[[ 237ـ سئل فضيلة الشيخ : ما رأيكم في هذه الورقة التي تسمى (( رحلة سعيدة )) .
البطاقة الشخصية :
الاسم : الإنسان (( ابن آدم )) .
الجنسية : من تراب .
العنوان : كوكب الأرض .
محطة المغادرة : الحياة الدنيا .
محطة الوصول : الدار الآخرة .
موعد الإقلاع : ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) .
موعد الحضور : ( لكل أجل كتاب ) .
العفش المسموح به :
1ـ متران قماش ابيض .
2ـ العمل الصالح .
3ـ دعاء الولد الصالح .
4ـ علم ينتفع به.
5ـ ما سوى ذلك لا يسمح باصطحابه في الرحلة .
شروط الرحلة السعيدة :
على حضرات المسافرين الكرام اتباع التعليمات الواردة في كتاب الله وسنة رسوله مثل :
ـ طاعة الله ومحبته وخشيته .
ـ التذكر الدائم للموت .
ـ الانتباه إلى أنه ليس في الآخرة إلا جنة أو نار .
ـ أن يكون مأكلك ومشربك وملبسك من حلال .
(( المزيد من المعلومات )) يرجى الاتصال بكتاب الله وسنة رسوله الكريم .
ملاحظة : الاتصال مباشر ومجانا . لا داعي لتأكيد الحجز هاتف ( 43442) ؟
فأجاب حفظه الله ورعاه بقوله : ـ
رأيي في هذه التذكرة التي شاعت منذ زمن وانتشرت بين الناس ووضعت على وجوه شتى منها هذا الوجه الذي بين يدي ، وهذه الورقة تشبه أن تكون استهزاء بهذه الرحلة ، وأنظر إلى قوله في أرقام الهاتف
(( 43442 )) يشير إلى الصلوات الخمس : اثنين لصلاة الفجر ، وأربعة أربعة للظهر والعصر ، وثلاثة للمغرب ، وأربعة للعشاء ، فجعل الصلاة التي هي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين جعلها أرقاما للهاتف ، ثم قال إن موعد الرحلة ( وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ) ."1"
فنقول أين الوعد في هذه الرحلة ؟
وقال إن موعد الحضور ( لكل أجل كتاب ) ."2"
فأين تحديد موعد الحضور ؟
والمهم أن كل فقراتها فيها شيء من الكذب ، ومنها العفش الذي قال إن منه العلم الذي ينتفع به والولد الصالح ، و الإنسان الصالح ، مع الإنسان ولكنه يكون بعد الإنسان ،
فالذي أرى أن تتلف هذه التذكرة ، وأن لا تنشر بين الناس ، وأن يكتب بدلها شيء من كتاب الله أو سنة رسوله صلى عليه وسلم ، حتى لا تقع مثل هذه المواعظ على سبيل الهزء ، وفي كتاب الله وسنة رسوله صلى عليه وسلم ما يغني عن هذا كله .
وإنني بهذه المناسبة أود أن انبه إلى أنه كثر في هذه الأونة الأخيرة النشرات التي تنشر بين الناس ما بين أحاديث ضعيفة ، بل موضوعة على رسول الله صلى عليه وسلم ، وبين مرائي مناميه تنسب لبعض الناس وهي كذب وليست بصحيحة ، وبين حكم تنشر وليس لها أصل ، وإنني أنبه أخواني المسلمين على خطورة هذا الأمر ، وأن الإنسان إذا أراد خيراً فليتصل برئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية ، وليعرض عليها ما عنده من المال الذي يجب أن ينشر ما ينتفع الناس به وهي محل ثقة وأمانة .
ـ والحمد لله ـ تجمع هذه الأموال وتطبع بها الكتب النافعة التي ينتفع بها المسلمون في هذه البلاد وغيرها .
أما هذه النشرات التي ليست مبنية على شيء ، وإنما هي أكذوبات أو أشياء ضعيفة ، أو حكم ليست حقيقة بل هي كلمات عليها مؤاخذات وملاحظات ، فإنني أنصح لا أحب أن ينشر هذا بين المسلمين وفيما صح من سنة الرسول عليه الصلاة والسلام كفاية والله المستعان .
1ـ لقمان 34
2ـ الرعد 38 ]
ـــــــــــــــــــــــــــ
المصدر :
[ مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن الصالح العثيمين .
الجزء الثاني فتوى رقم صفحة (236 ،237