الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى
وبعد ...
فهذه الأبيات أسوقها رسالةً الى كل من فقد حبيبا لديه ، الى كل مُبتلى والى كل مكروب ...
قال الشاعر حاكيا عن الحبيب --
ولى أبوك عن الدنيا ولم تره ** وأنت مرتهن لازلت في الرحم
وماتت الأم لما أن أنست بها ** ولم تكن حين ولت بالغ الحلم
ومات جدك من بعد الولوع به ** فكنت من بعدهم في ذروة اليتم
فجاء عمك حصنا تستكن به ** فاختاره الموت والأعداء في الأجم
ترمى وتؤذى بأصناف العذاب فما ** رئيت في ثوب جبار ومنتقم
حتى علا كتفيك الطاهرتين رموا ** سلا الجزور بكف المشرك القزم
أما خديجة من أعطتك بهجتها ** وألبستك رداء العطف والكرم
ولَّت إلى جنة الباري ورحمته ** فأسلمتك لجرح غير ملتئم
وشُجّ وجهك ثم الجيش في أحد ** يعود ما بين مقتول ومنهزم
لما رُزقت بإبراهيم وامتلأتْ ** به حياتُك بات َالأمرُ كالعدم
ورغم تلك الرزايا والخطوب وما ** رئيت فى لوعة كبرٍ ومن ألم
ما كنت تحمل إلا قلب محتسب ** في عزم متقد في وجه مبتسم
فلا أدرى ! ، إنّ كان هذا حال حبيبنا -- وهو أكرم الخلق على الخالق -جلّ فى عُلاه- ، وهو حبيبه ورسوله ومُصطفاه
فكيف بنا نحن ... ونحن العُصاة المذنبون المُقصرون ؟
أما يجدرُ بنا أن نصبر ... و أنت المُستعان على ذلك
أما يجدر بنا أن نُلقى الجذع جانبا ونمضى فى الدرب ؟
فكما قال لى حبيبٌ من قبل
" ليس الحُب أن تبقى بجانب من تُحب ، وإنما الحب أن يبقى بقلبك من تُحب "
" وما الدنيا بدار ميعاد ، وإنما الموعد الآخرة ... حيث يلقى الحبيب حبيبه "
فاللهَ أسأل أن يجمعنى وأبى وأمى وأحبابنا وعلمائنا مع الحبيب المُصطفى -- فى الفِردوس الأعلى
أما عن حبيبنا المُصطفى -- فعجبا لحالنا معه ، لِمَ لا نُحبّ سنته ، لِم لا نهتدى بهديه وهو خير الهدى ، كيف هذا وهو الذى أخرجنا من عبادة العباد الى عبادة ربّ العباد ؟ كيف سيكون حالنا دونه ؟
فقد أرسله ربّى -جلّ جلاله- بفضله ومنّه وكرمه رحمةً لنا أجمعين !
صحّ عن الإمام أحمد -رحمه الله- أنه عندما علم أن النبى -- قد احتجم واعطى للحجّام دينارا ، ذهب واحتجم واعطى للحجام دينارا !!!
أما نحن فما يُروى عنّا - إلا من رحم ربّى- أنه عندما يعلم أحد من الناس أن من " السنّة " فعل كذا وكذا ، فهيهات أن يفعلها !
والى الله المُشتكى
للإستماع الى القصيدة
هنا بارك الله فيكم
والحمد لله ربّ العالمين