مقتطف من كتاب بهجة المجالس وأنس المجالس للعلامة ابن عبد البر رحمه الله
ماجاء في باب الحياء والوقار
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : " لكلّ دين خلق ، وخلق الإسلام الحياء " .
وقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم " الحياء خيرٌ كلّه " .
وقال صلى اللّه عليه وسلم : " المؤمن حيّى كريم ، الفاجر خبّ لئيم " .
وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم " إن اللّه يحب الحيّى الحليم المتعفّف ، ويبغض الفاحش البذئ السائل الملحف " .
وقالوا : من تكلّم بالحكمة لا حظته العيون بالوقار.
قال الحسن : أربع من كنّ فيه كان كاملا ، ومن تعلّق بواحدة منهن كان من صالحي قومه : دين يرشده ، عقل يسدّده ، وحسب يصونه ، وحياء يقوده.
قالت عائشة رضى اللّه عنها : رحم اللّه نساء الأمصار ، لم يمنعهن الحياء أن يسألن عن أمر دينهن.
وقالت عائشة أيضاً : رأس مكارم الأخلاق الحياء.
وقال صالح بن جناح :
إذا قلّ ماء الوجه قلّ حـياؤه=ولا خير في وجه إذا قل ماؤه
وقال آخر :
إذا رزق الفتى وجها وقاحا= تقلب في الأمور كما يشاء
ورب دنيةٍ ما حال بـينـي= وبين ركوبها إلاّ الحـياء
وقال الحزين بن عبد اللّه اللّيثي ، وتنسب إلى الفرزدق :
يغضى حياءً ويغضى من مهابته= فلا يكلّم إلاّ حـين يبـتـسـم
وقال آخر :
كريمٌ يغضّ الطّرف فضل حيائه = ويدنو وأطراف الرّماح دواني
وكالسيف إن لا ينته لان متنـه= وحداه إن خاشنته خـشـنـان
وقالت ليلى الأخيليّه :
ومخزّق عنه القميص تخالـه= وسط البيوت من الحياء سقيما
وقال أمية بن أبي الصّلت في ابن جد عان التيمى :
أأذكر حاجتي أم قد كفانـي = حياؤك إن شيمتك الحـياء
كريمٌ لا يغـيّره صـبـاحٌ = عن الفعل الجميل ولا مساء
إذا أثنى عليك المرء يومـاً = كفاه من تعرضه الثـنـاء