السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الله تعالى في كتابه العزيز (الفطر) وأنه كان كعام بني إسرائيل، فقال: (وأنزلنا عليكم المن والسلوى) والمن هو الفطر، وذكر في السنة باسم (الكمأة)، وله مسميات كثيرة وعديدة، تختلف من بلد إلى الآخر، في مصر (عيش الغراب)، في الصومال (باركين ورابئ) أو (بارشين ورابئ)، بالإنجليزية (mushroom) وبالفرنسية (champignon) .
ولقد لفت انتباهي ذكره في القرآن والسنة، وما أثار انتباهي ان أحد الصيادلة شكى لي من أمر غريب حدث له، فقد كان له شركاء في مزرعة لعيش الغراب، وكان يستعين بتسجيل قرآني يعمل في المزرعة على مدار اليوم كله، فكان الحصاد وفيرا، والثمار ضخمة يانعة، والذي أثاره أنه في كل مرة يتفق مع شركاؤه لقطف الثمار كانوا جميعا في اليوم الثاني في المستشفى في حال إعياء تام، حتى اضطروا لغلق المزرعة والتوقف عن الانتاج لما تكرر هذا الأمر.
وأنا بطبيعة الحال لا تفوتني مثل هذه الملاحظات الدقيقة، فبدات أقرأ عن عيش الغراب، ثم علمت فوائده الغذاية ومنافعه الصحية والدوائية، فبدأت في التجريب والتحليل، وجاءت النتائج مذهلة عن تأثير عيش الغراب في الشياطين، وسأعرض لكم بعضا من هذه النتائج.
فتاة كانت مصابة بسحر مأكول تقيأت كل ما في جوفها لمجرد أنني قمت بتهديد الجني بقطعة من عيش الغراب، وحركتها على مقربة من المريضة.
واخرى حضر الجني عليها فقربت قطعة منه من انفها فصرع وسقط على الأرض وصار يتلوى ويلف بجسده على الأرض، فشرعت أمرر ثمرة عيش الغراب على مقربة من جسدها فصار يلف ويتلوى ويهرب بجسدها، حتى حاولت الهرب من المكان.
وبعض الشياطين كانوا يختنقون من تناول المرضى له، ويتقيؤون، بل كانوا يخرجون طواعية من جسد المرضى بلا أدنى أو شرط او قيد
ومن الممكن استخدام الجاف منه بالتبخير، سواء حرق على الفحم، أو حمام بخار الماء المغلي المختلط بعيش الغراب، فهو خانق للشياطين وطارد لهم من المكان، بل وقاتل لهم أيضا، بشرط أن لا يتجاوز تخزينه عام واحد فقط.
والفطر له فوائدغذائية عالية جدا، فثماره تحتوي على 90 % سوائل، 1% دهون، 8% ألياف، ولذلك هو يعتبر ماصا للدهون، ضع قطعة من المسلي في صحن ثم ضع فوقه قطعة من الفطر فسوف يمتصها سريعا، فهو فعال في عمليات إنقاص الوزن، ويحتوي كل 100 جرام من ثمار عيش الغراب على حوالي 5 جرامات من البروتين.
وكما ذكرت الأبحاث العلمية فإن له فوائد في علاج الأورام السراطانية وفيروس سي، وعلاج التهاب المرارة وخفض الكوليسترول في الدم، فلكل داء من هذه الأدواء نوع معين من أنواع عيش الغراب الكثيرة، فهناك انواع منه مهدئة للأعصاب، وهناك أنواع منه سامة تعالج به الأمراض الجلدية مثل الأكزيما، وأنواع منه تستخدم كمضاد حيوي.
وعيش الغراب هذا له ارتباطات قديمة بعالم السحر والجن، وقد ساد اعتقاد بأن ثمار عيش الغراب هذه تكمن فيها قوى خارقة للطبيعة، وأن روح عيش الغراب هي التي تهب الصحة والحياة لمن ترضى عنه، فإذا ما غضب، فإنه الموت والفناء.
ولقد لجأ بعض السحرة إلى ابتكار رقصات معينة، يعتقدون أنها تبعد التأثيرات السيئة، وتهدئ من الأرواح الشريرة التي تسكن ثمار عيش الغراب. ويطلق عادة على هذه الشعائر المبعدة للتأثيرات السيئة apotropic rites ، وهي مازالت موجودة في بعض البيئات الشعبية إلى الآن، ويوجد ما يشابهها في مصر والتي يطلق عليها العامة (الزار).
ويوجد الآن ما لا يقل عن 3400 مقبرة حجرية في جزيرة seland بالدانيمارك، وكانت هذه الأضرحة الحجرية dolmans عبارة عن حجر كبير مسطح موضوع فوق عدد من الحجارة القائمة الأصغر منه حجما، مما يعطيها شكل ثمرة عيش الغراب، وقد يكون هذا بغرض التماس البركة للمتوفى، ولكي تحل روح عيش الغراب في قبره، وتساعده على تخطي طريقه إلى العالم الآخر.
أما عن أصول تناوله والتعامل معه فهي كالآتي:
1- الثمار الطازجة تعني الجودة، ويجب شراء الثمار الطازجة فقط فقط من عيش الغراب، ويمكن التعرف على هذه الثمار من خلال قوامه المتماسك، وخياشيمها الواضحة وسطح القبعة الجاف، وخلوها من البقع الداكنة...
2- لا تشتري كمية كبيرة من ثمار عيش الغراب أكثر من الاحتياجات اليومية، وتشترى الثمار الطازجة أولا بأول، ولا داعي لتخزينها لفترة طويلة لحين الحاجة إليها.
3- ثمار عيش الغراب نظيفة جاهزة للتناول بدون طهي. ولا تحتاج عادة إلى غسيل بالماء.
4- في حالة علوق بعض الأتربة بالثمار يمكن إزالتها باليد أو غسلها بماء الصنبور لفترة وجيزة ثم تجفف بورق المطبخ الماص للرطوبة.
5- لا يلزم طهي ثمار عيش الغراب دائما، ولكن يمكن أكلها طازجة سواء مع سلطة الخضروات أو اللبن الزبادي أو اللبن الرائب أو الجبن وغير ذلك من الأطعمة..
6- تحتوي ثمار عيش الغراب على نسبة عالية من الماء حوالي 90% والدهون 1%، بل هو ماص للدهون، أي أنه مفيد في حالات الرجيم وإنقاص الوزن، ويمكن عصره ودهان الجلد به حسب الضرورة في حالات المس والسحر.
7- يمكن حفظ الثمار في الثلاجة لمدة أسبوع، ومجمدة لمدة ستة أشهر، ويمكن تجفيفها في الشمس وحفظها مجففة لمدة سنة.
7- يمكن نقع الثمار الجافة في قليل من اللبن وسوف تستعيد قوامها العصيري بعد ذلك.
8- لا تطهى الثمار لمدة طويلة على النار، فالوقت اللازم لطهيها لا يتعدى خمس دقائق، فإذا زادت مدة الطهي عن ذلك تماسكت أنسجة الثمرة وأصبحت صلبة.
نقل بتصرف عن كتاب (عيش الغراب وعالمه الساحر) د. محمد علي أحمد
تحذير هام:
بعض الأنواع منه سامة، فممنوع جني هذه لاثمار بأنفسنا، وعلينا بتناول الأنواع الطازجة المباعة والمتوفرة في الأسواق..
أنصح بتناول الطازج منه، أما المعلب فمخلوط بمواد حافظة وماء وغير ذلك، فتأثيره ليس كالطازج.
وأنا على استعداد تام للإجابة على أي استفسار من الأعضاء الكرام حول الموضوع