28)
#موقف_المسلم_من_اختلاف_العلماء
قال ابن قيم الجوزية رحمه الله :
[ لا يفتي ولا يحكم إلاّ بما يكون عالما بالحق فيه ]
الفائدة الحادية عشرة :
إذا نزلت بالحاكم أو المفتي النازلة
فإما أن يكون عالما بالحق فيها أو غالبا على ظنه بحيث قد استفرغ وسعه في طلبه ومعرفته ، أو لا ،
فإن لم يكن عالما بالحق فيها
ولا غلب على ظنه لم يحل له أن يفتي ،
ولا يقضي بما لا يعلم ،
ومتى أقدم على ذلك فقد تعرض
لعقوبة الله ،
ودخل تحت قوله تعالى :
{ قل إنّما حرّم ربّيَ الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحَقِّ وأن تشركوا بالله ما لم ينزّل به سلطانا وأن تقولوا على الله
ما لا تعلمون **
سورة الأعراف 33
فجعل القول عليه بلا علم أعْظَمَ المحرمات الأربع التي لا تُباح بحال ;
ولهذا حصر التحريم فيها
بصيغة الحصر .
ودخل تحت قوله تعالى :
{ ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان
إنّه لكم عدوّ مّبين * إنّما يأمركم بالسّوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون **
سورة البقرة 168 - 169
ودخل في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( من أفتى بغير علم فإنّما إثمه
على مَن أفتاه )
[ حسّنه الألباني في عدد من كتبه
انظر صحيح الجامع رقم ( 6068 )
و ( 6069 ) ] .
وكان أحد القضاة الثلاثة الذين ثُلُثاهُم في النار ،
وإن كان قد عَرَفَ الحق في المسألة علما أو ظنا غالبا لم يحل له أن يفتي
ولا يقضي بغيره بالإجماع المعلوم بالضرورة من دين الإسلام ،
وهو أحد القضاة الثلاثة والمفتين الثلاثة والشهود الثلاثة ،
وإذا كان مَن أفتى أو حكم أو شهد بغير علم مرتكبا لأعظم الكبائر ،
فكيف من أفتى أو حكم أو شهد
بما يعلم خلافه ؟ .
فالحاكم والمفتي والشاهد كل منهم مخبر عن حكم الله ;
فالحاكم مخبر منفذ ،
والمفتي مخبر غير منفذ ،
والشاهد مخبر عن الحكم الكوني القدري المطابق للحكم الديني الأمري ;
فمن أخبر منهم عما يعلم خلافه
فهو كاذب على الله عمدا
{ ويوم القيامة ترى الّذين كذبوا على الله وجوههم مّسودّة ** ،
سورة الزمر 60
ولا أظلم ممن كذب على الله وعلى دينه ، وإن أخبروا بما لم يعلموا
فقد كذبوا على الله جهلا ،
وإن أصابوا في الباطن ،
وأخبروا بما لم يأذن الله لهم في
الإخبار به .
وهم أسْوَأُ حالا من القاذف
إذا رأى الفاحشة وحده فأخبر بها
فإنّه كاذب عند الله ،
وإن أخبر بالواقع ;
فإنّ الله لم يأذن له في الإخبار بها
إلا إذا كان رابع أربعة ،
فإن كان كاذبا عند الله في خبر مطابق لمخبره حيث لم يأذن له في الإخبار به فكيف بمن أخبر عن حكمه بما لم يعلم
أن الله حكم به ،
ولم يأذن له في الإخبار به ؟
قال الله تعالى : ** ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لّتفتروا على الله الكذب إنّ الّذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون * متاع قليل ولهم عذاب أليم ** ،
سورة النحل 116 - 117
وقال تعالى : ** فمن أظلم ممّن كذب على الله وكذّب بالصّدق إذ جاءه **
سورة الزمر 32
والكذب على الله يستلزم التكذيب
بالحق والصدق ،
وقال تعالى :
** ومَن أظلم ممّن افترى على الله كذبا أولئك يُعرضون على ربّهم ويقول الأشهاد هؤلاء الّذين كذبوا على ربّهم
ألا لعنة الله على الظّالمين ** .
سورة هود 18
وهؤلاء الآيات وإن كانت في حق المشركين والكفار فإنّها متناولة لمن كذب على الله في توحيده ودينه وأسمائه وصفاته وأفعاله ،
ولا تتناول المخطئ المأجور
إذا بذل جهده واستفرغ وسعه في إصابة حكم الله وشرعه ،
فإنّ هذا هو الذي فرضه الله عليه ،
فلا يتناول المطيع لله وإن أخطأ ،
وبالله التوفيق .
_ أعلام الموقعين عن رب العالمين
( 4 / 132 - 133 )
ط / دار الكتب العلمية :
بيروت / بيضون .
منقول
المصدر
صفحة الشيخ أبوأيوب رشيد ياموني
على الفيس بوك
👇🏻
نهج السلف سبيل توحيد الأمه
https://www.facebook.com/15091772060...51?d=n&sfns=mo