* حين استشعرت آثار ذلك البلسم الحاني يمسح على قلبي، بعدما أسديت معروفاً لإخواني؛ فوجدت لساني يلهج لا إرادياً بقولي : الحمد لله!!
* حين نظرت إلى مبتلى، قد حرمه الابتلاء إحدى النعم الكثيرة التي منَّ الله بها عليَّ، فوجدت قلبي يلهج بالذكر شاكراً : الحمد لله!!
* حين حيل بيني وبين إحدى رغباتي النفسية التي كنت أحرص ما أكون على تحقيقها، لأكتشف في نهاية المطاف؛ كم حملت ألطاف الله لي الكثير والكثير من الرحمة؛ بالحيلولة بيني وبينها، لتنطلق الفرحة من صميم وجداني بالشكر مذعنةً : أن الحمد لله!!
* حين ضعف إيماني؛ فسقطت في معصية تمنيت لو لم أقترفها، فوجدت كآبةً تخيم على قلبي، وضيقَ صدر يكاد يطبق على أنفاسي، لينتزع من الروح ذروة ندمها قائلةً : أستغفر لله!!
* حين حيل بين الناس وبين استقرار مجتمعاتهم، بعدما قاد الشيطان مسيرتهم بعيداً عن رحاب ربهم، فعلا فيهم صوت المستهزئين بتعاليم دينهم، فتذكرت قوله تعالى : (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض، ولكن كذبوا . . الآية) وأيقنت بأن الأمر كله : بيد لله!!
* حين رأيت غنياً قد حُرم بسبب مرضه أرخص الطعام وألذه، ووجدت نفسي أنعم بالصحة والعافية رغم فاقتي، فعرفت أن الله قد جعل فقري في نظره غناً بصحتي، فقلت : سبحان الله!!
* حين أصابني من الخوف والهلع ما أصابني؛ بسبب عداوة أهل الكفر لدعوتي، حين زمجروا وهدَّدوا وتوعدوا، غير أن الله أنجاني منهم برحمته، فعلمت معنى : حسبي الله!!
* حين تعثرت شؤون حياتي بالمعصية وتيسرت بالطاعة، فتعلقت نفسي العاجزة كلها بجناب ربها، وأيقنت أنه : لا حول ولا قوة إلا بالله!!
* حين ذرفت دموع الحرمان واليأس من عيني؛ فإذا بفرج منك غير متوقع يطرق بابي، وكأنه يهمس برسالة منك إلى قلبي : (عبدي لا تحزن) فعرفت أن : الفارج الله!!
* حين تذكرت يوم وداعي، وقدومي على أولى منازل آخرتي، وما سبقني إليها من فرط تقصيري وسوء أعمالي، فلم أجد مواسياً إلا تذكر سعة رحمتك، فكأن هاتفاً بي ينادي : (عبدي . . عظم غضبي على من تعاظمت عليه ذنوبه في جنب عفوي وغفراني!!) فأيقنت أنه : لا يأس من رحمة الله!!
فغفرانك ربي لعبدٍ عرفَ طريقك
بعد طول ضياع في دروب الغفلة والعصيان