* وكان عمر من أشد الناس خوفًا من الله تعالى، يقول: لو نادى مناد من السماء: أيها الناس كلكم يدخل الجنة إلا رجل واحد لظننت أن أكون هو وكان في وجهه خطَّان أسودان من كثرة البكاء، وسمع قارئًا يقرأ "وَالطُّورِ" فنزل من على راحلته واستند للجدار حتى وصل إلى "إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ" فبكى ثم رجع إلى بيته ولزم فراشه مريضًا يعوده الناس شهرًا كاملاً.
* وكان عثمان خائفًا لله تعالى؛ إذا وقف على القبر بكى حتى يبلل لحيته، وقال: لو أني بين الجنة والنار، ولا أدرك إلى أيهما أصير، لاخترت أن أكون رمادًا.
* وبكى أبو هريرة في مرضه، فقيل: ما يبكيك يا أبا هريرة قال: ما أبكي على دنياكم، ولكن أبكي لأن السفر طويل والزاد قليل، وأصبحت في صعود وهبوط، فلا أدري أصعد إلى الجنة أو أهبط إلى النار.
* وكان علي بن الحسين إذا قام يتوضأ يتغير لونه، وإذا قام يصلي يصفر ويحمر ويقول: أتدرون بين يدي مَن أقف، إني أقف بين يدي الله وكان إذا أراد أن يلبي في الحج تلون كذلك، وقال: أخشى أن أقول: لبيك اللهم لبيك. فيُقال لي: لا لبيك ولا سعديك.