لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
إحصائية العضو
آخـر
مواضيعي
،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( الشوبكي ) ، حتى تتضح لكم المسألة بإذن الله عز وجل أنقل لكم ثلة من أقوال أهل العلم المعتبرين بخصوص ذلك :
ثبت عن بعض السلف استخارتهم في مسائل العلم المختلف فيها ، كما ثبت عن بعضهم استخارتهم في ترجيح حال الرواة المختلف فيهم ، ومن ذلك :
روى عبد الرزاق عن ابن المسيب : ( أن عمر بن الخطاب كتب في الجد والكلالة كتابا ، فمكث يستخير الله يقول : اللهم إن علمت فيه خيرا فأمضه ، حتى إذا طعن دعا بالكتاب ، فمحى فلم يدر أحد ما كان فيه ، فقال : إني كتبت في الجد والكلالة كتابا ، وكنت أستخير الله فيه ، فرأيت أن أترككم على ما كنتم عليه )( المصنف - 10 / 301 ) 0
وقد كان الإمام الشافعي - رحمه الله - من أكثر العلماء استخارة في مسائل العلم ، حتى صرح في كتابه " الأم " في نحو أربع عشرة مسألة أنه قد استخار الله تعالى فيها ، وكان منها قوله :
وقد قيل : في الحلي صدقة ، وهذا ما أستخير الله عز وجل فيه ، قال الربيع : قد استخار الله عز وجل فيه ، أخبرنا الشافعي : وليس في الحلي زكاة )( الأم - 2 / 44 ) 0
كما كان ابن حبان من المحدثين يستخير الله تعالى في الرواة الذين يشتبه حالهم عليه ، ويكثر من التصريح بذلك في كتبه ، خاصة حيث يقول : ( بهز بن حكيم بن معاوية بن حيدة القشيري : من أهل البصرة ، يروي عن أبيه عن جده ، روى عنه الثوري وحماد بن سلمة ، كان يخطئ كثيراً ، فأما أحمد بن حنبل وإسحاق بن إبراهيم رحمهما الله فهما يحتجان به ويرويان عنه ، وتركه جماعة من أئمتنا ، ولولا حديث ( إنا آخذوه وشطر إبله عزمة من عزمات ربنا ) لأدخلناه في الثقات ، وهو ممن أستخير الله عز وجل فيه )( المجروحين - 1 / 194 ) .
قال ابن حجر رحمه الله في شرح حديث الاستخارة : ( الاستخارة : اسم ، واستخار الله طلب منه الخِيَرة , والمراد طلب خير الأمرين لمن احتاج إلى أحدهما )( شرح الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث في كتاب الدعوات وكتاب التوحيد من صحيح البخاري ) 0
سئل العلامة الشيخ ( محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - السؤال التالي :
فضيلة الشيخ ! هل ركعتا الاستخارة مشروعة فقط في الأمر الذي لم تتبين فيه المصلحة ، أم أنها تفعل في كل أمر يقدم عليه ولو كان ظاهره الخير ، كإمامة مسجد ، أو خطبة امرأة صالحة ، وما شابه ذلك . أرجو التوضيح ؟؟؟
الجواب : ( صلاة الاستخارة أن الإنسان إذا هم بأمر وتردد في عاقبته فإنه يستخير الله أي : يسأل الله خير الأمرين : الإقدام أو الترك ، ولكنه لا يستخير في كل شيء ، يعني : ليس للإنسان إذا أراد أن يتغدى أن يقول : أستخير الله . إذا أراد أن يذهب يصلي مع الجماعة أن يقول : أستخير الله ، إنما يستخير الله في أمر لا يدري ما عاقبته ، ومن ذلك : إمامة المسجد ، لو عرض عليه إمامة المسجد ولم يترجح عنده الإقدام أو الترك فليستخر الله ، فالإمامة من حيث هي خير في ذاتها ، لكن العاقبة ؛ لأن الإنسان لا يدري في المستقبل هل يقوم بواجب الإمامة أو لا يقوم ، وهل يستقر في هذا المسجد أو لا يستقر ، وهل يكون ملائماً للجماعة أو غير ملائم ، هو لا يستخير على أن الإمامة من حيث هي خير ، لكن العاقبة ، كم من إنسان كان إماماً في مسجد ثم لحقه من التعب وعدم القيام بالواجب والمشاكل مع الجماعة ما يتمنى أنه لم يكن إماماً ، كذلك المرأة الصالحة ، لكن لا أدري ما العاقبة .
والمهم أن كل شيء تتردد فيه فعليك بالله ، الجأ إليه ، اسأله خير الأمرين )( لقاءات الباب المفتوح - لقاء رقم " 85 " - السؤال الأول ) 0
يقول الدكتور ( حسام الدين بن موسى عفانة - حفظه الله - - أستاذ الفقه وأصوله - جامعة القدس - فلسطين :
( صلاة الاستخارة سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم فقد روى الإمام البخاري بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم يقول اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب. اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي، في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أوقال: في عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم أرضني به. قال: ويسمي حاجته )
ومعنى الاستخارة أن المسلم يطلب من الله سبحانه وتعالى أن يختار له خير الأمرين وأولاهما ومن المستحسن أن يستخير المسلم في أموره فقد ورد في الحديث : " من سعادة ابن آدم استخارته الله " رواه أحمد في المسند وسنده حسن .
والاستخارة تكون في الأمور التي لا يعرف العبد فيها وجه الصواب ، وأما أمور الخير الواضحة فلا مجال للاستخارة فيها .
وينبغي أن يعلم أن الاستخارة لا تدخل باب الفرض ولا الحرام ولا المكروه وإنما تقع ضمن دائرة المندوب والمباح ولا تكون الاستخارة أيضاً في أصل المندوب وإنما تكون عند تعارض أمرين أيهما يبدأ به أو يأخذ به كما قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري .
وتكون الاستخارة عندما يهمّ المسلم بأمر ما كما ورد في الحديث السابق ( إذا همّ أحدكم بالأمر ... ) وهذا يعني أن الاستخارة تكون عندما يرد الأمر على القلب فيستخير فيظهر له ببركة الصلاة والدعاء ما هو الخير بخلاف ما إذا كان الأمر متمكناً في نفسه وقويت عزيمته عليه ) .
الفتوى : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد :
فإن الاستخارة هي طلب الخيرة، ومعناها: أن يسأل المسلم ربه سبحانه وتعالى أن يختار له ما فيه الخير له في دينه ودنياه، وهي سنة لمن أراد القدوم على أي أمر ذي بال، فيصلي ركعتين من غير الفريضة يقرأ فيهما بالفاتحة وما تيسر من القرآن.
وبعد الصلاة يدعو بهذا الدعاء الذي رواه البخاري عن جابر رضي الله عنه، ولفظه: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر " ويسمى حاجته فيقول مثلاً هذا السفر... " خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر ( السفر، أوالزواج ) شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به 0
ويمضي المسلم في حاجته فإن كانت خيراً له سييسرها الله تعالى له، وإن كانت غير ذلك سيصرفها الله تعالى عنه، ويصرفه عنها. والله أعلم )( مركز الفتوى )
سئل الشيخ محمد صالح المنجد - حفظه الله - : أنا طالب سعودي في كندا أود إكمال دراستي للماجستير في الهندسة وأنا محتار في خمس تخصصات للماجستير ألا وهي 1- التخطيط العمراني 2- التصميم العمراني 3-الإسكان 4-التطوير العقاري 5-إدارة العمران سؤالي : هل أصلي صلاة استخارة واحدة وأذكر جميع التخصصات أو خمس صلوات متتالية لكل تخصص؟ أرجو الإجابة مع التوضيح وجزاكم الله خير الجزاء ؟؟؟
الجواب : ( الحمد لله
معنى الاستخارة أن يستخير المسلم ربه ليختار له أصلح الأمرين في دينه ودنياه .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : ( والاستخارة معناها طلب خير الأمرين )( شرح رياض الصالحين - صقحة 792 ) .
وقال في " تاج العروس " - ( 11 / 250) : ( " وفي حديث الاستخارة : ( " اللَّهُمَّ خِرْ لِي " أَي : اختَرْ لِي أَصْلَحَ الأَمْرَيْن ) انتهى .
والأصل في صلاة الاستخارة أنها تكون في أمر واحد يفعله الإنسان أو يتركه .
وعلى هذا ، فعليك أن تنظر في هذه الخيارات ، وتقلب فيها الرأي ، وتستشير أهل الخبرة والمعرفة والعقل ، حتى يترجح لديك أمر واحد ، فتصلى له الاستخارة .
وقال الدكتور محمد بن عبد العزيز المسند : " إذا أراد المسلم أن يقوم بعمل وليس أمامه سوى خيار واحد فقط قد همّ بفعله فليستخر الله على الفعل ثم ليقدم عليه ، فإن كان قد همّ بتركه فليستخر على الترك ، أمّا إن كان أمامه عدّة خيارات فعليه أوّلاً بعد أن يستشير من يثق به من أهل العلم والاختصاص أن يحدّد خياراً واحداً فقط من هذه الخيارات ، فإذا همّ بفعله قدّم بين يدي ذلك الاستخارة " انتهى .
فإذا استخرت على واحد من تلك الخيارات ، فلم يقدر الله اختياره لك فانتقل إلى ما يليه واستخر الله تعالى بعد النظر والاستشارة .
وإذا استخرت مرة لكل واحد من هذه الأمور (فتكرر الاستخارة خمس مرات) ، ثم تعزم على إحداها فلا يظهر لنا ما يمنع ذلك .
فمن أراد التخيير بين أمرين فعليه أن ينظر أولاً إلى امكاناته وقدراته بخصوص كلا الأمرين ثم يستشير من يوثق في علمه ودينه وهو يعلم أنه ناصح أمين فإن ترجح له أمر يستخير الله عليه فإن لم يقدر الله اختياره فالينتقل إلى ما يليه ويستخر الله تعالى بعد النظر والاستشارة ، والله تعالى أعلم وأحكم 0
وأما قول العلامة الشيخ المحدث ( محمد ناصر الدين الألباني ) - رحمه الله - فقوله ورأيه بأن : " الاستخارة لا تدفع الحيرة " قول معتبر وهو من أئمة أعلام أهل السنة والجماعة ، نسأل الله أن يتجاوز عن عثراته ويجعله من أهل الجنة 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء ; 16-12-2010 الساعة 04:35 AM.