،،،،،،
( @@ تحقيق @@ )
جريدة البيان الاماراتية - 18 أكتوبر 2008 ، 19 شوال 1429هـ، العدد 10349
السحر والشعوذة ظاهرة عالمية معروفة قديمة وليست حديثة، ولكنها تحولت مؤخرا إلى ظاهرة إجرامية منظمة، ساهمت في انتشارها القنوات الفضائية الهابطة التي تروج للسحرة والمشعوذين، كم لعب الضعف الإيماني والتفسيرات الخاطئة للأحداث دورا هاما في استفحال خطر السحر والشعوذة في المجتمع .
ومن هنا جاء هذا التحقيق الذي يحمل صفة العاجل جدا لتسليط الضوء على هذه الظاهرة التي أصبحت تنتشر في المجتمع مستغلة غياب التشريعات والقوانين التي تجرم المشعوذين. يقول القاضي عبيد محمد مبارك إن انتشار الشعوذة والسحر عند بعض الناس في المجتمع إنما ينم عن ضعف ديني، ونقص في الإيمان، فاللجوء إلى السحر والعمل في هذا المجال محرم شرع وهي من الموبقات السبع وتأتي بعد الإشراك بالله أي في المرتبة الثانية من الموبقات، مشيرا إلى أن حد الساحر في الإسلام هو القتل مع اختلاف العلماء حول استتبابهم، لان السحر يعد من الكفر، ومن المعاصي التي حذر منها الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في كثير من لأنها من نواقص الإسلام، قال - تعالى -: (وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ). وفي الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من ذهب إلى ساحر فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد ) .
وأضاف أن أسباب اللجوء إلى السحر والسحرة كثيرة فهي تبدأ من الجهل بأحكام السحر والساحر أو التهاون بها، وكذلك ينتج عن عدم اعتراف الإنسان بالفشل بالعمل أو الدراسة فيحاول تعليق تقصيره وفشله على أمور غيبية ومنها السحر والشعوذة، كذلك فان بعض الناس يصابون بمرض معين أو بضرر في المال والأهل ويتسرعون في تشخيص المشكلة والعلاج من خلال إلحاقها بالسحر .
وبين مبارك إن الطمع والجشع من الأسباب الرئيسة للجوء الي السحرة والمشعوذين، وهذا ما يفسر شيوع ظاهرة السحرة والمشعوذين الذين يدعون مضاعفة الأموال، كذلك نتيجة الضعف الإيماني والتفسيرات الخاطئة للإحداث وذكر انه في هذا الإطار فقد قام احد المواطنين ببيع بيته الجديد بسعر بخس للخلاص منه بعد أن سمع اصواتا غريبة من جدرانه اعتقد بأنها شياطين من فعل السحر والشعوذة، ولكن الشخص المشتري قام بتتبع مصدر الصوت ليجد أن مصدره كان مجموعة من الأرانب تسكن في الجدار .
وأوضح القاضي عبيد مبارك أن القانون لم يتعرض لقضايا السحر لأنها غيبية ولا يمكن ضبطها، ولا تضم قرائن وأدلة مادية يمكن الاستناد إليها، وتدرج تحت قضايا النصب والاحتيال والإيذاء الجسدي والمعنوي إن وجد .
ومنها قضايا لا أخلاقية كهتك العرض وغيرها من القضايا والتي تم تسجيلها ضد مشعوذين ومحتالين ادعوا أنهم يطردون الشياطين بتجريد النساء من ملابسهن ووضع أيديهم على مناطق حساسة، وكذلك بالإيذاء الجسدي نتيجة تعرض بعض الذين يلجؤون للسحر وللضرب أو الكي بغرض الشفاء من المس والسحر كما يدعي المشعوذون .
وناشد بضرورة تشديد العقوبة على من يلجأ للسحر والشعوذة، وعدم الاكتفاء بالعقوبة الحالية التي تفرض على المشعوذ حبس سنة أو غرامة 1000درهم على من استولى على المال أو قام بإتلافه، أو احتال للحصول على المال، وانه لا بد من تشديد العقوبة لتصل إلى السجن 6 سنوات للحد من انتشار هذه الظاهرة .
تحقيق : فراس العويسي
قلت وبالله التوفيق : وكم الأمة بحاجة إلى التثقيف والتعليم بهذه الآفة الخطيرة حتى يكون النتاس على علم وبصيرة بأمور دينهم 0
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0