كن ذا همة في بلوغ المرام
كثيراً منا يعاني فتور الهمة في العلاج والاستمرار عليه ، ولا يعرف سبباً لهذا الفتور وقد يعزو الأمر إلى أسباب واهية ويركن إلى الخضوع والكسل والبقاء على حاله المتعبة يرثي نفسه أو يندب حظه العاثر كما يسميه الكثير منا..
لا مشكلة في الفتور لفترة بسيطة يرجع بعدها الإنسان وقد تجدد نشاطه وشحذ همته ليواصل طريقه من أجل بلوغه غايته ومناه ..
فالفتور يحصل في كثير من المهام ولكن لا يجب على الإنسان أن يأنس إليه ..
ونخص في مقامنا هذا المصاب الروحي ..
بعض الناس يحصل له عرقلة في بعض أمور حياته لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى فتراه سرعان ما يعلق ذلك بأسباب روحية وهذا يدفعه لأشياء هو في غنى عنها ، منها أنه يستسلم لليأس ويركن للخمول ..و أخرى الكثير يلجأ للمشعوذين والسحرة لقضاء حوائجهم ..وأيضاً قد يسيء الظن بغيره ويتهم الناس أثماً وعدوان و بهذا تنشأ العداوة بينه وبين أقاربه وجيرانه ..ويتنقل بين المشعوذين والسحرة وينفق أموال طائلة فهو خاسر من أربعة نواحي أولا اكتساب أثم باللجوء لغير الله والشرك به ..ثانياً إكتساب إصابة روحية لم تكن موجودة ولكن حصل عليها من إتصاله بالسحرة الذين سوف يدلسون عليه ويأخذون ماله ..ثالثاً خسر ماله ومنهم من يفتقر إفتقاراً شديداً بعد لجوؤه للسحرة ..رابعاً أكتساب أثم بسوء الظن وعداوة من أتهمهم بالباطل وما هى إلا هواجس من بنات أفكاره طرحها شيطان فكره الخالي من ذكر الله ..
أما المصاب الحقيقي فإنه يحاول أن يتعالج فمنهم من يتعالج عند السحرة ظناً منه أنه أسرع في الشفاء فهو يعتقد أن سرعة الإصابة بالمرض الروحي يمكن السحرة من أخراجه بنفس السرعة .. يظنون أن السحرة لهم أمر ونهي على الجن وبإمكانهم أن يقولوا لهذا أدخل وهذا أخرج ...وهذا بالطبع أمر بعيد كل البعد عن حقيقة السحر والسحرة الذين لا بد أن يشركوا بالله تعالى وينغمسوا في الخبائث ويذلون أنفسهم للشياطين ويقومون بأعمال رذيلة وقذرة لتحقيق مآربهم الدنيئة في زرع الشر والضرر فقط بين الناس المبتلين ..
والبعض الأخر قد يتعالج عند أشخاص يدعون الإستعانة بالجن المسلم ويأنسون لذلك وينشدون سرعة الشفاء وهم يظنون أنهم على خير ..وما أدراهم أن الجن مسلم وأنه لا يدلس عليهم ويستدرجهم إلى الشرك و الوقوع في الخطأ ..
أما من وفقهم الله تعالى في العلاج بالرقية الشرعية فهم ينقسمون لعدة أقسام منهم من يوفقه الله تعالى إلى الرضا بالقضاء ومعرفة كيفية التعامل مع هذا المُصاب الجلل فيعرف أن الشفاء بيد الله سبحانه وتعالى وأن عليه بدل الجهد في إتخاذ الأسباب ومراجعة النفس المقصرة في جنب الله وإصلاحها بالابتعاد عن الخطايا والتوبة من الذنوب ويعرف أن الخطأ من نفسه ..
ومنهم من يستعجل الشفاء لمجرد أنه قام ببعض طرق العلاج بشكل روتيني و يسأل لماذا لم أشفى وقد أتخذت الأسباب ويشعر باليأس والإحباط ..
ومنهم من يظن أن غيره قادراً على شفاءه أفضل من علاج نفسه وفي هذا يعتقد أن الشفاء بيد المعالج أو بالمادة التي تستخدم للعلاج ..ولا يعرف أن الشفاء بيد الله تعالى لأسباب نجهلها .. (ولكن يجب علينا أن نرجع الأمر لظلم أنفسنا فنقوم على النفس نقومها ونهذبها لنرتقي بها أعلى المراتب في رضا الله تعالى )
وهناك أيضاً مشكلة تواجه المصاب وهى أنه عندما يعلم أن بعض العراقيل التي تصاحب العلاج وتحول دون الإستمرار فيه أو تصده عنه هى أمور يحدثها الجن ليثنيه عن العلاج فإنه يركن للفتور ويستسلم لليأس أن لا فائدة من العلاج ..
هو في هذه الحالة مجانب للصواب بل عليه أن يثابر ويجاهد حتى يتغلب على هذا العارض بكل الطرق الشرعية المتاحة فما هى إلا عزيمة وإصرار على الشفاء وحسن توكل على الله سبحانه وتعالى ..
لعل الكثير منا تنقل بين المعالجين والمنتديات وجرب الكثير من الوصفات مما قرأ وسمع وأخترع ولسانه حاله يقول لماذا لم أشفى ..
أقول لا تدع اليأس يخالجك لا تدعه يتسرب إلى نفسك ويحبط مسعاك نحو الشفاء مطلب كل مصاب ..
الإستشفاء ليس بالرقية الشرعية فقط ولا بالوصفات العلاجية والعقاقير الطيبة ، فإن الله عز وجل يسر لنا الكثير من سبل الشفاء فإن لم نستطع الإستشفاء بطريقة لجأنا لأخرى وكلاً حسب جهده وطاقته وقبول جسده للعلاج فالمشكلة ليست في الرقية أو الوصفة وإنما في تقبلنا للعلاج وما وافق أجسادنا ونفوسنا وطرق إستخدامنا له ، فليست كل طريقة شفى الله به بعض المصابين سوف تشفي كل مصاب وليست كل فترة أستغرقها مصاب في الوصول للشفاء بإذن الله أن الجميع سوف يصل للشفاء في نفس الفترة ، فالأمر يرجع لتقدير الله تعالى وحسن التوكل على الله سبحانه وتعالى والهمة و النشاط ومعرفة الداء وأخذ الأسباب المناسبة التي توافق الداء فيبرأ بإذن الله تعالى ..
يامن أبتلاه الله ولم يصل للشفاء بما سلف ذكره وتسلل اليأس إلى قلبه فأحبط همته وأستسلم لهمه ..
أنت لم تطرق جميع أبواب الشفاء التي يسرها الله لك ..
هناك من شفي بالإستغفار فقط وهناك من شفى بالصدقة فقط وهناك من شفي بتصحيح منهجه وألتزامه ورجوعه إلى الله تعالى ..
وهناك من شفى ببره بوالديه وهناك من شفى بصنائع المعروف ..وهناك من شفى بالدعاء وهناك من شفى بقيام الليل ..
فكلما فترة همتك في طريقة ثابر بأخرى ولا تدري فإن الله قد يعجل لك في الشفاء بأول طريقة بحسن توكلكِ وسلامة منهجكِ ..
أسأل الله لي و لكم شفاء لا يغادر سقما
اللهم أشفي مرضانا ومرضى المسلمين
كتبته أختكم أم سلمى غفر الله لها
الثلاثاء
12/10/2010/م
03:59 مساء
( && كن ذا همة في بلوغ المرام && ) !!!
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
،،،،،،
