تصديق ما يقولون لأننا نحاول ان ننسى ونفضل ان نجهل اي شيء يخص الجان
ومسألة تخيل فكرة انهم يدخلون في بدن الانسان كانت مسألة مثيرة للرعب والخوف والقلق خاصة عند الجاهلين امثالنا.

هو الجهل الذي يجعلنا نغطي رؤوسنا بالتراب كالنعام حتى لا ندرك الخطر المدروس بدقة من اين يداهمنا

وهي سياسة التخدير والتعتيم التي تخطو خطوات حثيثة مدروسة ومنتقاة بعناية لابعادنا عن قالب ديننا وجوهر عقيدتنا


متى يأتي اليوم الذي تنفض فيه الامة الاسلامة وتلفظ غبار الجهل والتخلف عن نفسها وتفتح عيونها وعقولها وتصحو من خدرها المتواصل لمواجهة هذا الخطر الداهم الذي ينهال علينا بقوة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


اننا دون الثقافة الدينية والاطلاع المهم على كتب الدين والسنة وبتفصيل فلا نملك من العلم شيئا بأمور ديننا تساعدنا على الفصل في كل قول نسمعه ......
ثم نترك اذاننا للانصياع وراء من يبهرنا بأقواله واختراعاته و بشهاداته وعلمه

وما هو الا مسخ بشري يلبس شبح العلم والثقافة الواهية التي ما هي الا ادراج رياح اذا لم يرافقها علم اكبر في امور الدين والشرع والعقيدة

ذاك هو والله " الجهل المقَّنع "

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-04-2007, 11:25 AM   #3
معلومات العضو
طلعت

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
.. إن للجن والشيطان طرق عديدة فى إصابة بنى آدم ليس هذا من خلال الطريق المتعارف عليها من مس وسحر وحسد وإن كان الجميع يؤمن بها ولكن حسب رؤيته الخاصة فى مايعتقده من رؤية تقف عند حد الاصابة بدون دخول الجنى او الشيطان فى جسد الانسان .
..فلو تتبعنا الاحداث المتوارثة نجد ان غالبية الناس من واقع الاحداث الناجمة عن هذه الاصابة هى اقوى للتقبل فكرة الاصابة... بل وبتيقن تام ...أما من خلال دراسة وعلم فان الفكر يقف فى حيرة من أمره بين التخبط للميل إلى إمكانية السماع بتلك المؤشرا, كونها واردة فى الكتب السماوية ولكن عند التمعن والتعمق فى الزيادة على ذلك بامكانية الدخول والمثول فى الجسد وترك أثار لامراض وغموض يعجز العلم عن التوصل لحل ألغازها يتجمد الفكر وصاحبه امام عظمة خلق الله والانسان..... ليس هذا جهلاً وإن كان من يجمع فى طياته إشتراكاً من رجال العلم والشرع و أُناس يستهدفون الدين بدراية تامة ويغرسون الظلال والفكر الجحيم فى اواسط المسلمين ليس إلا عوننا وتراضٍ لاخادمهم اللعين إبليس ,لعنة الله عليهم وعليه أجمعين .
..ولكن إننى لم أسمى من أصابهم هذا الجمود الفكرى بالجهل كون منهم من هو على علم وثقافة عالية فى إمور دينهم وبل قد يصل إلى مكانة العالم الذى يفيض العلم من حوله بامور شتى....فليس هذا غريباً او فاجعتاً لا... إن فى بداية حديثى أشرت إلى طرق متعددة للاصابة لبنى البشر ,وهذا لا يعنى إن إصابتهم إن لم تكن من الاصابات المتعارفة والمتداولة بين الناس يكون الامر خالٍ تجاههم فان لابليس اللعين سهام مخصصة تصيب العالم قبل الجاهل وإن لم يكن فى جسده بل فى تشككه فى علمه الوفير .فيمكننى أن اسميها بنزغة إبليس الفكرية والتى تصيب بالدرجة الاولى أصحاب الفكر من رجال الدين ,فياتى ذلك توافقاً مع الجهلة والعلمانيين ومن تقيد بفكرهم من عامة الناس والذى لا يجعل فى عقله سِعة لامكانية التوصل إلى علمه من خلال وحيه الايمانى والربانى وإستنباط نفحات الوعى الايمانى ومقاومة الفكر الشيطانى والتى ليس أحداً فى عصمة من أمرها .
..فاننا نؤمن بوجود الجن والسحر و إمكانية الاصابة به, ولكن العقل لا يستوعب ان تكون أنت ممن يصيبهم هذا الامر ,ولو كنت فى معرفة ان حفنة التراب هذه المعمولة لسحرك ممكن ان تغير مجرى حياتك... فلربما تتمسح بها وتتجاهل حدوث ذلك من عدم وجود شىء فى هذا التراب !؟ فاين مفهومك السابق لامكانية تقبل إصابتك بالسحر والذى انت مؤمن به !!؟؟ ...فكيف إذا نحن نتحدث عن الجن والشياطين , وكيف لنا ان نربط بان الجن والشياطين هم فى خدمة هذا السحر والذى تؤمن به ولا تتقبل إصابته لك!!؟؟
..إننا هنا نتحدث عن إمور غيبة ولكن بوحى الايمان والسير على سنة ونهج الحبيب محمد صلوات ربى وسلامى عليه... وزيادة على تجارب واحداث من صار على هديهم ...يبقى الامر غير قابل لتصور العقلى والبحث فى وجود هذا التشتت الفكرى ,بل والامر يزداد خطورة إذ يتعداه لنشر هذا الفكر المصاب من أشخاص باصابتهم ... بنزغة إبليس الفكرية ... فاننى إذ أؤكد بان هذا يتطلب جهد حتى الرجوع إن لم يتوقف عند هذا الحد الؤسف والذى يخلتلط أهدافه مع أهداف أعدائه وأعداء الدين ,ليتم التأكل به كما تأكل النار الهثيم و لو نظرت لجوفهم وجده عقيم من الفكر والبحث الجاد حتى الاستفادة والزيادة على تأصيل محملهم الدخيل من عدوا الله وعدوهم .
بارك الله فيكم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-04-2007, 06:25 PM   #4
معلومات العضو
الخزيمة
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

الاخ طلعت بارك الله في اطلالاتك وعبارتك واحسن الله اليك والاخت فاديا لا اقول لك الا اني اسال الله ان تكوني من ورثة الفردوس
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 04-05-2007, 08:19 AM   #5
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( الخزيمة ) ، لا نرد على أمثال هؤلاء الأدعياء إلا بالقول لأننا أخذنا على عاتقنا حمل أمانة هذا العلم ، ومن الثمار العظيمة لحمل أمانة الدعوة وتبليغها وإيصال رسالتها ، الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة ، ولن يكون ذلك إلا بالتمسك بأهداب الشريعة ، والسير بخطاها ، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة :

* عن جبير - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أبشروا ، فإن هذا القرآن طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم ، فتمسكوا به ، فإنكم لن تهلكوا ، ولن تضلوا بعده أبدا ) ( صحيح الجامع 34 - السلسلة الصحيحة 713 ) 0


* وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم شيئين ، لن تضلوا بعدهما : كتاب الله ، وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض ) ( صحيح الجامع 2937 - السلسلة الصحيحة 1761 ) 0


قال المناوي : ( أي أنهما الأصلان اللذان لا عدول عنهمـا ولا هدى إلا منهما ، والعصمة والنجاة لمن تمسك بهما واعتصم بحبلهما ، وهما الفرقان الواضح والبرهان اللائح بين المحق إذا اقتفاهما والمبطل إذا خلاهما فوجوب الرجوع إلى الكتاب والسنة متعين معلوم من الدين بالضرورة ، لكن القرآن يحصل به العلم القطعي يقينا وفي السنة تفصيل معروف والمحصول مبسوط في الأصول ) ( فيض القدير - 3 / 241 ) 0

قلت : ولفظ العصمة هنا على تقييده دون إطلاقه ، بسبب أن العصمة لا تكون لأي إنسـان مهما تمسك بها إلا الأنبياء ، وهذا مراد العلامة المناوي - رحمه الله - 0

* وعن العرباض بن سارية – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن أُمِّر عليكم عبد حبشي ، فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين ، تمسكوا بها، وعضوا عليها بالنواجذ [ النواجذ : أقصى الأضراس ، وهي أربعة في أقصى الأسنان بعد الأرحاء ، وتسمى ضرس الحلم لأنه ينبت بعد البلوغ وكمال العقل ، وقيل النواجذ التي تلي الأنياب ، وقيـل هي الأضراس كلها نواجذ – لسان العرب – 3 / 513 ] ، وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ( صحيح الجامع 2549 ) 0


قال المباركفوري : ( " وإن عبد حبشي " أي وإن تأمَّر عليكم عبد حبشي كما في رواية الأربعين للنووي أي صار أميرا أدنى الخلق فلا تستنكفوا عن طاعته ، أو لو استولى عليكم عبد حبشي فأطيعوه مخافة إثارة الفتن 0 قال الخطابي : يريد به طاعة من ولاه الإمام عليكم وإن كان عبدا حبشيا ، ولم يرد بذلك أن يكون الإمام عبدا حبشيا 0 " وإياكم ومحدثات الأمور الخ " 0 قال الحافظ ابن رجب : والحكم فيه تحذير للأمة من اتباع الأمور المحدثة المبتدعة ، وأكد ذلك بقوله : " كل بدعة ضلالة " والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة ، فقوله صلى الله عليه وسلم : " كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين ، وأما ما وقع في كلام السلف من استحسان بعض البدع فإنما ذلك في البدع اللغوية لا الشرعية ، فمن ذلك قول عمر - رضي الله عنه - في التراويح : ( نعمت البدعة هذه ) وروي عنه أنه قال : إن كانت هذه بدعة فنعمت البدعة 0 ومن ذلك أذان الجمعة الأول زاده عثمان لحاجة الناس إليه وأقره علي واستمر عمل المسلمين عليه ، وروي عن ابن عمر أنه قال : هو بدعة 0 ولعله أراد ما أراد أبوه في التراويح انتهى ملخصا " فمن أدرك ذلك " أي زمن الاختلاف الكثير " فعليه بسنتي " أي فليلزم سنتي " وسنة الخلفاء الراشدين المهديين " فإنهم لم يعملوا إلا بسنتي فالإضافة إليهم ، إما لعملهم بها أو لاستنباطهم واختيارهم إياها قاله القاري 0 وقال الشوكاني في الفتح الرباني : إن أهل العلم قد أطالوا الكلام في هذا وأخذوا في تأويله بوجوه أكثرها متعسفة ، والذي ينبغي التعويل عليه والمصير إليه هو العمل بما يدل عليه هذا التركيب بحسب ما تقتضيه لغة العرب ، فالسنة هي الطريقة 0 فكأنه قال : إلزموا طريقتي وطريقة الخلفاء الراشدين ، وقد كانت طريقتهم هي نفس طريقته ، فإنهم أشد الناس حرصا عليها وعملا بها في كل شيء 0 وعلى كل حال كانوا يتوقون مخالفته في أصغر الأمور فضلا عن أكبرها 0 وكانوا إذا أعوزهم الدليل من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عملوا بما يظهر لهم من الرأي بعد الفحص والبحث والتشاور والتدبر ، وهذا الرأي – عند عدم الدليل – هو أيضا من سنته لما دل عليه حديث معاذ لما قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : بما تقضي ؟ قال : بكتاب الله 0 قال: فإن لم تجد ؟ قال : فبسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم 0 قال : فإن لم تجد ؟ قال : أجتهد رأيي 0 قال : الحمد لله الذي وفق رسول رسوله أو كما قال 0 وهذا الحديث وإن تكلم فيه بعض أهل العلم بما هو معروف فالحق أنه من قسم الحسن لغيره وهو معمول به وقد أوضحت هذا في بحث مستقل 0 فإن قلت : إذا ما عملوا فيه بالرأي هو من سنته لم يبق لقوله وسنة الخلفاء الراشدين ثمرة 0 قلت : ثمرته أن من الناس من لم يدرك زمنه صلى الله عليه وسلم وأدرك زمن الخلفاء الراشدين أو أدرك زمنه وزمن الخلفاء ولكنه حدث أمر لم يحدث في زمنه ففعله الخلفاء ، فأشار بهذا الإرشاد إلى سنة الخلفاء إلى دفع ما عساه يتردد في بعض النفوس من الشك ويختلج فيها من الظنون 0 فأقل فوائد الحديث أن ما يصدر عنهم من الرأي وإن كان من سنته كما تقدم ولكنه أولى من رأي غيرهـم عند عدم الدليل 0 وبالجملة فكثيرا ما كان صلى الله عليه وسلم ينسب الفعل أو الترك إليه أو إلى أصحابه في حياته ، مع أنه لا فائدة لنسبته إلى غيره مع نسبته إليه ، لأنه محل القدوة ومكان الأسوة 0 فهذا ما ظهر لي من تفسير هذا الحديث ولم أقف عند تحريره على ما يوافقه من كلام أهل العلم ، فإن كان صوابا فمن الله وإن كان خطأ فمني ومن الشيطان وأستغفر الله العظيم 0
" عضوا " بفتح العين " عليها " أي على السنة " بالنواجد " جمع ناجدة وهي الضرس الأخير ، وقيل هو مرادف السن ، وقيل هو الناب 0 والعض كناية عن شدة ملازمة السنة والتمسك بها فإن من أراد أن يأخذ شيئا أخذا شديدا يأخذه بأسنانه ، أو المحافظة على الوصية بالصبر على مقاساة الشدائد كمن أصابه ألم لا يريد أن يظهره فيشد بأسنانه بعضها على بعض ) ( تحفة الأحوذي - باختصار - 7 / 366 - 368 ) 0

ولذلك عندما ناقشت المسألة نقاشاً علمياً شرعياً موضوعياً منتأنياً توصلت للنتائج التالية :

أولا : إن مسألة صرع الجن للإنس من المسائل المقررة عند علماء أهل السنة والجماعة :

وقد نقل غير واحد من أثبات أهل العلم اتفاق أهل السنة عليها ، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى ( 19 / 9 ، 32 ، 65 - 24 / 277 ) ، وابن القيم في " زاد المعاد ( 4 / 66 ، 67 ) و " بدائع التفسير " ( 5 / 435 ، 436 ) و " وإغاثة اللهفان " ( 1 / 132 ) و " الطب النبوي " ( ص 68 – 69 ) ، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " ( 1 / 334 – 2 / 267 ) ، والطبري في " جامع البيان في تأويل القرآن " ( 3 / 102 ) ، والقرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " ( 3 / 230 ، 355 ) ، والألوسي في " روح المعاني " ( 2 / 49 ) ، والقاسمي في " محاسن التأويل " ( 3 / 701 ) ، وابن عاشور في " تفسير التحرير والتنوير "( 3 / 82 ) ، والفخر الرازي في " التفسير الكبير( 7 / 89 ) ، ومحمد رشيد رضا في " تفسير المنار " ( 8 / 366 ) ، والحافظ بن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 342 – 10 / 115 ، 628 ) ، والنووي في " صحيح مسلم بشرح النووي"( 1 ، 2 ، 3 / 477 – 13،14،15 / 331 – 16،17،18 / 102 ، 415 ) ، والشبلي في " آكام الجان " ( ص 114 – 115 ) ، وعبدالله بن حميد في " الرسائل الحسان في نصائح الإخوان " ( ص 42 ) ، والشوكاني في " نيل الأوطار " ( 8 / 203 ) ، وابن حزم الظاهري في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " ( 5 / 14 ) ، وبرهان الدين البقاعي في " نظم الدرر " ( 4 / 112 ) ، ومحمد الحامد الحموي في " ردود على أباطيل " ( 2 / 135 ) ، وابن الأثير في " النهاية في غريب الحديث " ( 2 / 8 ) ، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 590 – 591 ) ، وابن منظور في " لسان العرب " ( 9 / 225 ) ، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة ( حديث 2918 ، 2988 ) ، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – في رسالة مشهورة ومتداولة ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين في " مجموع الفتاوى " ( 1 / 156 – 157 ، 299 ) ، والشيخ أبو بكر الجزائري في " عقيدة المؤمن " ( ص 230 ) ، والشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – في " العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة " ( ص 23 ) 0

وأذكر في سياق هذه المسألة كلاماً جميلاً لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث سئل عن حقيقة وأدلة أن الجن يدخلون الإنس ، فتراه يضع النقاط على الحروف ويجيب – حفظه الله – بالآتي :

( نعم هناك دليل من الكتاب والسنة ، على أن الجن يدخلون الإنس ، فمن القرآن قوله – تعالى - : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) قال ابن كثير - رحمه الله - : " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ، وتخبط الشيطان له " 0 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) 0
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة : " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع " 0 واستدل بالآية السابقة 0
وقال عبدالله بن الإمام أحمد : " قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه )0
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة ، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف ، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك ) ( مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين - 1 / 293 ، 294 ) 0

ثانيا : الأدلة النقلية في هذه المسألة متعددة :

فظاهر القرآن ، وصريح السنة الصحيحة يؤكدان حصول ذلك ، وكذلك آثار السلف الصالح ، وقد تم إيضاح ذلك سابقا 0

ثالثا : لم ينقل الخلاف في هذه المسألة إلا عن بعض أفراد الرافضة والمعتزلة ، أو من تأثر بعقيدتهم ومنهجهم من المنتسبين إلى أهل السنة ، وهم ندرة 0

رابعا : يلاحظ من كافة النقولات المذكورة خاصة ما نقله صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " هو تحكيم العقل في تقرير المسائل وإصدار الحكم عليها :


ولا يخفى على كل مسلم أن هذا الاتجاه يخص أصحاب المدرسة العقلية " الإصلاحية " ، ومن روادها جمال الدين الأفغاني ومحمود شلتوت ومحمد عبده 0

ولا ينكر مسلم قط أهمية العقل بالنسبة للإنسان ، فالحق جل وعلا خاطب العقل في كثير من الآيات المحكمات ، إلا أنه لا يجوز مطلقاً أن يترفع الإنسان بعقله فوق الأمور المادية المحسوسة ليخوض في قضايا غيبية لم ولن يصل إليها وإلى طبيعتها وكنهها مهما بلغ من العلم والمعرفة ، فقضايا الغيب تقرر من خلال النصوص النقلية الصحيحة ، وليس لأحد كائن من كان أن يدلو بدلوه في هذه المسائل دون الدليل النقلي الذي يؤكد ذلك ، والعقل الصريح لا ينكر أيا من مسائل الصرع والسحر والعين ، بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها فعلاً 0

خامسا : أما أن يقال بأن " الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر " فهو كلام باطل :

فالعلاقة بين الجن والإنس علاقة قد تؤثر فيها الماديات لكلا الطرفين ، والأدلة والشواهد من السنة الصحيحة تؤكد ذلك ، فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك – أي الابعاد والطرد - بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( صحيح الجامع 2108 ) ، وفي رواية : ( فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه ) 0

يقول الإمام الماوردي في كتابه " أعلام النبوة " في معرض الحديث عن الجن والشياطين ، رادّاً على من أنكر خلق الجن 0 وقد بنى ردّه على شيئين : البرهان النقلي والبرهان العقّلي لمن لم يؤمن بالنصوص الشرعية ، وهو بحث قيم حرصت على ذكره لارتباطه بهذه الجزئية ، قال - رحمه الله - : ( الجن من العالم الناطق المميز ، يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون ، وأشخاصهم محجوبة عن الأبصار وإن تميزوا بأفعال وآثار 0 إلا أن يختص الله برؤيتهم من يشاء ، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الإلهية ، وما تخيلوه من آثارهم الخفية ) ( نقلاً عن كتاب " حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة " للمؤلف الأستاذ " محمد علي حمد السيدابي " – ص 12 ) 0

ومن هنا فإن علماء الأمة يقررون الآثار المادية بين عالم الإنس وعالم الجن ، وبالتالي فإن علاقة الجان بالإنسان قد تتعدى الدخول والتلبس ؛ لتصل إلى الإيذاء ، والمس ، والصرع ، والخطف ، والقتل ، وغيره ، لا سيما أن التجربة تعضد ذلك ، وهي خير شاهد عليه 0

يقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( الاتصال بين الجن والإنس اتصال من نوع خاص ، يختلف فيه عن الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان ، بل هو اتصال يناسب طبيعة كل منهما ، وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية 0 والجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنس ، ضرورة أن يكون لكل إنسي شيطاناً وهو قرينه من الجن كما ورد في الحديث ، وهم على هذا يحضرون جميع أحواله وتصرفاته ، لا يفارقونه إلا أن يحجزهم ذكر الله تعالى 0
والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 ) 0

سادسا : ليس مع المنكرين لتلك المسائل سواء كانت متعلقة بالصرع أو السحر أو العين ، سوى شبهات عقلية واهية ، وحجج نظرية متهاوية :

وإذا أمعنت النظر في أحد الكتب التي تطرقت لهذا البحث وهو كتاب " الأسطورة التي هوت " للكاتب حسان عبدالمنان لا تجد منطلقاً ومنهجاً صحيحاً في الحكم على الأحاديث ، ولا تجد اتباع مسلك العلماء في النقد والتجريح ، ومن ذلك قوله : ( أن تكون النصوص الحديثية ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها ، ولا تصلح بمجموعها أن تتقوى ، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها ، ولأن قسماً منها نشأ من خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها ) 0

ولو تتبعت المنقول في هذا الكتاب – أعني الأسطورة - لوجدت قصصاً صيغت بأسلوب يثبت للقارئ ، بأن موضوع الصرع وما يدور في فلكه من أمور أخرى ، هي عبارة عن أوهام وخرافات وأساطير ، ولا أشك مطلقا بأن من استشهد بهم الكاتب من معالجين على أصناف ثلاثة : الأول : صنف نسجه الكاتب من وهمه ومخيلته ، والثاني : جاهل لا يفرق بين أساسيات الرقية الشرعية كحال كثير من المعالجين اليوم ، والثالث : صنف أغوته الجن والشياطين ولبّست عليه في عقله وقلبه ، حتى أصبح لا يدرك ما يقول ، بل وصل به الأمر فتجرأ على علماء الأمة وأفذاذها ، كحال صاحبنا هذا ، وانظر إلى ما يقول : ( وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليد لمن سبقهم ، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه ) 0

وقال : ( وذهب جمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع ، والمعنى : لا يقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0
والواقع أن هذا التفسير بعيد ، ولا يعرف المس بهذا المعنى !!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس ، لما وجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة ، ويقول أيضاً : ( ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحة والأحداث الواردة عند بعض السلف ، والتي لم تثبت صحتها ) ، وقوله أيضاً : ( يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم ، أو بصب ماء حار ، أو بقتلٍ ونحو ذلك ، دون أن يشعروا ، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00 ثم يقول : وهذا مردود لأسباب ، منها : أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك ، ومنها أن الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر ) 0

سابعا : ومن لم توجد لديه القناعة في إثبات تلك المسائل ، فله الحق في التوقف في إثباتها حتى يتبين له الحق :

أما اللجوء إلى أسلوب الإنكار والنفي وتجاوز ذلك لحد عدم إثبات ذلك للإسلام أو نفيه مطلقاً ، فهذا لا يجوز قطعاً ، وليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أو يرده 0

ثامنا : أما مسألة كلام الجني الصارع على لسان المصروع فلم أقف على دليل شرعي معتبر يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي ، وإن لم أر ما ينفيه لا عقلا ، ولا نقلا :

وقد ورد ذلك عن بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، ولكن لا بد أن يضبط الأمر بما تقتضيه المصلحة الشرعية وفق القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) ، مع مراعاة الأمور الهامة التالية :

1)- عدم الخوض في الأمور التي لا فائدة من ورائها 0
2)- التركيز على الجانب الدعوي بالنسبة للجن وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم 0

ومن هنا يتضح جليا جواز الخوض في بعض الأمور المتعلقة بالعلاج والتي تهم المعالِج وترفع الظلم عن المريض ، شريطة أن يكون المعالِج على قدر من العلم الشرعي بحيث يوازي بين المصالح والمفاسد ولا يؤدي مثل ذلك الحوار إلى أية مفاسد أو أضرار شرعية ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة هذه المسألة في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) تحت عنوان ( الحوار مع الجن والشياطين ) 0

تاسعا : الرقى الشرعية الثابتة هي قراءة القرآن المجملة بعموم نصوصه ، أو المفصلة بالآيات والسور الوارد فضلها في السنة المشرفة وآثار السلف الصالح ، أو الأدعية والتعاويذ المأثورة 0

عاشرا : لجأ كثير من المعالجين بالرقية الشرعية إلى إضافة أمور كثيرة متعددة :


ومن هذه الأمور ما له أصل في الشريعة أو مستند لبعض علماء الأمة الأجلاء ، إلا أنه استخدم بطريقة خاطئة وغير صحيحة ومن تلك الأمور تخصيص قراءة آيات معينة وبكيفيات مختلفة أو الضرب والخنق وحوار الجن والشياطين ونحو ذلك من أمور أخرى ، ومنها ما ليس له أصل في الشريعة ولا يوجد له مستند قولي أو فعلي لعلماء الأمة ، ومن ذلك ما ذكرته مفصلاً في كتابي ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، كل ذلك أدى من قبل البعض لإنكار هذه التزايدات – وهذا حق - ، ولكن أداه ذلك إلى إنكار أصل المسألة – بغير حق - ! 0

حادي عشر : إن العلوم الطبية قديمها وحديثها ليس فيها ما ينفي – من الناحية العلمية المحضة – إمكانية وقوع التلبس أو المس أو الصرع :

بل على العكس من ذلك تماماً فقد أكد علماء الغرب والمتخصصين في مجالات الطب المتنوعة إمكانية حصول ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم العودة إلى المبحث التاسع من كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( موقف الأطباء في العصر الحديث ) ليعلم حقيقة ذلك ، وليس مع الفئة التي أنكرت هذه المسائل إلا النفي المجرد ، وهذا باطل !! ، وأما المثبتون : فلعموم الأدلة الشرعية ، ولوقائع التجربة ، والحس ، والمشاهدة 0

ثاني عشر : لا ينكر مطلقاً ورود مرويات ضعيفة وواهية في ذكر الصرع والمس والسحر والعين :

وهذا لا يؤثر بأي حال من الأحوال على الأحاديث الصحيحة والحسنة ، وهذا ما قرره أهل العلم ( المتجردون ) المتبحرون في العلم الشرعي ، وقد ذكرت كثير منهم في البند الأول من هذه الفقرة 0

هذا ما تيسر لدي أخي الحبيب ( الخزيمة ) ودعك من الرعاع ، فقائدنا كتاب الله وسنته ، وقائدهم الشيطان وركبه ، ولا زلنا ندندن ونقول :

( الحق أبلج والباطل لجلج )


زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 06:07 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com