بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت كلاما لأحد الأخوة الراقاة الأفاضل زعم أن الرقية بنية الدعوة والشفاء فقط هو الصواب ، وأما من يعالج بالقرآن بنية الطرد والحرق فغير صواب ، بل والمنهجان متضادان فلا يجمع بينهما في العلاج ابدا...
فأقول :
رد منهج الطرد والإيذاء بإطلاق وجعله متضادا لمنهج طلب الهداية والشفاء فيه نظر ..
ولو أن الأخ الكريم قال : أن الأصل في الدعوة أن تكون بلين وحكمة ، وهذا ما ينبغي عليه أن يكون في الغالب ، ولكن إن فقد المعالج هذا الأمر ، واصر وكابر وعاند بعد أن ذكر وبين له ، فلا بأس من الشدة والإيذاء ، لأنه منهج شرعي أيضا يلجأ إليه عند الحاجة .
قال الله :
( فذكر إن نفعت الذكرى ) أما من رأيته لا تنفع معه الذكرى فلا بأس من اللجوء للشدة ، وآخر الدواء الكي .
وما قاله غير صواب قطعا
وذلك لأمور :
أولا:
أن من نوى الشفاء للمريض ، والهداية للجني ، فلاشك أن نيته في النهاية ستكون طرد هذا الجني في جسد هذا الإنسي
فهو ما لجأ إلى هذا الأسلوب إلا لطرد هذا العارض ! فكيف تحارب هذه النية ؟
ثانيا:
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر عن سورة البقرة أنها تطرد الشياطين ثلاثة أيام !
فهنا شرع القراءة من أجل الطرد من المنزل !
ونية القراءة للطرد من الجسد أولى !
ثالثا :
قوله صلى الله عليه وسلم : (إن بالمدينة جنًا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئًا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان)، وفي لفظ آخر لمسلم ـ أيضًا ـ: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لهذه البيوت عَوَامر، فإذا رأيتم شيئًا منها فَحَرِّجوا [وقوله: [حَرِّجوا] أي: ضيقوا عليه ثلاثًا] ، فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر) وقال لهم: (اذهبوا فادفنوا صاحبكم).
فبعد أن تبين أن الذكرى لا تنفع معه ! وأنه معاند مكابر أمر بالقتل ! والقتل أشد من القراءة بنية الطرد والإيذاء ! و طرده من الجسد أولى من الطرد من البيت .
رابعا : بل والقياس الصحيح يرد هذاالمنهج ، فلو أن إنسانا احتل بيتك ، فإنك لاشك في بداية الأمر تذكره بالله بنيه طرده وإخراجه ، وإن أصر وكابر وعاند وكان عندك من القوة ما تضغط عليه فهل لو استخدمت ذلك كنت ملوما ؟ أم أنك وإن قالت و قتلت كنت شهيدا ؟؟
بل لو أنك باغته بالشدة والقوة لما كان عليك من ضير إن علمت أنه هذا سينفع معه .
كتبه :
أخوكم الراقي الصغير
كان الله في عونه .