،،،،،،
الأخ الفاضل ( فيحان ) حفظه الله ورعاه
قبل أن أجيب على تساؤلكم ، فإنه لا يليق بنا إلا أن نحتفل بكم في منتدانا الغالي فنقول :
هلا باللي نهليبــــه......وشوفته تشرح البال
ولو رحبت مايكفي.......لك مليون ترحيبــــه
هلا وغلا بالأخ الحبيب ( فيحان )
في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية )
احدى الصروح الرائدة المتواضعة في عالم المنتديات الصاعدة
والتي تزهو بالعلم الشرعي والمعرفة والفكر والثقافة
كلنا سعداء بانضمامكم لمنتدانا الغالي
وكلنا شوق لقراءة حروف قلمكم ووميض عطائكم
هلا فيكم
ونحن بانتظار قلمكم ومشاركاتكم وحضوركم وتفاعلكم
تمنياتي لكم بالتوفيق وإقامة مفعمة بالمشاركات النافعة
ونحن نعلم بأنكم قد زرتم الموقع لأسباب واعتبارات خاصة ، ولكن واجب الضيافة يحتم علينا ذلك 0
بارك الله فيكم أخي فيحان ، هو ما قالته الأخت الفاضلة والمشرفة القديرة ( أم سلمى ) ، ولاكتمال الموضوع أقدم لكم الموضوع الهام التالي حيث كتبت في كتابي الموسوم ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( الرقى الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ) ما نصه :
* آيات وأحاديث الرقية :
إن المتأمل في كتاب الله وآياته وأقوال السلف الصالح لتفسير تلك الآيات والمعاني ، لا يعتريه أدنى شك أن القرآن العظيم خير وشفاء ، من أوله إلى آخره دون استثناء سورة أو آية أو حرف ، فهو كلام الله الكامل ، المنزه عن الخطأ والزلل والنقص ، وهو المؤثر الرادع للشياطين وأذاهم ، الكابح لجماحهم ، السالب لقوتهم ، المدمر لكيدهم ومكرهم وخبثهم ، إن استقر في القلوب الواعية ، المدركة لمعانيه ، المؤتمرة بأمره ، والمنتهية بنهيه 0 ولا شك أن آيات الترغيب ترقق قلوب الإنس والجن وتعيد الكثير منهم لخالقهم إن تدبروها وعقلوا معانيها 0 وآيات الترهيب لا تقل في مفعولها وتأثيرها عن سابقتها ، لما تحتويه من وعيد شديد وتذكير بأحوال القيامة وما فيها من عذاب شديد ، وسوف أستعرض بعض الآيات والأحاديث والآثار الثابتة في الرقية :
* أدلة أحاديث الرقية بكتاب الله :
أولا : الرقية بفاتحة الكتاب :
قال البخاري في أول كتاب التفسير : ( وسميت " أم الكتاب " لأنه يبدأ بكتابتها في المصاحب ويبدأ بقراءتها في الصلاة ، وقيل سميت بذلك لرجوع معاني القرآن كله إلى ما تضمنته )( فتح الباري – 8 / 126 ) 0
1)- عن أبي سعيد بن المعلى الأنصاري المدني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( ألا أعلمك سورة هي أعظم سورة في القرآن ؟ قبل أن تخرج فأخذ بيدي ، فلما أراد أن يخرج ، قلت : يا رسول الله إنك قلت : ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن ؟ قال : ( الحمد لله رب العالمين ) هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح أبي داوود 1294 ، صحيح النسائي 876 )
2)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال :
( انطلق نفر من أصحاب النبي في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من أحياء العرب ، فاستضافوهم ، فأبوا أن يضيفوهم ، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شئ لا ينفعه شيء ، فقال بعضهم : لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعلهم أن يكون عند بعضهم شيء ، فأتوهم ، فقالوا : يا أيها الرهط ! إن سيدنا لدغ ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه ، فهل عند أحد منكم من شيء ؟ فقال بعضهم : نعم والله إني لأرقي ، ولكن استضفناكم ، فلم تضيفونا ، فما أنا براق حتى تجعلوا لنا جعلا ( قال صاحب لسان العرب : والجعل : الاسم ، بالضم ، والمصدر بالفتح 0 يقال : جعل لك جعلا وجعلا وهو الأجر على الشيء فعلا أو قولا – لسان العرب – 11 / 111 ) ، فصالحوهم على قطيع من الغنم ، فانطلق يتفل عليه ، ويقرأ : الحمد لله رب العالمين ، فكأنما أنشط من عقال ، فانطلق يمشي وما به قلبة ، قال : فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم : اقتسموا ، فقال الذي رقى : لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله ، فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا ، فقدموا على رسول الله ، فذكروا له ذلك ، فقال : ( وما يدريك أنها رقية ؟ ) ، ثم قال : ( قد أصبتم ، اقسموا واضربوا لي معكم سهما )
( متفق عليه )
قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " إن رهطا من أصحاب النبي كانوا في سرية وكانوا ثلاثين رجلا كما في رواية الترمذي وابن ماجة " بحي من أحياء العرب " فاستضافوهم فلم يضيفوهم فبينما هم كذلك " فقال بعضهم " أي من ذلك الحي " إن سيدنا لدغ " بصيغة المجهول أي ضربته العقرب بذنبها " فقال رجل من القوم " هو أبو سعيد الخدري أبهم نفسه في هذه الرواية " استضفناكم " أي طلبنا منكم الضيافة " فأبيتم "أي امتنعتم " أن تضيفونا " من التفعيل " تجعلوا لي جعلا " بضم الجيم وسكون العين المهملة أجرا على ذلك ، قاله القسطلاني 0 وفي الكرماني : الجعل بضم الجيم ما يجعل للإنسان من المال على فعل " قطيعا " أي طائفة " من الشاء " جمع شاة وكانت ثلاثين رأسا " ويتفل " وفي رواية للبخاري ويجمع بزاقه في فيه ويتفل " حتى برأ " سيد أولئك " كأنما أنشط من عقال " أي أخرج من قيد " فأوفاهم " أي أوفى ذلك الحي للصحابة " جعلهم " بضم الجيم هو المفعول الثاني لأوفى " الذي صالحوهم عليه " وهو ثلاثون رأسا من الشاء " فقالوا " أي بعض الصحابة لبعضهم " اقتسموا " الشاء " فقال الذي رقى " هو أبو سعيد " من أين علمتم " وفي رواية البخاري : وما أدراك " أنها " أي فاتحة الكتاب وعند البخاري خذوها " معكم بسهم " كأنه أراد المبالغة في تصويبه إياهم 0 وفيه جواز الرقية وبه قالت الأئمة الأربعة وفيه جواز أخذ الأجرة قاله العيني )( عون المعبود - 10 / 281 ) 0
* قال الشيخ محمد الغزالي – رحمه الله - : ( لقد استوقفتني هذه القصة من وجوه عدة 000 فإن فاتحة الكتاب سورة عظيمة القدر بما حوت من تمجيد لله ودعاء ، فكان ظني أنها تنفع قارئها وحده ، أما أن تنفع المقروء له ، فذاك ما أثبتته القصة هنا )( الشافيات العشر - ص 27 ) 0
* قال الأستاذ عبد المنعم الهاشمي : ( وتعتبر الفاتحة أم الكتاب رقية يتحصن بها ، ثم ساق حديث أبي سعيد الخدري آنف الذكر )( السحر في القرآن الكريم – ص 87 ) 0
* وفي بعض روايات الحديث :
( أنه قرأ الفاتحة سبع مرات ، ونص الحديث كما ثبت عن أبي سعيد الخدري أنه قال : بعثنا رسول الله في سرية فنزلنا بقوم فسألناهم القرى فلم يقرونا ، فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا : هل فيكم من يرقى من العقرب ؟ قلت : نعم أنا ، ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما ، قالوا : فإنا نعطيكم ثلاثين شاة ، فقبلنا ، فقرأت عليه الحمد سبع مرات فبرأ وقبضنا الغنم 0 قال : فعرض في أنفسنا منها شيء ، فقلنا : لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله
قال : فلما قدمنا عليه ذكرت له الذي صنعت ، قال : ( وما علمت أنها رقية ؟ اقبضوا الغنم ، واضربوا لي معكم بسهم )
( أخرجه الترمذي في سننه - أبواب الطب ( 19 ) - برقم ( 2157 ) ، وابن ماجة في سننه - كتاب التجارات ( 7 ) - برقم ( 2156 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 1685 ، صحيح ابن ماجة 1749 - الإرواء 1556 )
3)- عن ابن عباس – رضي الله عنه - :
( أن نفرا من أصحاب النبي مروا بماء فيهم لديغ - أو سليم - فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال : هل فيكم راق ؟ إن في الماء رجلا لديغا – أو سليما – فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء ، فبرأ 0 فجاء بالشاء إلى أصحابه ، فكرهوا ذلك وقالوا : أخذت على كتاب الله أجرا حتى قدموا المدينة فقالوا : يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجرا ، فقال الرجل : يا رسول الله إنا مررنا بحي من أحياء العرب فيهم لديغ – أو سليم – فانطلقت فرقيته بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ 0 فقال رسول الله : إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله عز وجل )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الطب – باب الشروط في الرقية بفاتحة الكتاب – برقم 5737 )
4)- عن عم خارجة بن الصلت التميمي - رضي الله عنه - :
( أنه أتى رسول الله فأسلم ، ثم أقبل راجعا من عنده ، فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد ، فقال أهله : إنا حدثنا أن صاحبكم هذا ، قد جاء بخير ، فهل عندك شيء تداويه ؟ فرقيته بفاتحة الكتاب ، فبرأ ، فأعطوني مائة شاة ، فأتيت رسول الله فأخبرته ، فقال : " هل إلا هذا " وقال مسدد في موضع آخر : ( هل قلت غير هذا ) ؟ قلت : لا ! قال : ( خذها ، فلعمري لمن أكل برقية باطل ، لقد أكلت برقية حق )
( السلسلة الصحيحة 2027 )
قال المناوي : ( إن فاتحة الكتاب شفاء من كل داء من أدواء الجهل والمعاصي والأمراض الظاهرة ، لما حوته من إخلاص العبودية والثناء على الله وتفويض الأمر إليه والاستعانة به والتوكل عليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم ، وذلك من أعظم الأدوية الشافية الكافية 0 قيل : ومحل الرقية منها ( إياك نعبد وإياك نستعين ) لما فيهما من عموم التفويض والتوكل والالتجاء والاستعانة والافتقار والطلب والجمع من أعلى الغايات ، وهي عبادة الرب وحده ، وأشرف الوسائل 0 ومن الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها ) فيض القدير – 4 / 419 – انظر كتاب " زاد المعاد " لابن القيم – 4 / 178 ) 0
قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( فهذا معتوه فاقد الأهلية والتمييز ذاهب العقل ، سواء كان لخلل في المخل والعقل أو لمس من الجن ، فهو أمر معنوي ، وقد شفي بالفاتحة ، فتكون الفاتحة رقية للأمور المحسوسة كلدغ العقرب والأمور المعنوية كالمعتوه ، وهذا أيضا ليس عن علم مسبق ، ولا نص يعتمد عليه ، إنه كان عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلم وفي طريق عودته إلى دياره مر بهذا الحي ، وفيه هذا المعتوه ، ولما رجع الي النبي صلى الله عليه وسلم أقره على ذلك ، وسماها رقيا حق ، وأباح له الجعل من الغنم مائة شاة 00 وعليه فإن استشفى بالفاتحة لكل مرض فعنده أصل من هاتين الصورتين اللديغ والمعتوه ) العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة - ص 102- 103 ) 0
5)- عن السائب بن يزيد – رضي الله عنه - قال :
( عوذني رسول الله بفاتحة الكتاب تفلا )
( أخرجـه الطبراني في الكبير – 3 / 189 ، وفي إلاوسط ، والدارقطني في " الافراد " أنظر الدر – 1 / 4 ، ومن طريقه ابن عساكر في "تاريخ دمشق"–39 / أ / 7 – قال الشيخ محمد بن رزق بن طرهوني في " فضائل وسور آيات القرآن " - فالحديث حسن لغيره بهذا اللفظ وصحيح في الأصل حيث أخرجاه في الصحيحين )
6)- عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ بعد الجمعة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد سبعا سبعا ( في مجلسه ) حفظ إلى الجمعة الأخرى 0 قال وكيع : فجربناه فوجدناه كذلك )
( أخرجه ابن الضريس 118 / أ ، وابن أبي شيبة في المصنف - 2 / 159 ، وأبو عبيدة في فضائله - ص 204 من طريق عون )
قال الشيخ محمد بن رزق طرهوني : ( اسناده صحيح - وقال أيضا : وهو في حكم المرفوع لما ذكرناه غير مرة من الشروط في ذلك ، فهو لا يقال من جهة الرأي ، لأنه أمر غيبي وليس مما يمكن تلقيه عن أهل الكتاب ، وليس مما يمكن استنباطه من النصوص ) 0
قال ابن كثير – رحمه الله - : ( وقد ورد أن أمير المؤمنين عمر – رضي الله عنه– كان يرقى ويحصن بالفاتحة 00 وقد سمّاها رسول الله صلى الله عليه وسلم " بالرَّاقية والشَّافية" )( تفسير القرآن العظيم – تفسير سورة الفاتحة ) 0
يقول ابن القيم – رحمه الله - : ( وبالجملة فيما تضمنته الفاتحة من إخلاص العبودية والثناء على الله ، وتفويض الأمر كله إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، وسؤاله مجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم ، وتدفع النقم ، من أعظم الأدوية الشافية الكافية )( زاد المعاد – 4 / 178 ) 0
يقول الشيخ محمد الصايم : ( الفاتحة وفيها الثناء والحمد والتفويض لأمر الله وحسن التوكل عليه 00 والاستعانة به سبحانه وإفراده بالألوهية 00 ثم إنها دعاء بالهداية وتحصين عن الغواية 00 وهي بركة ورقية 00 فمن قرأها ليلاً وخاصة قبل نومه كانت له حصناً ، وليس المطلوب من هذه التحصينات أن يلتزم بها العبد فقط ، بل يعلمها أهله وأولاده ، ويتابعهم في تنفيذها حتى يكون الجميع في حصن آمن ، ودرع حام )( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 25 ) 0
قال الأستاذ عكاشة عبدالمنان الطيبي : ( فتبين مما أسلفنا أن الفاتحة خيرها عام وفوائدها جمة ، وأنها حرز من الشيطان ، وأن البيت الذي تقرأ فيه الفاتحة يحرس من عين الإنسان وعين الجان ، وأنها رقية من كل داء كما جاء مصرحاً في بعض الأحاديث الصحيحة )( الاستشفاء بالقرآن والدعاء – ص 90 ) 0
قلت : لم يرد نصاً صريحاً يبين أن الفاتحة نافعة من عين الإنسان وعين الجان تحديداً ، إلا أن الثابت في الصحيح أن الفاتحة رقية نافعة بإذن الله عز وجل من كافة الأمراض العضوية والروحية كالصرع والسحر والعين ، ومن هنا فإن فائدتها تعم كافة الأمراض على اختلاف أنواعها ومراتبها والله تعالى أعلم 0
قال الأستاذ أحمد الصباحي عوض الله : ( لقد اشتملت سورة الفاتحة على العقيدة والجزاء والعبادة والأخلاق ، وحقيق بسورة هذا شأنها أن يستشفى بها من الأدواء ؛ وأن يسترقى بها لما تضمنته من إخلاص العبودية ، والثناء على الله ، وتفويض الأمر إليه ، والاستعانة به ، والتوكل عليه ، وسؤاله بجامع النعم كلها ، وهي الهداية التي تجلب النعم وتدفع النقم وأن تكون لذلك من أعظم الأدوية الشافية استشفاء ورقية )( الاستشفاء بالقرآن الكريم – ص 53 ) 0
ثانيا : الرقية بسورة البقرة :
أ - الرقية بالسورة كلها :
فقد ورد في فضل سورة البقرة أحاديث كثيرة ، وفيما يلي بعض فضائل هذه السورة والفوائد المترتبة على قراءتها :
(1)- رقية تحصن البيوت من الشياطين :
1)- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ) وفي رواية ( لا تجعلوا بيوتكم مقابر ، وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المسافرين 212 )
قال ابن منظور : ( يقال نفر ينفر نفورا ونفارا إذا فر وذهب )( لسان العرب – 5 / 224 ) 0
قال المباركفوري : ( قوله :" لا تجعلوا بيوتكم مقابر" أي خالية عن الذكر والطاعة فتكون كالمقابر وتكونون كالموتى فيها أو معناه لا تدفنوا موتاكم فيها ، ويزيد على المعنى الأول قوله " وإن البيت الذي تقرأ البقرة فيه لا يدخله الشيطان " وفي رواية مسلم : " إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة " وفي حديث سهل بن سعد عند ابن حبان من قرأها يعني سورة البقرة ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان ثلاثة أيام ، وخص سورة البقرة بذلك لطولها وكثرة أسماء الله تعالى والأحكام فيها ، وقد قيل فيها ألف أمر وألف نهي وألف حكم وألف خبر كذا في المرقاة )( تحفة الأحوذي - 8 / 146 ) 0
2)- عن ابن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن لكل شيء سناما ، وسنام ( قال صاحب لسان العرب : سنام كل شيء اعلاه ) القرآن سورة " البقرة " وإن الشيطان إذا سمع سورة " البقرة " تقرأ ، خرج من البيت الذي يقرأ فيه سورة " البقرة " )
( أخرجه الحاكم في المستدرك - 1 / 561 ، وقال الألباني حديث حسن ، أنظر السلسلة الصحيحة 588 )
قال المناوي : ( " إن لكل شيء سناما " أي رفعة وعلوا استعير من سنام البعير ثم كثر استعماله حتى صار مثلا " وإن سنام القرآن سورة البقرة " أي السورة التي ذكرت فيها البقرة " من قرأها في بيته " أي في محله بيتا أو غيره وذكر البيت " ليلا " أي في الليل " لم يدخله شيطان " نكرة دفعا لتوهم إبليس وحده " ثلاث ليال " أي مدة ثلاث ليال " ومن قرأها في بيته نهارا لم يدخله شيطان ثلاثة أيام " )( فيض القدير – باختصار - 2 / 512 ) 0
(2) رقية ضد السحر والسحرة :
أ - عن أبي أمامة - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
( 00000 اقرأوا سورة البقرة ، فإن أخذها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة )
( جزء من حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين ( 252 ) - برقم 804 )
قال ابن منظور : ( والبطلة : السحرة ، مأخوذ منه ، وقد جاء في الحديث : ولا تستطيعه البطلة ، قيل : هم السحرة )( لسان العرب – 11/56 ) 0
قال المناوي : ( " اقرأوا سورة البقرة " في بيوتكم أي في أماكنكم التي تسكنونها : بيتا أو خلوة أو خباء أو غيرها ولا تجعلوها قبورا أي كالمقابر الخالية عن الذكر والقراءة ، بل اجعلوا لها نصيبا من الطاعة )( فيض القدير - 2 / 66 ) 0
ب - عن أبي سعيد – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( السورة التي تذكر فيها البقرة فسطاط القرآن ، فتعلموها ، فإن تعلمها بركة ، وتركها حسرة ، ولا تستطيعها البطلة )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المسافرين - برقم 252 )
قال ابن التركماني وهو يسرد سيرة أحد شيوخه : ( وكان قد ابتلى الله تعالى هذا الشيخ العالم ببلاء آخر ، وهو شيطان من الجن ، رد على الشيخ في قراءته ، فلعنه الشيخ وكذبه ، فأخذ الشيخ في عين المعاداة ، فكان الشيطان إذا دخل الليل يرجف قلوبهم ويرمي عليهم الأحجار ، فشكا ذلك للمؤلف – فإنه كان من جنسه ومن طلبته - ، قال : يا بني ! يرمي علينا كل يوم قفتين 0 قلت له : فكان يكسر شيئاً من الأواني أو يصيبكم أنتم 0 قال : لا ، ولكن مراده أن يرجفنا 0 ويرميهم بالأحجار في وسط الدار ، وكان للشيخ سلم وفيه مسمار كبير ، فقومه الشيطان وأخرجه ورمى به في وجوههم ، قال الشيخ : وكان عندي صندوق مقفول وفيه كتب ، ففتح الصندوق ورمى كل ما فيه في وجوهنا ، وكان يأخذ الغزل من بين يدي الزوجة ويغيب ثم يرمي به على وجوهنا 0 قال المؤلف : فقلت له : أنا وفلان نجيء إلى بيت سيدي ونقرأ شيئاً من كتاب الله تعالى 0 فجئنا وقرأنا سورة البقرة بكمالها ، ثم دعونا الله سبحانه ؛ فصد الحق الشيطان ببركة القرآن ، وبعد ذلك ما قرب الدار )( اللمع في الحوادث والبدع – ص 436 – 437 ) 0
ب - الرقية بآيات من سورة البقرة :
1- الرقية بالآية الثالثة والستين بعد المائة من سورة البقرة والآية ( 1 و 2 ) من سورة آل عمران :
عن أسماء بنت يزيد - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين " وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم " وفاتحة ( آل عمران ) " ألم * الله لا إله إلا هو الحي القيوم " )
( قال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 980 )
قال المناوي : ( " اسم الله الأعظم " قيل الأعظم بمعنى العظيم ، وليس أفعل للتفضيل لأن كل اسم من أسمائه عظيم وليس بعضها أعظم من بعض ، وقيل هو للتفضيل لأن كل اسم فيه أكثر تعظيما لله فهو أعظم ، فالله أعظم من الرب فإنه لا شريك له في تسميته به لا بالإضافة ولا بدونها ، وأما الرب فيضاف للمخلوق " الذي إذا دعي به أجاب " بمعنى أنه يعطي عين المسؤول بخلاف الدعاء بغيره فإنه وإن كان لا يرد لكونه بين إحدى ثلاث : إعطاء المسؤول في الدنيا أو تأخيره للآخرة أو التعويض بالأحسن ، وقد اختلف في الاسم الأعظم على نحو أربعين قولا )( فيض القدير - 1 / 510 ) 0
2- الرقية بآية الكرسي :
1)- في حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - والحديث طويل والشاهد منه :
( إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي [ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُو الْحَىُّ الْقَيُّومُ ]( سورة البقرة – الآية 255 ) حتى تختمها فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه – كتاب الوكالة ( 10 ) – برقم ( 2311 ) – كتاب بدء الخلق ( 11 ) – برقم ( 3275 ) – وكتاب فضائل القرآن ( 10 ) – برقم 5010 )
2)- عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - أنه :
( كان له جرن فيه تمر وأنه كان يتعاهده ، فوجده ينقص ، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم ، فقلت له أجني أم إنسي ؟ قال بل جني ) وفيه أنه قال له ( بلغنا أنك تحب الصدقة وأحببنا أن نصيب من طعامك ، قال فما الذي يجيرنا منكم ؟ قال هذه الآية آية الكرسي ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : صدق الخبيث )
( أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " ( 1 / 27 ، 28 ) ، وابن حبان في صحيحه– برقم ( 784 ) ، والنسائي في السنن الكبرى – 6 / 239 – كتاب عمل اليوم والليلة ( 228 ) – برقم ( 10797 - 10798 ) ، والحاكم في المستدرك - 1 / 561 - 562 ، والبيهقي في " دلائل النبوة "- 7 / 108 - 109 ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة " - برقم ( 525 ) ، وأبو الشيخ في " العظمة " - ( ورقة 25 ) ، والبغوي في " شرح السنة " - 4 / 462 - 463-برقم ( 1197 )، والحارث بن أسامة في مسنده -( لوحة 127 / ب - بغية الباحث ) ، وأبو يعلى في " المسند " كما في " تفسير ابن كثير " - 1 / 312 ، و " الخصائص الكبرى " - 2 / 97 ، والطبراني في " المعجم الكبير " - 1 / 27 - 28 ، والروياني وسعيد بن منصور كما في " كنز العمال " للهندي - 2 / 303- أنظر فتح الباري - 4 / 489 ، والحديث حسن ، قال الهيثمي في " المجمع " - 10 / 118 ، رجاله ثقات ، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " - 1 / 322 ، أخرجه النسائي والطبراني بإسناد جيد ، وقال الحاكم هذا حديث صحيح الاسناد ، ولم يخرجاه ، ووافقه الذهبي في " التلخيص " وصححه ابن حبان أيضا 0 وهو في صحيح الترغيب والترهيب - برقم 658 )
3)- عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - :
( أنه كانت له سهوة فيها تمر ، فكانت تجيء الغول فتأخذ منه ، فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فقال : " إذهب فإذا رأيتها فقل : بسم الله ، أجيبي رسول الله " 0 فأخذها ، فحلفت ألا تعود ، فأرسلها ، فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ " قال : حلفت ألا تعود 0 قال : " كذبت ، وهي معاودة للكذب " فأخذها فقال : ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : إني ذاكرة لك شيئا : آية الكرسي اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان ولا غيره 0 فجاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " ما فعل أسيرك ؟ " فأخبر بما قالت 0 قال " صدقتك وهي كذوب " )
( أخرجه الإمام أحمد في مسنده – 5 / 425 ، والبخاري في " التاريخ الكبير " – 1 / 28 ، والترمذي في سننه – كتاب فضائل القرآن ( 2 ) – برقم ( 3052 ) ، وابن أبي شيبة في " المصنف " - 10 / 397 – 398 ، والطحاوي في " مشكل الآثار " – 1 / 341 – 342 ، والحاكم في المستدرك – 3 / 459 ، والطبراني في " المعجم الكبير " – 4 / 162 - 164 ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة " – ص ( 526 ) ، والبيهقي في " دلائل النبوة " - 7 / 111 ، وأبو الشيخ في " العظمة " – ( ورقة 24 و 25 ) ، وابن أبي الدنيا في " مكايد الشيطان " كما في " آكام المرجان " – ص 94 ، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم – 1 / 306 ، أنظر صحيح الترمذي - 2309 - فتح الباري - 4 / 489 )
قال المباركفوري : ( قوله :" أنه كانت له سهوة " قال المنذري في الترغيب : السهوة بفتح السين المهملة هي الطاق في الحائط يوضع فيها الشيء ، ونقل المنذري بعض المعاني الأخرى للسهوة ، إلا أنه قال : ولكن ورد في بعض طرق هذا الحديث ما يرجح الأول ، انتهى " فكانت تجيء الغول " قال المنذري : بضم الغين المعجمة هو شيطان يأكل الناس ، وقيل هو من يتلون من الجن ، انتهى 0 وقال الجزري : الغول أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس فتتغول تغولا ، أي تتلون تلونا في صور شتى ، وتغولهم ، أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي صلى الله عليه وسلم وأبطله ، يعني بقوله : ( لا غول ولا صفر ) ، وقيل قوله " لا غول " ليس نفيا لعين الغول ووجوده ، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله ، فيكون المعنى بقوله : " لا غول " أنها لا تستطيع أن تضل أحدا ، ثم ذكر الجزري حديث : ( إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان ) ، وقال : أي ادفنوا شرها بذكر الله ، وهذا يدل على أنها لم يرد بنفيها عدمها ، ثم ذكر حديث أبي أيوب : كان لي تمر في سهوة فكانت الغول تجيء فتأخذ ، انتهى 0
قلت : الأمر كما قال الجزري : لا شك في أنه ليس المراد بقوله : لا غول ، نفي وجودها ، بل نفي ما زعمت العرب مما لم يثبت من الشرع " وهي معاودة للكذب " أي معتادة له ومواظبة عليه 0 قال في القاموس : تعوده وعاوده معاودة وعوادا واعتاده واستعاده ، جعله من عادته ، والمعاود : المواظب ، انتهى " آية الكرسي " بالنصب بدل من شيئا " ولا غيره " أي مما يضرك " صدقتك وهي كذوب " هو من التتميم البليغ ، لأنه لما أوهم مدحها بوصفه الصدق في قوله صدقت استدرك نفي الصدق عنها بصيغة مبالغة ، والمعنى : صدقت في هذا القول مع أنها عادتها الكذب المستمر ، وهو كقولهم : قد يصدق الكذوب ، وقد وقع أيضا لأبي هريرة عند البخاري ، وأبي بن كعب عند النسائي ، وأبي أسيد الأنصاري عند الطبراني ، وزيد بن ثابت عند أبي الدنيا - قصص في ذلك وهو محمول على التعدد )( تحفة الأحوذي - باختصار - 8 / 149 - 150 ) 0
قال المناوي في الغيلان : ( أي ظهرت وتلونت بصور مختلفة - قال في الأذكار: الغيلان جنس من الجن والشياطين وهم سحرتهم ومعنى تغولت تلونت وتراءت في صور 0 وقال غيره : كانت العرب تزعم أنها تتراءى للناس في الفلوات فتتلون في صور شتى فتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم وقد نفى ذلك الشارع بقوله : " لا غول " لكن ليس المراد به نفي وجوده ، بل إبطال زمن إضلاله ، فمعنى لا غول أي لا تستطيع أن تضل أحدا0 قال القزويني : وقد رأى جمع من الصحابة منهم عمر بن الخطاب – رضي الله عنه– حين سافر إلى الشام قبل الإسلام فضربه بالسيف ، ويقال : إنه كخلقة الإنسان لكن رجلاه رجلا حمار )( فيض القدير - 1 / 318 ) 0
قال الشيخ مشهور حسن سلمان في تعقيبه على حديث أبي هريرة : ( ومعنى قول أبي هريرة – رضي الله عنه : " لأرفعنك " ؛ أي : لأذهبن بك أشكوك ، يقال : رفعه إلى الحاكم إذا أحضره للشكوى 0
وفي الحديث من الفوائد :
1- أن الشيطان قد يعلم ما ينتفع به المؤمن 0
2- وأن الحكمة قد يتلقاها الفاجر فلا ينتفع بها وتؤخذ عنه فينتفع بها 0
3- وأن الشخص قد يعلم الشيء ولا يعمل به 0
4- وأن الكافر قد يصدق ببعض ما يصدق به المؤمن ولا يكون بذلك مؤمناً 0
5- وبأن الكذاب قد يصدق 0
6- وبأن الشيطان من شأنه أن يكذب 0
7- وأنه قد يتصور ببعض الصور ؛ فتمكن رؤيته ، وأن قوله تعالى : ( إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) مخصوص بما إذا كان على صورته التي خلق عليها 0
8- وأن من أقيم في حفظ شيء سمي وكيلاً 0
9- وأن الجن يأكلون من طعام الإنس 0
10- وأنهم يظهرون للإنس لكن بالشرط المذكور 0
11- وأنهم يتكلمون بكلام الإنس 0
12- وأنهم يسرقون ويخدعون 0
13- وفيه فضل آية الكرسي 0
14- وأن الجن يصيبون من الطعام الذي لا يذكر اسم الله عليه 0
15- وفيه أن السارق لا يقطع في المجاعة 0
16- ويحتمل أن يكون القدر المسروق لم يبلغ النصاب ، ولذلك جاز للصحابي العفو عنه قبل تبليغه إلى الشارع 0
17- وفيه قبول العذر والستر على من يظن به الصدق 0
18- وفيه اطلاع النبي صلى الله عليه وسلم على المغيبات 0
19- وفيه جواز جمع زكاة الفطر قبل ليلة الفطر وتوكيل البعض لحفظها وتفرقتها )( فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان – ص 2 / 459 – 460 ) 0
4)- عن أبي أسيد الساعدي - رضي الله عنه - :
( أنه لما قطع تمر حائطه ، فجعله في غرفة له ، فكانت الغول تخالفه إلى مشربته فتسرق تمره وتفسد عليه ، فشكى ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " تكل فاستمع عليها ، فإذا سمعت اقتحامها فقل : بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم " 0 فقالت : يا أبا أسيد اعفني أن تكفلني أذهب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعطيك موثقا من الله لا أخالفك إلى بيتك ، ولا أسرق تمرك ، وأدلك على آية تقرأها على بيتك فلا خالف إلا أهلك ، وتقرأها على إنائك فلا يكشف غطاؤه 0 فأعطته الموثق الذي رضي به منها 0 وقال : الآية التي قلت أدلك عليها ؟ قالت : آية الكرسي ، ثم حلت استها تضرط 0 فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه حين ولت ولها ضراط 0 فقال : " صدقت وهي كذوب " )
( أخرجه ابن أبي الدنيا ، والطبراني ، وأبو نعيم ، أنظر فتح الباري - 4 / 489 )
5)- عن زيد بن ثابت – رضي الله عنه – :
( أنه خرج إلى حائطه فسمع جلبة ، قال : ما هذا ؟ قال : رجل من الجن أصابتنا السنة ، فأردت أن أصيب من ثماركم فطيبوه لنا 0 قال : نعم 0 ثم قال زيد بن ثابت : ألا تخبرنا الذي يعيذنا منكم ؟ قال : آية الكرسي )
( أخرجه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في " العظمة " عن أبي اسحاق ، أنظر فتح الباري - 4 / 489 )
6)- عن معاذ بن جبل – رضي الله عنه – قال :
( ضم الي رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة ، فكنت أجد فيه كل يوم نقصانا ، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي : هو عمل الشيطان فارصده ، فرصدته ، فأقبل في صورة فيل ، فلما انتهى إلى خلل الباب ، دخل من خلل الباب في غير صورته ، فدنا من التمر فجعل يلتقمه ، فشددت على ثيابي فتوسطته ، وفي رواية الروياني " فأخذته فالتفت يدي على وسطه فقلت : يا عدو الله وثبت إلى ثمر الصدقة فأخذته وكانوا أحق به منك ، لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيفضحك " وفي رواية الروياني " ما أدخلك بيتي تأكل التمر ؟ قال أنا شيخ كبير فقير ذو عيال ، وما أتيتك إلا من نصيبين ، ولو أصبت شيئا دونه ما أتيتك 0 ولقد كنا في مدينتكم هذه حتى بعث صاحبكم فلما نزلت عليه آيتان تفرقنا منها ، فإن خليت سبيلي علمتكهما 0 قلت نعم ، قال آية الكرسي وآخر سورة البقرة من قوله آمن الرسول إلى آخرها )
( أخرجه الحاكم في المستدرك - ( 1 / 563 - 564 ) ، والبخاري في " التاريخ الكبير " - 1 / 28 ، والطبراني في " المعجم الكبير " عن شيخه يحي بن عثمان ، وهو صدوق إن شاء الله كما قال الذهبي ، قال ابن أبي حاتم : وقد تكلموا فيه وبقية رجاله وثقوا – 20 / 51 – 52 ، 101 ، 161 – 162 ، و " مسند الشاميين " – برقم ( 1612 ) ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة " - ص 526 - 527 ، والبيهقي في " دلائل النبوة " - 7 / 109 - 110 ، وابن أبي الدنيا في " مكايد الشيطان " كما في " آكام المرجان " ( ص 91 ) ، وأبو بكر الروياني كما في فتح الباري - 4 / 488 ، أورده الهيثمي في " مجمع الزوائد - 6 / 322 ، قال السيوطي في " الخصائص الكبرى " - 2 / 95 : أخرجه البخاري في " تاريخه " والطبراني والبيهقي وأبو نعيم بسند رجاله موثقون - أنظر كتاب " الغول " لمشهور حسن سلمان )
7)- قال عبدالله بن مسعود :
( لقي رجل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رجلاً من الجن ، فصارعه ، فصرعه الإنسي ، فقال له الإنسي : إني لأراك ضئيلاً شخيتا ، كأن ذريعتيك ذريعتي كلب ، فكذاك أنتم معشر الجن ؟ أم أنت من بينهم كذلك ؟ قال : لا والله ، إني منهم لضليع ، ولكن عاودني الثانية ، فإن صرعتني ، علمتك شيئاً ، ينفعك 0
قال : نعم 0
قال : تقرأ : ( اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ الْحَىُّ الْقَيُّومُ ) 0
قال : نعم 0
قال : فإنك لا تقرؤها في بيت إلا خرج منه الشيطان له خبج ، كخبج الحمار ثم لا يدخله حتى يصبح 0
وزادوا :
قال : فقيل لعبد الله : أهو عمر ؟ 0
قال : ومن عسى أن يكون إلا عمر ؟ )
( أخرجه الدارمي في سننه – كتاب " فضائل القرآن " – باب " فضل أول سورة البقرة وآية الكرسي " – 2 / 447 – 448 ، وابن أبي شيبة في " مصنفه " – 12 / 34 ، والبيهقي في " دلائل النبوة " – 7 / 123 ، والطبراني في " المعجم الكبير " – 9 / 183 ، 184 – برقم ( 8824 و 8826 ) ، وأبو عبيد في " غريب الحديث " – 3 / 316 ، وفي " فضائل القرآن " ، والسيوطي في " الخصائص الكبرى " – 2 / 97 ، وأبو نعيم في " دلائل النبوة " – ص 314 – وأبو عبيد في " كتاب الغريب " كما في " التفسير " لابن كثير – 1 / 308 ، قال الهيثمي في المجمع – (9/71) : رواهما الطبراني بإسنادين ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح ، إلا أن الشعبي لم يسمع من ابن مسعود ، ولكنه أدركه 0 ورواة الطريق الأولى فيها المسعودي وهو ثقة ولكنه اختلط ، فبان لنا صحة رواية المسعودي برواية الشعبي )
8)- عن بريدة قال :
( كان لي طعام فتبينت فيه النقصان 0 فكمنت في الليل ، فإذا غول قد سقطت عليها ، فقبضت عليها ، فقلت : لا أفارقك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه وسلم 0 فقالت : إني امرأة كثيرة العيال ، لا أعود 0 فجاءت الثانية والثالثة ، فأخذتها 00 فقالت : ذرني 00 حتى أعلمك شيئاً إذا قلته لم يقرب متاعك أحد منا00 إذا أويت إلى فراشك فاقرأ على نفسك ومالك آية الكرسي 00 فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " صدقت 00 وهي كذوب " )
( أخرجه البيهقي في " دلائل النبوة " – باب ما جاء في الشيطان الذي أخذ من الزكاة – 7 / 111 )
قال الحاكم في " المستدرك " عند حديث أبي أيوب : ( هذه الأسانيد إذا جمع بينهما صارت حديثاً مشهوراً ، والله أعلم )( المستدرك على الصحيحين – 3 / 459 ) 0
قلت : بالنسبة لبعض الأحاديث السابقة التي ذكرها ابن حجر – رحمه الله - لم أقف على مدى صحة بعضها ، وقد أوردتها كما بينها الحافظ بن حجر في كتابه فتح الباري ، ولو ثبت ضعف هذه الأحاديث أو أي منها ، فمعناها صحيح لما ثبت في صحيح البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - ، وهو المعنى نفسه الذي تدل عليه الأحاديث آنفة الذكر ، كما أن الجمع بين هذه الأسانيد تصبح حديثاً مشهوراً كما أشار لذلك الحاكم في مستدركه والله تعالى أعلم 0
* بعض آثار أهل العلم عن فضل آية الكرسي :
قال محمد بن مفلح - رحمه الله - تعقيبا على حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - " صدقك وهو كذوب " : ( وقد روي نحو هذا الحديث ، عن أبي كعب ، وأبي أيوب ، ومعاذ بن جبل ، وزيد بن ثابت ، وأبي أسيد ، ومالك بن ربيعة الأنصاري - رضي الله عنهم - 0 وقد جمع الحافظ ضياء الدين في ذلك جزءا )( مصائب الإنسان - ص 66 ) 0
عن قتادة قال : ( من قرأ آية الكرسي إذا أوى إلى فراشه وكل به ملكين يحفظانه حتى يصبح )( أخرجه ابن الطريس – ولم أقف على صحة هذا الأثر من ضعفه بما توفر لدي من كتب الحديث وأقوال علماء الأمة الأجلاء ، إلا أن معناه صحيح لما دلت عليه النصوص النقلية الصحيحة التي تؤكد الرقية بآية الكرسي وأن بها حفظ من الشيطان بإذن الله تعالى ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( فأهل الإخلاص والإيمان لا سلطان له عليهم ، ولهذا يهربون من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة ، ويهربون من قراءة آية الكرسي وآخر سورة البقرة ، وغير ذلك من قوارع القرآن )( النبوات – ص 400 ) 0
قال الذهبي : ( عن عباس الدّوري ، سمعت يحيى بن معين يقول : " كنت إذا دخلت منزلي بالليل قرأت آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات ، فبينما أنا أقرأ إذا شيء يكلمني ؛ كم تقرأ هذا ؟! كأن ليس إنسان يحسن يقرأ غيرك ؟! فقلت : أرى هذا يسوؤك ، والله لأزيدنك ! فصرت أقرؤها في الليلة خمسين ، ستين مرة )( سير أعلام النبلاء – 11 / 87 ) 0
قلت : لا يفهم من كلام يحيى بن معين تخصيص قراءة هذه السورة العظيمة خمس مرات فحسب ، إنما يجوز قراءتها بنية الوتر ، وما كانت زيادة قراءته لها إلا من قبيل إرغام أنف الشيطان لما لهذه الآية العظيمة من نفع وتأثير عليه ، بناء على النصوص النقلية الصريحة ، وكذلك تواتر الأخبار بذلك ، والله تعالى أعلم 0
قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وقد أمر صلى الله عليه وسلم أمته بمتابعة قراءة آية الكرسي في الصباح والمساء لما في ذلك من حفظ الله عبده من الشيطان ومن نزغاته )( مجلة الأسرة - صفحة 38 - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0
قال صاحبا كتاب " مكائد الشيطان " : ( وهكذا أهل الأحوال الشيطانية تنصرف عنهم شياطينهم إذا ذكر عندهم ما يطردها مثل آية الكرسي ، ولهذا إذا قرأها الإنسان عند هذه الأحوال بصدق أبطلتها )( مكائد الشيطان – ص 33 ) 0
قال الأستاذ محي الدين عبدالحميد : ( وآية الكرسي ، هي آية التوحيد ، وآية المستعيذين المستجيرين ، هي الآية الآمنة والحافظة والحارسة والمحصنة والطاردة والمخرجة والمحتوية 000 فأي شفاء واستشفاء أعظم من هذا ، وكيف لا وفيها اسم الله الأعظم - على الرأي الراجح المشهور - الذي يشفي من العلل والنزلات والأمراض على اختلافها )( الشافيات العشر - ص 29 ) 0
3- الرقية بأواخر سورة البقرة :
1)- عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليع وسلم :
( من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه )
( متفق عليه )
قال ابن القيم : ( الصحيح كفتاه شر ما يؤذيه )( الوابل الصيب - ص 25 ) 0
قال النووي في معنى كفتاه : ( قيل معناه : كفتاه من قيام الليل ، وقيل من الشيطان ، وقيل من الآفات ، ويحتمل من الجميع )( صحيح مسلم بشرح النووي - 4،5،6 / 417 ) 0
قال المناوي : ( أي أغنتاه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقا ، هبه داخل الصلاة أم خارجها ، أو أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملا عليه من الإيمان والأعمال إجمالا ، أو وقتاه من كل سوء ومكروه وكفتاه شر الشيطان ، أو الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين ، أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر )( فيض القدير - 6 / 197 – 198 ) 0
قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( قال سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - : [ والمعنى والله أعلم كفتاه من كل سوء ] )( فتح الحق المبين - ص 51 - نقلا عن رسالة في حكم السحر والكهانة ) 0
2)- عن حذيفة - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض كلها مسجدا ، وجعلت تربتها لنا طهورا إذا لم نجد الماء ، وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لم يعطها نبي قبلي )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب المساجد ( 4 ) - برقم ( 522 ) - دون أن يذكر " وأعطيت هذه الآيات من آخر سورة البقرة من كنز تحت العرش لـم يعطها نبي قبلي )
قال المناوي : ( قال الطيبي : هذه الخصال من بعض خصائص هذه الأمة المرحومة ، ثنتان منها لرفع الحرج ووضع الإصر كما قال تعالى : [ وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا ] وواحدة إشارة إلى رفع الدرجات في المناجاة بين يدي بارئهم صافين صفوف الملائكة المقربين كما قال : [ وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ] وقال الخطابي : إنما جاء على مذهب الامتنان على هذه الأمة ، فإنه رخص لهم في الطهور بالأرض والصلاة عليها في بقاعها ، وكانت الأمم لا يصلون إلا في كنائسهم وبيعهم 0 وقال الأشرفي فيه : أن الصلاة بالتيمم لا تجوز عند القدرة على الماء 0 وقال البغوي : خص التراب بالذكر لكونه طهورا )( فيض القدير – 4 / 441 ) 0
3)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اقرءوا هاتين الآيتين اللتين في آخر سورة البقرة فإن ربي أعطانيهما من تحت العرش )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1172 - السلسلة الصحيحة 1482 ) 0
4)- عن النعمان بن بشير - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( إن الله تعالى كتب كتابا قبل أن يخلق السماوات والأرض بألفي عام ، وهو عند العرش ، وإنه أنزل منه آيتين ، ختم بهما سورة البقرة ، ولا يقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها الشيطان )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1799 ، صحيح الترمذي 2311 )
قال المناوي : ( " ولا يقرأن في دار " يعني مكان دارا أو خلوة أو مسجدا أو مدرسة أو غيره " ثلاث ليال " في كل ليلة منها ، وكذا في ثلاثة أيام فيما يظهر : وإنما خص الليل لأنه محل سكون الآدميين وانتشار الشياطين " فيقربها شيطان " فضلا عن أن يدخلها فعبر بنفي القرب ليفيد نفي الدخول بالأولى )( فيض القدير - 2 / 348 ) 0
* قال علي بن أبي طالب : ( ما كنت أرى أحدا يغفل قبل أن يقرأ الآيات الثلاث الأواخر من سورة البقرة )( صحيح الوابل الصيب - ص 173 ) 0
* عن عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال :
( من قرأ أربع آيات من أول سورة البقرة وآية الكرسي وآيتين بعد آية الكرسي وثلاثاً من آخر سورة البقرة لم يقربه ولا أهله يومئذ شيطان ولا شيء يكرهه ولا يقرآن على مجنون إلا أفاق )
( أخرجه الدارمي في سننه – 2 / 448 ، و " الإتحاف " – 5 / 133- ولم أقف على مدى صحة الأثر إلا أن معناه صحيح ، حيث أنه قد ثبت الرقية ببعض الآيات الواردة في الأثر ، إضافة إلى أن القرآن كله خير وشفاء ورقية )
ثالثا : الرقية بسورة الرحمن :
( الرَّحْمَانُ * عَلَّمَ الْقُرْآنَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ *0000 ) إلى آخر السورة 0
عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( لقد قرأتها [ يعني سورة الرحمن ] على الجن ليلة الجن ، فكانوا أحسن مردودا منكم ، كنت كلما أتيت على قوله [ فَبِأىِّءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ] قالوا : ولا بشيء من نعمك ربنا نكذب فلك الحمد )
( وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الترمذي ( 2624 ) ، أنظر صحيح الجامع 5138 ، أنظر السلسلة الصحيحة 2150 )
قال المباركفوري : ( قوله :" فسكتوا " أي الصحابة مستمعين "ليلة الجن" أي ليلة اجتماعهم به " فكانوا " أي الجن " أحسن مردودا " أي أحسن ردا وجوابا لما تضمنه الاستفهام التقديري المتكرر فيها بأي " منكم " أيها الصحابة 0 قال الطيبي : المردود بمعنى الرد كالمخلوق والمعقول نزل سكوتهم وإنصاتهم للاستماع منزلة حسن الرد فجاء بأفعال التفضيل ، ويوضحه كلام ابن الملك حيث قال : نزل سكوتهم من حيث اعترافهم بأن في الجن والإنس من هو مكذب بآلاء الله 0 وكذلك في الجن من يعترف بذلك أيضا ، لكن نفيهم التكذيب عن أنفسهم باللفظ أيضا أدل على الإجابة وقبول ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم من سكوت الصحابة أجمعين 0 ذكره القاري " كنت " أي تلك الليلة " كلما أتيت على قوله " أي على قراءة قوله تعالى : [ فَبِأَىِّ ءالاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ] الخطاب للإنس والجن أي بأي نعمة مما أنعم الله به عليكم تكذبون وتجحدون نعمه بترك شكره وتكذيب رسله وعصيان أمره " لا بشيء " متعلق بنكذب الآتي " ربنا " بالنصب على حذف حرف النداء " نكذب " أي لا نكذب بشيء منها " فلك الحمد " أي على نعمك الظاهرة والباطنة ومن أتمها نعمة الإيمان والقرآن )( تحفة الأحوذي - 9 / 126 - 127 ) 0
قلت : وقد لاحظ أهل الخبرة والدراية في مجال الرقية أن قراءتها ترقق قلوب الجن وتعيدهم لخالقهم ، وتدفعهم للتفكر بعظيم تدبيره وقوته وقهره ، وقد عاد عدد منهم وأناب ، فسبحان الله ما أعظم كتابه ! وما أكبر أثره في النفوس !
رابعا : الرقية بسورة الملك :
* عن جابر - رضي الله عنه - :
( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ [ الم * تَنزِيلُ ** و ** تَبَارَكَ الَّذِى بِيَدِهِ الْمُلْكُ ] )
( أخرجه الإمام البخاري في الأدب المفرد - برقم 1209 )
قال المباركفوري : ( قوله " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا ينام حتى يقرأ تنزيل السجدة " أي سورة السجدة ( وتبارك ) أي سورة الملك 0 قال الطيبي : حتى غاية لا ينام ويحتمل أن يكون المعنى إذا دخل وقت النوم لا ينام حتى يقرأهما وأن يكون لا ينام مطلقا حتى يقرأهما ، والمعنى لم يكن من عادته النوم قبل القراءة ، فتقع القراءة قبل دخول وقت النوم أي وقت كان ، ولو قيل : كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأهما بالليل لم يفد هذه الفائدة انتهى0قال القاري : والفائدة هي إفادة القبلية ، ولا يشك أن الاحتمال الثاني أظهر لعدم احتياجه إلى تقدير يفضي إلى تضييق انتهى )( تحفة الأحوذي - 9 / 247 ) 0
يقول الشيخ محمد الصايم : ( ولذا كانت سورة الملك دافعةً للشيطان لأن فيها زجر له ، ولما تحويه من عظات الفرقان ، فمن داوم على قراءتها نال الخير الكثير وكان في حصن أمين )( المنقذ القرآني لإبطال السحر وعلاج المس الشيطاني – ص 21 ) 0
خامسا : الرقية بقراءة سورة الإخلاص :
( قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ )
1)- عن عائشة – رضي الله عنها – قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة ، جمع كفيه ثم نفث فيهما وقرأ [ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاثا )
( أخرجه الإمام البخاري في صحيحه - كتاب فضائل القرآن - باب فضل المعوذات ( 14 ) - برقم 5017 )
قال المباركفوري : ( قوله :" ثم نفث فيهما " من النفث وهو إخراج الريح من الفم مع شيء من الريق " فقرأ فيهما " قال العيني قال المظهري في شرح المصابيح : ظاهر الحديث يدل على أنه نفث في كفه أولا ثم قرأ ، وهذا لم يقل به أحد ولا فائدة فيه ، ولعله سهو من الراوي 0 والنفث ينبغي أن يكون بعد التلاوة ليوصل بركة القرآن إلى بشرة القارئ والمقروء له ، وأجاب الطيبي : عنه بأن الطعن فيما صحت روايته لا يجوز ، وكيف والفاء فيه مثل ما في قوله تعالى [ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْءانَ فَاسْتَعِذْ 000 ] فالمعنى جمع كفيه عزم على النفث أو لعل السر في تقديم النفث فيه مخالفة السحرة انتهى 0 وفي رواية البخاري : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه نفث في كفيه بـ [ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ] والمعوذتين جميعا 0 قال الحافظ : أي يقرأها وينفث حالة القراءة " يبدأ " بيان أو بدل ليمسح " بهما " أي مسحهما " وما أقبل من جسده " وعند البخاري في الطب : " ثم يمسح بهما وجهه وما بلغت يداه من جسده " )( تحفة الأحوذي - 9 / 245 - 246 ) 0
2)- عن عبدالله بن خبيب – رضي الله عنه – قال :
( خرجنا في ليلة مطيرة ، وظلمة شديدة ، نطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا ، قال : فأدركته فقال: ( قل ) 0 فلم أقل شيئا 0 ثم قال : ( قل ) 0 فلم أقل شيئا 0 قال : ( قل ) 0 فقلت : ما أقول ؟ قال : ( قل هو الله أحد ، والمعوذتين ، حين تمسي وتصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء )
( وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الترمذي 2829 ، صحيح النسائي 5017 – التعليق الرغيب – 1 / 224 – صحيح الكلم الطيب ص 19 )
قال الأستاذ محمد عصام طربية : ( إن سورة الإخلاص من كمال التوحيد وإثبات الأحدية لله وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلاً ، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه )( الاستشفاء بالقرآن والتداوي بالرقى – ص 12 ) 0
سادسا : الرقية بسورة ( الكافرون ) :
* عن علي - رضي الله عنه - قال :
( لدغت النبي صلى الله عليه وسلم عقرب وهو يصلي فلما فرغ قال : " لعن الله العقرب لا تدع مصليا ولا غيره ) ثم دعا بماء وملح وجعل يمسح عليها ويقرأ بـ [ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] )
( وقال الألباني حديث صحيح - السلسلة الصحيحة 548 )
قال ابن القيم - رحمه الله - في تعقيبه على هذا الحديث : ( ففي هذا الحديث العلاج بالدواء المركب من الأمرين : الطبيعي والإلهي ، فإن في سورة الإخلاص من كمال التوحيد العلمي الاعتقادي ، وإثبات الأحدية لله ، المستلزمة نفي كل شركة عنه ، وثبات الصمدية المستلزمة لإثبات كل كمال له مع كون الخلائق تصمد إليه في حوائجها ، أي : تقصده الخليقة ، وتتوجه إليه ، علويها وسفليها ، ونفي الوالد والولد ، والكفء عنه المتضمن لنفي الأصل ، والفرع والنظير ، والمائل مما اختصت به وصارت تعدل ثلث القرآن ، ففي اسمه الصمد إثبات كل الكمال ، وفي نفي الكفء التنزيه عن الشبيه والمثال 0 وفي الأحد نفي كل شريك لذي الجلال ، وهذه الأصول الثلاثة هي مجامع التوحيد 0
وأما العلاج الطبيعي فيه ، فإن في الملح نفعا لكثير من السموم ، ولا سيما لدغة العقرب ، قال صاحب ( القانون ) : يضمد به مع بزر الكتان للسع العقرب ، وذكره غيره أيضا ، وفي الملح من القوة الجاذبة المحللة ما يجذب السموم ويحللها ، ولما كان في لسعها قوة نارية تحتاج إلى تبريد وجذب وإخراج جمع بين الماء المبرد لنار اللسعة ، والملح الذي فيه جذب وإخراج ، وهذا اتم ما يكون من العلاج وأيسره وأسهله ، وفيه تنبيه على أن علاج هذا الداء بالتبريد والجذب والإخراج والله أعلم )( الطب النبوي - باختصار - ص 180 - 181 ) 0
سابعا : الرقية بالمعوذتين :
1)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :
( إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات وينفث ، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه ، وأمسح بيده ، رجاء بركتها )
( متفق عليه )
2)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اشتكى نفث على نفسه بالمعوذات ومسح عنه بيده )
( متفق عليه )
قال المناوي : ( " كان إذا مرض " نفث " أي خرج الريح من فمه مع شيء من ريقه على نفسه بالمعوذات بالواو المشددة : الإخلاص واللتين بعدها ، فهو من باب التغليب أو المراد الفلق والناس ، أو المراد الكلمات المعوذات بالله من الشيطان والأمراض أي قرأها ونفث الريح على نفسه أو أن المعوذتين وكل آية تشبههما نحو [ وَإِنْ يَكَادُ 000 ] الآية أو أطلق الجمع على التثنية مجازا ذكره القاضي 0 قال الزمخشري : والنفث بالفم شبيه بالنفخ ويقال : نفث الراقي ريقه ، وهو أقل من التفل ، والحية تنفث السم ومنه قولهم لا بد للمصدور أن ينفث ، " ومسح عنه بيده " أي بيمينه مسح من ذلك النفث أعضاءه 0 وقال الطيبي : الضمير في عنه راجع إلى ذلك النفث والجار والمجرور حال ، أي نفث على بعض جسده ثم مسح بيده متجاوزا عن ذلك النفث إلى جميع أعضائه ، وفائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة أو الهواء الذي ماسة الذكر كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر ، وفيه تفاؤل بزوال الألم ، وانفصاله كانفصال ذلك الريق 0 وخص المعوذات لما فيها من الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا ؛ ففي الإخلاص كمال التوحيد الاعتقادي وفي الاستعاذة من شر ما خلق ما يعم الأشباح والأرواح ، قال الحكيم : جاء في رواية بدل فنفث فقرأ فدل على أن النفث قبل القراءة ، وفي حديث بدأ بذكر القرآن ثم النفث 0 وفي آخر بدأ بذكر النفث بالقراءة ؛ فلا يكون النفث إلا بعد القراءة وإذا فعل الشيء لشيء كان ذلك الشيء مقدما حتى يأتي الثاني 0 وفي حديث آخر نفث بقل هو الله أحد وذلك يدل على أن القراءة تقدم ثم نفث ببركتها )( فيض القدير - باختصار - 5 / 101 ) 0
يقول الدكتور الشيخ ابراهيم البريكان – رحمه الله - : ( هذا النقل فيه نظر ، فليس المقصود التبرك بالرطوبـة والهواء ، ولكن المقصود مباشرة أثر الرقى للعضو المريض ، كما هو الظاهر من فعله – صلى الله عليه وسلم – وفعل أصحابه – رضي الله عنهم - ) 0
قلت : نعقيباً على " وفي حديث آخر نفث بقل هو الله أحد وذلك يدل على أن القراءة تقدم ثم نفث ببركتها " : فإن كان المقصود ببركة ريق رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فالكلام صحيح لأنه يجوز التبرك بآثاره عليه الصلاة والسلام في حياته كالتبرك بشعره وعرقه ووضوئه ونحو ذلك ، وأما بعد موته فلا يجوز ذلك مطلقا كما أشار لذلك أهل العلم الأجلاء ، وأما إن كان المقصود بالكلام آنف الذكر التبرك بالنفث والتفل بشكل عام فهذا الكلام مخالف للصواب ، حيث أن التبرك بالأشخاص والأشجار والأحجار والدواب ونحو ذلك شرك أكبر مخرج لصاحبه من الملة 0
3)- عن عائشة - رضي الله عنها - قالت :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهل بيته نفث عليه بالمعوذات )
( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب السلام ( 50 )- باب استحباب رقية المريض - برقم 2192 )
قال النووي : ( قولها " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات " هي بكسر الواو والنفث نفخ لطيف بلا ريق 0 فيه استحباب النفث في الرقية ، وقد أجمعوا على جوازه ، واستحبه الجمهور من الصحابة والتابعين ومن بعدهم 0 قال القاضي : وأنكر جماعة النفث والتفل في الرقى ، وأجازوا فيها النفخ بلا ريق ، وهذا المذهب والفرق إنما يجيء على قول ضعيف 0 قيل : إن النفث معه ريق 0 قال : وقد اختلف العلماء في النفث والتفل ، فقيل : هما بمعنى ، ولا يكونان إلا بريق 0 قال أبو عبيد : يشترط في التفل ريق يسير ، ولا يكون في النفث ، وقيل عكسه 0 قال : وسئلت عائشة عن نفث النبي صلى الله عليه وسلم في الرقية ، فقالت : كما ينفث آكل الزبيب لا ريق معه 0 قال : ولا اعتبار بما يخرج عليه من بلة ، ولا يقصد ذلك ، وقد جاء في حديث الذي رقى بفاتحة الكتاب : فجعل يجمع بزاقه ويتفل 0 والله أعلم )
وقال : ( وفي هذا الحديث استحباب الرقية بالقرآن وبالأذكار ، وإنما رقى بالمعوذات لأنهن جامعات للاستعاذة من كل المكروهات جملة وتفصيلا ، ففيها الاستعاذة من شر ما خلق ، فيدخل فيه كل شيء ، ومن شر النفاثات في العقد ، ومن السواحر ، ومن شر الحاسدين ، ومن شر الوسواس الخناس ، والله أعلم )( صحيح مسلم بشرح النووي - 13،14،15 / 351 - 352 ) 0
4)- عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه – قال :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان ، وعين الإنسان ، حتى نزلت المعوذتان ، فلما نزلت أخذ بهما وترك ما سواهما )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 4902 ، صحيح الترمذي 1681 ، صحيح ابن ماجة 2830 ، صحيح النسائي 5069 - الكلم الطيب 245 )
قال المناوي : ( " كان يتعوذ من الجان " أي يقول أعوذ بالله من الجان " وعين الإنسان " من ناس ينوس إذا تحرك وذلك يشترك فيه الجن والإنس وعين كل ناظر " حتى نزلت " المعوذتان فلما نزلتا " أخذ بهما وترك ما سواهما " أي مما كان يتعوذ به من الكلام غير القرآن ، لما ثبت أنه كان يرقي بالفاتحة وفيهما الاستعاذة بالله ، فكان يرقي بها تارة ويرقي بالمعوذتين أخرى لما تضمنتاه من الاستعاذة من كل مكروه ؛ إذ الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه في الأشباح والأرواح 0 والاستعاذة من شر النفاثات تتضمن الاستعاذة من شر السواحر وسحرهن والاستعاذة من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من شر النفوس الخبيثة المؤذية 0 والسورة الثانية تتضمن الاستعاذة من شر الإنس والجن ؛ فجمعت السورتان الاستعاذة من كل شر فكانتا جديرتين بالأخذ بهما وترك ما عداهما ، قال ابن حجر : وهذا لا يدل على المنع من التعوذ بغير هاتين السورتين بل يدل على الأولوية سيما مع ثبوت التعوذ بغيرهما ، وإنما اكتفى بهما لما اشتملتا عليه من جوامع الكلم والاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا )( فيض القدير - 5 / 202 ) 0
قال الأستاذ ولي زار بن شاهز الدين : ( ومن هذا الحديث يتأكد أن للجن إصابة بالعين ( الحسد ) كما تحدُث من بني الإنس بعضهم لبعض 0 وأنها يترتب عليها إيذاء للإنسان ينبغي أن يعالج منه 0 وقد كان هذا بالرقية ثم بالمعوذتين كما نصت الأحاديث )( الجن في القرآن والسنة - ص 215 ) 0
5)- عن عقبة بن عامر الجهني - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( قد أنزل الله علي آيات لم ير مثلهن و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] الى آخر السورة و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] إلى آخر السورة )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الترمذي 2324 )
قال المباركفوري : ( قوله :" لم ير مثلهن " بصيغة المجهول وبرفع مثلهن أي في بابها وهو التعوذ ، يعني لم يكن آيات سورة كلهن تعويذا للقارئ غير هاتين السورتين ، ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يتعوذ من عين الجان وعين الإنسان فلما نزلت المعوذتان أخذهما وترك ما سواهما ، ولما سحر استشفى بهما 0 وإنما كان كذلك لأنهما من الجوامع في هذا الباب [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] إلى آخر السورة خبر مبتدأ أي هي قل أعوذ برب الناس الخ وفي هذا الحديث بيان عظم فضل هاتين السورتين ، وفيه دليل واضح على أنهما من القرآن ، وفيه أن لفظة قل من القرآن ثابتة من أول السورتين بعد البسملة ، وقد اجتمعت الأمة على هذا كله )( تحفة الأحوذي - 8 / 173 ) 0
6)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( اقرأ المعوذتين ، فإنك لن تقرأ بمثلهما )
( وقال الألباني حديث صحيح ،أنظر صحيح الجامع 1160 )
7)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( يا عقبة ، ما تعوذ المتعوذون بمثلهما )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 7949 - صحيح أبي داوود 1299 - المشكاة 2162 )
8)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال :
( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم : يتعوذ بهما كل ليلة عند النوم وأمر عقبة أن يقرأ بهما دبر كل صلاة )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح الجامع 1159 - صحيح أبي داوود 1348 - السلسلة الصحيحة 1514 )
9)- عن عقبة بن عامر - رضي الله عنه - قال : كنت أقود برسول الله صلى الله عليه وسلم ناقته في السفر ، فقال لي :
( يا عقبة ، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ، فعلمني [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ] و [ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ] )
( وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح أبي داوود 1298 )
10)- عن عبد الله بن خبيب – رضي الله عنه - قال :
( خرجنا في ليلة مطر وظلمة ، نطلب النبي صلى الله عليه وسلم ليصلي لنا ، فأدركناه ، فقال : قل ، فلم أقل شيئا 0 ثم قال : قل 0 فلم أقل شيئا 0 ثم قال : قل قلت : يا رسول الله ما أقول ؟ قال : قل : قل هو الله أحد ) والمعوذتين ، حين تمسي وحين تصبح ، ثلاث مرات ، تكفيك من كل شيء )
( وقال الألباني حديث حسن ، أنظر صحيح الجامع 4406 ، صحيح أبي داوود 4241 ، صحيح الترمذي 2829 ، صحيح النسائي 5017 - الكلم الطيب 18 )
قال المباركفوري : ( قوله " في ليلة مطيرة " أي ذات مطر " وظلمة " أي وفي ظلمة " يصلي لنا " وفي رواية أبي داوود ليصلي لنا " فقال قل " أي أقرأ " قلت ما أقول " أي ما أقرأ " والمعوذتين " أي قل أعوذ برب الناس وقل أعوذ برب الفلق " تكفيك " بالتأنيث أي السور الثلاث " من كل شيء " قال الطيبي : أي تدفع عنك كل سوء ، فمن زائدة في الإثبات على مذهب جماعة وعلى مذهب الجمهور أيضا لأن يكفيك متضمنة للنفي - كما يعلم من تفسيرها بتدفع - ويصح أن تكون لابتداء الغاية أي تدفع عنك من أول مراتب السوء إلى آخرها أو تبعيضه أي بعض كل نوع من أنواع السوء ، ويحتمل أن يكون المعنى تغنيك عما سواها )( تحفة الأحوذي - 10 / 21 ) 0
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - معقبـا على الحديث آنف الذكر : ( وقراءة السور الثلاث ثلاث مرات في أول النهار بعد صلاة الفجر وفي أول الليل بعد صلاة المغرب )( فتح الحق المبين - ص 52 – نقلا عن رسالة في حكم السحر والكهانة - ص 35 ) 0
11)- عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( من قرأ بعد الجمعة الحمد والمعوذتين وقل هو الله أحد سبعا سبعا ( في مجلسه ) حفظ إلى الجمعة الأخرى 0 قال وكيع : فجربناه فوجدناه كذلك )
( أخرجه ابن الضريس 118 / أ ، وابن أبي شيبة في مصنفه - 2 / 159 ، وأبو عبيد في فضائله ص 204 عن طريق عون به - وقال الشيخ محمد طرهوني اسناده صحيح وقال أيضا : وهو في حكم المرفوع لما ذكرناه غير مرة من الشروط في ذلك ، فهو لا يقال من جهة الرأي ، لأنه أمر غيبي وليس مما يمكن تلقيه عن أهل الكتاب ، وليس مما يمكن استنباطه من النصوص – أنظر موسوعة فضائل سور وآيات القرآن – 2 / 371 )
قال ابن القيم : ( وفي المعوذتين الاستعاذة من كل مكروه جملة وتفصيلا، فإن الاستعاذة من شر ما خلق تعم كل شر يستعاذ منه ، سواء كان في الأجسام أو الأرواح ، والاستعاذة من شر الغاسق وهو الليل ، وآيته وهو القمر إذا غاب ، تتضمن الاستعاذة من شر ما ينتشر فيه من الأرواح الخبيثة التي كان نور النهار يحول بينها وبين الانتشار ، فلما أظلم الليل عليها وغاب القمر ، انتشرت وعاثت 0 والاستعاذة من شر النفاثات في العقد تتضمن الاستعاذة من شر السواحر وسحرهن 0
والاستعاذة من شر الحاسد تتضمن الاستعاذة من النفوس الخبيثة المؤذية بحسدها ونظرها 0
والسورة الثانية : تتضمن الاستعاذة من شر شياطين الإنس والجن ، فقد جمعت السورتان الاستعاذة من كل شر ، ولهما شأن عظيم في الاحتراس والتحصن من الشرور قبل وقوعها 0 ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم عقبة بن عامر بقراءتهما عقب كل صلاة ، وفي هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة 0 وقال : ما تعوذ المتعوذون بمثلهما 0
وقد ذكر أنه صلى الله عليه وسلم سحر في إحدى عشرة عقدة ، وأن جبريل نزل عليه بهما ، فجعل كلما قرأ آية منهما انحلت عقدة ، حتى انحلت العقد كلها ، وكأنما أنشط من عقال )( الطب النبوي – 181 - 182 ) 0
وقال – رحمه الله – عن أهمية سورة الفلق : ( هي من أكبر أدوية الحسد ، فإنها تتضمن التوكل على الله والالتجاء إليه ، والاستعاذة به من شرّ حاسد النّعمة ، فهو مستعيذ بولي النعم وموليها 0 كأنه يقول : يا من أولاني نعمته وأسداها إليّ ، أنا عائذ بك من شرِّ من يريد أن يستلبها مني ويزيلها عني 0 وهو حَسب من توكل عليه ، وكافي من لجأ إليه ، وهو الذي يؤمن خوف الخائف ويجير المستجير ، وهو نعم المولى ونعم النصير 0 فمن تولاه واستنصر به وتوكل عليه وانقطع بكليته إليه تولاّه وحفظه وحرسه وصانه ، ومن خافه واتقاه أمّنه مما يخاف ويحذر ، وجلب إليه كل ما يحتاج إليه من المنافع )( تفسير سورة الكافرون والمعوذتين – ص 65 ) 0
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - معلقا على قراءة الإخلاص والمعوذتين : ( يشرع تكرار السور ثلاث مرات )( فتح الحق المبين - ص 128 ) 0
قال الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع : ( وكذلك الأمر بالنسبة للمحافظة على قراءة المعوذتين وسورة الإخلاص كل صباح ومساء فمن استجاب لتوجيه الله تعالى وتوجيه رسوله محمد صلى الله عليه وسلم فقد أخذ بأسباب حماية الله له وحفظه من الشيطان ونسله وهمزاته ووساوسه )( مجلة الأسرة - صفحة 38 - العدد 69 ذو القعدة 1419 هـ ) 0
* قول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين - رحمه الله - في الرقى الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم :
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن الرقى الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ؟؟؟
فأجاب - رحمه الله - : ( ورد أنه صلى الله عليه وسلم " كان عندما يريد النوم يجمع يديه وينفث فيهما ويقرأ آية الكرسي والمعوذتين والكافرون والإخلاص ثلاث مرات ثم يمسح بهما ما أقبل من جسده يبدأ بوجهه وعنقه وصدره وبطنه ورجليه ، فلما مرض كانت عائشة – رضي الله عنها – تقرأ بها وتنفث وتمسح بيديه رجاء بركتها " ، وورد أن بعض الصحابة رقى لديغاً بالفاتحة فبرئ بإذن الله ، فقال النبي : " وما يدريك أنها رقية " ، وكان أيضاً يرقي الحسن والحسين ويقول : " أعيذكما من الجان وعين الإنسان " ، ثم استعمل المعوذتين وكان يرقي بقوله : " بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك بسم الله أرقيك " ، ونهى عن الرقية الشركية وعلم بدلها : " اللهم رب الناس أذهب الباس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاءك شفاء لا يغادر سقماً " 0 ومن ذلك أن يقول : " أعوذ بكلمات الله التامة من شر كل ما خلق ومن شر شيطان وهامة ومن شر عين لامة ومن شر مخلوقات الله كلها عامة ، وقال : إذا اشتكى أحدكم فليضع يده على موضع الألم وليقل : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ، ونحو ذلك )( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين - مخطوطة بخط الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – بحوزة الشيخ علي بن حسين أبو لوز – ص 327 ) 0
* القرآن جملة وتفصيلاً فيه شفاء ورحمة للمؤمنين :
وبالجملة فالقرآن كله خير وشفاء كما أفاد أهل العلم الأجلاء ، والرقى والتعاويذ من أعظم ما يزيل أثر الأمراض الروحية من صرع وسحر وعين وحسد بعد وقوعهما بإذن الله تعالى ، وهناك بعض الآيات أو السور التي ثبت نفعها في الرقية بشكل عام ، وكذلك ثبت وقعها وتأثيرها في إزالة أثر تلك الأمراض على اختلاف أنواعها ، ويمكن مراجعة تلك اسور والآيات في الموقع تحت عنوان :
( && كيف تعالج نفسك بالرقية الشرعية && )
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( فيحان ) ، وكن معنا على تواصل عبر صفحات المنتدى ، وأدعو لكم فأقول :
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك )
( بسم الله ... بسم الله ... بسم الله ... )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
( أعيذكِ بعزة الله وقدرته من شر ما تجد وتحاذر )
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( فيحان ) وحياكم الله وبياكم مرة ثانية في منتداكم ( منتدى الرقية الشرعية ) وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0