<H1 style="FONT-SIZE: 16px; FONT-WEIGHT: normal"> </H1>
كتبهامحب الحبيب علي ، في 31 مارس 2008 الساعة: 13:19 م
صووووورة الكماة
يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم :" الكمأةُ من المنّ وماؤها شفاءٌ للعين" رواه البخاري ومسلم.
ومن الاشياء التي أخبر عنها النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي أن ماءها شفاء للعين " الكمْأة" وهي ما يسمى عندنا " الكِمى".
فقد قال الصادق المصدوق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :" الكمأةُ من المنّ وماؤها شفاء للعين" رواه البخاري.
ولا شك أن الأمر كما قال عليه الصلاة والسلام فإنّ الكمأة ماؤها_ عصيرها_ شفاء للعين بإذن الله تعالى وقد جاءت الدراسات الطبية الحديثة لتثبت منافع وفوائد ماء الكمأة في شفائه لكثير من أمراض العين .
ومعنى قول الرسول الأعظم" الكمأةُ من المنّ"
أي أنها من المنّ الذي أمتنّ الله تبارك وتعالى به على عباده عفوا بغير علاج ، أو يكون المراد أنها من المنّ الذي أنزل على بني إسرائيل وهو الطل الذي كان يسقط على الشجر فيجمع ويؤكل حلوًا فكأنه شُبّه به الكمأة بجامع ما بينهما من وجود كل منهما عفوا بغير علاج.
فما هي هذه النبتة الغريبة التي خلقها الله تبارك وتعالى وجعل فيها هذا العجيب وهو أن ماءها شفاء للعين؟
الكمأةُ : نبات ينمو في الصحارى بريًّا تشبه البطاطا في شكلها ولونها بني بلون الأرض وتكون في الأرض من غير أن تُزرع.
وسُميّت كمأة لاستتارها فهي مخفية تحت الأرض ولا ورق لها ولا ساق. تكثر في السنين الممطرة وخاصة إذا كان المطر غزيرًا في أوائل فصل الشتاء فتنمو في باطن الأرض على عمق حوالي 10 سم أو أكثر وحجمها يختلف ما بين ما يشبه الحمصة وما يصل إلى حجم البرتقالة, وهي مما يوجد في فصل الربيع ويؤكل نيئًا ومطبوخًا وتُسميها العرب نبات الرعد لأنها تكثر بكثرته وتنفطر عنها الأرض وهي من أطعمة أهل البوادي.
ويسمونها في بلاد الخليج والجزيرة العربية الفقع وفي بلاد الشام الكمأة وهو الاسم القديم لها كما سمّاها الرسول صلى الله عليه وسلم وتسمى أيضًا نبات الرعد وفي بعض البلاد بشجرة الأرض أو بيضة الأرض أو بيضة البلد من فصيلة الفطريات ولها عدة أنواع: الزبيدي والخلاسي والهبر.
فوائد الكمأة من الناحية الطبية
تحتوي الكمأة على البروتين بنسبة 9بالمائة ، والمواد النشوية والتربة بنسبة 13 بالمائة، أما الدهن فهي فقيرة به أو لا يكاد يصل إلى 1 بالمائة لهذا فهي ذات مردود حراري متواضع ، وأن ثلاثة أرباعها ( 75 بالمائة) من الماء.
وتحتوي الكمأة على معادن مشابهة لتلك التي يحتويها جسم الإنسان مثل الفوسفور والصوديوم والكالسيوم والبوتاسيوم وتحتوي الكمأة على الفيتامين" ب 1 وب 2" وهي غنية بهما، كما تحتوي الكمأة على كمية من النيتروجين إلى جانب الكربون والأوكسجين والهيدروجين وهي غنية بالفيتامين " أ " الذي يعالج هشاشة الأظافر وسرعة تقصّفها واضطراب الرؤية.
فوائد ماء الكمأة في شفاء العين
إن من أعلام النبوة التي تدل على صدق النبي المصطفى عليه الصلاة والسلام وأنه رسول رب العالمين وأنه صلى الله عليه وسلم أخبر أن الكمأة ماؤها شفاء للعين وقد اثبت العلم والطبّ الحديث هذه الحقيقة وقد توصل العلم الحديث إلى استخراج دواء من ماء الكمأة تعالج به الملتحمة.
والاكتحال بماء الكمأة ينفع لضعف البصر كما أنه نافع من ظلمة البصر والرمد الحار، وماؤها أصلح الأدوية للعين إذا عُجِن به الإثمد واكتحل به، ، ويقوي أجفانها ويزيد الروح الباصرة قوة وحدّة ويدفع عنها نزول النوازل ، ومما أثبتته الدراسات الحديثة نفع ماء الكمأة في علاج الرمد الحُبَيبي للعين ( التراخوما) ومنع مضاعفاته من الحدوث.
كما أن ماء الكمأة يجلو العين كحلاً ويستعمل لتبريدها في العين وبذلك يكون ماؤها مجرد شفاء وقد قيل إن فضلاء الأطباء اعترفوا أن ماء الكمأة يجلو العين، وذكروا أن الكمأة يستعمل ماؤها للشفاء سواء كانت مفردة أو مركبة.
يقول الحافظ النووي رضي الله عنه : وقد رأيتُ أنا وغيري في زماننا من كان عميَ وذهب بصره حقيقة فكحل عينه بماء الكمأة مجردًا فشفي وعاد إليه بصره، ثم قال وكان استعماله لماء الكمأة اعتقادًا في الحديث وتبركًا به فنفعه الله به
وقال رحمه الله: الصواب أن ماءها شفاء للعين مطلقًا فيعصر ماؤها ويجعل في العين منه.
وروي عن ابي هريرة رضي الله عنه أنه قال: أخذتُ ثلاثة أكمؤ أو خمسًا أو سبعًا فعصرتهن في قارورة فكحلت به جارية فبرئت.
قال الغافقي: ماء الكمأة أصلح الأدوية للعين إذا عجن به الإثمد فإنه يقوي الجفن ويزيد الروح الباصرة حدة وقوة ويدفع عنها النوازل.
خاتمة
لقد أخبر الرسول الأعظم عن طريق الوحي أن نبتة " الكمأة" ماؤها شفاء للعين وخبره صلى الله عليه وسلم هذا لا خطأ فيه، بل لقد جاء العلم والطبّ الحديث ليثبتا هذه الحقيقة النيرة، وجاءت الحوادث والوقائع الإنسانية ايضًا لتصدق هذه الحقيقة ولتشهد بصدق النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم في ما أخبر به، ليكون هذا كله ءاية واضحة وحقيقة ثابتة ساطعة لا ريب فيها أنّ سيدنا محمدًا صلى الله عليه وسلم رسول ربّ العالمين ، وهو صادق في كل ما أخبر به عن ربه سبحانه وتعالى
وصدق الله العظيم إذ يقول في مُحكم تنزيله " وما ينطقُ عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى" ويقول تبارك وتعالى " وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيمًا