العقل الباطن وعالم الجان
كثيرا" ما نسمع عن مصطلح العقل الباطن وهو مصطلح حديث من مصطلحات علم النفس ولم يكن معروف قديما"
والعقل الباطن يقصد به العقل اللاواعي عند الإنسان حيث أن عقل الإنسان قسموه علماء النفس إلي قسمين : الأول هو العقل الظاهر أو الواعي والآخر هو العقل الباطن أو اللاواعي .
وحينما وجد علماء النفس هذا المصطلح رأوا فيه تفسير الكثير من الأمور الغريبة التي لم يجدوا لها تفسير من قبل
وبحثوا واكتشفوا من خلال هذا العقل الغير ظاهر الكثير من النظريات والإبتكارات مثل التنويم المغناطيسي أو التنويم الإيحائي والبرمجة العصبية وما إلي آخر ذلك من المصطلحات والعلوم علي حد زعمهم .
حتي أن الكثير من علماء النفس فسروا كلام الجني علي لسان الإنسي بأنه هو نفسه الإنسان الذي يتحدث ولكن العقل الواعي غائب والذي يتحدث هو العقل الباطن !!
ولهم أقول ما دليلكم علي وجود هذا العقل الباطني ؟ ثم أليس هذا شيئا" غيبيا" تدعون وجوده فما الفرق بينه وبين الإعتراف بوجود الجان مع أن الأخير له من الدلائل والحقائق الكثير والكثير ؟؟
ولهم أقول أنا أحد الناس الذي ينكرون وجود هذا العقل الباطن فالإنسان له عقل واحد فقط ودليل ذلك ما يلي :
- ان الاسماء لا تطلق الا على مسميات (موجودات) فعندما نقول عقل باطن, وان له مهام محددة, يتحرك الذهن ليتصور ان هنالك شيئا له كيان وشكل وحجم يميزه عن غيره من الاشياء. فلو سألنا من يتكلم بالعقل الباطن اين موقع العقل الباطن وما هو شكله وحجمه, وهل هو جزء من العقل الواعي وبأي طريقة يعمل? ولا جواب على هذا السؤال. والحق ان للإنسان عقلاً واحداً واعياً مدركاً مبدعاً لقول الله تعالى: "ما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه", ولو كان كذلك لفسد الخلق, فسبحان الخلاق المبدع الحكيم.
2- ما يظهر مع بعض الناس من تصرفات او هلوسات تنسب الى العقل الباطن, فهي محيرة وغريبة عن تصرفات العقل الواعي حتى ان في بعض الاحيان يصل الى إلغاء العقل الواعي, وبذلك تلغى الشخصية الاصلية حيث يعلن المريض انه يمثل انساناً آخر يختلف كلياً عن شخصيته الاصل في النسب والاعتقاد والسلوك والمنطق والشعور. فكيف يعقل ان عقلاً غير واع لدى الانسان يهيمن على عقله الواعي ويفعل به كل هذا؟
3- في بعض الحالات نرى ما يسمى بالعقل غير الواعي يؤثر على الاعضاء جميعها او بعضها فيصيبها بالشلل, وقد يستمر لوقت طويل, فكيف يتمكن العقل غير الواعي من ذلك? وكيف يمنع العقل الواعي من الاستجابة للاعضاء؟
4- قد نرى ما يسمى بالعقل غير الواعي يأتي بمعلومات غيبية او علوم او لغات لا يعلمها المريض, فمن اين اتى بها؟ وكيف يطلق عليه غير واع وقد اتى بعلوم ولغات حقيقية؟
5- ولنفترض جدلاً ان هناك للانسان عقلاً ثانياً (سموه ما تسموه) فهل يمكن لهذا العقل الذي يشترك مع العقل الواعي بمصدر موحد للمعلومات ان يحور هذا المعلومات الى صفات وخصائص كالتي سبق ذكرها, والتي احياناً تنتقص وتحط من صاحب العقل كتغيير دينه ومعتقده وجنسه احياناً؟
إذن: لا بد ان العقل المتطفل هذا غريب ومستقل ودخيل على الجسد.
6- العالم وليم ماكدونال الذي عمل أستاذاً لعلم النفس بجامعة هارفارد ورئيساً للجمعية ال******ة بلندن, له مؤلف (التحليل النفسي وعلم النفس الاجتماعي) هاجم فيه الفهم القديم للعقل الباطن, ولعقدة اوديب, كما طالب بالاستعاضة عن العقل الباطن وعقدة اوديب (بالجسم الاثيري) او الروحي, فهذا العالم ليس مسلماً ولكن بمتابعاته ودقة ملاحظاته استطاع ان يشخص سبب التناقض على الجسد والامراض التي تنسب الى العقل الباطن, انما هي معاناة وامراض سببها الجسم الاثيري او الروحي كما قال.
مع انه لم يستطع ان يحدد هوية هذا الجسم الاثيري او الروحي. عالم النفس والفلسفة الاميركي وليم جيمس والذي عمل مديراً لجامعة هارفر, قلب اراءه السايكولوجية رأساً على عقب, فوصف في مؤلف له عن (مبادئ السايكولوجي) قائلاً: انه مثل كتلة كريهة منتفخة متورمة تشهد ان لا شيء هنالك يسمى علم (السايكولوجي), ويقصد ان علم الروح (الارواح) قد حل محل (السايكولوجي). وهنالك الكثير من ال******ين والعلماء والباحثين من غير المسلمين ينسبون التصرفات والامراض والظواهر الغريبة التي تظهر مع بعض المرضى انما هي بسبب ارواح مشاغبة او ارواخ متسلطة عليهم او اجسام هوائية.
اقول: وبالطبع هم يقصدون بالجسم الأثيري الجان دون أن يعرفون .
فإذا سلمنا ان العقل الباطن محض افتراض, بما تقدم من ايضاح, فالاحتجاج على المعالجين بالقرآن (الرقية) من ان الذي ينطق على لسان المريض ويحدث تلك الامراض المنسوبة اليه, فهو احتجاج مخالف للشرع والعقل والمنطق بل هو مخالف لعلم الطب الانساني الحديث, حيث ان الطب المتخصص بوظائف الدماغ لا يقر بوجود عقل باطن لدى الانسان السوي.
هذا وللحديث بقية لنبحث معا" التنويم المغناطيسي والبرمجة العصبية
أخوكم ابن حزم الظاهري