زوجي الحبيب
إلى رفيق الدرب الذي تاهت بعض خطواته ..
أكتب إلـــــيك 000000
أيها الظل .. الذي يمتد ليرعى حياتي من حر الدنيا وقيظ الأحداث، أنت ربيع هذا العمر وأمله وحلمه، ولو خيرت بين الدنيا وما بين رضاك، لاخترت رضاك لأنه يشعرني بوجودي وبأنوثتي، ويمنحني القدرة على العطاء والاستمرار ..
إنني أيها الساكن في أعماق القلب أحتاج إليك مثلما تحتاج الأرض إلى قطرات المطر، ومثلما تحتاج الزهور إلى شمس الربيع الدافئة، فأنا وأبناؤك نباتات غضة طرية ترعاها بعطفك وحبك، وتكتنفها برعايتك وحمايتك ..
أقول ما قلت وأنا أشعر بأن الكلمات تقف عاجزة عن حمل ما في الروح من معان، ومقصرة عن أن تعطيك حقك من المكانة في قلبي وقلوب أبنائك، فأنت الكريم والشهم والحنون والصادق والمخلص، ولكــن ......
أقول " لكن " وفي حلقي غصة، وفي عينيّ دمعة، وتتردد الكلمات على لساني فلا أدري ماذا أقول، ولا كيف أبدأ حديثي إليك .. ومصدر تردّدي هو أني أعلم بأنك تدرك الأمور خيرا مني، وتعرف مصلحتك أكثر مما يعرفها أي إنسان آخر، فلا ينقصك الذكاء ولا الفطنة كما أنك لا تفتقر إلى القدرة على تحليل الأمور على خير وجه واتخاذ القرار المناسب فيها .
لذلك كله، اسمح لي بأن أذكرك بأن الله – سبحانه وتعالى – عندما نهانا عن أشياء مضرة فإنما كان ذلك حرصا علينا ورحمة بنا، وحماية لحياتنا فهو الأعلم بنا، وهو الأخبر بما يضرنا وبما ينفعنا، ذلك لأنه خالقنا، فعندما جعل الله عز وجل السجائر وما شابهها منهي عنها فذلك لأنها ضرر وأذى يصيب الإنسان بجسده وإدراكه للأمور مثلما يصيب حياته وعلاقاته مع الآخرين، مع أنه يجب علينا أن نلتزم ما أمر الله به ونمتنع عن نواهيه دون البحث في أسباب ذلك كله.
زوجي الغالي، لا يدفعني إلى بذل النصيحة لك إلا حبي وخوفي عليك من الضرر في الدنيا والحساب في الآخرة، ولا أطلب منك إلا أن تسمع كلماتي هذه بقلبك وعقلك وروحك، لا بأذنيك، واعلم أني معك وأقف بجوارك، ولن أتركك وحيدا في مواجهة هذه الآفة التي ابتليت بها، فأنا لا أستطيع أن أراك تنهار صحيا أمام ناظري وأصمت، ولا أستطيع أن أراك تخطيء بحق دينك وبحق نفسك وأتجاهل ذلك، لأنني أحبك سأكون أسعد إنسانة في هذا العالم وأنا أراك تعود إلينا بعد أن تعود إلى ربك، وسيكون يوم امتناعك عن هذه العادة الذميمة يوم فرح وسعادة لأسرتنا الصغيرة .. الكبيرة والعظيمة بك ..
ودمت زوجتك المحبة