موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر السيرة النبوية والأسوة المحمدية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 17-06-2009, 10:53 PM   #11
معلومات العضو
عطر
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية عطر
 

 

افتراضي

فصل‏:‏ في أمرائه صلى الله عليه وسلم

منهم باذان بن ساسان، من ولد بهرام جور، أمَّره رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على أهل اليمن كلِّها بعد موت كسرى، فهو أولُ أمير في الإِسلام على اليمن، وأولُ مَنْ أسلم من ملوك العجم‏.‏ ثم أمَّر رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم بعد موت باذان ابنه شهر بن باذان على صنعاء وأعمالها‏.‏ ثمّ قُتِلَ شهر، فأمَّر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على صنعاء خالد بن سعيد بن ا لعاص‏.‏

وولَّى رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المهاجِرَ بن أبي أمية المخزومي كِندَة والصَّدِف، فتوفي رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم ولم يَسِرْ إليها، فبعثه أبو بكر إلى قتال أناس من المرتدين‏.‏

وولَّى زيادَ بن أمية الأنصاري حضرموت‏.‏ وولَّى أبا موسى الأشعري زبيدَ وعدن والساحل‏.‏ وولَّى معاذ بن جبل الجَنَد‏.‏ وولَّى أبا سفيان صخر بن حرب نَجْرَان‏.‏ وولَّى ابنه يزيد تيماء‏.‏ وولَّى عَتَّابَ بنَ أَسِيد مكَّة، وإقامة الموسم بالحج بالمسلمين سنة ثمان وله دون العشرين سنة‏.‏ وولَّى علي بن أبي طالب الأخماس باليمن والقضاء بها‏.‏ وولَّى عمرو بن العاص عُمَان وأعمالها‏.‏

وولَّى الصدقاتِ جماعة كثيرة، لأنه كان لكل قبيلة والٍ يقبض صدقاتها، فمن هنا كثر عمالُ الصدقات‏.‏

وولَّى أبا بكر إقامةَ الحج سنة تسع، وبعث في أَثَرِهِ علياً يقرأ على الناس سورة ‏(‏براءة‏)‏ فقيل‏:‏ لأن أولها نزل بعد خروج أبي بكر إلى الحج‏.‏ وقيل‏:‏ بل لأن عادة العرب كانت أنه لا يَحِلُّ العقودَ ويعقدها إلا المطاعُ، أو رجلٌ مِنْ أهل بيته‏.‏ وقيل‏:‏ أردفه به عوناً له ومساعداً‏.‏ ولهذا قال له الصديق‏:‏ أمير أو مأمور‏؟‏ قال‏:‏ بل مأمور‏.‏

وأمّا أعداء اللّه الرافضة، فيقولون‏:‏ عزله بعلي، وليس هذا ببدع من بهتهم وافترائهم، واختلف الناس، هل كانت هذه الحجةُ قد وقعت في شهر ذي الحجة، أو كانت في ذي القَعدة من أجل النسيء‏؟‏ على قولين، واللّه أعلم‏.‏

فصل‏:‏ في حرسه صلى الله عليه وسلم

فمنهم سعدُ بن معاذ، حرسه يومَ بدر حين نام في العريش، ومحمد بن مسلمة حرسه يوم أُحد، والزبير بن العوام حرسه يوم الخندق‏.‏ ومنهم عبَّاد بن بشر، وهو الذي كان على حرسه، وحرسه جماعة آخرون غير هؤلاء، فلما نزل قوله تعالى‏:‏ ‏{‏وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ‏**‏ ‏[‏المائدة‏:‏ 67‏]‏ خرج على الناس فأخبرهم بها، وصرف الحرس‏.‏

فصل‏:‏ فيمن كان يضرب الأعناق بين يديه صلى الله عليه وسلم

علي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، والمقداد بن عمرو، ومحمد بن مسلمة، وعاصم بن ثابت بن أبي الأقلح، والضحاك بن سفيان الكِلابي، وكان قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري منه صلى الله عليه وسلم بمنزلة صاحب الشًّرَطَةِ من الأمير ووقف المغيرةُ بن شعبة على رأسه بالسيف يوم الحُديبيَةِ‏.‏

فصل‏:‏ فيمن كان على نفقاته وخاتمه ونعله وسواكه ومن كان يأذن عليه

كان بلال على نفقاته، ومعيقيب بن أبي فاطمة الدَّوسي على خاتمه، وابنُ مسعود على سواكه ونعله، وأذن عليه رباح الأسود وأنسة مولياه، وأنس بن مالك، وأبو موسى الأشعري‏.‏

فصل‏:‏ في شعرائه وخطبائه

كان من شعرائه الذين يَذبُّون عن الإِسلام‏:‏ كعبُ بن مالك، وعبدُ اللّه بن رواحة، وحسَّان بن ثابت، وكان أشدَّهم على الكفار حسانُ بن ثابت وكعبُ بن مالك يُعيِّرهم بالكفر والشرك، وكان خطيبَه ثابت بن قيس بن شمَّاس‏.‏

فصل‏:‏ في حُداته الذين كانوا يحدون بين يديه صلى الله عليه وسلم في السفر

منهم عبدُ اللّه بن رواحة، وأنجشة، وعامر بن الأكوع وعمه سلمة بن الأكوع‏.‏ وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏‏:‏ كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم حَادٍ حَسَنُ الصَّوْتِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏رُوَيْداً يَا أنْجشَةُ، لاَ تكْسِرِ القَوَارِيرَ‏)‏‏.‏ يعني ضعفة النساء‏.‏

فصل‏:‏ في غزواته وبعوثه وسراياه صلى الله عليه وسلم

غزواتُه كلها وبعوثه وسراياه كانت بعد الهجرة في مدة عشر سنين، فالغزواتُ سبع وعشرون، وقيل‏:‏ خمس وعشرون، وقيل‏:‏ تسع وعشرون وقيل غير ذلك، قاتل منها في تسع‏:‏ بدر، وأُحد، والخندق، وقريظة، والمصطلق، وخيبر، والفتح، وحنين، والطائف‏.‏ وقيل‏:‏ قاتل في بني النضير والغابة ووادي القُرى من أعمال خيبر‏.‏

وأمّا سراياه وبعوثه، فقريب من ستين، والغزوات الكبار الأمهات سبع‏:‏ بدر، وأُحد، والخندق، وخيبر، والفتح، وحنين، وتبوك‏.‏ وفي شأن هذه الغزوات نزل القران، فسورة ‏(‏الأنفال ‏)‏ سورة بدر، وفي أُحُد آخر سورة ‏(‏آل عمران ‏)‏ من قوله‏:‏ ‏{‏وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ‏**‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 121‏]‏ إلى قبيل آخرها بيسير، وفي قصة الخندق، وقريظة، وخيبر صدر ‏(‏سورة الأحزاب‏)‏، وسورة ‏(‏الحشر‏)‏ في بني النضير، وفي قصة الحديبية وخيبر سورة ‏(‏الفتح ‏)‏ وأشير فيها إلى الفتح، وذكر الفتح صريحاً في سورة ‏(‏النصر‏)‏‏.‏

وجرح منها صلى الله عليه وسلم في غزوة واحدة وهي أحد، وقاتلت معه الملائكة منها في بدر وحنين، ونزلت الملائكة يوم الخندق، فزلزلتِ المشركين وهزمتهم، ورمى فيها الحصباءَ في وجوه المشركين فهربوا، وكان الفتحُ في غزوتين‏:‏ بدر، وحنين‏.‏ وقاتل بالمنجنيق منها في غزوة واحدة، وهي الطائف، وتحصَّن في الخندق في واحدة، وهي الأحزاب أشار به عليه سلمان الفارسي رضي اللّه عنه‏.‏

فصل‏:‏ في ذكر سلاحه وأثاثه صلى الله عليه وسلم

كان له تسعة أسياف‏:‏

مأثور، وهو أول سيف ملكه، ورثه من أبيه‏.‏

والعضْب، وذو الفِقار، بكسر الفاء، وبفتح الفاء، وكان لا يكادُ يُفارقه، وكانت قائمته وقبيعتُه وحلقتُه وذؤابته وبكراتُه ونعلُه مِنْ فضة‏.‏ والقلعي، والبتار، والحتف، والرَّسوب، والمِخْذَم، والقضيب، وكان نعلُ سيفه فضةً، وما بين ذلك حلق فضة‏.‏

وكان سيفه ذو الفِقار تنفَّله يوم بدر، وهو الذي أُري فيها الرؤيا، ودخل‏.‏ يوم الفتح مكة وعلى سيفه ذهب وفضة‏.‏

وكان له سبعة أدرع‏:‏

ذات الفضول‏:‏ وهي التي رهنها عند أبي الشحم اليهودي على شعير لعياله، وكان ثلاثين صاعاً، وكان الدَّيْن إلى سنة، وكانت الدِّرعُ مِن حديد‏.‏

وذات الوِشاح، وذات الحواشي، والسعدية، وفضة، والبتراء والخِرْنق

وكانت له ستُّ قِسيٍّ‏:‏ ا لزوراء، والرَّوحاء، والصفراء، والبيضاء، والكَتوم، كُسِرَتْ يوم أحد، فأخذها قتادة بن النعمان، والسَّداد‏.‏

وكانت له جَعْبَة تدعى‏:‏ الكافور، وَمِنْطَقَة من أديم منشور فيها ثلاث حلق من فضة، والإِبزيم من فضة، والطرف من فضة، وكذا قال بعضهم، وقال شيخ الإِسلام ابن تيمية‏:‏ لم يبلغنا أن النبي صلى الله عليه وسلم شدَّ على وسطه منطقة‏.‏

وكان له ترس يقال له‏:‏ الزَّنوق، وترس يقال له‏:‏ الفتَق‏.‏ قيل وترس أهدى إليه، فيه صورةُ تمثال، فوضع يده عليه، فأذهب اللّه ذلك التمثال‏.‏

وكانت له خمسة أرماح، يقال لأحدهم‏:‏ المُثْوِي، والآخر‏:‏ المُثْنِي، وحربة يقال لها‏:‏ النبعة، وأخرى كبيرة تدعى‏:‏ البيضاء، وأخرى صغيرة شبه العكاز يقال لها‏:‏ العَنَزَة يمشي بها بين يديه في الأعياد، تركز أمامَه، فيتخذها سترة يُصلي إليها، وكان يمشي بها أحياناً‏.‏

وكان له مِغْفَر من حديد يقال له‏:‏ الموشَّح، وشح بِشَبَهٍ وَمِغفَر آخر يقال له‏:‏ السبوغ، أو‏:‏ ذو السبوغ‏.‏

وكان له ثلاث جِباب يلبسها في الحرب‏.‏ قيل فيها‏:‏ جبة سندسٍ أخضر، والمعروف أن عروة بن الزبير كان له يلمق من ديباج، بطانته سندس أخضر يلبسه في الحرب، والإِمام أحمد في إحدى روايتيه يُجَوِّزُ لبس الحرير في الحرب‏.‏

وكانت له راية سوداء يقال لها‏:‏ العُقاب‏.‏ وفي ‏(‏سنن أبي داود‏)‏ عن رجل من الصحابة قال‏:‏ رأيتُ راية رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صفراء، وكانت له ألوية بيضاء، وربما جعل فجها الأسود‏.‏

وكان له فُسطاط يسمى‏:‏ الكن، ومِحجَن قدر ذراع أو أطول يمشي به ويركب به، ويُعلقه بين يديه على بعيره، وَمِخْصَرة تسمى‏:‏ العرجون، وقضيب من الشوحط يسمى‏:‏ الممشوق‏.‏ قيل‏:‏ وهو الذي كان يتداوله الخلفاء‏.‏

وكان له قدح يسمى‏:‏ الرَّيان، ويسمى مغنياً، وقدح آخر مضبب بسلسلة من فضة‏.‏

وكان له قدح من قوارير، وقدح مِن عِيدان يوضع تحت سريره يبول فيه بالليل، ورَكوة تسمى‏:‏ الصادر، قيل‏:‏ وتَوْر من حجارة يتوضأ منه، ومِخْضب من شبَهٍ، وقعب يسمى‏:‏ السعة، ومغتسل من صُفْر، ومُدهُن، ورَبْعة يجعل فيه المراَة والمشط‏.‏ قيل‏:‏ وكان المُشط من عاج، وهو الذَّبْلُ، ومكحلة يكتحِل منها عند النوم ثلاثاً في كل عين بالإِثمد، وكان في الربعة المقراضان والسواك‏.‏

وكانت له قصعة تُسمى‏:‏ الغراء، لها أربع حلق، يحملها أربعة رجال بينهم، وصاع، ومد، وقطيفة، وسرير قوائمه من ساج، أهداه له أسعد بن زرارة، وفراش من أدَمٍ حشوه ليف‏.‏

وهذه الجملة قد رويت متفرقة في أحاديث‏.‏

وقد روى الطبراني في ‏(‏معجمه‏)‏ حديثاً جامعاً في الآنية من حديث ابن عباس قال‏:‏ كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم سيفٌ قائمته من فضة، وقبيعتُه من فضة، وكان يسمى‏:‏ ذا الفِقار، وكانت له قوس تسمى‏:‏ السداد، وكانت له كِنانة تسمى‏:‏ الجمع، وكانت له درع موشحة بالنحاس تسمى‏:‏ ذات الفُضول، وكانت له حربه تسمى‏:‏ النبعاء، وكان له مِحجن يسمى‏:‏ الدقن، وكان له ترس أبيض يسمى‏:‏ الموجز، وكان له فرس أدهم يسمى‏:‏ السَّكْب، وكان له سرج يسمى‏:‏ الداج، وكانت له بغلة شهباء تسمى‏:‏ دُلدُل، وكانت له ناقة تسمى‏:‏ القصواء، وكان حمار يسمى‏:‏ يعفور، وكان له بساط يسمى‏:‏ الكن، وكانت له عنزة تسمى‏:‏ القمرة، وكانت له رَكوة تسمى‏:‏ الصادرة، وكان له مقراض اسمه‏:‏ الجامع، ومرآة وقضيب شوحط يسمى‏:‏ الموت‏.‏

فصل‏:‏ في دوابه صلى الله عليه وسلم

فمن الخيل‏:‏ السَّكْب‏.‏ قيل‏:‏ وهو أول فرس ملكه، وكان اسمه عند الأعرابي الذي اشتراه منه بعشر أواقٍ‏:‏ الضرس، وكان أغرَّ محجَّلاً، طلَقَ اليمين كُميتاً‏.‏ وقيل‏:‏ كان أدهم‏.‏

والمُرْتَجز، وكان أشهب، وهو الذي شهد فيه خزيمة بن ثابت‏.‏

وَاللُّحَيْفُ، وَاللِّزَازُ، وَالظَّرِب، وَسَبْحَة، وَالوَرْدُ‏.‏ فهذه سبعة متفق عليها جمعها الإِمام أبو عبد اللّه محمد بن إسحاق بن جماعة الشافعي في بيت فقال‏:‏

والخَيْلُ سَكْبٌ لُحَيْفٌ سَبْحَة ظَرِبٌ لِـزَازُ مُرْتَجَزٌ وَرْدٌ لهَا أسْـرَارُ

أخبرني بذلك عنه ولده الإِمام عز الدين عبد العزيز أبو عمرو، أعزه اللّه بطاعته‏.‏

وقيل‏:‏ كانت له أفراس أخر خمسة عشر، ولكن مختلف فيها، وكان دفتا سرجه من ليف‏.‏

وكان له من البغال دُلْدُل، وكانت شهباء، أهداها له المقوقِس‏.‏ وبغلة أخرى‏.‏ يقال لها‏:‏ ‏(‏فضة‏)‏‏.‏ أهداها له فروة الجذامي، وبغلة شهباء أهداها له صاحبُ أيلة، وأخرى أهداها له صاحب دومة الجندل، وقد قيل‏:‏ إن النَجاشي أهدى له بغلة فكان يركبها‏.‏

ومن الحمير غفير، وكان أشهب، أهداه له المقوقِس ملك القبط، وحمار آخر أهداه له فروة الجذامي‏.‏ وذكر أن سعد بن عبادة أعطى النبي صلى الله عليه وسلم حماراً فركبه‏.‏

ومن الإِبل القصواء، قيل‏:‏ وهي التي هاجر عليها، والعضباء، والجدعاء، ولم يكن بهما عضب ولا جدع، وإنما سُمِّيتا بذلك، وقيل‏:‏ كان بأذنها عضب، فسميت به، وهل العضباء والجدعاء واحدة، أو اثنتان‏؟‏ فيه خلاف، والعضباء هي التي كانت لا تُسبق، ثم جاء أعرابي على قَعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَلا يَرْفَعَ مِنَ الدُّنْيَا شَيْئاً إلاَّ وَضعَهُ‏)‏ وغنِم صلى الله عليه وسلم يوم بدر جملاً مَهْرِيّاً لأبي جهل في أنفه بُرَةّ مِنْ فضة، فأهداه يوم الحديبية ليغيظ به المشركين

وكانت له خمسٌ وأربعون لِقحَة، وكانت له مَهْرِيَّةٌ أرسل بها إليه سعد بن عبادة من نَعَم بني عقيل‏.‏

وكانت له مائة شاة وكان لا يُريد أن تزيد، كلما ولَّد له الراعي بهمة، ذبح مكانها شاة، وكانت له سبعُ أعنز منَائحَ ترعاهن أمُّ أيمن‏.‏

فصل‏:‏ في ملابسه صلى الله عليه وسلم

كانت له عمامة تُسمى‏:‏ السحاب، كساها علياً، وكان يلبَسُها ويلْبَسُ تحتها القَلَنسُوة‏.‏ وكان يلبَس القلنسُوة بغير عمامة، ويلبَسُ العِمامة بغير قلنسُوة‏.‏ وكان إذا اعتم، أرخى عِمامته بين كتفيه، كما رواه مسلم في ‏(‏صحيحه‏)‏ عن عمرو بن حريث قال‏:‏ ‏(‏رأيتُ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم على المنبرِ وَعَلَيهِ عِمَامَة سَوْدَاءُ قَدْ أرخَى طَرفَيهَا بينَ كَتِفَيْهِ‏)‏‏.‏

وفي مسلم أيضاً، عن جابر بن عبد اللّه، أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ‏(‏دَخَلَ مَكَّة وَعَلَيْهِ عمَامَةٌ سَودَاء‏)‏‏.‏ ولم يذكر في حديث جابر‏:‏ ذؤابة، فدل على أن الذؤابة لم يكن يرخيها دائماً بين كتفيه‏.‏ وقد يقال‏:‏ إنه دخل مكة وعليه أهبةُ القتال والمِغفَرُ على رأسه، فلبسَ في كل مَوطِنٍ ما يُناسبه‏.‏

وكان شيخنا أبو العباس ابن تيمية قدَّس اللّه روحه في الجنَّة، يذكر في سبب الذُّؤابة شيئاً بديعاً، وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما اتخذها صبيحة المنام الذي رآه في المدينة، لما رأى ربَّ العزَّة تبارك وتعالى، فقال‏:‏ ‏(‏يَا مُحَمَّدُ فِيمَ يَخْتَصِمُ المَلأُ الأَعلَى‏؟‏ قُلْتُ‏:‏ لاَ أَدْرِي، فَوضع يَدَهُ بَيْن كَتِفَيَّ فَعَلِمْت مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأرْض‏.‏‏.‏ الحديث‏)‏، وهو في الترمذي، وسئل عنه البخاري، فقال صحيح‏.‏ قال‏:‏ فمن تلك الحال أرخى الذؤابة بين كتفيه، وهذا مِن العلم الذي تنكره ألسنةُ الجهال وقلوبُهم، ولم أرَ هذه الفائدة في إثبات الذؤابة لغيره‏.‏ ولبس القميص وكان أحبَّ الثياب إليه، وكان كُمُّه إلى الرُّسُغ، ولبس الجُبَّةَ والفَروج وهو شبه القَباء، والفرجية، ولبس القَباء أيضاً، ولبس في السفر جُبة ضَيِّقَةَ الكُمَّين، ولبس الإِزار والرداء‏.‏ قال الواقدي‏:‏ كان رداؤه وبرده طولَ ستة أذرع في ثلاثة وشبر، وإزاره من نسج عُمان طول أربعة أذرع وشبر في عرض ذراعين وشبر‏.‏

ولبس حُلة حمراء، والحلة‏:‏ إزار ورداء، ولا تكون الحُلة إلا اسماً للثوبين معاً، وغلط من ظن أنها كانت حمراء بحتاً لا يُخالطها غيره، وإنما الحلةُ الحمراء‏:‏ بردان يمانيان منسوجان بخطوط حمر مع الأسود، كسائر البرود اليمنية، وهي معروفة بهذا الاسم باعتبار ما فيها من الخطوط الحمر، وإلا فالأحمر البحتُ منهي عنه أشد النهي، ففي ‏(‏صحيح البخاري‏)‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن المياثر الحمر وفي ‏(‏سنن أبي داود‏)‏ عن عبد اللّه بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى عليه رَيْطَةً مُضَرَّجَة بالعُصْفُرِ، فَقَالَ‏:‏ ‏(‏مَا هذِهِ الرَّيْطَةُ الَّتي عَليْكَ‏؟‏‏)‏ فعَرَفت مَا كَرِه فَأَتَيْتُ أهْلي وَهُمْ يَسْجُرُونَ تَنُّوراً لَهم، فقذفتها فيه، ثُمَّ أَتَيْتُهُ مِنَ الغَدِ، فَقَالَ‏:‏ ‏(‏يَا عَبْدَ اللَّهِ مَا فَعَلتِ الرَّيْطَةُ‏؟‏‏)‏ فَأَخْبَرْتُهُ، فَقَالَ‏:‏ ‏(‏هَلاَّ كَسَوْتَهَا بَعْضَ أَهْلِكَ، فَإِنَّهُ لاَ بَأْسَ بِهَا لِلنِّسَاءِ‏)‏‏.‏ وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ عنه أيضاً، قال‏:‏ رأى النبي صلى الله عليه وسلم ثوبين معصفرين‏.‏ فقال‏:‏ ‏(‏إنَّ هذِهِ مِنْ لِبَاسِ الكُفَارِ فَلاَ تلبَسْهَا‏)‏ وفي ‏(‏صحيحه‏)‏ أيضاً عَنْ علي رضي اللّه عنه قال‏:‏ ‏(‏نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ لِبَاسِ المُعَصْفَرِ‏)‏‏.‏ ومعلوم أن ذلك إنما يصبغ صبغاً أحمر‏.‏ وفي بعض ‏(‏السنن‏)‏ أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى على رواحلهم أكسيةً فيها خطوطٌ حمراء، فقال‏:‏ ‏(‏آلاَ أَرى هذِهِ الحُمْرَةَ قَدْ عَلَتْكُمْ، فَقُمْنَا سِرَاعاً لِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى نَفَرَ بَعْضُ إِبِلنَا، فَأَخَذْنَا الأَكْسِتً فَنَزَعْنَاهَا عَنْهَا‏)‏‏.‏ رواه أبو داود‏.‏

وفي جواز لبس الأحمر من الثياب والجوخ وغيرها نظر‏.‏ وأما كراهته، فشديدة جداً، فكيف يُظن بالنبي صلى الله عليه وسلم أنه لبس الأحمر القاني، كلا لقد أعاذه اللَّهُ منه، وإنما وقعت الشبهةُ مِن لفظ الحلة الحمراء، واللّه أعلم‏.‏

ولبس الخميصة المُعْلَمَةَ والساذَجَة، ولبس ثوباً أسود، ولبس الفَروة المكفوفة بالسندس‏.‏

وروى الإِمام أحمد، وأبو داود بإسنادهما عن أنس بن مالك ‏(‏أن ملك الروم أهدى للنبي صلى الله عليه وسلم مُسْتَقَةً مِنْ سُنْدُسٍ، فلبسها، فَكأَنِّي أنظرُ إلى يَدَيْه تَذَبْذَبانِ‏)‏‏.‏ قال الأصمعي‏:‏ المساتق فراء طوال الأكمام‏.‏ قال الخطابي‏:‏ يشبه أن تكون هذه المستقة مكففة بالسندس، لأن نفس الفروة لا تكون سندسا‏.‏

فصل

واشترى سراويل والظاهر أنه إنما اشتراها ليلبَسها، وقد روي في غير حديث أنه لبس السراويل، وكانوا يلبسون السراويلات بإذنه‏.‏

ولبس الخفين، ولبس النعل الذي يسمى التَّاسُومة‏.‏

ولبس الخاتم، واختلفت الأحاديث هل كان في يمناه أو يُسراه، وكلها صحيحة السند‏.‏

ولبس البيضة التي تسمى‏:‏ الخوذة، ولبس الدرع التي تسمى‏:‏ الزردية، وظاهر يومَ أُحد بين الدرعين‏.‏

وفي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ عن أسماء بنت أبي بكر قالت‏:‏ هذه جبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأخرجت جبةَ طيالِسة كَسِروانية لها لبنةُ دِيباج‏.‏ وفرجاها مكفوفان بالديباج، فقالت‏:‏ هذِهِ كانت عند عائشة حتى قُبِضَت، فلما قبضت قبضتُها، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يلبَسُها، فنحنُ نَغْسلهَا للمرضى تسْتَشفى بها‏.‏

وكان له بردان أخضران، وكِساء أسود، وكساء أحمر ملبد، وكساء من شعر‏.‏

وكان قميصه من قطن، وكان قصيرَ الطول، قصيرَ الكُمَّين، وأما هذه الأكمام الواسعة الطِّوال التي هي كالأخراج، فلم يلبسها هو ولا أحد من أصحابه البتة، وهي مخالفة لسنته، وفي جوازها نظر، فإنها من جنس الخيلاء‏.‏

وكان أحبَّ الثياب إليه القميصُ والحِبَرَةُ، وهي ضرب من البرود فيه حمرة‏.‏

وكان أحبَّ الألوان إليه البياضُ، وقال‏:‏ ‏(‏هي مِنْ خَيْرِ ثِيَابكُمْ، فَالبسوها، وَكَفِّنُوا فِيهَا مَوْتَاكمْ‏)‏ وفي ‏(‏الصحيح‏)‏ عن عائشة أنها أخرجت كِساءً ملبَّدا وإزاراَ غليظاً فقالت‏:‏ قُبِضَ روح رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في هذين‏.‏

ولبس خاتماً من ذهب، ثم رمى به، ونهى عن التختم بالذهب، ثم اتخذ خاتماً من فضة، ولم ينه عنه‏.‏ وأما حديث أبي دَاود أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أشياء، وذكر منها‏:‏ ونهى عن لبوس الخاتم إلا لذي سلطان، فلا أدري ما حال الحديث، ولا وجهه، والله أعلم‏.‏

وكان يجعل فص خاتمه مما يلي باطن كفه‏.‏ وذكر الترمذي أنه كان إذا دخل الخلاء نزع خاتمه، وصححه، وأنكره أبو داود‏.‏

وأما الطيلسان، فلم ينقل عنه أنه لبسه، ولا أحدٌ من أصحابه، بل قد ثبت في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ من حديث أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الدَّجَّال فقال‏:‏ ‏(‏يخْرُجُ مَعَهُ سَبْعُونَ أَلْفاً مِنْ يَهُودِ أَصْبِهَانَ عَلَيْهِمُ الطَّيالِسَةُ‏)‏‏.‏ ورأى أنس جماعة عليهم الطيالسة، فقال‏:‏ ما أشبَههُم بيهود خيبر‏.‏ ومن ها هنا كره لبسها جماعة من السلف والخلف، لما روى أبو داود، والحاكم في ‏(‏المستدرك‏)‏ عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏(‏مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ‏)‏‏.‏ وفي الترمذي عنه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لَيْسَ مِنَّا مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ غَيْرِنَا‏)‏ وأما ما جاء في حديث الهجرة أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى أبي بكر مُتَقَنِّعاً بالهَاجِرَة، فَإنما فعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم تلك الساعة ليختفي بذلك، ففعلهُ للحاجة، ولم تكن عادتُه التقنعَ، وقد ذكر أنس عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يُكثر القِنَاعَ، وهذا إنما كان يفعله- والله أعلم- للحاجة من الحر ونحوه، وأيضاً ليس التقنع من التطيلس‏.‏

فصل

وكان غالبُ ما يلبس هو وأصحابُه ما نُسِجَ مِن القطن، وربما لبسوا ما نُسِجَ من الصوف والكتَّان، وذكر الشيخ أبو إسحاق الأصبهاني بإسناد صحيح عن جابر بن أيوب قال‏:‏ دخل الصَّلْتُ بن راشد على محمد بن سيرين وعليه جُبة صوف، وإزارُ صوف، وعِمامة صوف، فاشمأزَّ منه محمد، وقال‏:‏ أظن أن أقواماً يلبسون الصوف ويقولون‏:‏ قد لبسه عيسى بن مريم، وقد حدثني من لا أتهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد لبس الكتان والصوف والقطن، وسُنَّةُ نبينا أحقُّ أن تُتَّبَعَ‏.‏ ومقصود ابن سيرين بهذا أن أقواماً يرون أن لبس الصوف دائماً أفضلُ من غيره، فيتحرَّونه ويمنعون أنفسهم من غيره، وكذلك يتحرَون زِياً واحداً من الملابس، ويتحرَّون رسوماً وأوضاعاً وهيئات يرون الخروج عنها منكراً، وليس المنكرُ إلا التقيد بها، والمحافظة عليها، وترك الخروج عنها‏.‏

والصواب أن أفضل الطرق طريقُ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي سنها، وأمر بِها، ورغَّب فيها، وداوم عليها، وهي أن هديَه في اللباس‏:‏ أن يلبس ما تيسر مِنَ اللباس، من الصوف تارة، والقطن تارة، والكتان تارة‏.‏

ولبس البرود اليمانية، والبردَ الأخضر، ولَبسَ الجبة، والقَباء، والقميص، وا لسراويل، والإِزار، والرداء، والخف، والنعل، وأرخى الذؤابة من خَلْفِه تارة، وتركها تارة‏.‏

وكان يتلحى بالعمامة تحت الحنك‏.‏

وكان إذا استجدَّ ثوباً، سماه باسمه، وقال‏:‏ ‏(‏اللَّهمَّ أَنتَ كَسَوتَنِي هذا القَمِيصَ أَو الرِّدَاءِ أَوِ العِمَامَةَ، أَسْألُكَ خَيرَهُ وَخَيرَ مَا صنعَ لَهُ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ ما صنعَ لَهُ‏)‏‏.‏

وكان إذا لبس قميصه، بدأ بميامِنه‏.‏ ولبس الشعر الأسود، كما روى مسلم في ‏(‏صحيحه‏)‏ عن عائشة قالت‏:‏ خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ مِرْطٌ مُرَحَّل مِنْ شَعَر أَسْوَدَ‏.‏

وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن قتادة قلنا لأنس‏:‏ أيُّ اللباسِ كان أحبَّ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏الحِبَرَة‏)‏‏.‏ والحبرة‏:‏ برد من برود اليمن فإن غالب لباسهم كان مِن نسج اليمن، لأنها قريبة منهم، وربما لبسوا ما يُجلب مِن الشَّام ومصر، كالقباطي المنسوجة من الكتان التي كانت تنسجها القبطُ‏.‏ وفي ‏(‏صحيح النسائي‏)‏ عن عائشة أنها جعلت للنبي صلى الله عليه وسلم بُردة من صوف، فلبسها، فلما عَرِق، فوجد رِيحَ الصوف، طرحها، وكان يُحبُ الرّيحَ الطَّيِّب‏.‏ وفي ‏(‏سنن أبي داود‏)‏ عن عبد اللّه بن عباس قال‏:‏ لَقَدْ رأيتُ عَلَى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أحْسَنَ مَا يَكُونُ مِنَ الحُلَلِ‏.‏ وفي ‏(‏سنن النسائي‏)‏ عن أبي رِمْثَةَ قال‏:‏ رأيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَخطُبُ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخضَرَانِ‏.‏ والْبُرد الأخضر‏:‏ هو الذي فيه خطوط خضر، وهو كالحلة الحمراء سواء، فمن فهم مِن الحُلة الحمراء الأحمر البحت، فينبغي أن يقول‏:‏ إِنَّ البرد الأخضر كان أخضرَ بحتاً، وهذا لا يقولُه أحد‏.‏

وكانت مِخَدَّتُه صلى الله عليه وسلم من أَدَمٍ حَشوُهَا لِيف، فالذين يمتنعون عما أباح اللَّهُ مِن الملابس والمطاعم والمناكح تزهُّداً وتعبُّداً، بإزائهم طائفةٌ قابلوهم، فلا يلبَسُون إلا أشرفَ الثياب، ولا يأكلون إلا ألينَ الطعام، فلا يرون لَبِسَ الخَشنِ ولا أكله تكبُّراً وتجبُّراً، وكلا الطائفتين هديُه مخالِفٌ لهدي النبي صلى الله عليه وسلم ولهذا قال بعض السلف‏:‏ كانوا يكرهون الشهرتين من الثياب‏:‏ العالي، والمنخفضِ‏.‏

وفي ‏(‏السنن‏)‏ عن ابن عمر يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ لَبِسَ ثَوْبَ شُهْرَةٍ، أَلْبَسَهُ اللَّهُ يَوْمَ القِيَامَةِ ثَوْبَ مَذَلَّةٍ، ثُمَّ تَلَهَّبُ فيه النَّارُ‏)‏ وهذا لأنه قصد به الاختيال والفخر، فعاقبه اللّه بنقيضِ ذلك، فأَذَلَّه، كما عاقب من أطال ثيابه خُيلاء بأَن خسف به الأرض، فهو يتجلجلُ فيها إلى يوم القيامة‏.‏ وفي ‏(‏الصحيحين‏)‏ عن ابن عمر قال‏:‏ قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ‏)‏ وفي ‏(‏السنن‏)‏ عنه أيضاً صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏الإِسْبَالُ في الإِزَار، وَالقَمِيصِ وَالعِمَامَةِ، مَنْ جَرَ شَيْئَاً مِنْهَا خُيَلاَءَ، لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ‏)‏ وفي ‏(‏السنن‏)‏ عن ابن عمر أيضاً قال‏:‏ مَا قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإِزَارِ، فَهُوَ فِي القَمِيصِ، وكذلك لُبس الدنيء من الثياب يُذَمُّ في موضع، ويُحمد في موضع، فيُذم إذا كان شُهرةً وخُيلاء ويمدح إذا كان تواضعاً واستكانة، كما أن لبس الرفيع من الثياب يُذم إذا كان تكبُّراً وفخراً وخيلاء، ويُمدح إذا كان تجملاً وإظهاراً لنعمة اللّه، ففي ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ عن ابن مسعود قال‏:‏ قال رسولُ اللّه صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لا يَدْخُلُ الجَنَةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ كبْرِ، وَلاَ يَدْخُلُ النَّارَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إيمَانٍ‏)‏، فَقَالَ رَجُلٌ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أُحِبُّ أَن يَكُونَ ثَوْبِي حَسَنَاً، وَنَعْلِي حَسَنَةً، أفَمِنَ الكِبْرِ ذَاكَ‏؟‏ فَقَالَ‏:‏ ‏(‏لا، إِنَّ اللَّهَ جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمَالَ، الكِبْرُ‏:‏ بَطَرُ الْحَقِّ، وَغَمْطُ ا لنَاسِ‏)‏‏.‏

فصل

وكذلك كان هديُه صلى الله عليه وسلم، وسيرتُه في الطعام، لا يردُّ موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً، فما قُرِّبَ إليه شيءٌ من الطيبات إلا أكله، إلا أن تعافَه نفسُه، فيتركَه من غير تحريم، وما عاب طعاماً قطُّ، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه، كما ترك أكل الضَّبِّ لمَّا لَمْ يَعْتَدْهُ ولم يحرمه على الأمة، بل أُكِلَ على مائدته وهو ينظر‏.‏

وأكل الحلوى والعسل، وكان يُحبهما، وأكل لحم الجزور، والضأن، والدجاج، ولحم الحُبارى، ولحم حِمار الوحش، والأرنب، وطعام البحر، وأكل الشواء، وأكل الرُّطبَ والتمرَ، وشرب اللبنَ خالصاً ومشوباً، والسويق، والعسل بالماء، وشرب نقيع التمر، وأكل الخَزِيرَة، وهي حَسَاء يتخذ من اللبن والدقيق، وأكل القِثَّاء بالرُّطَبِ، وأكل الأَقِطَ، وأكل التمر بالخبز، وأكل الخبز بالخل، وأكل الثريد، وهو الخبز باللحم، وأكل الخبز بالإِهالة، وهي الودك، وهو الشحم المذاب، وأكل من الكَبِدِ المَشوِيَّةِ، وأكل القَدِيد، وأكلَ الدُّبَّاء المطبوخةَ، وكان يُحبُّها وأكلَ المسلُوقةَ، وأكلَ الثريدَ بالسَّمْن، وأكلَ الجُبنَ، وأكلَ الخبز بالزيت، وأكل البطيخ بالرُّطَبِ، وأكل التمر بِالزُّبْدِ، وكان يُحبه، ولم يكن يردُّ طَيِّباً، ولا يتكلفه‏.‏

بل كان هديه أكلَ ما تيسر، فإن أعوزه، صَبَرَ حتى إنه ليربِطُ على بطنه الحجر من الجوع، ويُرى الهلالُ والهلالُ والهلالُ، ولا يُوقد في بيته نارٌ‏.‏ وكان معظمُ مطعمه يوضع على الأرض في السُّفرة، وهي كانت مائدَته، وكان يأكل بأصابعه الثلاث، ويلعَقُها إذا فرغ، وهو أشرفُ ما يكون من الأكلة، فإن المتكبِّرَ يأكل بأصبع واحدة، والجَشِعُ الحريصُ يأكل بالخمس، ويدفع بالراحة‏.‏

وكان لا يأكل مُتكِئاً، والاتكاء على ثلاثة أنواع، أحدها‏:‏ الاتكاء على الجنب، والثاني‏:‏ التربُّع، والثالث‏:‏ الاتكاء على إحدى يديه، وأكله بالأخرى، والثلاث مذمومة‏.‏

وكان يسمى الله تعالى على أول طعامه ، ويحمده في آخره فيقول عند انقضائه‏:‏ ‏(‏الْحَمْدُ للهِ حَمداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّع وَلاَ مُسْتَغْنَىَ عَنْه رَبُّنَا‏)‏‏.‏ وربما قال‏:‏ ‏(‏الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يُطْعِمُ وَلاَ يُطعَمُ، مَنَّ عَلَينَا فَهَدَانَا، وَأَطعَمَنَا وَسَقَانَا، وَكلَّ بَلاَءٍ حَسَنٍ أَبْلاَنا، الحَمد للهِ الَّذِي أَطْعَمَ مِنَ الطًعَام، وَسَقَى مِنَ الشَّرابِ، وَكَسَا مِنَ الْعُريَ، وَهَدَى، منَ الضَّلاَلَةِ، وَبَصَّرَ مِنَ العَمَى، وَفضَّلَ عَلَى كَثِير مِمَّن خَلَقَ تَفْضِيلاً، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ‏)‏‏.‏

وربما قال‏:‏ ‏(‏الْحَمد للَّهِ الَّذِي أَطعَمَ وَسَقَى، وَسَوَّغَهُ‏)‏‏.‏

وكان إذا فرغ مِن طعامه لَعِقَ أصابعه، ولم يكن لهم مناديلُ يمسحون بها أيديهم، ولم يكن عادتهم غسلَ أيديهم كلما أكلوا‏.‏

وكان أكثرُ شربه قاعداً، بل زجر عن الشرب قائماً ‏(‏وشرب مرَّة قائماً‏)‏‏.‏ فقيل‏:‏ هذا نسخ لنهيه، وقيل‏:‏ بل فعله لبيان جواز الأمرين، والذي يظهر فيه - واللّه أعلم - أنها واقعة عين شرب فيها قائماً لعذر، وسياق القصة يدل عليه، فإنه أتى زمزم وهم يستقون منها، فأخذ الدَّلو، وشرب قائماً‏.‏

والصحيح في هذه المسألة‏:‏ النهي عن الشرب قائماً، وجوازه لعذر يمنع من القعود، وبهذا تجمع أحاديث الباب، واللّه أعلم‏.‏

وكان إذا شرب، ناول مَنْ على يمينه، وإن كان مَنْ على يساره أكبرَ منه‏.‏

فصل‏:‏ في هديه في النكاح ومعاشرته صلى الله عليه وسلم أهله

صح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أنس رضي اللّه عنه، أنه صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏حُبِّبَ إليَّ، مِن دُنْيَاكُم‏:‏ النِّسَاءُ، والطِّيْبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَةِ‏)‏ هذا لفظُ الحديث، ومن رواه ‏(‏حبب إليَّ من دنياكم ثلاث‏)‏، فقد وهم، ولم يقل صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ثلاث‏)‏ والصلاة ليست من أمور الدنيا التي تُضاف إليها‏.‏ وكان النساء والطيب أحبَّ شيء إليه، وكان يطوف على نسائه في الليلة الواحدة، وكان قد أعطي قوة ثلاثين في الجماع وغيره، وأباح اللّه له من ذلك ما لم يُبحه لأحد من أمته‏.‏

وكان يقسم بينهن في المبيت والإِيواء والنفقة، وأما المحبة فكان يقول‏:‏ ‏(‏اللَّهُمَ هذا قَسْمِي فِيمَا أَمْلِكُ، فَلاَ تَلُمْنِي فِيمَا لاَ أَمْلِكُ‏)‏ فقيل‏:‏ هو الحب والجماع، ولا تجب التسوية في ذلك، لأنه مما لا يُملك‏.‏

وهل كان القَسْمُ واجباً عليه، أو كان له معاشرتهن من غير قسم‏؟‏ على قولين للفقهاء‏.‏

فهو أكثر الأمة نساءً، قال ابن عباس‏:‏ تزوجوا، فَإنّ خيرَ هذه الاُمةِ أكثرها نساء‏.‏

وطلق صلى الله عليه وسلم، وراجع، وآلى إيلاءً مؤقتاً بشهر، ولم يظاهر أبداً، وأخطأ من قال‏:‏ إنه ظاهر خطأً عظيماً، وإنما ذكرته هنا تنبيهاً على قبح خطئه ونسبته إلى ما برَّأه اللّه منه‏.‏

وكانت سيرته مع أزواجه حسنَ المعاشرة، وحسنَ الخلق‏.‏

وكان يُسَرِّبُ إلى عائشة بناتِ الأنصار يلعبن معها‏.‏ وكان إذا هويت شيئاً لا محذورَ فيه تابعها عليه، وكانت إذا شربت من الإِناء أخذه، فوضع فمه في موضع فمها وشرب، وكان إذا تعرقت عَرقاً - وهو العَظْمُ الذي عليه لحم - أخذه فوضع فمه موضع فمها، وكان يتكئ في حَجْرِها، ويقرأ القرآن ورأسه في حَجرِها، وربما كانت حائضاً، وكان يأمرها وهي حائض فَتَتَّزِرُ ثم يُباشرها، وكان يقبلها وهو صائم، وكان من لطفه وحسن خُلُقه مع أهله أنه يمكِّنها من اللعب، ويريها الحبشة وهم يلعبون في مسجده، وهي متكئة على منكبيه تنظر، وسابقها في السفر على الأقدام مرتين، وتدافعا في خروجهما من المنزل مرة‏.‏

وكان إذا أراد سفراً، أقرع بين نسائه، فأيتهنّ خرج سهمها، خرج بها معه، ولم يقضِ للبواقي شيئاً، وإلى هذا ذهب الجمهور‏.‏

وكان يقول‏:‏ ‏(‏خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ، وَأَنَا خَيرُكُم لأهلي‏)‏‏.‏

وربما مد يده إلى بعض نسائه في حضرة باقيهن‏.‏

وكان إذا صلى العصر، دار على نسائه، فدنا منهن واستقرأ أحوالهن، فإذا جاء الليل، انقلب إلى بيت صاحبة النَّوبة، فخصها بالليل‏.‏ وقالت عائشة‏:‏ كان لا يُفَضِّلُ بَعْضَنَا عَلَى بَعضٍ في مُكْثِهِ عِنْدَهُنَّ في القَسمِ، وقلَّ يومٌ إلا كان يطوف علينا جميعاً، فيدنو من كل امرأة من غير مسيس حتى يبلغَ التي هو في نوبتها، فيبيت عندها‏.‏

وكان يقسم لثمان منهن دون التاسعة، ووقع في ‏(‏صحيح مسلم‏)‏ من قول عطاء أن التي لم يكن يقسم لها هي صفية بنت حيَيٍّ، وهو غلط مِن عطاء رحمه اللّه، وإنما هي سودة، فإنها لما كَبِرَت وهبت نوبتها لعائشة‏.‏

وكان صلى الله عليه وسلم يقسِم لعائشة يومها ويومَ سودة، وسبب هذا الوهم -والله أعلم- أنه كان قد وَجَدَ على صفيَّة في شيء، فقالت لعائشة‏:‏ هل لَكِ أن تُرضي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وأَهبَ لَكِ يومي‏؟‏ قالت‏:‏ نعم، فقعدت عائشةُ إلى جنب النبي صلى الله عليه وسلم في يوم صفية، فقال‏:‏ ‏(‏إلَيْكِ عَنِّي يَا عَائِشَةُ، فَإنَّه لَيسَ يَومَكِ‏)‏ فقالَت‏:‏ ذَلِكَ فَضل اللَّهِ يُؤتيه من يَشاء وأخبرته بالخبرِ، فرضيَ عنها‏.‏ وإنما كانت وهبتها ذلك اليومَ وتلك النَّوبَة الخاصة، ويتعين ذلك، وإلا كان يكون القسم لسبع منهن، وهو خلاف الحديث الصحيح الذي لا ريب فيه أن القسم كان لثمانٍ، واللّه أعلم‏.‏ ولو اتفقت مثل هذه الواقعة لمن له أكثر من زوجتين، فوهبت إحداهن يومها للأخرى، فهل للزوج أن يُوالِيَ بين ليلة الموهوبة وليلتها الأصلية وإن لم تكن ليلة الواهبة تليها، أو يجب عليه أن يجعل ليلَتها هي الليلة التي كانت تستحقها الواهبة بعينها‏؟‏ على قولين في مذهب أحمد وغيره‏.‏

وكان صلى الله عليه وسلم يأتي أهلَه آخرَ الليل، وأوله، فَكَانَ إذا جامع أول الليل، ربما اغتسل ونام، وربما توضأ ونام‏.‏ وذكر أبو إسحاق السَّبيعي عن الأسود عن عائشة أنه كان ربما نام، ولم يمس ماء وهو غلط عند أئمة الحديث، وقد أشبعنا الكلام عليه في كتاب ‏(‏تهذيب سنن أبي داود‏)‏ وإيضاح علله ومشكلاته‏.‏

وكان يطوف على نسائه بغسل واحد، وربما اغتسل عند كل واحدة، فعل هذا وهذا‏.‏

وكان إذا سافر وَقَدِمَ، لم يطرُقْ أهله ليلاً، وكان ينهى عن ذلك‏.‏

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-06-2009, 03:59 AM   #12
معلومات العضو
البلسم*
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

بارك الله فيك أخيتي...عطر...على هذا المجهود ...جعله الله في ميزان حسناتك...

لي عودة بإذن الله لقراءتها.........

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-06-2009, 04:15 PM   #13
معلومات العضو
عطر
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية عطر
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وفيك بارك الله أخيتي أم أحمد

شرفني مرورك الكريم

وفقك الله لما يحب ويرضى
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 03-08-2009, 03:42 PM   #15
معلومات العضو
ليلاس
عضو موقوف

إحصائية العضو






ليلاس غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة syria

 

 
آخـر مواضيعي
 
0 ما فوائد الاحتساب؟

 

افتراضي

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الذَّنْبِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ؟ قَالَ: "أَنْ تَجْعَلَ لِلَّهِ نِدًّا وَهُوَ خَلَقَكَ". أخرجه أحمد (1/434 ، رقم 4131) ، والبخاري (4/1626 ، رقم 4207) ، ومسلم (1/90 ، رقم 86) ، وأبو داود (2/294 ، رقم 2310) ، والترمذي (5/336 ، رقم 3182) ، والنسائي (7/89 ، رقم 4013). ندا: أي شريكا. قال العلامة عبد المحسن بن حمد العباد البدر في "شرح تطهير الإعتقاد": الشرك بالله عبادة غير الله معه، وهو أعظمُ ذنب عُصي الله به، وهو الذنب الذي لا يغفره الله، قال الله عزَّ وجلَّ: "إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء" في آيتين من سورة النساء، وهو الذنب الذي يُخلَّد صاحبُه في النار أبد الآباد، ولا سبيل له للخروج منها وقد كثرت نصوص الكتاب والسنة في النهي عن الشرك والتحذير منه وبيان خطره، بل جاءت النصوص في سدِّ الذرائع التي تؤدِّي إليه، من ذلك البناء على القبور وتعظيمها واتِّخاذها مساجد، وقد تواترت الأحاديث في ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ابن القيم رحمه الله في كتابه إعلام الموقعين (3/151) في الوجوه التسعة والتسعين التي أوردها في سدِّ الذرائع قال: ((الوجه الثالث عشر: أنَّ النَّبيَّّ صلى الله عليه وسلم نهى عن بناء المساجد على القبور ولَعَن مَن فعل ذلك، ونهى عن تجصيص القبور وتشريفها واتِّخاذها مساجد، وعن الصلاة إليها وعندها، وعن إيقاد المصابيح عليها، وأمر بتسويتها، ونهى عن اتِّخاذها عيداً، وعن شدِّ الرحال إليها؛ لئلاَّ يكون ذلك ذريعةً إلى اتِّخاذها أوثاناً والإشراك بها، وحرم ذلك على مَن قصده ومن لم يقصده، بل قصد خلافه سدًّا للذريعة))
موقع مجانى تستطيع عن طريقه الحصول على كافة انواع الدم من متبرعين بالعديد من دول و مدن العالم

نرجو عدم الترويج لمواقع أخرى إلا بعد موافقة الإدراة


انشره و احتسب الاجر فقد تنقذ حياة مسلم


التعديل الأخير تم بواسطة الحـياة الطيبة ; 04-08-2009 الساعة 01:55 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 21-10-2009, 09:37 PM   #16
معلومات العضو
قدور بلقدور

إحصائية العضو






قدور بلقدور غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة algeria

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

الرجل الذي رسم الكاريكاتير على الرسول مات محروقا و الدنمارك متكتِمَة على الخبر .. أرجوك أن تنشر الخبر هذا لأن هناك أخت من فلسطين شافت رؤية أنا لذي سينشر هذا الخبر فإن الله سيفرحة بعد أربع ساعات ،و واللهِ إن شخصا اسمه محمد أقسم بالله أنه رأى الرسول في منامه وقال له الرسول : " بلّغ المسلمين عني أن من ينشرها خلال أربعة أيام فسوف يفرح فرحا شديدا ومن يتجاهلها فسوف يحزن حزنا شديدا " .. أرسِلْها قد ما تقدر .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-10-2009, 08:28 PM   #17
معلومات العضو
الحـياة الطيبة
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية الحـياة الطيبة
 

 

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قدور بلقدور
   الرجل الذي رسم الكاريكاتير على الرسول مات محروقا و الدنمارك متكتِمَة على الخبر .. أرجوك أن تنشر الخبر هذا لأن هناك أخت من فلسطين شافت رؤية أنا لذي سينشر هذا الخبر فإن الله سيفرحة بعد أربع ساعات ،و واللهِ إن شخصا اسمه محمد أقسم بالله أنه رأى الرسول في منامه وقال له الرسول : " بلّغ المسلمين عني أن من ينشرها خلال أربعة أيام فسوف يفرح فرحا شديدا ومن يتجاهلها فسوف يحزن حزنا شديدا " .. أرسِلْها قد ما تقدر .

الأخ الفاضل جزاكم الله خيرا على هذه الغيرة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

هل لهذه الأخت الرائية أن تصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ إذا كان هو هو صلى الله عليه وسلم كما وردت صفاته في الأحاديث الشريفة, فحينئذ أرد عليك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من رآني في المنام فقد رآني ، إن الشيطان لا يتمثل في صورتي ".

فيما يتعلق بنشر هذه الرسالة المزعومة...وحصول السعادة بعد أربع ساعات...فأقول بأن هذه الأكاذيب هي من البلاء العظيم الذي أصيبت به هذه الأمة...من يريد أن يفرح فرحا شديدا فليستقم على منهج الله وعلى سنة نبيه...ليداوم على ذكر ربه....وسيأتي الانشراح بعدها...أما أن يحصل الفرح بعد أربع ساعات تحديدا فهذا للأسف لا يصدقه عقل.

هذا يذكرني بقصة الوصية المزعومة والتي تجدها هنا

الرؤيا المزعومة من خادم الحجرة النبوية
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 30-10-2009, 09:50 AM   #18
معلومات العضو
لمسة الجوري

إحصائية العضو






لمسة الجوري غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة saudi_arabia

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

الف شكر جزاك الف خير

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 30-10-2009, 04:00 PM   #19
معلومات العضو
عطر
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية عطر
 

 

افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

شرفني مروركم الكريم

وفقكم الله لما يحبه ويرضاه

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 07:13 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com