لفت انتباهي أمر مهم في الكتابة أو الإنشاء وجدته منتشرا بين معلمي اللغة العربية للأسف وأجده مغلوطا وبالتالي كان لا بد من اضافة هذه النقطة الى النصائح التي نقدمها الى هواة الكتابة ،
من المخجل حقا ان نجد معظم معلمي اللغة العربية في مدارسنا يدرسون ابناءهم على الكتابة والانشاء بطريقة خاطئة
فهم يعلمون ابناءهم وطلبتهم التسلسل المنطقي في الافكار مع اهمال الحوافز اللاشعورية
فتراهم يضعون نموذجا متكلفا يبدأ في الديباجة وينتهي بالخاتمة ، من غير ان يلفتوا انظار التلاميذ الى أهمية وحي الخاطر ، الذي لا يتقيد بديباجة او خاتمة ولا ينصاع لقياس ولا تسلسل
اكتب اول خاطر يطرأ على ذهنك
ستجد بعد لحظة ان قلمك انساب انسيابا عجيبا
الحقيقة الكبرى في فن الكتابة ،،،،،،، الابداع يأتي وحي الخاطر
الابداع في الكتابة يحتاج الى مراحل :
اولا : البحث وجمع المعلومات وتصنيفها وهي مرحلة ضرورية ، وهي مرحلة الخزن ، فالعقل لا يعمل ان كان فارغا من المحتويات وهي المواد الخام التي تصنع منها الادوات المتنوعة ..
ثانيا : ترك المعلومات المخزنة في الذهن لكي تختمر ، وبعدها سيجد دافعا لا شعوريا للكتابة ولا سبيل الى ايقاف هذا الدافع - وهي مرحلة الالهام - مرحلة اللاشعور
ثالثا : التنسيق والتزويق ، وهي مراجعة ما كتب في ساعة الالهام فيحذف جزءا ويحرر جزءا ، لأنه سيفكر فيما سيقرأه الناس له ، وهكذا فقد انتقل من مرحلة الالهام اللاشعوري ، الى مرحلة الشعور الاجتماعي والاتصال بذهن القارئ .
ان الكاتب كسيارة الرش ، لا بد ان يقرأ لكي يكتب ، ولكي تنشأ لديه افكار عفو الخاطر
فالكاتب الذي لا يقرأ ولا يخزن المعلومات المتنوعة في ذهنه يكون بمثابة القربة المنفوخة
ينتظر الظمآن منها الماء ، فلا تندفع الا بالهواء ....