توجد طريقة تحول المباحات إلى حسنات وذلك باستخدام شيء , يسمى بـ النية الذكية
كيف ؟!
" إذا أردت أن تفعل مباحا فإنوِي فعله لتتقوى به على طاعة الله "
مثلا :
عندما تأكل تنوي التقوي على الصلاة
لأنك لو لم تأكل لن تستطيع الخشوع في الصلاة ,
و كما قال صلى الله عليه وسلم : [ المؤمن القويّ خير وأحبّ إلى الله من المؤمن الضعيف ]
شيء آخر ..
أنت ستنام , لماذا تنام هكذا بلا نية 7 ساعات بلا حسنات ولا أجر خسارة أليس كذلك ؟
لذلك إنوي بنومك التقوي على الأذكار لأنك لن تستطيع أن تركز في الأذكار إذا لم تنم ولهذا تنوي بالنوم التقوي على الأذكار ..
هذه النية يسمونها تجارة الأبرار
لأنهم أذكياء يحولون بالنية التراب إلى ذهب
قال بعض أهل العلم : [ المؤمن وقت الراحة بالنسبة له طاعة ووقت الطاعة بالنسبة له راحة ]
النية سهلة ولا تتعب أحدا , لكن من الذي يتذكر ؟ هنا المسأله
إذا أردت الذهاب إلى العمل لا تنوي الذهاب فقط لكي لا يخصمون من راتبك ,
لا , بل إنوي أن تعف أهلك و أولادك عن الحرام , إنوي أن تعمر بلدك المسلم ,
إنوي أن تخدم المسلمين وتقضي مصالحهم ومعاملاتهم ,
عندها سيكون ذهابك للعمل كل يوم أكثر ثوابا و أجرا و ليس مباحا فقط .
مثالٌ آخر :
إذا أردت أن تقود السيارة لا تنوي فقط التنقل من مكان إلى آخر , بل إنوي أيضا أن تستخدم السيارة في حسن خُلق فتحصل على أجر لأنك تقود السيارة .
مثالٌ آخر :
في دراستك أنوي أن تفرح والديك بالشهادة , أن تدخل السعادة على قلوبهم ,
أن تنفع المسلمين بعلومك , و سيصبح ذهابك للدراسة كله أجر ..
عندما تتصفح الإنترنت , اختر لك محاضرة من المحاضرات الدينية في اليوتيوب و اعتبرها مجلس ذكر ,
حتى الكرة :
إذا أردت أن تلعب الكرة لاتنوي فقط الترويح عن النفس و الرغبة في الفوز , بل إنوي أيضا أن تدخل السرور على إخوانك المسلمين الذين تلعب معهم و أن تقوي جسدك بالرياضة ..
إنوي من خلال إتصالك لقريبك و السؤال عن حاله صلة للرحم
توجد أمثلة كثيرة ,
لكن المهم في كل منها أن تكون نيتك صادقة
مثلا :
شخص أراد أن يحول المباح في الأكل إلى أجر فنوى في الطعام التقوي على الصلاة , لكنه أكل حتى انتفخ !
بحيث أصبح ثقيلا في الحركة , فهذا الشخص غير صادق في النية , و لن يؤجر عليها
أما إذا أكل بقدر مناسب ستتحول مباحاته إلى حسنات ..
مثالٌ آخر :
شخصٌ أراد أن يحول المباح في الوظيفة إلى أجر , فنوى بذهابه للعمل أن يساعد المسلمين
فإذا كان فعلا يساعدهم فهو صادق و مباحاته تحولت إلى حسنات
و أما إذا كان يقول للمراجعين تعالوا في الغد و يؤخرهم بلا سبب فهذا غير صادق بنيته فلا يؤجر ..
والذي نوى النوم لكي يتقوى على الطاعة لو كان صادقا لما نام الساعة الثانية ليلا لأنه لن يستيقظ لصلاة الفجر
فالمسألة ليست فقط بالنية بل بالصدق في النية
فلا تعمل بلا مقابل ,
اجعل أعمالك كلها حسنات
هذه بعض الأمثلة و هناك المزيد بالطبع
فلنفكّر معاً ونصنع نيّات ذكيّة لتذكرنا دائماً بتجديد النية ،
وهكذا
عندما نعتني بتفاصيل أيامنا ، نجد أن حياتنا أصبحت راقية وعلى مستوى رفيع من الإنجازات ,
لأن القاعدة الذهبية للسعادة = عمل + أجر
قال شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله :
[ النّيَّة المجردة عن العمل يُثاب عليها والعمل المجرد عن الّنية لا يثاب عليه ]
فلنغتنمها
النيــة الذكيــة
