كيف تحمي عينيك وصحتك من أخطار الكمبيوتر
كيف تحمي عينيك وصحتك من أخطار الكمبيوتر
وأوضحت الدراسات التي أجراها اتحاد البصريات الأمريكي أن ما يزيد عن 70% من مستخدمي الكمبيوتر يعانون من مشاكل بصرية، وذلك فيما أطلق عليه الاتحاد "التأثير المرضى للكمبيوتر على البصر". وقال كريس باري أخصائي البصر والمتخصص في أعراض رؤية الكمبيوتر بواشنطن" بدأت هذه المشكلة بسبب الجلوس أمام شاشات الكمبيوتر لفترات طويلة".
ومن اكثر الأعراض شيوعا لظاهرة "التأثير المرضى للكمبيوتر على البصر" إجهاد العين، والرؤية المشوشة، والصداع ، إلي جانب جفاف العين والبطء في تغيير تركيز الرؤية، وإرهاق عدسة العين، والآم الرقبة والظهر.
ويقول الخبراء أن هناك بعض الخطوات البسيطة التي يمكن اتباعها لإراحة العين. وتتراوح ما بين إعادة تنظيم موضع الجهاز أو استخدام نظارات طبية خاصة تجعل شاشة الكمبيوتر أكثر وضوحا وأسهل في القراءة.
ووصف جيمس شيدي أستاذ البصريات بجامعة كاليفورنيا، "ظاهرة التأثير المرضي للكمبيوتر" على البصر بأنه نوع من الإجهاد المتكرر للعين. فالنظر إلى شاشات الكمبيوتر يؤدي إلى شد عضلات العين ، وكأي عضلة فإنها تشعر بالألم. وعندما يقضي الإنسان وقتا كبيرا في النظر إلى شيء قريب يستقر تركيز عضلة العين على المسافات القريبة ومن ثم تجد صعوبة في الاسترخاء مرة أخرى. وتدعى هذه الحالة تشنج العضلة والتي قد تستمر لثواني أو لساعات. وبهذا يفسر شيلي السبب في شعور بعض مستخدمي الكمبيوتر بغشاوة على العين عند القيادة إلى المنزل بعد يوم كامل من النظر إلى شاشات الكمبيوتر.
ويقول الخبراء أنه في الوقت الذي يتعرض فيه الناس لنفس الظاهرة بعد قراءة قصة أو تصفح كميات كبيرة من أوراق العمل، فإننا نجد أن شاشة الكمبيوتر تمثل تحتاج إلى تركيز أكثر بكثير من أي ورقة مطبوعة. فالحروف على شاشة الكمبيوتر لا تظهر بنفس وضوحها على الورقة المطبوعة. وإذا ما وضعت عدسة مكبرة على شاشة الكمبيوتر فسترى أن كل حرف يتكون من نهايات ضوئية غير محددة النهايات. ويعلق باري قائلا، إن شاشات العرض البلوري السائل" إل سي دي" كتلك الموجودة في أجهزة الكمبيوتر المتنقل تكون أسهل على العين حيث تتميز بتحديد الحروف بصورة أوضح.
وفي الوقت نفسه فإن تذبذب شاشات الكمبيوتر وانعكاس أضواء المكتب على شاشات الكمبيوتر تجعل القراءة أكثر صعوبة. كما أثبتت الدراسات أن معدل أي شخص في الطرف يقل بنسبة الثلثين عند الأشخاص الذين يعملون على أجهزة الكمبيوتر مما ينتج عنه جفاف العين وألمها. وتتزايد هذه المشكلة بالنسبة لمرتديي العدسات اللاصقة، والمهددون بالفعل بالإصابة بجفاف العين، ومن ثم ينصحهم الأطباء باستخدام القطرة.
ضرر دائم
ويوافق معظم الأطباء على أن الجلوس لفترات طويلة أمام شاشات الكمبيوتر يمكن أن يسبب ألما مؤقتا بالعين. بينما يري البعض في أن هذا هو أقصى حد للمشكلة إأن البعض الأخر يقترح احتمال حدوث تبعات أخرى خطيرة مثل ضعف الإبصار أو قصر النظر.ويقول الدكتور هاري نوبف، الأستاذ المساعد بقسم الرمد بكلية الطب جامعة واشنطن أنه على الرغم من عدم وجود دليل على أن الكمبيوتر يسبب بالفعل أضرارا طويلة المدى على عضلة العين أو العدسة، فإن بعض الأبحاث ترى أن ممارسة الكثير من العمل على شاشات الكمبيوتر يمكن أن يساهم في ضعف الإبصار عند الأشخاص المعرضين جينيا لذلك.
أما الدكتورة آن سمرز، المتحدثة باسم الأكاديمية الأمريكية لطب العيون فقد استبعدت تماما فكرة تسبب استخدام الكمبيوتر في ضرر دائم للعين. وقالت" إن استخدام الكمبيوتر لا يسبب مرضا أو مشاكل خطيرة للعين على الإطلاق، ولكنه قد يرهق العين. ويقول الخبراء أنهم بحاجة إلى إتمام المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان هذا التأثير قصير المدى على العين يمكن أن يسبب مشاكل في الرؤيا على المدى البعيد.
شكاوى أخرى
وطبقا لما قاله نوبف فإن هناك العديد من الشكاوى الأخرى التي تتعلق بظاهرة التأثير المرضي للكمبيوتر على البصر، ومنها ارتداء نظارات غير سليمة أو استخدام جهاز كمبيوتر في وضع غير مناسب، فعلى سبيل المثال يمد الأشخاص الذين يرتدون نظارات ثنائية البؤرة أعناقهم للخلف للتحديق في القراءة، أو بعض الأشخاص الذين يحتاجون إلى تعديل للرؤية ربما يميلون ناحية الشاشة، كما أن الوقوف مع ميل العنق كهذا يمكن أن يسبب تشنج العضلات وألم الرقبة والظهر والكتف.
ومن الممكن أن يتسبب وضع شاشات الكمبيوتر في مستوى مرتفع أو منخفض في الشعور بأعراض مشابهة.
تخفيف الإجهاد البصري
ويقول شيدي أنه لابد من تصميم نظارات الكمبيوتر وفقا لإحتياجات كل فرد على حدى. ويمكن تصميم النظارات الأحادية والثنائية والثلاثية البؤر وكذلك العدسات اللاصقة التي المتطورة لتتلاءم مع مسافة وارتفاع شاشة الكمبيوتر. ويقول باري" إذا ما كنت تعمل ثمان ساعات أمام الكمبيوتر فلابد أن يكون هناك وسيلة لإراحة عينك". في حين تقول سمرز" أن نظارات الكمبيوتر بالنسبة لبعض الأشخاص وخاصة من هم أقل من 40 عاما تمثل إسرافا للمال". بينما نصح نوبف مرضى ظاهرة التأثير المرضي للكمبيوتر على البصر ارتداء نظارات الكمبيوتر.
وقد وصف نوبف لباربرا كيلي -62 عاما- التي تقضي ساعات طويلة في إدخال البيانات على الكمبيوتر الخاص بوكالة خدمات المشردين، ارتداء نظارة كمبيوتر. وهي تقول" الآن أشعر إجهاد بصري ضئيل ولا أشعر بالصداع ولكن أشعر بالراحة.
خطوات أخرى
وسواء كنت ممن يرتدون نظارة الكمبيوتر فإن اتحاد البصريات الأمريكي يوصي ببعض النصائح البسيطة والتعديلات في وضع جهاز الكمبيوتر منها:
*الطرف! اسعي جاهدا لأن تطرف لتمنع جفاف العين: ويعترف باري أن هذا سهل في القول لا في العمل
· امنح عينك فترة للراحة كي تسمح لعضلة التركيز بالاسترخاء وذلك بأن تتحول ببصرك في أنحاء الغرفة أو من خلال الشرفة، ثم أغلق عينك. وتتوفر برامج الكمبيوتر التي تذكر بإعطاء الراحة لنفسك ولعينك