ومن شرفه وفضله إيثاره أمته على نفسه بدعوته، إذ جعل الله عز وجل لكل نبي دعوة مستجابة، فكل منهم تعجل دعوته في الدنيا، واختبأ هو دعوته شفاعة لأمته.
ففي الصحيح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : ((لكل نبي دعوة مستجابة، فتعجل كل نبي دعوته، وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة، فهي نائلة إن شاء الله من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئا)) ( [6] ).
وقد دلت الأحاديث الكثيرة على رحمة النبي بأمته، وإيثاره إياهم على نفسه، ودعائه لهم في كل مناسبة تعرض له، بل بلغ من شفقته عليهم أنه أخذه البكاء عند الدعاء لهم، كما ثبت في صحيح مسلم عن ابن عمر أن رسول الله تلا قول إبراهيم: فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم [إبراهيم:118].
فرفع يده وقال: ((أمتي أمتي)) ثم بكى فقال الله تعالى يا جبريل: ((اذهب إلى محمد فقل له إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك)) ( [7] ).