أن المرأة المسلمة هي لبنة من أساسيات بناء البيت المسلم وإذا انفرط عقد هذا البيت تفكك باقي جوانبه وانكشف ما بداخله وبانت عوراته من بعد ما كان مستورا على ذرية متعايشة فيما بينها على المودة و الرحمة , ونحن كأسر مسلمة مستهدفين من الشيطان وأعوانه لكسر هذه الرابطة الحيوية في بناء الأمم ألا وهي وحدة الأسرة , إن الفتاة تدخل وتلج عالم الزواج وهي تعيش في حلم كبير قامت بتلوينه قصص المجلات النسائية الملونة وصديقات الدراسة وغيرهن ممن ينشرون قصص زواجات الأميرات في الشرق والغرب , , ويراد من هذا النشر أن تفهم الفتاة أن الحياة الزوجية هي متعة ورحلة ولعب بيد الرجال , وهذا غير صحيح وخلاف للأصل الذي أمرنا الله به من عفاف وعمار لهذه الأرض واستخلاف , إن الحياة الزوجية فيها من التفاهم والتحمل والتنازل الشيء الكثير وبدون التفاهم والتنازل بين الطرفين فإن النهاية واضحة وإن طالت شيء قليلا , وليت احد الأطراف يتحمل الأخر حتى تستمر الحياة وهذا هو ميزان العقل , ولكن أن يحث بعضنا الأخر إلى طلب الانفصال بحجة أن أفكارنا مختلفة ولا نصلح لبعض لهو خطأ كبير يجب أن لا يمارس , ثم أن المطلقة في مجتمعاتنا يروج لها أنها قد فشلت في الزواج وطلقت ولا يرغب أحد فيها وهذا غير صحيح , إن الطلاق هو علاج مشكلة ليس لها حل إلا بالانفصال , فإذا بنا نواجه مشكلة الطلاق ذاتها , أي أن المطلق يريد الطلاق ولا يريد أصلا الحلول وإلا فالحلول كثيرة , فنحن نواجه رغبة انفصال لهدف الانفصال فقط , وهو التخلص من هذا العقد وليس التخلص من مشكلة بين الطرفين لا يمكن حلها , وقد تكون هذه المشكلة في الطرفين فكل منهما يريد التخلص من الأخر حتى لو بذل الأقارب كل وسيلة للتقريب بينهما , وعند الرجل في بعض الأحيان هي ألأكثر إلحاحا حفاظا للكرامة الذي يزعم أنه يصونها ولو على حساب أطفاله الذين تركهم مشتتين , لا يعرفون هؤلاء الأبناء ما الذي حصل بين الآباء حتى وقعوا في هذه الدوامة المزلزلة , أن على المرأة الصادقة ألا تنكسر بما حصل وعليها أن تلملم أطرافها وأن تبدأ من جديد حياة أخرى وتجربة جديدة بأكثر نضوجا وإقداما وتطوي صفحة سوداء في الماضي , كان عليها في السابق أن تسهل الحلول للحفاظ على ذلك العقد ما أمكن , ولكن ما فات لا ينفع فيه الندم بل نأخذ من العبر لنستقبل حياتنا بمدارك أوسع , إن النصيب هو عند الله لكل إنسان ونحن مسلمين نؤمن بالقدر خيره وشره فلا نيئس ولا نقنط من رحمة الله , حضرنا قبل فترة زواج امرأة طلقت وهي حامل في سنتها الأولى وعمرها لا يتجاوز الثامنة عشر , ثم تزوج طليقها بغيرها وهي رفضت الزواج من كل من تقدم مضحية بنفسها من أجل هذا الصغير وتناوب الخطاب عليها وبعضهم شباب غير متزوج وهي رافضة رحمة بهذا الطفل وحينما كبر الطفل حتى بلغ عمره أثنا عشر سنة تقدم لها شاب مطلق بعد إلحاح أهلها عليها ثم تزوجت ويقال أنها ألآن تقضي شهر العسل في أحدى الدول الأسيوية , فكم ضحت هذه المرأة ولم تيئس من النصيب فعوضها الله زوجا شابا قريبا من سنها أسئل الله لهما التوفيق , وغيرها كثير ممن تبدلت أحوالهم واصطلحت بيوتهم , أنني أرشد كل مطلقة لبعض الإرشادات لعلها تساعدها في حل هذه الأزمة والله المستعان :
أولا : أن تعلم المطلقة أن الله قدر لها أن لا تستمر مع هذا الشخص إما لعيب فيها أو لعيب فيه فكان خير لهما أن ينصرف كل واحد منهما إلى نصيب أخر وتستسلم لذلك القدر .
ثانيا : كم تمسكن بعض المطلقات بأزواج وبذلن كل شيء على أن تحافظ عليه على سوء أخلاقه وكثرة مشاكله وهو يهرب منها حتى طلقها ثم يسر الله لها بعد ذلك زوجا أخر خيرا منه , فوجدت فرقا عظيما بينهما وأن الثاني كان عوضا لها وليته حدث ذلك من زمان ," فعسى أن تحبوا شيء وهو شرا لكم " فلا تعترضي على قدر الله واستسلمي لقضائه .
ثالثا : لا يجب أن تقلع المرأة عن فكرة الزواج بمجرد أن زواجها فشل من أول مرة وطلقت , بل تلملم نفسها وتخبر أقاربها أنها ترغب في الزواج من رجل صالح وتنشر هذا الخبر ولا تستحي منه .
رابعا : لا تنزوي في منزلها عن المجتمع فليس ما حصل هو أخر الدنيا بل الأمل موجود لزوج أفضل من الماضي .
خامسا : عليها أن تتخير من الخطاب من هو أفضل ولا تقبل بأول المتقدمين فهناك أشخاص يبحثون عن المكسورات للتمتع بهن فترة من الزمن ثم رميها , بل عليها وعلى وليها التأكد من هذا المتقدم حتى لا يتكرر الاختيار الخاطئ وأن تخلص في الدعاء و الاستخارة .
سادسا : أن تتساهل في زواجها الثاني من حيث النفقات والتكاليف حتى لا يتعثر الزواج ويكتب الله فيه البركة , فلعل المتقدم كان مطلقا وأرهقه زواجه الأول , فيجب مراعاة الظروف وتيسير الزواج .
سابعا: أن تكتب في ورقة بينها وبين نفسها أسباب طلاقها وأن تعاهد الله أن تتجنب الوقوع في تلك الأسباب والأخطاء وتكون أشد ما تكون أخلاصا لزواجها الجديد ولا تلتفت إلى الماضي .
ثامنا: إذا تقدم لها خاطب وله أطفال فأرى أن لا ترده بسبب أطفاله فلعل الله أن يبارك في هذا الزواج , فستكسب هي أجرا فيه وفي أطفاله الصغار , وكم سمعنا عن مطلقات تزوجن فأصبحن أمهات وهن لم يلدن بعد وأحبهن أطفال زوجها أكثر من أمهم الأصلية التي تركتهم ولم تقبل أن تعود إلى منزلها وزوجها.
تاسعا: أتمنى من المطلقة أذا سألها الناس عن أسباب طلاقها أن لا تذكر أخطاء ومثالب زوجها السابق بل تقول لم يكن بيننا نصيب والحمد لله على كل حال , فإن ذلك يرفع من قدرها عند الناس ويقبلون عليها أكثر من المتشكية للناس على أنها مظلومة فإن الناس لا يصدقونها .
أتمنى لكل مطلقة أن ييسر الله لها زوجا صالحا تكمل به دينها ويملأ عليها حياتها بهجة وسعادة ويرزقان ذرية صالحة .
منقول