العجب العجاب في أشكال الحجاب
ظل حجاب المرأة المسلمة طيلة القرون الماضية كلها في كل البلاد الإسلامية على شكل واحد لايكاد يختلف، فهو عبارة عن ثلاث قطع: الدرع الذي تستر به المرأة جسمها من الكتفين إلى أسفل، والخمار الذي تستر به رأسها، وفوقهما الجلباب الذي تستر به جسمها كله من الرأس إلى القدمين، وهو اللباس الذي يسمى عباءة في بعض المجتمعات أو حجابا في أخرى أو ملاءة عند آخرين أو رداء أو إزارا أو لحافا أو (حايك) كما في بلدان المغرب، وكله على صفة واحدة فهو قطعة واحدة تشمل الجسم كله وكونه يشبه بعضه بعضا دليل على تأصيل شكله المتداول بين الناس على اختلاف أمصارهم وتباعدها واختلاف أزمنتهم وتقادمها، لاسيما على مر القرون المتتابعة، حتى في البلاد المبتدعة التي يسمى عندها (تشادور)، ثم ظهر الربع الأول من هذا القرن أشكال جديدة وتفصيلات غريبة، كل واحد منها يدعى أنه حجاب لكن لا شبه بينها، فظهر منها عباءات وأحجبة مزخرفة وملونة لاتغض عنهن الأبصار، لأنها تسر الناظرين! وبعضها لونها واحد، لكنها براقة تغر الناظرين…! ومنهن من لباسهن كله ألوان من القرن إلى القدمين!! ومنهن من عليها جلباب كالبرج، أكمامه كالخرج، إذا رفعت يدها بان ذراعها، تشعر به أو لاتشعر، فقد مات إحساسها!
وبرز منها ما ينزل من الرأس إلى الخصر، وماينزل من الرأس إلى أنصاف الفخذين، وماينزل من الكتفين إلى الخصر ويجعل قطعتين، وماينزل من الكتفين إلى القدمين، وماينزل من الكتفين ويتمم بسراويل تسمى بلغة الغزو الغربي (بنطلون)، وقد يتمم هذا (الحجاب!!) بسراويل لاصقة بالجسم ذِكرها يغني عن وصفها، بل وبرز شكل من التحجب يستدعي التعجب، ألا وهو ألا تحجب المرأة من جسمها سوى الشعر وعلى باقي الجسد ثياب لاصقة:قميص بأعلاه و(بنطلون) بأسفله حجّما جسمها كله، ماكنت_أيها القارئ!_ لتتصور مسلمة ترتديه لو لا أن كاتب هذه الأسطر رآه بعيني رأسه في بعض البلاد الإسلامية، والإرب أن صاحبته تزعم أنها محجبة وبنت الأصل!! وقد تزيده فتنة حين تخرج به متزينة كأنها في وليمة عرس!
ومما لايتناهى منه العجب أنه بلغني أن إحدى المؤسسات جعلت (للمحجبات!!) قناة لعرض أزياء الحجاب وأي حجاب؟!! وليتها تعرض على جمادات أو جدُر، بل يعرضه بنات مسلمات بالغات في الفتنة مبلغها، لأنهن كاسيات عاريات، إن سترن شيئا من أجسادهن فتحجيم للأرادف والعكن، وصور يعشقها أصحاب العفن، وناهيك عن الألوان والزخارف التي تنادي من بعدي، إن جريمة هؤلاء كبيرة جدا، لأنهم ينسبون هذه الخلاعة إلى الدين، والدين منها بريء.
ومن العجائب أيضا أن البلاد الكافرة أصبحت تصدر بعض العباءات النسوية ذات الشكل المميز في التبرج، حرض بتطريزه الشباب والشيوخ على التفرج!! ومع ذلك ينخدع له المسلمات الغارقات في الانهزامية، المسارعة إلى الذوبان في أخلاق الجاهلية، حتى قيل: العباءة الفرنسية والعباءة الــ…! والله المستعان
هذا في عالم (المتحجبات!!) بكل أشكالهن، وأما من يعترفن بترك الحجاب من ذوات التبرج المكشوف فبم أعرج عليهن في هذا الفصل.
منقول من رسالة "العجب العجاب في أشكال الحجاب”