بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم, والصلاة و السلام على من لا نبي بعده أما بعد:
إخوتي الكرام ما أنزل الله داء إلا وانزل معه الدواء علمه من علمه وجهله من جهله فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " ما أنزل الله داء إلا وانزل له شفاء علمه من علمه وجهله من جهله "
أخي وفقني الله وإياك اعلم أن الأمراض منها ما يكون عضوي أو نفسي ومنها ما يكون بسبب الأرواح الخبيثة ولا ريب أن القران شفاء لها جميعا بإذن الله ولا شك أن الأمراض التي بسبب الأرواح الخبيثة فشت بهذا الزمان وهذا بسبب المعاصي والذنوب عياذا بالله فالواجب على الجميع الإقبال على الله والتوبة قال تعالى : " وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون لعلكم تفلحون"
كما أن الواجب على المسلمين نصرة المسلمين المستضعفين الذين تتخبطهم الشياطين , وهذه النصرة تتأكد على الأقرب فالأقرب فأهل بيت المريض ينصرون مريضهم ثم تتوسع الدائرة إلى أن تصل إمام المسجد ثم الأعلى فالأعلى .
و لا شك أن الراقي الحاذق المتمرس العالم بأمور الرقية الشرعية صاحب العقيدة السليمة عنده من العلم و الخبرة ما يؤهله لتعليم الناس الرقية الشرعية و رقيتهم في الحالات الصعبة التي تحتاج راقي فيرجع له و يذهب له و يستفاد من خبراته .
ولا اخفي عليكم أن مشروع في كل بيت راق مشروع سمعته بمحاضرة للشيخ خالد ثامر السبيعي وفقه الله و أعجبني مشروعه خصوصا بهذا الزمان الذي تخبط فيه المرضى بين أبواب و أحوش الرقاة الذين منهم الذي يعلم كيفية الرقية الشرعية وضوابطها وقواعدها وهم قلة ومنهم من لا يعلم ذلك والواجب على الراقي أن يعلم ثم يعمل فالعلم مقدم على العمل وقد أخبر الله عن النصارى أنهم ضالين لأنهم يعملون ولا يعلمون و كل من تشبه بهم من هذه الأمة في هذا الباب فهو ضال , فعلى الراقي أن يعلم ضوابط الرقية الشرعية ثم يرقي نفسه و أهل بيته و إخوانه المرضى , فيا حبذا لو يكون في كل بيت راق, في كل بيت راق أمنية تجلب السعادة و الراحة و الشفاء للمرضى كما أنها توفر عليهم الكثير من المال .
و أنبه الراقي انه عندما يرقي هو يعمل وشروط قبول أي عمل الإخلاص والمتابعة للنبي صلى الله عليه وسلم فلا بد أن يكون عمله خالص لله تعالى لا لدنيا فانية فالمال لا يدخل مع الإنسان قبره ولن ينفعه إلا العمل الخالص لله تعالى يوم لا ينفع مال ولا بنون قال تعال : " وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا " وهذا لان أعملهم فقدت إما الإخلاص وإما المتابعة , فالعمل المقبول هو الذي صاحبة مخلص لله تعالى وعمله موافق لما عليه النبي صلى الله عليه وسلم .
والكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عليه وسلم كما قال الإمام مالك: " كلٌ يؤخذ من قوله ويُترك إلا صاحب هذا القبر" أي قبر النبي صلى الله عليه وسلم , فلابد أن تكون الرقية الشرعية على هدي سيد الأولين والآخرين فمن تعلم الرقية على أحد الرقاة ثم تبين له أنها تخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم فالواجب عليه أن يرجع إلى الصواب , وكون الرقية يلزمها المتابعة للنبي صلى الله عليه و سلم هذا لا ينافي استخدام الأساليب النافعة المجربة فأمر الرقية الشرعية يخضع للاستقراء والتجربة العملية وهذه الأساليب لا حرج فيها إذا كانت لا ترتبط بمسائل و أحكام شرعية وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح والله تعال أعلم .
الرقية الشرعية
مع مراعاة لفظ الرقية عند القراءة فتقول : ( أرقي نفسي) , ( أرقيك ) أو ( أرقيكِ) , أو ( أرقيكم ) حسب الحال .
1- الفاتحة
( لها تأثيراً عظيماً في شفاء المريض وزوال علَّته بإذن الله)
2- ومِمَّا يُرقَى به المريض المعوِّذات {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ** ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ** ، و {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ** و هذه السُوَر الثلاثة رُقيةٌ وشفاءٌ للوجع بإذن الله لا سِيَما إن كان المرضُ ناشئاً عن سحرٍ أو عَيْنٍ أو نحو ذلك.
و كذلك مِمَّا يُرقَى به المريض:-
1- "-ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ باسْمِ اللهِ ثَلاَثاً، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذ باللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ"
وقوله: "مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ" أي: مِن شرِّ ما أجدُ مِن وجَعٍ وألمَ، ومِن شرِّ ما أحاذرُ مِن ذلك، أي: ما أخافُ وأَحْذر.
2- " باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ. اللهُ يَشْفِيكَ، باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ "
3- " اللَّهمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، وَاشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَماً "
وقوله: "أَذْهِب الباسَ" والبأسُ هو التَّعبُ والشدَّةُ والمرضُ .
وفي هذا التوسُّلُ إلى الله سبحانه بأنَّه وحده المذهبُ للبأس، فلا ذهابَ للبأس عن العبد إلاَّ بإذنه ومشيئته سبحانه.