إن أخذ النفس بالحزم وتربيتها على الصدق وعلى الإجتهاد هو غاية الديانة والصيانة، للشيخ محمد المدخلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
... إن أخذ النفس بالحزم وتربيتها على الصدق وعلى الجد والإجتهاد وعلى النظر فى ماينفعها هو غاية الديانة والصيانة وهذا يدل على فقه ذلك الإنسان لأنه لو ترك انفسه الزمام؛ أوبقته ، وإن تركها من غير خطام ؛ إنفلتت منه، فحينئذٍ لا يمكن أن يكبح جماحها ولا يمكن له أن يوقفها عند حدها، وإن من أعظم ما ينفع الإنسان في هذا الباب بعد تعلمه العلم النظر في سير الصالحين ولأجل هذا صنفت المصنفات في هذا الباب؛ النظر في سير الصالحين فإن الإنسان بعد العلم يحتاج للوقوف على أخبار هؤلاء ليأخذ نفسه بمثل ما أخذ هؤلاء أنفسهم به ، وتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم = إن التشبه بالكرام فلاح، فمن طلب العلم لله عز وجل كسر شهوته ولو بعد حين ، إن كان صادقاً كسر شهوته بأمر الله عز وجل، من طلب العلم لله ليفقه في دين الله ويعمل به على برهان من الله ليعرف أحكام الحرام والحلال فيأتي هذا ويدع هذا ويعامل الناس بذلك؛ يكسر هذا العلم شهوته وإن طالت معانته ومقاساته في اختراق هذه الشهوة الخفية عنده؛ لكن يوشك أن يكسرها، ومن هنا جاءت عبارة بعض من قال: طلبنا هذا العلم للدنيا فأبى أن يكون إلا لله جلّ وعلا لان " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء " فالعالمون هم الذين يخشونه حقيقةً وإن كان غيرهم يخشاه لكن خشية العالم ليست كخشية غيره، لما؟ لأنه يرى الأمور نصب عينيه فيأتي الأشياء ويذر الأشياء لأنه بعلم أنه موقوف أمام الله جل وعز وستعرض عليه هذه الأعمال كلها دقها وجلها لا يخفى شيء ولا يغيب شيء، فحينئذٍ يحاسب نفسه أشد المحاسبة .
للشيخ محمد المدخلي حفظه الله
الشريط ( 1 ) بعنوان الورع
الدقيقة 29:55
تفريغ الفقيرة إلى الله، أم عبد الصمد