خلو القرآن الكريم من التّناقض
أو السهو ، والنقص ،
والخطأ مهما كان
فلو لم يكن القرآن كلام الله
لحصل فيه أنواع من الاختلاف والنقص
فنحن نرى البشر مهما أوتوا من العلم والفهم ،
لابد أن يقع منهم الخطأ
والزلل والسهو ...
قال تعالى : ** ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ** ،
فمن ظن وتوهم أن في القرآن تعارضا فإنما أُتِيَ من فهمه الخاطئ ، أو عقله المريض
ولو رجع إلى أهل العلم لبينوا له الصواب ، وكشفوا عنه الإشكال ،
وأزاحوا عنه الالتباس
كما قال تعالى : ** إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيز *
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ **
سورة فصلت 41 - 42
قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
ثم قال تعالى :
** إنَّ الّذينَ كَفَرُوا بالذِّكْرِ **
أي : يجحدون القرآن الكريم المذكِّر للعباد جميع مصالحهم الدينيّة والدنيويّة والأخرويّة، المُعلي لِقَدْر مَن اتَّبعه،
** لَـمَّا جاءَهُمْ ** نعمة من ربهم على يد أفضل الخلق وأكملهم .
** و ** الحال ** إِنَّهُ لَكِتابٌ **
جامع لأوصاف الكمال
** عَزِيزٌ ** أي : منيعٌ مِن كلِّ مَن أراده بتحريف أو سوء،
ولهذا قال : ** لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِه **
أي : لا يَقْرَبُه شيطانٌ من شياطين الإنس والجنِّ لا بسرقة ولا بإدخال ما ليس منه به، ولا بزيادة ولا نقص،
فهو محفوظٌ في تنزيله،
محفوظة ألفاظه ومعانيه،
قد تكفل من أنزله بحفظه
كما قال تعالى : ** إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ
وإنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ** .
** تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ ** في خلقه وأمره،
يضع كلَّ شيء موضعه، وينزلها منازلها .
** حَمِيدٌ **
على ما له من صفات الكمال،
ونعوت الجلال،
وعلى ما له من العدل والإفضال،
فلهذا كان كتابُه مشتملاً على تمام
الحكمة وعلى تحصيل المصالح
والمنافع ودفع المفاسد والمضارِّ
التي يُحْمَدُ عليها . اهـ
توافق العقل والشرع
ودفع التعارض بينهما ..
http://www.alawazm.com/vb/showthread.php?t=244582