،،،،،،
جاءني رجل وقد رأيت الحزن والأسى باديا على محياه ، قال : ابنتي تموت بين يدي ، ولا أدري ما السبب ، عرضتها على كثير من الأطباء الأخصائيين فلم يقفوا على حقيقة معاناتها ، ولا أدري ما العمل . ذكرته بالله وبقضائه وقدره ، وحدثته عن الصبر والاحتساب ، واستعنت بالله سبحانه وتعالى ،
وبدأت برقية الفتاة ، وبعد فترة وجيزة من القراءة صرعت الفتاة ، ونطق على لسانها رجل من الجن يدعى ( إسحاق ) وجرى حوار بيني وبينه وكان الحوار مما تقتضيه المصلحة الشرعية ، فأخبر بأنه يهودي من بلاد الشام ، وقد سألته عن سبب إيذائه لتلك الفتاة ، فبكى وقال : قبل حوالي سنة كان هذا الرجل مع أهل بيته في زيارة لسوريا ، وكانت هذه الفتاة تلعب عند عتبة البيت وكان ولدي هناك فقتلته ، وانتقاما لذلك جئت لكي أعذبها أولا ثم أقتلها قصاصا بقتل ولدي ، فسألت الأب ، عن حقيقة ذلك ، فقال : كنا قبل عام في بلاد الشام وكانت الفتاة تلعب عند عتبة الباب فرأت ثعبانا صغيرا أسودا فقتلته ، وفعلا بدأت معاناتها منذ تلك اللحظة ، وبدأ الحوار مع ذلك الجني ، فدعوته إلى للإسلام وبينت له ، موقف الإسلام من الأديان السابقة واستخدمت أساليب كثيرة في الدعوة إلى الله ، فتارة أستخدم أسلوب الترغيب وتارة أخرى أسلوب الترهيب والرقائق ونحوه ، إلى أن من الله سبحانه وتعالى عليه بالهداية ونطق الشهادتين ، بعد ذلك طلبت منه الخروج كرامة لله وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم وتفريجا لكربة هذه الفتاة ، فبكى ورفض أولا وكان يتذكر ولده ، فبدأت أغرس في نفسه أمورا تتعلق بالعقيدة والحقوق والواجبات المترتبة على المسلمين بعضهم ببعض ، واستمرت تلك الحوارات أياما ، وطلبت منه أن يحتسب ولده عند الله سبحانه ، وأنه ما كان ليموت إلا بقضاء الله وقدره وانتهاء أجله ، وبينت له أن الفتاة ما كانت لتعلم أن هذا الثعبان من الجن ، وكان ذلك .. فخرج محتسبا صابرا والله حسيبه ، ولله الحمد والمنة على ما أنعم به على عباده من الهداية ومعرفة الطريق المستقيم ، والله تعالى أعلم .
تاريخ الاضافة : 23 / 12 / 2003 م