أحاديث ضعيفة في الرقية والعين والجن
إليك أخي بعض الأحاديث المشهورة والمنتشرة بين الناس، وبالأخص الرقاة؛ لتتنبهَ لها، وتنبِّه إليها غيرك؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من تقوَّل عليَّ ما لم أقل، فليتبوَّأ مقعدَه من النار))؛ رواه البخاري (107).
الرقية
عن عليٍّ - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((خيرُ الدواء القرآن)).
رواه ابن ماجه (3501)، وضعَّفه الألباني في "ضعيف الجامع" (2885).
عن سعد قال: مرضتُ مرضًا أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعُودني، فوضع يده بين ثديي حتى وجدتُ بردها على فؤادي، فقال: ((إنك رجُلٌ مفؤود، ائتِ الحارثَ بن كلدة أخا ثقيف؛ فإنه رجل يتطبَّب، فليأخذ سبع تمرات من عجوة المدينة، فليَجَأْهن بنواهن، ثم لِيَلُدَّك بهن)).
رواه أبو داود (3875)، وضعفه الألباني - رحمه الله - في "ضعيف الجامع الصغير" (2033).
عن ابن عباس قال: إن امرأةً جاءت بابنٍ لها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: يا رسول الله، إن ابني به جنون، وإنه ليأخذُه عند غدائنا وعشائنا فيخبث علينا، قال: فمسح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - صدره ودعا له، فثعَّ ثعَّةً وخرج من جوفه مثلُ الجرو الأسود يسعى.
مصنف ابن أبي شيبة (23580)، وضعفه الألباني في المشكاة ص (288).
عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن))؛ رواه ابن ماجه (3452)، وضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (37665).
حديث عبدالله بن مسعود - رضي الله عنه - أنه قرأ في أُذن مبتلًى، فأفاق، فقال له رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما قرأتَ في أذنه؟))، فقال: قرأتُ ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ﴾ [المؤمنون: 115] إلى آخر سورة المؤمنون، فقال له رسول الله: ((لو أن رجلاً موفَّقًا قرأها على جبل لزال))؛ الدعاء للطبري (1081)، وضعَّفه الألباني - رحمه الله - في السلسلة الضعيفة، (ج5، ص211).
((استَشْفوا بما حمِد اللهُ به نفسه، قبل أن يحمَدَه خَلْقه، وبما مدح اللهُ به نفسه: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ ﴾، و﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، فمَن لم يشفِهِ القرآنُ، فلا شَفاه الله))؛ رواه أبو محمد الخلال في "فضائل قل هو الله أحد"، (198/ 2)، ضعَّفه الألباني في السلسلة الضعيفة (1/283).
الجن
ورُوي أن سعد بن عبادة بال في جُحر بالشام ثم استلقى ميتًا؛ أخرجه ابن عساكر (ج 7/63/2)، وقال الألباني: لا يصحُّ، في الإرواء (ج1، ص94).
((إذا تغوَّلت لكم الغيلان، فنادوا بالأذان؛ فإن الشيطانَ إذا سمع الأذان أدبَرَ وله حصاص))؛ مصنف عبدالرزاق (9252)، ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (1/36).
أم أبان بنت الوازع، عن أبيها، أن جدَّها الزارع، انطلق إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فانطلق معه بابن له مجنون، أو ابن أخت له، قال جدي: فلما قدِمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينةَ، قلتُ: يا رسول الله، إن معي ابنًا لي أو ابنَ أخت لي مجنون، أتيتك به تدعو اللهَ - عز وجل - له، فقال: ((ائتِني به))، فانطلقت به إليه، وهو في الركاب، فأطلقت عنه، وألقيت عنه ثياب السفر، وألبسته ثوبين حسَنين، وأخذتُ بيده حتى انتهيتُ به إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((ادنه مني، اجعل ظهره مما يليني))، قال: فأخذ بمجامع ثوبه من أعلاه وأسفله، فجعل يضرب ظهره حتى رأيت بياض إبْطَيْهِ وهو يقول: ((اخرج عدوَّ الله، اخرج عدوَّ الله))، فأقبل ينظر نظر الصحيح ليس بنظره الأول، ثم أقعده رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بين يديه، فدعا له بماء، فمسح وجهه ودعا له، فلم يكُنْ في الوفد أحدٌ بعد دعوة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفضل عليه؛ المعجم الكبير للطبراني (5314)، قال الألباني: هذه قصة واهية (ج1، ص200).
وعن أبي ليلى - رضي الله عنه - أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن جنان البيوت فقال: ((إذا رأيتم منهن شيئًا في مساكنكم، فقولوا: أنشدكم العهد الذي أخذ عليكم نوح، أنشدكم العهد الذي أخذ عليكم سليمان، ألا تؤذونا، فإن عُدْنَ فاقتلوهن))؛ الآداب للبيهقي ( 364)، ضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (1769).
العين
((العين حق، ويحضرها الشيطان وحسد ابن آدم))؛ أخرجه أحمد (2/439)، ضعَّفه الألباني في ضعيف الجامع (2364).
((من رأى شيئًا فأعجبه فقال: ما شاء الله، لا قوة إلا بالله، لم يضرَّه العين))؛ عمل اليوم والليلة لابن السني، وضعفه الألباني في تخريج الكلم الطيب (1/178).
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا خاف أن يصيبَ شيئًا بعينيه قال: ((اللهم بارك فيه ولا تضرَّه))؛ عمل اليوم والليلة لابن السني (207)، وضعَّفه الألباني في تخريج الكلم الطيب (1/178).
((ثلث ما في القبور من العين))؛ قالت اللجنة الدائمة: لا نعلم صحتَه، في الفتوى رقم (6387).
((نصف ما يحفر لأمتي من القبور من العين))؛ رواه الطبراني في المعجم الكبير (399)، قال الألباني: حديث موضوع، في ضعيف الجامع (5957).
السؤال: سمعت بعض طلبة العلم يقول: إن مع الرُّقى التي يُرقَى بها المصاب بالعين هذا الكلام "حبس حابس، وحجر يابس، وشهاب قابس، ردت عين الحاسد إليه"، ولما سألته عن دليله قال: إن هذا وارد عن بعض السلف، فهل هذا الكلام ثابتٌ ويصح أن يُرقَى به المعيون؟ وإذا ثبت عن بعض السلف، هل يكون حُجَّة؟ جزاكم الله خيرًا.
الجواب: هذا الكلام المذكور لم يَرِد عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من أصحابه، ولا نعلم له أصلاً، وألفاظه غريبة، وعلاجُ الإصابة بالعين يكون بالآيات القرآنية والأدعية النبوية، وبما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من استغسال العائن؛ فعن ابن شهاب عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال: رأى عامر بن ربيعة سهلَ بن حنيف يغتسل، فقال: ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبَّأة، قال: فلبط سهلٌ، فأُتِي رسول الله - صلى الله عليه وسلم، فدعا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - عامرًا فتغيظ عليه وقال: ((علامَ يقتُلُ أحدكم أخاه؟! ألاَ برَّكت، اغتسل له))، فغسل عامر وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه، وأطراف رجليه، وداخلةَ إزاره في قدح، ثم صب عليه فراح سهل مع الناس ليس به بأس؛ رواه أحمد ومالك في (الموطأ)، وابن ماجه، وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم، اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الفتوى رقم (19635).منقول