عندما نكره شخص ما ،
فهذه آخر العمليات المتوفرة لدينا في ساحة الحرب، عندما نفشل في مواجهته وايقاف نجاحه في مضايقتنا واستفزازنا
عندما ينجح احدهم في ايذائنا والتأثير علينا ، ولم تنجح التقنيات التي نملكها في ايقاف هذه المشاعر السلبية التي نشعر بها ، ينتهي بنا الامر الى تطوير تقنية الكره لكي نضمن ابعاد وايقاف هذه المشاعر السلبية عنا والمصاحبة لوجود او تذكر هذا الشخص
والكره من المشاعر التي تنتقل بالتسلسل ، فقد نكره الشخص س ، ثم نجد ان ص يشبهه في بعض الامور ، فنكره ص ، وقد نكره ( ع ) لأنه قد يشبه ص ، ثم و (ز ) و (ج ) و (د ) لنفس السبب
فينتهي بنا الأمر الى اننا الآن نكره عدد كبير من الأشخاص وكل هذا بسبب المشاعر التي نحملها تجاه س
ومن الطبيعي أولا ، ان نكسر سلسلة الكره ، ونربط هذه المشاعر السلبية بالشخص ( س ) فقط
ثم نناقش أنفسنا ونسألها .. لماذا نكرهه ؟
حسنا من غير المطلوب منا ان نكون جيدين او لطفاء مع ( س ) لكي نتصالح مع المشاعر السيئة ، ولكن علينا ان نفهم جيدا أننا نكرهه بسبب أننا ( ضعيفين )
ان هناك ضعف ما لدينا في اتخاذ اجراءات منطقية تتناسب مع شخصياتنا لمواجهته ، فتملكتنا الكراهية ، حتى نغطي الخلل الذي يضعفنا عن مواجهته
تخيل ان هناك شخص ينتقدك دوما ، بدلا من ان توقفه عند حده ، قد تنتهي الى كراهيته ، وكراهية سلسلة متتابعة من البشر لأنهم يشبهون هذا الشخص بشيء ما
لو تخيلت ان هناك لص ، سرق محفظتك وجرى بها في الشارع ، ثم استطعت اللحاق به وتسليمه الى العدالة ، فستشعر بالثقة ، وبعد فترة تنسى الموضوع
وان لم تستطع اللحاق به وذهب في سبيله ، سينتهي بك الامر ان تشعر ناحيته بالكره
ان هذا هو نفس الشعور الذي ينتابنا اذا اساء لنا احدهم اساءة بالغة ولم نستطع الرد عليها لأسباب مختلفة ، فنختزن الكره سنينا وسنين ، لأننا لا نملك ميكانيكية الرد ، الى ان نرى ان حدث له شيء عوّض ما كنا نتمنى بشكل ما ان يحصل له ، فنشعر بالثقة والانتصار وتحل مشاعر التواضع والرضا و طيبة القلب ،محل مشاعرنا السلبية التي طالما شعرنا فيها
علينا ان نفهم أولا ، ما هو السبب وراء كراهية هذا الشخص ، هل لنا حقّ عنده ، وهل من سبيل لمواجهته ؟
بعض الناس يخفون رؤوسهم في رمل التسامح لتغطية ضعفهم عن المواجهة ،وسينتهي بهم الامر الى مشاعر كره تتضاعف يوميا
وهناك من الناس ، من يكون الضعف ليس سببا في عدم المواجهة ، وقد تكون اسبابهم دينية روحية وهؤلاء باختصار لن ينتهي بهم الأمر الى الكره ابدا
لقد اختاروا عدم المواجهة ، مع قدرتهم على ذلك .
الكراهية هي مؤشر على ضعف الشخص وعدم قدرته على القيام بأي عمل لرد المشاعر السلبية ، وعلينا ان نعمل جاهدين على البحث عن مواطن الضعف فينا ، واكساب أنفسنا الثقة وسنحمل عندها الكثير من المشاعر الأخرى بدلا من الانشغال في الكراهية وتسلسلاتها
إن آخر الدواء الكيّ ،
والكي ّ يكون بالمواجهة الجذرية والاسترداد ، والتسامح الحقيقي نوع آخر من أنواع الكيّ .
ولكن الحال لا ينتهي مع اغلبنا على هذا الشكل ، بل ينتهي الى الكره ،الذي سيتابع احتراقه البطيء المتسلسل