السلام عليكم
الفكر .. ذلك المصباح الذي يتلألأ في مشكاة الهامة ..
يشع نوراً .. ويتألق إن حضناه بالعناية وتعهدناه بالرعاية
وجلونا قبسه بالفكرة النيّرة الهادفة ..
ويخمد ويعتليه الصدأ إن ركناه
في زاوية العجز والإهمال ..
ولم نوقد فتيله ..!
والقبس الذي يجدد حياة فكرنا
هو استثماره بالفكرة المتجددة ...
و من ثمّ تعهدها بالرعاية حتى تؤتي أُكلها
فالفكرة الوليدة كطفل يستقبل الحياة،
وحين تخرج من رحم الفكر
فهي تحتاج لحضانة عاطفية .. ودفء
ينبعث من روح صاحبها
حتى تشب وتنمو ..
وإن فترت رعايتها تموت في المهد .
فكيف نستثمر فكرنا .. ؟
تعالين ننظر إلى صورة بسيطة وعميقة
لإعمال الفكر وتشغيله ...
وأن ذلك لايحتاج إلى ثقافة ..
أكثر مما يحتاج إلى الفطنة والتركيز ..
حكاية :
روي أن رجلاً أضاع رفيقاً له في الصحراء
وكان معه بعيره ..
فظل ينشدهما أكثر نهاره ،
وفيما هو كذلك إذ مر به اعرابي
فسأله :
هل صادفت في طريقك رجلاً وبعيراً ؟
فسأله الأعرابي :
هل الرجل سمين ، وأعرج ، ويحمل عصا بيده ؟
أجاب : نعم ..!
فأضاف الأعرابي :
وهل. البعير أعور ؟ يحمل في جنبه الأيمن تمراً ،
وفي الأيسر زيتا. ؟
قال : هو كذلك ! .. متى رأيتهما ؟
قال الأعرابي :إنني لم أرهما ، ولكني آعرف أيضاً
أن صاحبك قد استراح تحت هذه النخلة قبل ثلاث ساعات ،
ثم أخذ الأعرابي بيد الرجل وتقدم به نحو الآثار
الباقية على الرمال ، وأخبره :
لقد استخدمت فكري فعرفت كل ذلك ..
تأمل أثر قدمي الرجل تجد أن اليسرى
أعمق وأكبر من اليمنى ،
أليس ذلك دليل على عرج صاحبك ؟
وقارن أثر قدمي بأثر قدمي صاحبك
تجد آثاره أكثر عمقاً وآثار أقدامي سطحية
لأنني نحيف وهو سمين ...
ثم تقدم الأعرابي بالرجل نحو أكبر بقعة
أكل منها البعير وقال للرجل :
انظر ..! ألا ترى الذباب
يتساقط عليها ليلحس عصارة التمر
وانظر إلى أيسرها ألا تشاهد أسراب النمل
تروح وتجئ لتمتص بقايا الزيت ؟!
حار الرجل وأعجب بتفكير الآعرابي وفراسته
وأضاف سائلاً :
ولكن كيف عرفت أن صاحبي قد استراح
عند هذه النخلة قبل ثلاث ساعات ؟
أجابه : أما أنه استراح هنا
فآثار بعيره تدل عليه
ثم انظر إلى ظل النخلة أين هو الآن ؟
لايوجد ظل ..
فهل صاحبك جلس في الشمس ؟
لا طبعا استراح حين كان الظل ممتداً تحت النخلة
ولا يتحول الظل من مكان هذه الآثار
إلا في ثلاث ساعات ..
وهكذا استدل الرجل على صاحبه ..!!
هذا عزيزتي مثل لرجل بسيط مارس التفكير السليم
لبعض الدقائق .. فأوصله ذلك إلى نتيجة حميدة ..
وهكذا ..
إذا استخدمت فكرك في كل أمر
وتركت له مساحة صافية بعيداً عن التوتر والقلق
فستنجحين في كل حل كل المشاكل ...
سواء كنت تفكرين بأمر صغير يهمك ..
أو بأمور مصيرية ..
تذكري أن كل النجاحات الباهرة
التي حققتها الحضارة الإنسانية
إنما هي وليدة فكرة بسيطة ..
وإن الفرد أو المجتمع الذي لايفكر في أموره الدينية والدنيوية
يبقى حائراً يتخبط خبط عشواء ...
ولذا أسوق إليك هذه النصائح .. راجية أن تنتفعي بها ~
/ فكري في عاقبة الأمور :
في كل مسائل الحياة يجب علينا أن نضع أمامنا حساب النتائج
في كل خطوة نخطوها .. وننظر إلى عواقب الأمور ..
كمثل التاجر الناجح الذي يحسب حساب الربح والخسارة
في كل صفقة تجارية ..
يقول الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه :
( ألا وإن اللبيب من استقبل وجوه الآراء بفكرٍ صائب ،
ونظر في العواقب ).
/ عند الطريق المسدود لاتستسلمي :
كثيراً مانسعى لحل مشكلة ما ...
مشكلة تتعلق بالعمل ، أو السكن ، أو مشكلة
صحية ، أو أخرى تتعلق بالنصيب ..
ثم تواجهنا عقبة وطريق مسدود ..
فماذا نفعل ؟؟
علينا أن نكون كالسائق الماهر حين يسير
في إحدى الطرق فيواجه لافتة كتب عليها :
( الطريق مسدود ابحث عن مخرج )!
سيضطر السائق طبعاً إلى الرجوع إلى الوراء مسافة
ثم يفكر: أي طريق بديل يوصلني إلى مبتغاي ؟
ثم يسلك ذلك الطريق ...
لنكن نحن كذلك ... إن واجهتنا عقبات
لانيأس ونبحث عن طرق أخرى توصلنا بهدفنا.
وذلك بعد وقفة قصيرة للمراجعة والتفكير بالبديل الأمثل .
/ ضعي هذه الكلمات أمامك :
الإخفاق يدفع للنجاح...
وليكن هذا دافعاً لك على الإصرار وتكرار المحاولة ..
ارجعي بالتاريخ إلى الوراء ...
ترين عشرات المبدعين والمخترعين أخفقواأولاً
ثم خاضوا محاولات عديدة حتى عرفوا مواضع الفشل
فصنعوا سلسلة النجاح ..!
هذا مخترع المصباح الكهربائي توماس أديسون
أخفق عشرة الآف مرة قبل أن يخترع المصباح ،
وكان يعتبر كل محاولة فاشلة تقربه إلى النجاح .
/ فتشي عن البديل الأفضل :
إذا لم يطيب لنفسك شيء قد حصل
لاتكتفي بتقطيب وجهك والغضب والتبرم ..
قومي وابحثي عما يرضيك كبديل ..
ولكن لاتقبلي بأي بديل إلا الأفضل والأحسن بين الخيارات ..
لاترضي بأي رأي يعرض أمامك لست على قناعة منه ..
ارفعي نظرتك لذاتك ... واختاري مايليق بها.
فالثقة بذاتك وقدراتك هي أول خطوات في طريق النجاح،
واستثمري معها فكرك لتصلي إلى مبتغاك في حياتك
العملية اذا كنت طالبة أو موظفة .. أو ربة بيت
أو في أي موقع كنت .. تتطلعين إلى أملٍ تودين تحقيقه
أنظري دائماً إلى فوق بطموح الطالبين
وإلى تحت بتواضع العالمين ..
عزيمة ونجاح ~
إليك نبذة سريعة عن مخترع اسمه ( هوندا)
الذي اطلق اسمه على مخترعات كثيره :
هو ابن فلاح ياباني فقير ...
استطاع بطموحه و بصبره واستثمار عقله
آن يصبح من أكبر صانعي الدراجات البخارية والسيارات
وأنشأ مراكز علمية كثيرة في الأبحاث العلمية العملية
افرزت الآف المخترعات والمواد والمستحضرات
التي أفادت البشرية ..
كل ذلك بفضل استعمال العقل والبحث والتطوير .
/ اطرحي الأسئلة دائماً :
السؤال هو المفتاح الأول للوصول إلى الحقائق
وإلى مانحب معرفته ، شرط أن يكون السؤال محدداً
ومتعلقاً بالموضوع وواضحاً لأنه كما يقول المثل :
( حسن السؤال نصف الجواب ).
ولا تختبئي خلف قناع زائف وتدعي المعرفة
في أمور تجهلينها ..
فتضيعي على نفسك فرصة التعلم والاستفادة
من سؤال الآخرين ...
فيما لاتعلمين .
/ ليس عليك أن تستثمري فكرك في حل مشكلاتك فقط ،
لكن اجعليه طيّعاً في طلب المعرفة ، وتوسيع آفاقك ..
اقرأي كثيراً ... وتدبري فيما تقرأينه واستخلصي الفائدة
والقرآن الكريم هو أول ماعليك التفكر والتدبر بآياته
يقول الله تعالى :
( كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ).
وأخيراً ...
عصارة النصائح :
استثمري فكرك في الخير ...
وسعي آفاقه بالتفكير ...
واجهي مشكلاتك بعقل وتدبير ...
ابحثي عن الحلول المناسبة واختاري أفضلها ...
لاتستسلمي إن سدت بعض الطرق في وجهك
بل ابحثي عن غيرها .. ولو اضطررت إلى التراجع
لتعيدي المحاولة ...
اعلمي أننا نستطيع أن نحول الفشل إلى النجاح ...
الفشل تجربة في سلسلة تجارب الحياة ...
يكون للنجاح بعدها طعماً ولذة وقيمة وأهمية ...
وسعي آفاقك بالاطلاع والتجربة والسؤال ..
ولاتقفي عند حد ... كوني طموحة ..!!
إذا تعرضت لمحنة أو لعقبة أو لانهيار حلم
أو ضياع فرصة .. أو ضيق عيش .. أو ابتلاء أياً كان
فاعلمي أن هذا أمر مقدر ..
ربما فيه الخير لك من حيث لاتعلمين
( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم )
عليك مواجهة كل اخفاق بسلاح :
الإيمان ، والإرادة ، والتحدي
انبذي اليأس وتسلحي بالأمل ..
وفكري دائماً في حل قدر . .
ماتسعه طاقتك واسعي لطلبه...
ولكن لا تستسلمي .. لاتستسلمي ..
فأنت إنسانة.. مميزة .. بالفكر ..
فاستغلي فكرك للوصول إلى مايرضيك .
ربما لايقابل عطاؤك بما يوازيه من المكافأة
لاتهتمي بذلك ... !
فهذه طبيعة الحياة هي ليست عادلة دائماً ..
المهم أن تعززي ثقتك بنفسك .. وترفعي تطلعاتك ...
ولا يقعدن بك التعرض لخيبة أمل
عن الاستمرار في طلب النجاح
لتحقيق ذاتك ...
واستثمار فكرك
( أنت الربيع فأي شيءٍ إذا ذبلت )..
منقول للفائدة