هل للرؤيا ملك موكل بها ؟وما اسمه ؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، وبعد :
الرؤيا سبق لنا تعريفها ، واستخلصنا من تعريفها أنها أفعال مضروبة يضربها الملك الذي وكله الله بالرؤيا ، ليستدل بها الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ، ويعبر منه إلى شبيهه ، ولذا سمي تأويلها تعبيرا .
وهذا الملك قيل إن اسمه ** صديقون ** ولم أقف على خبر صحيح بهذه التسمية ، وإنما جاءت في بعض النقول ببعض الكتب دون إسناد لها صريح وصحيح .
والصحيح أن نقول : ملك الرؤيا ، أو الملك بلا تخصيص اسم ، بدليل ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده، بسنده عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
رأيت كأني أُتيت بكتلة تمر فعجمتها في فمي، فوجدت فيها نواة آذتني فلفظتها، ثم أخذت أخرى فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها، ثم أخذت ثالثة فعجمتها فوجدت فيها نواة فلفظتها . فقال أبو بكر : دعني فلأعبرها ، قال : قال اعبرها .
قال أبو بكر رضي الله عنه : هو جيشك الذي بعثت يسلم ويغنم، فيلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، ثم يلقون رجلا فينشدهم ذمتك فيدعونه، قال صلى الله عليه وسلم : كذلك قال الملك .
والذي يهمني من إيراد الحديث، أن الرسول الكريم أطلق عليه الملك ، ولم يسمه، ولو كان له اسم لسماه ، كما سمى غيره من الملائكة ، مثل جبرائيل واسرافيل وميكائيل ، وغيرهم .
وقد ورد عن هذا الملك بعضا من الأوصاف التي لم أقف على صحتها ؛ ومن ذلك أن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة.
قال ابن حجر في الفتح : قال الحكيم : وكل الله بالرؤيا ملكا اطلع على أحوال بني آدم من اللوح المحفوظ، فينسخ منها ويضرب لكل على قصته مثلا، فإذا نام الإنسان مثل له الملك الأشياء على طريق الحكمة، لتكون له بشرى، أو نذارة، أو معاتبة .
من موقع فهد بن سعود العصيمى