بدأ الإنسان منذ القدم يستعمل «الصيدلية الطبيعية» أو الأرض التي أعدها الله سبحانه وتعالى ضمن آلاف النعم الإلهية التي أودعها ـ سبحانه وتعالى ـ في هذا المخزن العلاجي وقد ربط الإنسان الأول العلاقة بين النباتات البرية التي تغطي وجه الأرض وبين الأمراض التي يصاب بها، فاستعمل هذه الأعشاب أو أجزاء منها في التداوي من هذه الأمراض فاستعمل الإنسان الجذور والأوراق والثمار والبذور والحشائش التي تعرف عليها خلال التجوال والترحال ومراقبته للحيوانات وهي تتناول تلك الحشائش.
تتبع الإنسان تلك الحيوانات في معيشتها ومأكلها ومشربها وتناسلها ولاحظ أن لبعضها القدرة على شفائه من الأمراض والحمى ولبعضها القدرة على إحداث المغص والقيء ولبعضها القدرة على تهدئة الأعصاب كما وجد أن من الأعشاب ما هو مر وما هو حلو المذاق.وصار «العشابون» يجمعونها من الطبيعة ـ كل عشب في موعده المناسب لإحداث أحسن النتائج العلاجية فبعضها يجمع وقت الأزهار والبعض الآخر عند الإثمار بدرجات متفاوتة كما أن موعد الجمع اختلف على مدار فصول السنة المختلفة فبعضها يجمع في الربيع والبعض الآخر في الصيف وهكذا.
ومن ناحية أخرى فقد تعرفوا على الجزء من النبات الذي يحتوي على العناصر الفعالة فكان يتم جمع براعم القرنفل ورؤوس البيريثرم قبل تفتحها وثمار الخلة قبل تمام النضج وقاف أشجار الكينا وجذور البراولفيا.
وبدأ الصيادلة الأولون في عمل خلاصات من الأجزاء المهمة من النبات واستخدمت تلك الخلاصات في علاج الأمراض المختلفة مثل خلاصة نبات البلادونا وخلاصة الجوز ومئات أخرى من الخلاصات التي ما زالت تستخدم حتى الآن مثل مستخلص الراوند والعرقسوس واللوبليا.
وتبع ذلك نجاح الصيادلة والكيمائيون الأوائل في فصل العناصر الفعالة نفسها من النباتات مثل استخلاص الكينين من قلف شجر الكينا والاتربين من نبات البلادونا (ست الحسن) والاستركينين من بذور الجوز المقيء والايفيدرين من نبات الايفيدرا والمورفين من ثمار الخشخاش والايجوكسين والدتيجتوكسين من أوراق نبات أصبع العذراء (الديجيتالس).
أبحاث عديدة
ومع تقدم الكيمياء بصفة عامة أمكن بعد ذلك للصيادلة والكيمائيين التوصل إلى التركيب الكيميائي ومعرفة شكل وتركيب جزييء العنصر الفعال وأمكن في بعض الحالات تخليق تلك العناصر الفعالة كيميائيا.
وقد كتب الأستاذ الدكتور فوزي قطب في كتابه «النباتات الطبية» يقول «وبالرغم من الشوط الكبير الذي قطعه الباحثون العرب في علوم العقاقير والكيمياء والإقرباذين على النباتات الطبية إلا أن ما تم إنجازه ليس بالكبير» وذلك لأن المئات من الأبحاث التي قام بها العلماء العرب مبعثرة وينقصها التسلسل الطبيعي المتكامل لجميع المراحل التي تحتمها طبيعة الأبحاث الدوائية حتى يمكن الاستفادة منها في اكتشاف دواء جديد لأن أبحاث الدواء تتميز بأنها حلقة مسلسلة متكاملة تبدأ بدراسة النبات الطبي.
وتنتهي إلى الدواء في أيدي المرضى فإذا انقطعت هذه الحلقة في أي خطوة من خطواتها فلا يرى الدواء الجديد النور بأي حال من الأحوال رغم إجراء الأبحاث الأكاديمية والتطبيقية ـ وبعض أمثلة ما تم في الوطن العربي هو:
- 1 فصل الخلين من ثمار الخلة البلدي.
- 2 فصل الأموديين من ثمار الخلة الشيطاني.
3 - فصل النيجللون من بذور حبة البركة.
4 - فصل البروكسبول من نبات حلفا بر.
5 - فصل العنصر الفعال لنبات الدمسيسة.
6 - فصل حامض الجلسرنزيك من جذور العرقسوس.
7 - فصل العناصر الفعالة من السواك.
8 - فصل بعض الخلاصات والزيوت الطيارة من بعض النباتات، وسوف نورد المعروف عن بعض النباتات الطبية من فوائد وما أجرى عليها في ضوء العلم الحديث لفصل عناصرها الفعالة، وهي على سبيل المثال لا الحصر:
1 - نبات الخلة البلدي
ويستعمل مغلي ثمار الخلة البلدي في الطب الشعبي من أيام الفراعنة وحتى الآن مدرا للبول ولعلاج المغص الكلوي وللمساعدة في نزول الحصوات الكلوية أو التي بالحالب كما تستعمل ثمار الخلة في علاج بعض أنواع الذبحات الصدرية وبعض أمراض القلب وقد تم فصل مادة الخلين بواسطة علماء جامعة القاهرة ويتم استخلاص هذه المادة بإحدى شركات الأدوية المصرية .
وتلا ذلك تخليق مادة الكرومالين لزيادة تأثير الخلين الموسع للشعيبات الهوائية ولكن وجد أن المادة فقدت تأثيرها الباسط للعضلات ولكن ثبت فاعليتها في علاج الأزمات الصدرية ووجد أن هذا التأثير ناتج عن تثبيت الخلايا الماستية ومنع إفراز الهستامين والمواد الوسيطة المسببة للأزمات الربوية.
2 - الخلة
وهي نبات عشبي وقد تم بكلية الصيدلة جامعة القاهرة فصل المكونات الفعالة التالية وهي الأموديين والبرجانتين والنرانسوتوكسين وكلها تستخدم في علاج مرض البهاق ويمكن أخذ الثمار ثم التعرض لأشعة الشمس أو الأشعة فوق البنفسجية ويوجد منها الآن مستخلص للدهان وأقراص للتناول.
3 - حلفا بر
وهو عشب معمر وقائم وينمو بريا في المناطق الجافة والوجه القبلي وكان يستعمل مغليا كالشاي مزيلا للمغص ومدرا للبول وطاردا لحصوات الكلية والحالب.
وقد تمكنت مجموعة باحثة في طب القاهرة والمركز القومي للبحوث وصيدلة القاهرة من فصل مادة متبلورة سميت بركسيمول وتنتج الآن بأحد مصانع الأدوية بالقاهرة ولها القدرة على توسيع الحالب مع احتفاظه بالقدرة على طرد ما به من حصوات. ويجدر هنا الإشارة إلى أن بعض شركات الأدوية الألمانية تنتج مستحضرات عبارة عن بعض مكونات الزيوت الطيارة لها القدرة على منع تكون حصوات الكلى وطرد الحصوات إذا وجدت مثل دواء الوراتينكس.
4 - الثوم
وهو يتبع الفصيلة الزئبقية وبالعربية الفصحى الفوم وكلمة فوم وردت في القرآن الكريم (وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسها وبصلها). سورة البقرة /61.
ومما قاله ابن سينا في كتابه القانون في الطب عن الثوم «الثوم ملين ويداوي الصداع وينفع في إخراج البلغم كما يذهب الكحة ويقوي البدن ويزيد صفاء العينين وينشط الدورة الدموية ويطرد الريح ويجلي الصوت ويطهر الأمعاء وينفع في زيادة الحفظ وذكاء العقل وعلاج النسيان ويقوي الباه وينفع في السعال المزمن وأوجاع الصدر من البرد وإذا شرب مدقوقه مع العسل يخرج البلغم كما ينفع الثوم لتسكين الآلام الموضعية».
ويحتوي الثوم على زيت طيار مكون من العديد من المركبات الكبريتية المضادة للعفونة.
وقد وجد حديثا أن خلاصة الثوم تخفض من نسبة الكولسترول في الدم وتخفض ضغط الدم المرتفع وهناك العديد من الشركات الأجنبية وشركات محلية تحضره على هيئة كبسولات تستعمل لهذه الأغراض.
5 - جذور العرقسوس
وهو نبات شجري معمر ينبت في كثير من بقاع العالم مثل سوريا وآسيا الصغرى وأواسط آسيا وأوربا ومصر وكان قدماء المصريين يتناولون نقيع جذوره في الماء وقال عنه ابن سينا في القانون «إن عصارته تنفع في الجروح وهو يلين قصبة الرئة وينقيها وينفع الرئة والحلق وينقي الصوت ويسكن العطش وينفع في التهاب المعدة والأمعاء وحرقة البول» .
وقال عنه ابن البيطار «أنفع ما في نبات العرقسوس عصارة أصله وطعم هذه العصارة حلو كحلاوة الأصل مع قبض فيها يسير ولذلك صارت تنفع الخشونة الحادثة في المريء والمثانة وهي تصلح لخشونة قصبة الرئة إذا وضعت تحت اللسان وامتص ماؤها وإذا شربت وافقت التهاب المعدة والأمعاء وأوجاع الصدر .
وما فيه والكبد والمثانة ووجع الكلى وإذا امتصت قطعت العطش وإذا مضغت وابتلع ماؤها تنفع المعدة والأمعاء كما ينفع كل أمراض الصدر والسعال ويطري ويخرج البلغم ويحل الربو وأوجاع الكبد والطحال وحرقة البول ويدر الطمث ويعالج البواسير ويصلح الفضلات كلها».
وتحتوي الجذور على الجلسرزين في هيئة أملاح الكالسيوم والبوتاسيوم لحمض الجلسرزيك وهذا الحامض له تأثير ملطف للالتهابات وله تأثير فعال في علاج قرح المعدة والإثنى عشر وأمكن بعد ذلك تحضير مشتق منه وهو الكارينكسنول ويستعمل أيضا في علاج قرح المعدة والإثنى عشر ويعمل عن طريق زيادة إفراز الميوسين الذي يحمي جدار المعدة وكذلك يوقف نشاط الأنزيمات التي تثبط إفراز البروستاجلاندينات ولها أهمية في منع حدوث قرح المعدة.
القرنفل
ويحتوي على زيت طيار بنسبة وقد ذكره داوود في كتابه (تذكرته): «براعم القرنفل حارة يابسة تقوي الدماغ وتجلو البلغم وتطيب النكهة وتقوي الصدر والكلى والطحال والمعدة وتمنع الغثيان والقيء وتقوي الباه إذا شرب باللبن كما أن ماءه يقوي الحواس والبدن ويبدد الإعياء ويعدل المزاج» وقد استعمل الأطباء العرب براعم القرنفل لتنبيه الجهاز الهضمي ويستعمل الآن بكثرة في طب الأسنان كمسكن موضعي يدخل في تحضير المضمضة المستعملة في علاج جروح وقروح اللثة وينظف الأسنان.
الأنسبون ـ الينسون
نبات عشبي وتستعمل الثمار الناضجة ـ مكوناته:
زيت طيار %3 مادة انيثول وميثيل شانيكول من الزيت الطيار، وهرمون الاستروجين وزيت ثابت. ويقول داوود الإنطاكي في تذكرته يطرد الرياح ويزيل الصداع وآلام الصدر وضيق التنفس والسعال المزمن ويدر البول ويزيد العمم وإذا طبخ بدهن الورد قطورا ودخانه يسقط الأجنة والمشيمة ومضغه يذهب الخفقان والاستياك به يطيب الفم ويجلو الأسنان ويقوي اللثة.
ويقول ابن سينا في القانون «إذا سحق الينسون وخلط بدهن الورد وقطر في الأذن أبرأ ما يعرض في باطنها من صدع عن صدمه أو ضربة ولأوجاعهما أيضا كما ينفع الينسون شرابا ساخنا مع الحليب لعلاج الأرق وهدوء الأعصاب».
ومغلي الينسون مشروبا ساخنا يسكن المغص المعوي عند الرضع والأطفال والكبار كما ينفع في طرد الغازات، كما يفيد في نوبات الربو، ويزيد من إدرار اللبن عند المرضعات ويدخل الينسون في كثير من أمزجة الكحة وطارد للبلغم كما يفيد في بعض أنواع الصداع وضيق التنفس ومنبه قوي للجهاز الهضمي وفاتح للشهية.
كما يدخل زيت الينسون في صناعة الأقراص الملينة والمسهلات كأوراق السناميكي وكذلك في صناعة أنواع كثيرة من المستحلبات التي تؤخذ لتخفيف آلام الحلق والزور.
السواك
تكثر أشجار الأراك في الوديان الصحراوية وتوجد في المملكة العربية السعودية بكثرة في مناطق أبها وعسير وجيزان وكذلك في اليمن وصعيد مصر وطور سيناء والسودان وقد قال رسول الله عليه الصلاة والسلام «لولا أن اشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة». واستعمال السواك ينظف الأسنان ويطيب نكهة الفم ويذهب الصداع ويطبب الفم واللثة ويقطع البلغم ويصلح المعدة ويساعد على هضم الطعام.
وقد ثبت وجود بعض المواد المطهرة المانعة للتعفن والقاتلة للميكروبات في السواك وبكثرة وهذه المواد تحتوي على مركبات عضوية كبريتية مضادة للتعفن كما تحتوي على مواد قابضة توقف نزيف الدم وتقوي اللثة وتطهرها وتشفي جروحها وتطيب رائحة الفم والتنفس.
ونظرا لأن السواك يحتوي على ألياف مرنة بها زيت طيار ومادة راتنجية وبعض الأملاح المعدنية مثل (ص كل) و (بو كل) واكسلات الجير لهذا يمكن اعتبار السواك فرشاة من الألياف الطبيعية المرنة المحتوية على المكونات السابقة مما يكسبها القدرة على تطهير الفم والأسنان وبواسطة المواد القابضة تضمدها بعد عملية مضغ وتقطيع الطعام، وكانت هذه الخواص المفيدة مدعاة لأن تبدأ بعض شركات الأدوية في إنتاج معاجين للأسنان محتوية على خلاصة السواك.
السنامكي
السنامكي الإسكندراني وموطنه الأصلي السودان ويوجد في بعض البلاد العربية مثل السعودية. وقد بدأ الأطباء العرب في استعمال السنامكي في الطب والعلاج ويقال إن الفضل في إدخال النبات إلى أوروبا راجع لهم.
وتعتبر أوراق السنامكي من المسهلات الواسعة الاستعمال في علاج الإمساك.
وتحتوي أوراق وثمار السنامكي على جليكوسيدات انثركينونية وهي A,B,C.D Sinosides كما يحتوي على قليل من المواد الراتنجية والمواد الهلامية وقال عنه داود في تذكرته وينقى الدماغ من الصداع وأوجاع الجنبين ويذهب البواسير وأوجاع الظهر وأن طبخه بالخل يزيل الكحة والجرب ويدمل القروح ويمنع سقوط الشعر والسنامكي مسهل ممتاز ولا يزال يستعمل على نطاق واسع وهو مذكور في جميع دساتير الأدوية المصرية، والإنجليزية، والفرنسية، والروسية.
الدمسيسة
وهي عشبة معمرة تحمل أوراقاً مركبة لها رائحة مميزة ويستعمل شاي الدمسيسة لتسكين المغص والتقلصات وتفتيت الحصوات وإنزال الرمال من الجهاز البولي ـ كما استعمله الأطباء العرب قديما في تهدئة الآلام والروماتيزم وعلاج مرض السكر والأزمات الصدرية.
وقد تمكنت مجموعة من صيدلة القاهرة من فصل مركب الامبراوزين والدمسين من النبات ثم تمكنت مجموعة من قسم صحة المناطق الحارة من المعهد العالي للصحة العامة بالإسكندرية من دراسة تأثير النبات وعنصره الفعال الأمبراوزين ووجدوا أنهما يقضيان على قواقع البلهارسيا وقواقع الديدان الكبدية معمليا وبالحقل ويقضيان على الميرسيديا والسركاريا بالمعمل ويظل أثر النبات فعالا بالمجاري المائية لفترة طويلة وقد أجروا تجربة زراعة الدمسيسة على شواطيء المجاري المائية فوجدوا أنها قضت على القواقع.
كما وجدوا أيضا أن منقوع النبات يقضي على يرقات وعذاري بعوضة الأنوفيل (الفرعوني) وهي إحدى ناقلات الملاريا وكل هذا بدون تلوث للبيئة أو أي تأثير ضار على الأسماك.
حبة البركة
وتعرف باسم الحبة السوداء أو الكمون الأسود واسمها بالفارسية «شونيز» وهي معروفة عند قدماء المصريين وكانوا يسمونها شنتت وورد عن رسول الله في الصحيحين عن عطاء بن هريرة وأخرجه أيضا النسائي وابن ماجه «الحبة السوداء دواء لكل داء إلا السام (الموت)».
وقال عنها ابن سينا «الشوينز حريفا يقطع البلغم ويحلل الرياح ويحل الأورام البلغمية والصلبة ومع الخل يقضي على القروح البلغمية والجرب المتقرح وينفع في الزكام خصوصا مسحوقا ومجعولا قي صورة كتان ويطلي على الجبهة من به صداع0
وإذا نقع في الخل ليلة ثم سحق وأعطى للمريض كي يستنشقه نفع من الأوجاع المزمنة في الرأس ـ يقتل الديدان ولو طلاه على السرة ويدر الطمث إذا استعمل أياما ويسقى بالعسل والماء الحار للحصاة في المثانة والكلى».
وقال عنها داود الأنطاكي «رمادها يقطع البواسير طلاء وإن طبخ بزيت الزيتون وقطر الزيت في الأذن شفي من الصمم وإذا قطر في الأنف شفي من الزكام أو دهن به مقدم الرأس منع من انحدار النزلات وبماء الحنظل والشيح يخرج طفيليات البطن طلاء على السرة وهو ترياق للسموم وتدر البول والطمث واللبن .
وهي تقطع شأفة البلغم وأوجاع الصدر والسعال وضيق التنفس والغثيان والاستسقاء» ومعروف عنها إضافتها إلى شتى أنواع الطعام إذ تضاف إلى الخبز والحلبة المطحونة وأنواع الفطائر المختلفة .
وقد تم بقسم الأقرباذين بكلية طب الإسكندرية فصل بعض العناصر الفعالة من الزيت الطيار الموجود في حبة البركة ووجد أن أحد العناصر الفعالة له القدرة على وقاية الأرانب الهندية عند وضعها في جو مشبع بمادة الهستامين وتمت دراسة الخواص الأقرباذينية والسمية لهذا المركب وتمت تجربته على عدد كبير من مرضى الربو من الصغار والكبار ووجد أنه مفيد في بعض حالات الربو وبدون أضرار وآثار جانبية .
كما وردت تقارير طبية من مراكز طبية خارج مصر،تفيد بهذا المعنى أيضا وقد تمت دراسة ميكانيكية عمل هذا العنصر الفعال وأرجعت إلى تأثيره الباسط على الشعيبات الهوائية ومضاداته لمادة الهستامين وكطارد للبلغم ووجد أنه يزيد من قوة تثبيت الهستامين في دماء المرضى ووجد أخير أنه يثبت الخلايا الماسنية التي تفرز المواد الوسيطة التي تسبب الأزمات الصدرية كما وجد أنه يساعد على إفراز حامض البوليك ولذلك يخفف من آلام مرض النقرس .
كما يساعد على إفراز الصفراء من الكبد كما وجد أن المركب الآخر وطبيعته فينولية له تأثير مضاد للبكتريا ووجد أن أنواعا كثيرة من البكتريا لا يمكنها أن تعيش في الزيت نفسه وقد تمت دراسة الخواص الأقرباذينية والسمية لهذا المركب ثم أجريت به أبحاث باستخدامه موضعيا في علاج التهاب الأذن الخارجية والجيوب الأنفية،.
وثبت من الدراسات البكترولوجية والباثولوجية وبالكشف المغطي للأشعة السينية نجاح العلاج في بعض حالات التهاب الجيوب الأنفية والرينوسكروما وذلك دون أي آثار جانبية ولفترة تتبع بلغت أكثر من ستة شهور.
كما أثير في الولايات المتحدة والكويت مؤخرا أن العناصر الفعالة لبذور حبة البركة يمكن أن يكون لها دور في أمراض المناعة، ولا زالت الأبحاث جارية في هذا المجال في مراكز مختلفة في أنحاء العالم.
منقول ...