الكساء الذي يجعل على عجز البعير، والكفل أيضا النصيب)
الذي زعم قوم انه ابن أيوب
قال الله تعالى بعد قصة أيوب في سورة الانبياء
(وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين.وأدخلناهم في رحمتنا إنهم من الصالحين)
وقال تعالى بعد قصة أيوب أيضا في سورة ص
(واذكر عبادنا إبراهيم واسحق ويعقوب أولي الايدي والابصار.إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار.وانهم عندنا لمن المصطفين الاخيار.واذكر إسماعيل واليسع وذا الكفل وكل من الاخيار)
2-فالظاهر من ذكره في القرآن العظيم بالثناء عليه مقرونا مع هؤلاء السادة الانبياء أنه نبي عليه من ربه الصلاة والسلام وهذا هو المشهور.
وقد زعم آخرون أنه لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا وحكما مقسطا عادلا * وتوقف ابن جرير في ذلك
أنه لم يكن نبيا وإنما كان رجلا صالحا وكان قد تكفل لبني قومه أن يكفيه امرهم ويقتضي بينهم بالعدل فسمي ذا الكفل.
لو أني استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل، فجمع الناس فقال:
من يتقبل لي بثلاث استخلفه.يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب
فقام رجل من ذرية العيص. تزدريه العين ، فقال:
.فقال أنت تصوم النهار وتقوم الليل ولا تغضب
، قال فردهم ذلك اليوم، وقال مثلها اليوم الآخر، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال
: فجعل إبليس يقول للشياطين عليكم بفلان فأعياهم ذلك،
دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النومة فدق الباب، فقال: من هذا ؟ قال: شيخ كبير مظلوم *
فقام ففتح الباب، فجعل يقص عليه
: إن بيني وبين قومي خصومة وإنهم ظلموني وفعلوا بي وفعلوا حتى حضر الرواح
وقيل: الرواح من لدن زوال الشمس إلى الليل.)
: إذا رحلت فأتني آخذ لك بحقك.فانطلق وراح.فكان في مجلسه فجعل ينظر هل يرى الشيخ فلم يره فقام يتبعه فلما كان الغد جعل يقضي بين الناس وينتظره فلا يراه.
فلما رجع إلى القائلة فأخذ مضجعه، أتاه فدق الباب فقال:
من هذا فقال الشيخ الكبير المظلوم ففتح له فقال ألم أقل لك إذا قعدت فأتني فقال إنهم أخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا نحن نعطيك حقك وإذا قمت جحدوني قال
: فانطلق فإذا رحت فأتني قال ففاتته القائلة فراح فجعل ينتظر فلا يراه وشق عليه النعاس فقال لبعض أهله لا تدعن أحدا يقرب هذا الباب حتى أنام فإني قد شق على النوم.
فلما كان تلك الساعة جاء فقال له الرجل وراءك وراءك
فقال إني قد أتيته أمس فذكرت له أمري فقال:
لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحدا يقربه فلما أعياه نظر فرأى كوة في البيت فتسور منها فإذا هو في البيت وإذا هو يدق الباب من داخل قال
فاستيقظ الرجل فقال يا فلان ألم آمرك
قال أما من قبلي والله فلم تؤت فأنظر من أين أتيت ؟
فقام إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه وإذا الرجل معه في البيت فعرفه فقال أعدو الله
نعم أعييتني في كل شئ ففعلت ما ترى لاغضبنك،
فسماه الله ذا الكفل لانه تكفل بأمر فوفى به.
عن كنانة بن الاخنس قال سمعت الاشعري - يعني أبا موسى رضي الله عنه - وهو على هذا المنبر
: ما كان ذو الكفل نبيا، ولكن كان رجل صالح يصلي كل يوم مائة صلاة،
فتكفل له ذو الكفل من بعده يصلي كل يوم مائة صلاة فسمي ذا الكفل.
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين