إن أصحاب الذنوب كثيرون ولكن التائبين منها قليلون ، فكن أنت من هؤلاء القليلين . ويا عجبا من شاب أعطاه الله القوة والمال والجمال ليكون عبدا حامدا شاكرا لأنعم الله فإذا به تغره قوته بظلم الناس وتغره صحته باستحلال ما حرم الله ويغره ماله وجاهه بالتكبر على غيره . والأشد عجبا أن يعصي الشيخ الكبير وقد شاب شعره وخارت قوته ووهن عظمه وأصبح لا يقدر على الحركة إلا في معصية الله ونسي أن ما تبقى من عمره أقل بكثير مما مضى فبدلا من أن يعبد الله فيما تبقى من عمره تراه متماديا في معصيته عاشقا لذنوبه .