السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فائدة في أوصاف المؤمن والكسب الحلال –الشيخ ابن باز -
قال الشيخ ابن باز رحمه الله "...هكذا المؤمنون الصادقون والمؤمنات الصادقات, هذا شأنهم , يستقيمون على دين الله , ويتباعدون عن محارم الله , ويقفون عند حدود الله , ويرشِدون النّاس إلى الخير , وينصحونهم بعباراتٍ حسنة وأسلوبٍ جيّد , مع الإخلاص للّه والصّبر والمصابرة. وهكذا المؤمن يسعى في أمور دنياه , لا يكون كلّاً على الناس , يكتسب الكسب الحلال , ويبيع ويشتري , ويفعل كلّ ما يُصلح أمر دنياه , فيتّخذ المزرعة كما كان الأنصار رضي الله عنهم , ويبيع ويشتري كما كان المهاجرون رضي الله عنهم , لا يكون عالة على الآخرين يسألهم ويشُقّ عليهم , بل يجتهد في أن يُغنيَه الله عن الناس , يتعاطى الأسباب المشروعة والكسب الحلال , ويجتهد في طلب الرزق بالطّرق المباحة والشرعية , من بيع وشراء وزراعة وحرفة أخرى مباحة كالحدادة والنجارة والخرازة والخياطة , أو يشتغل عند الناس في مزارعهم وفي بنائهم , وفي غير ذلك من الأعمال المباحة , فيستخدم هذا الجسم الذي أنعم الله عليه به في طاعة الله ورسوله , وفي كسب الحلال الذي يُغنيه الله به عن الناس , ويُشرع له أن يتعاطى الأدوية المُباحة التي يُعينه الله بها على بقاء صحته وسلامة جوارحه . والخلاصة أنّ المشروع للمسلم أن يفعل الأسباب المباحة التي تنفعه في دنياه وأخراه , وفي صحّّة بدنه , وفي كسب الحلال وترك الحرام , وفي الإستغناء عن الناس , لقول النبي صلى الله عليه وسلم "المؤمن القوي خير وأحب إلى اللّه من المؤمن الضعيف وفي كلّ خير", ثم ّ قال صلى الله عليه وسلم " احرص على ما ينفعك واستعن باللّه , ولا تعجز, فإن أصابك شيء فلا تقل لو أنّي فعلت كذا لكان كذا وكذا, ولكن قُل قدّر الله وما شاء فعل , فإنّ لوْ تفتح عمل الشيطان"-رواه الإمام مسلم في صحيحه -, وقال صلى الله عليه وسلم "ما أكل أحدٌ طعاما خيراً من أن يأكل من عمل يده , وإنّ نبي الله داود كان يأكل من عمل يده" –رواه البخاري في الصحيح -, وسُئل "أيّ الكسب أطيب؟, قال عمل الرجل بيده , وكلّ بيع مبرور" – خرجه البزار وصححه الحاكم-.
منقول من محاضرة مفرغة بعنوان(واجب المسلمين تجاه دينهم ودنياهم) من طبع دار الإمام أحمد المصرية. -صفحة 45-
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته