موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > المنبر الإسلامي العام

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 28-04-2023, 09:19 PM   #1
معلومات العضو
الماحى3

افتراضي إنَّ الصلح بين المسلمين من الصدقات التي ينبَغِي أنْ يتقرَّب بها المؤمن

أيها الناس:
إنَّ الاختِلاف بين الناس والخصومة فيما بينهم أمرٌ واقعٌ وله أسبابٌ كثيرة؛ منها: الشيطان الذي يعدهم الفقر ويأمرهم بالفحشاء، والنفس الأمَّارة بالسُّوء، والهوى المضلُّ عن سبيل الله، والشحُّ المُهلِك، والنميمة المُفسِدة، واشتِباه الأمور، وغير ذلك من الأسباب متفرِّقةً أو مجتمعةً، التي تُنتِج الخلاف وتُورِث الفتنة، حتى تفرق بين المحب وحبيبه، والقريب وقريبه، والصاحب وصاحبه، والنَّظِير ونَظِيره؛ حتى يهجر الولد أباه، والزوج زوجه، والأخ أخاه، والجار جاره، والشريك شريكه، والجماعة من مجتمعهم، وذلك أنَّه إذا دَبَّ الخلاف واشتدَّت الخصومة، فسَدَت النيَّات، وتغيَّرت القلوب، وتَدابَرت الأجساالمسلم)).

ويقطع ما أمَر الله به أنْ يُوصَل من حقِّ الرحم وكل مسلم؛ فيقع المرء تحت طائلة قوله - تعالى -: {وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ** [الرعد: 25].

وحتى يَتهاجَر المسلمان، وقد قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا يحلُّ لمسلمٍ أنْ يهجر أخاه فوق ثلاث، يعرض هذا فيعرض هذا وخيرُهما الذي يَبدَأ بالسلام)).

وأخبَرَ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ مَن هجَر أخاه سنةً فهو كسفْك دمِه، وحتى يقع الحسد والتحريش بين المسلمين، وفي الحديث عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((إيَّاكم والحسد فإنَّه يأكُل الحسنات كما تأكُل النار الحطب))، أو قال: ((العشب)).

وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّ الشيطان قد أيس أنْ يعبده المصلُّون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم))، وذلك لما ينتج عنه من المفاسد، ولو لم يكن من شؤم الهجر والقطيعة إلا ما صحَّ عنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((تُفتَح أبوابُ الجنة يوم الاثنين ويوم الخميس فيغفر لكلِّ عبد لا يُشرِك بالله شيئًا إلا رجلًا كانت بينه وبين أخيه شَحناء، فيُقال: أَنظِروا هذين حتى يَصطَلِحا)).

معاشر المسلمين:

فإذا كان الاختِلاف بين المسلمين وما ينتج من الهجر والقطيعة بينهم تنتج هذه المفاسد العظيمة، والعَواقِب الوَخِيمة من الإثم وسوء الظن، والكذب والبهت، واستِحلال الحرمات، وانتِهاك العَوْرات والهجران واللعنة من الله، وذهاب الحسنات وتأجيل المغفرة أو حرمانها، فمَن ذا الذي يزعُم أنَّه يُؤمِن بالله واليوم الآخر وهو يعلم أنَّ بين اثنين من إخوانه - وخاصة الأقارب والأرحام - شحناء وقطيعة، ثم لا يبذل وسعَه وغايةَ جهدِه في الإصلاح بينهما؛ رحمةً بهما وشفقة عليهما، وطمعًا في فضْل الله ورحمته، اللذَيْن وعَدَهما الله من أصلَحَ بين الناس.

أيها المسلمون:
إنَّ الصلح بين المسلمين من الصدقات التي ينبَغِي أنْ يتقرَّب بها المؤمن كلَّ يوم إلى ربه؛ شكرًا له على أنْ عافاه في بدنه، كما في المتفق عليه أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((كلُّ سُلامَى من الناس عليه صدقةٌ، كلَّ يومٍ تطلع فيه الشمس تعدل بين اثنين صدقة))؛ أي: تصلح بينهما.

وروى الإمام أحمد وغيرُه أنَّ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟))، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إصلاح ذات البَيْن)).

ولَمَّا بلَغ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّ بني عمرو بن عوف كان بينهم شرٌّ، خرَج رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يُصلِح بينهم في أناسٍ معه حتى كادَتْ تفوتُه الصلاة بسبب ذلك، وفي روايةٍ قال: ((اذهَبُوا بنا نُصلِح بينهم)).

أيها المسلمون:
ومن أجل عظيم مَنافِع الإصلاح بين الناس رخَّص النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - في الكذب الذي يُثمِر الصلح، فقال: ((ليس الكذَّاب الذي يُصلِح بين الناس فيَنمِي خيرًا أو يقول خيرًا)).

ولم يرخِّص - صلَّى الله عليه وسلَّم - في شيءٍ ممَّا يقوله الناس - أي: من الكذب - إلاَّ في ثلاث: لحربٍ، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأته وحديث المرأة زوجها.

فاتَّقوا الله أيُّها المؤمنون وأَصلِحوا بين إخوانكم عند الاختِلاف، وتوسَّطوا بينهم عند النِّزاع والبغي، ولا سيَّما قراباتكم، ولا تتركوهم للشيطان وقُرَناء السوء يضلُّونهم عن سواء السبيل، ويهدونهم طريقَ الجحيم، أَصلِحوا بينهم تحفَظوا لهم دينهم، وتُحافِظوا على نعمتهم قبلَ زوالها، وتَفُوزوا من الله بالأجر العظيم والثواب الكريم.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ** [الحجرات: 9].

بارَك الله لي ولكم في القران العظيم، ونفعنا جميعًا بما فيه من الآيات والذكر والحكيم

الكتاب: مجموعة خطب منبرية للشيخ عبد الله بن صالح القصير
المؤلف: عبد الله بن صالح القصير
المصدر: الشاملة الذهبية

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:16 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com