لا يتبع الطب البديل في طرق تشخيصه للمرض
أو علاجه مبادئ الطب الحديث، وهو عادة ما يأخذ المريض ككل (جسده، وروحه، ونفسيته) ومن وسائله العلاجية: الطب الصيني (الوخز بالإبر كاسات الهواء الأعشاب الطبية التدليك)، العلاج بالايحاء والتنويم المغناطيسي، العلاج بالماء، العلاج بالغذاء، العلاج بالموسيقا، العلاج بالألوان، العلاج بالرياضة واليوجا، العلاج بالصوم، العلاج بالحجامة وغيرها.
وقد بدأ تعبير الطب البديل ينتشر منذ مطلع الخمسينات من القرن العشرين، في بلدان العالم كافة: أوروبا وأمريكا، الصين والهند، وإفريقيا واليابان، وروسيا وغيرها من بلدان العالم تحت مسميات متنوعة منها (الطب البديل الطب المكمل الطب الموازي الطب المقارن الطب الشعبي الطب التقليدي)وفي الواقع، فإن الطب البديل يشمل كل هذه المسميات التي هي مجموعة من الممارسات الطبية التي تعتمد على الأمور التالية:
حث القدرات الجسدية والنفسية والروحية للشخص المريض، تلك القدرات الكامنة التي اضطربت أو تبدلت بسبب الحالة المرضية الطارئة، ويتم ذلك باللجوء الى الرياضة والنوم الهادئ والاسترخاء والتركيز الفكري والاستماع الى الموسيقا الهادئة وغيرها.
اللجوء الى وسائل الطبيعة الخام لمعالجة الحالة المرضية، كالشمس والهواء النقي والماء والمعادن والأعشاب والأغذية الصحية وغيرها.
الافادة من الطب الشعبي التقليدي كالوخز بالابر وكاسات الهواء والتدليك والحجامة.
وقد ازدادت الدعوة للطب البديل لأسباب عديدة منها:
1- ظهور الآثار الجانبية الضارة للتقنية الحديثة والأدوية الكيماوية والمصنعة والمحضرة في عبوات أنيقة وجميلة مغرية. وعلى الرغم من أن هذه الأدوية لم تطرح للعلاج الا بعد اختبارات ودراسات مخبرية وحيوية عديدة متعبة ومكلفة، فقد فوجئ المرضى والأطباء بالآثار السلبية الشديدة لكثير من الأدوية.ولنذكر أن نحو 60% من الأدوية المصنعة قد منعتها منظمة الصحة العالمية، أو حذرت من استعمالها وذلك خلال ربع القرن الماضي بسبب آثارها الجانبية الضارة.
2- السبب الآخر لهذه العودة للطب البديل هو الخطأ الذي وقع فيه الطب الحديث حيث وجه المعالجة الطبية للناحية الجسدية فقط من دون اعتبار للناحية النفسية والروحية والشخصية والبيئية للمريض، وهو ما يسمى بالمشاهدة الكلية والكاملة للمريض.ولكي نفهم مضمون الطب البديل لا بد أن نتحدث عامة عن تعريف المرض وأسبابه وكيفية تشخيصه وطرق علاجه.
تعريف المرض
ربما أفضل تعريف للمرض هو الانحراف عن الصحة السوية للجسم البشرى.
أسباب المرض
1- العوامل الممرضة الحية: وهي الأحياء التي نعيش معها أو تعيش في عضويتنا، وهي ما أطلق عليها الأحياء الدقيقة، حيث لا ترى بالعين المجردة والتي لم تعرف الا بعد اختراع المجهر، ومنها الفيروسات والطفيليات والبكتيريا، وهذه الكائنات تمرض الانسان بآليات عدة أهمها المفرزات السمية واستهلاك غذاء الانسان.
2- العوامل الممرضة غير الحية: وهي فيزيائية أو كيميائية أو سمية وتشمل عوامل تلوث البيئة.
3- العوامل الولادية والوراثية: كالتشوهات الخلقية بأسباب مختلفة، مجهولة أو معلومة والأمراض الوراثية وغيرها، حيث أن ما يحدث خلال فترة الحمل والولادة له تأثير كبير في الصحة في مراحل الحياة اللاحقة.
4- العوامل النفسية الحضارية:وهي عوامل الضغط والشد والتوترات العصبية التي يعانيها الانسان من خلال حياته، وتدخل ضمن علوم النفس والروح التي ما زال الكثير منها غير واضح ومغلقا على الباحثين.
5- الاصابات والحوادث: التي ازدادت هذه الأيام مع تقدم الحضارة الانسانية.
ان كل ما تقدم من أسباب المرض قد يعمل منفردا أو مجتمعا لاحداث المرض، ولما كان الانسان على صلة دائمة بهذه العوامل التي تعيش معه في جسمه أو حوله في البيئة، فإنها لن تؤذيه إلا اذا انهارت دفاعاته وضعف جهازه المناعي، وان الانهيارات المتكررة طوال حياة الفرد هي التي تؤدي لاستهلاك طاقته وقوة جسمه، والمرض هو النهاية الحتمية.
تشخيص المرض في الطب البديل
لقد اتبعت طرق عديدة تختلف باختلاف البلدان وكل من هذه الطرق يبحث عن المرض من خلال بوابة أو نافذة معينة في جسم المريض، فقد ركز بعضهم على أهمية وجه المريض ولونه وطبيعته، والبعض الآخر اهتم باللسان واستدل منه على الكلى والطحال، وآخرون اعتمدوا على سماع صوت المريض وشم رائحة فمه ومفرزاته، وقد اعتمد الصينيون على جس النبض واستدلوا منه على الأمراض وعددوا 17 نوعا، أهمها (الحساس، والغامض، والسريع، والطليق، وغير المتوازن) واعتمدوا على أربع عمليات للتشخيص هي النظر في وجه المريض، والاستماع الى صوته، والسؤال عن مشاعره، وجس النبض. واعتمد غيرهم على القدم ورسموا لها المخططات لتحديد النقط المؤلمة عند الضغط عليها بالاصبع. كما اعتمد آخرون على قزحية العين، فاستدلوا من ألوانها وأشكالها وتفاعلاتها مع النور والمسافة على تشخيص المرض. وحديثا استدل بعض الباحثين على طريقة للتشخيص وذلك بفحص الهالة وهي الطاقة التي تحيط وتنبعث من الكائن الحي والتي تشير حسب ألوانها المختلفة الى حالة الشخص العاطفية والفكرية والنفسية في تلك اللحظة.
العلاج في الطب البديل
العلاج هو كل وسيلة مأمونة تعيد للإنسان المريض حالته الصحية السوية أو تقيه من المرض الذي هو انحراف عن الصحة السوية.
ومما سبق نصل الى النتائج التالية: ** قد لا يكون العلاج دواء، بل قد يكون وسيلة طبيعية كالمعالجة بالماء والهواء والشمس والطين، أو وسيلة روحية كالإيحاء والتنويم المغناطيسي، أو وسيلة فيزيائية كالمشي والرياضة. قد يكون العلاج إرشادات وتوصيات بتجنب السموم والملوثات من مسكرات ومخدرات وتدخين وضجيج ودخان المصانع وغيرها من ملوثات البيئة.
وسائل العلاج قد تطبق في العيادات أو في المراكز الطبية أو في المصحات أو في منزل المريض نفسه، وفي حالات الطوارئ قد يجري العلاج في أي مكان كما في حالات الاستشفاء بالهواء والمياه المعدنية أو الكبريتية. بقي أن نذكر أن العلاج قد يكون بلا علاج، أي أن المريض بحاجة فقط الى كلمات وعبارات التشجيع ورفع المعنويات وال******ات واللجوء الى الله من دون الحاجة الى أي علاج مادي.
منقــــــــــــــــول .. مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية .