معاذ الله أن يتجرأ مسلم على مقام أمهات المؤمنين!!!
للشيخ عبد المالك رمضاني-حفظه الله-
فضـــل التســــتر
وإذا تقدمتَ إلى الطبقة العليا من النساء رأيت عجبا، فقد كانت الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنها تدخل بيتها الذي دفن فيه زوجها صلى الله عليه وسلم وأبوها رضي الله عنه، فلما دفن عمر رضي الله عنها بجنبهما امتنعت من دخول بيتها إلا وهي مستورة، روى أحمد والحاكم بإسناد صحيح عنها رضي الله عنها قالت:: » كنت أدخل بيت يالذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي، وأضع ثوبي وأقول:إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر معهم_فوالله!_مادخلت إلا وأنا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه))،وهذا الخلق قمة في الحياء كما ترى! وليس في هذا تنطع أو غلو ومعاذ الله أن يتجرأ مسلم على مقام أمهات المؤمنين، وإنما هي النفس المؤمنة التي نبتت على الفضائل لا تطاوع صاحبها على فعل المباح فكيف بمواقعة الرذائل؟!
وسبب هذا هو أن تعويد البنت على الحياء يحييها على خلق العفاف في كل حال، قد كانت الطيبة الطاهرة فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم شديدة الهم لكيفية تكفينها خشية أن يكون وضع الكفن وحده على جسدها سببا في تحجيم جسمها على الرغم من أن ذلك لايكون إلا بعد الموت وليس يضر الشاة سلخها بعد موتها كما قيل، ولم تهدأ إلا حين أٌخبِرت بأنه يمكن أن يجعل تحت الكفن شيء يمنع لصوقه بجسدها، روى البيهقي وأبو نعيم عن أم جعفر أن فاطمة بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ( يا أسماء! إني قد استقبحت مايصنع بالنساء أن يطرح على المرأة ثوب فيصفها، فقالت أسماء: ياابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم! ألا أريك شيئا رأيته بالحبشة؟ فدعت بجرائد رطبة فحنّتها ثم طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة:ماأحسن هذا وأجمله! تُعرف به المرأة من الرجل، فإذا مت أنا فاغسليني أنت وعلي ولا يدخل علي أحد، فلما توفيت غسلها علي وأسماء رضي الله عنهما))، هذه صيانتها لعرضها بعد الموت فكيف وهي حية؟! إنها لحياة الوجه بماء الحياء يسقيه الإيمان بوابله، قال الشيخ الألباني في ((الجلباب)) (فانظر إلى فاطمة بضعة النبي صلى الله عليه وسلم كيف استقبحت أن يصف الثوب المرأة وهي ميتة، فلاشك أن وصفه إياها وهي حية أقبح وأقبح، فليتأمل في هذا مسلمات هذا العصر الاتي يلبسن من هذه الثياب الضيقة التي تصف نهودهن وخصورهن وألياتهن وسوقهن وغير ذلك من أعضائهن، ثم ليستغفرن الله تعالى ولتبين إليه وليذكرن قوله صلى الله عليه وسلم(الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع أحدهما رفع الآخر)) رواه الحاكم وصححه الذهبي والألباني.
منقول
فضـــل التســــتر
من رسالة "العجب العجاب في أشكال الحجاب”