أنت واهم ..
أنت مريض نفسي .. أنت مريض عصبي ..
لقد كثر في الآونة الأخيرة الدعوة إلى إنتهاج سبل وطرق أخرى من الإختبارات والتجارب في الرقية الشرعية للوصول إلى أن الباحث عن علاج بالرقية قد يكون مريض بالوهم أو الأعصاب أو النفس ..
والمؤكد أن أعراض أمراض الحسد والعين والسحر والمس تتشابه مع أمراض عضوية وأمراض نفسية وأمرض عصبية ومن الصعب معرفة ذلك إلا لذوي الخبرة والثقافة الشرعية إن صح التعبير ، هذا من ناحية الحالة أثناء سماع الرقية ..
وهناك أعراض وهى الحالة العامة للمصاب والتي دفعته لطلب العلاج كالتأخر في بعض الأمور الحياتية أو تعطيلها فإن أول ما يطرأ على ذهن الشخص المعطل أنه ( معمول له عمل)..
بالطبع الحديث عن الذين يعتقدون بإصابتهم وهم في الواقع غير ذلك..
فهناك من يسهل فهمه وإدراكه وهناك من لا يقبل أي شرح أو توضيح ولا يمكن زحزحة ما وقع في تفكيره ..
و الأشخاص الذين يصعب مناقشتهم هم الفئة المستهدفة لإنتشالهم من وهم المرض أو الوقوع في مطب السحر و الشعوذة ..
علمنا أنه يوجد من البشر الذين يعتقدون بإصابتهم بأمراض يتهمون بها الجن والجن منهم براء ..
و المعلوم أن البشر ليسوا بنفس المستوى من الفهم أو الوعي فعليه ليس من السليم طرح مثل هذه المواضيع على العامة لأنها وبكل بساطة تؤدي إلى نفور الناس من الرقية الشرعية ومن الرقاة واللجوء إلى السحر و الشعوذة ..
وبهذا نخسر خسارتين : فضل الدعوة إلى الله و المساعدة في علاج أو شفاء مصاب وتفريج كربة مسلم وتوجيهه للتداوي بكتاب الله و سنة رسوله "صلى الله عليه وسلم"
وربما نكتسب إثم من توجه بعض الأشخاص للسحرة بسبب توجهات الرقية الحالية ..
و بدلاً من توجيه قول : أنت واهم ..أو أنت مريض نفسي ..أو أنت مريض عصبي ..وغيره ..
حبذا نسارع في العودة إلى الرقية الشرعية المعروفة ..
فالرقية الشرعية بكتاب الله تعالى وكما جاء في السنة النبوية المطهرة بسيطة وسهلة ولكن تحتاج إلى علاقة قوية مع الله عز وجل ويقين بالشفاء ، تحتاج إلى التوبة من المعاصي والاهتمام بالعبادات والإستغفار والتضرع إلى الله جل وعلا ..
الرقية الشرعية هى دعوة إلى الله تعالى أولاً ..وهى شفاء من كل داء لمن أحسن إستعمالها ..
عندما يجد الباحث عن الرقية أو العلاج تلك الأساليب والإختبارات التي يستعملها الراقي تجعل طالب العلاج ينفر ويبتعد عن الرقية ، لأن من يعتقد أنه مصاب من الصعب إقناعه بغير ذلك فهو يريد تعليق مشاكله على شماعة المرض الروحي وهذا الشيء يحقق له رضا نفسي و نفسه تكون مهيأة على أن زوال العائق المتوقع كفيل بعودة الأمور إلى نصابها ..
بالرقية الشرعية يستطيع الراقي أن يدعوا الباحث عن علاج إلى العودة إلى الله وترك المعاصي وتوجيهه إلى الإستغفار وقيام الليل والتضرع إلى الله بالدعاء فهذا الشيء كفيل بتيسير أموره وتحقيقها وشفائه إذا كان مصاب ..
الرقية الشرعية أسهل من كل شيء وأسهل من السحر و لا تحتاج
( دجاجة سودة ولا شعر عنز ولا جلد ذئب ..)
فما أسهل أن تضع يدكِ على موضع الداء وتقول : اللهم رب الناس أذهب البأس وأشفي أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما ..
أو القراءة والنفث ..وغيرها مما لا يخفى على أحد ..
سبحان الله ...السحرة والمشعوذين يروجون لبضاعتهم بعناوين رنانة ، مثيرة ، مسيلة للعاب ويدّعون السهولة وحصول المطلوب بأبسط الطرق ..
وأهل الرقية يبالغون في البحث و التنقيب وإكتشاف الأفكار و النظريات المعقدة ..
فماذا يفعل طالب العلاج عندما يجد عناوين مثيرة تراود أحلامه وتطلعاته تمر في الشات مثل ( فتح النصيب ، جلب الحبيب ، تيسير الرزق ، فتح الكنوز، ...إلخ )
لا شك أنه سيهرع إليها إلا من رحم ربي ..
فطبع الإنسان العجل فالشخص الواحد تجده يتنقل بين المعالجين أو السحرة أو بينهم جميعاً لأنه ينشد السرعة في حصول مطلوبه ..
وهذا حال الكثير من البشر بإختلاف ثقافاتهم ..
الرقاة الشرعيين على ثغر يحاربون على جبهات مختلفة جبهة الجن وجبهة للمشعوذين والسحرة وجبهة للمتطفلين على الرقية الشرعية وجبهة لبعض الأطباء النفسيين ..
فلا ينبغي فتح مجال آخر لتلاعب الجن بالراقي وتغيير مساره..
والراقي الشرعي أعلم من غيره بأن الجن له القدرة على تأخير علاج المصاب وعرقلته فلما لا تكون هذه من أساليب الجن المطورة على غرار التطورات الجريئة التي تشهدها الرقية الشرعية .
و أخيراً مشكلة التشخيص الخاطئ للحالة المصابة وترديها هى مشكلة الراقي وليس خلل في الرقية الشرعية
كتبته أم سلمى
بتاريخ
19/01/2012 م
الساعة
11:49 م