موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:12 AM   #11
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد ان يرتقي:

فضل مكارم الأخلاق


1- مكارم الأخلاق من أعمال الجنة:
فهي من الأعمال المقربة للجنة الموصلة إليها المورثة الفردوس الأعلى.
قال صلى الله عليه وسلم (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً ... وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه) رواه أبو داوود والبيهقي وحسنه الألباني .
عن أبي هريرة رضي الله عنه(سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال: تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج( رواه الترمذي وحسنه الألباني .

2 - مكارم الأخلاق سبب في محبة الله جل جلاله لعبده:
قال صلى الله عليه وسلم( أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقًا)رواه الحاكم والطبراني وقال الهيثمي رجاله رجال الصحيح
مكارم الأخلاق من أسباب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه وسلم(إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحاسنكم أخلاقاً)رواه الترمذي وحسن إسناده الألباني.


3- مكارم الأخلاق أثقل شيء في الميزان يوم القيامة:
قال صلى الله عليه وسلم) ما من شيء في الميزان أثقل من حسن الخلق( رواه الترمذي وصححه الألباني
مكارم الأخلاق تضاعف الأجر والثواب:
قال صلى الله عليه وسلم(إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجات قائم الليل صائم النهار) رواه أبو داوود وصححه الألباني وقال صلى الله عليه وسلم(إن المسلم المسدد ليدرك درجة الصوام القوام بآيات الله عز وجل لكرم ضريبته وحسن خلقه( حديث ضعيف بسبب ابن لهيعة لأن فيه ضعف والمعنى صحيح وتشهد له الأحاديث الأخرى الصحيحة .

4- مكارم الأخلاق من خير أعمال العباد:
قال صلى الله عليه وسلم(يا أبا ذر ألا أدلك على خصلتين هما أخف على الظهر وأثقل في الميزان من غيرهما قال: بلى يا رسول الله، قال: عليك بحسن الخلق وطول الصمت فو الذي نفس محمد بيده ما عمل الخلائق بمثلهما) وجود إسناده غير واحد من اهل العلم منهم من صحح ومنهم جود أي حسن

5- مكارم الأخلاق تزيد في الأعمار:

6- مكارم الأخلاق تعمر الديار: قال صلى الله عليه وسلم(حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويزيدان في الأعمار) صحح إسناده الألباني .

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:00 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:14 AM   #12
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد ات يرتقي

خصائص الأخلاق الإسلامية

لأخلاقنا الإسلامية خصائص مميزة تنفرد بها، وتجعلها ذات شخصية مستقلة، وطبيعة خاصة.
فهي أخلاق تستمد مصدرها من كتاب الله تعالى، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وما دامت أخلاقنا الإسلامية تقوم على القرآن والسنة، فهي بذلك تتسم بالشمول، والصلاحية للتطبيق في كل زمان ومكان، كما أنها تتسم بأنها قائمة على الإقناع العقلي والوجداني (العاطفي) معاً، كما أنها تقوم على المسؤولية، فللمسؤولية في أخلاق المسلم جانبان: شخصي وجماعي معاً، كما أنها تحكم على الأعمال ظاهراً وباطناً، فالرقابة الذاتية لها أثرها الفعال في أخلاق المسلم، وهي في النهاية تجعل الجزاء العادل لكل من الأخيار والأشرار في الدنيا والآخرة.

أولاً: الأخلاق الإسلامية ربانية المصدر:

الأخلاق الإسلامية تعتمد على كتاب الله وسنة الني صلى الله عليه وسلم، فهي ربانية الهدف والغاية.

ثانياً: الشمول والتكامل:

من خصائص الأخلاق الإسلامية: إنها شاملة، ومتكاملة، وهي خاصية منبثقة من الخاصية الأولى، وهي الربانية، فالإنسان لأنه محدود الكينونة في الزمان والمكان، والعلم والتجربة، كما أنه محكوم بضعفه وميله وشهوته ورغبته، وقصوره وجهله، لذلك كان من المستحيل أن تكون الأخلاق الوضعية للبشر شاملة وعالمية، فأما حين يتولى الله سبحانه وتعالى ذلك كله، فإن التصور العقائدي، وكذلك المنهج الحياتي للإنسان يجيئان بكل ما يعتور الصبغة البشرية من القصور والنقص، وهكذا كان الشمول خاصية من خصائص الأخلاقالإسلامية .

ثالثاً: الصلاحية العامة لكل زمان ومكان:

أخلاقنا الإسلامية ربانية المصدر، وتمتاز بالشمول، ولما كانت كذلك فهي صالح لجميع الناس في كل العصور، وفي جميع الأماكن، نظراً لما تتميز به من اسهولة واليسر، وعدم المشقة، ورفع الحرج عن الناس، وعدم تكليفهم بما لا يطاق.
قال تعالى يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ)قال عز وجل(ُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا).

رابعًاً: المسؤولية:
الأخلاق الإسلامية تجعل الإنسان مسؤولاً عما يصدر منه في كل جوانب الحياة، سواء كانت هذه المسؤولية مسؤولية شخصية، أم مسؤولية جماعية، ولا تجعله اتكالياً لا يأبه بما يدور حوله من أشياء، وهذه خاصية من خصائص أخلاقنا انفردت بها الشريعة الغراء.
ونعني بالمسؤولية الشخصية: إن الإنسان مسؤول عما يصدر منه عن نفسه إن كان خيراً فخيراً، وإن كان شراً فشراً، وفي هذا الصدد يقول الله تعالى)مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ).
ويقول سبحانه: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) ويقول عز وجل)(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)
ويقول تعالىوَمَن يَكْسِبْ إِثْمًا فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ).
ويقول تعالى: (السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً).
فهذه الآيات وغيرها تبين لنا مدى المسؤولية التي تقع على عاتق الإنسان عما يصدره منه عنه نفسه. ويقول صلى الله عليه وسلم(وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقى لها بالا يهوى بها في جهنم) رواه البخاري .

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:04 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:15 AM   #13
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي:

هدي السلف الصالح في الأخلاق

فإذا اختلف المرء إلى هؤلاء، وأكثر من لقائهم وزيارتهم؛ تخلق بأخلاقهم، وقبس من سمتهم ونورهم ، ولذلك ينبغي للعاقل أن يحرص و يكثر الجلوس مع أهل الأخلاق الفاضلة و الحسنة حتى يكتسب من هديهم وسمتهم و أخلاقهم ، ولا يكثر الجلوس مع السفهاء الذين لا يقدرون الشخص حق قدره وأنت أيها العاقل إذا أكثرت الجلوس مع أهل الأخلاق الفاضلة سوف تكتسب منهم بعض الصفات الحسنة وإذا حالست السفهاء سوف تكتسب بعض صفاتهم الذميمة والله هذا شيئ مجرب وهذا حصل لي شخصيًا وقد سكنت مع أحد الإخوة أصلحه الله أربع سنوات وبعد ما ذهب قال لي أحد أصدقائي أفعالك مثل فلان وكانت حركاته فيها نوع من الهزل الخفة فحينها أنتبهت لنفسيي كثيرًا وتداركتها ولله الحمد ، وصدق من قال : (فكل قرينٍ بالمقارنِ يقتدي) والآن نترككم مع بعض هدي السلف ، يروى أن الأحنف بن قيس قال: (كنا نختلف إلى قيس بن عاصم نتعلم منه الحلم كما نتعلم الفقه وكان أصحاب عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يرحلون إليه، فينظرون إلى سمته، وهديه، ودله، قال: فيتشبهون به ، قال الإمام مالك: قال ابن سيرين: (كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم ، قال القاضي أبو يعلى رحمه الله: روى أبو الحسين بن المنادي بسنده إلى الحسين بن إسماعيل قال: سمعت أبي يقول: كنا نجتمع في مجلس الإمام أحمد زهاء على خمسة آلاف أو يزيدون، أقل من خمسمائة يكتبون، والباقي يتعلمون منه حسن الأدب، وحسن السمت ، قال إبراهيم بن حبيب بن الشهيد لابنه: (يا بني، إيت الفقهاء والعلماء ، وتعلم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم، فإن ذاك أحب إلي لك من كثير من الحديث ، وقال الأعمش: كانوا يأتون همام بن الحارث يتعلمون من هديه وسمته ، ودخل عمر بن عبد العزيز المسجد ليلة في الظلمة فمر برجل نائم فعثر به ، فرفع رأسه وقال‏:‏ أمجنونٌ أنت‏ ؟‏ فقال عمر‏:‏ لا فهم به الحرس فقال عمر‏: مه إنما سألني أمجنون‏ ؟‏ فقلت‏:‏ لا ، سألني فأجبته وروي عن القعنبي قال: كان ابن عون لا يغضب. فإذا أغضبه رجل قال: بارك الله فيك .
هذا ماستطعت جمعه وتسر إراده وإن شاء الله في المجلس القادم ندأ مع أول خلق وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 02:53 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:19 AM   #14
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي


سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي :

الخلق الأول ( الجدية )

أحتي في الله الجدية وما أدراكم الجدية قبل أن نبدأ ما مناسبة ذكر هذا الموضوع في سلسلة الأخلاق ؟ المناسبة أحتي في الله هي أن الشخص في أخلاقه أو في أي شيئ كان ، لابد أن يكون صاحب جديةفي أموره وخاصة في تعامله مع الناس فإن الشخص إذا كان جادًا في حياته سوف يحافظ على هيبته وشخصيته .

س/ ما ذا نعني بالجدية ولماذا الحديث عن الجدية ؟
الجواب / الجدية هي الإجتهاد في الأمر ، والاهتمام به ، والمبالغة في تحقيقة حتى نصل إلى الهدف.

شرح التعريف ، وقولنا ( الإجتهاد في الأمر ) أي يتضمن بذل الطاقة والوسع ، وقولنا ( والإهتمام به ) أي الحرص عليه ومراقة العمل وتصويبه إن كان فيه أي ملاحظات ، قولنا ( والمبالغة في تحقيقة ) أي تتضمن نفي التردد عن العمل والقعود في وسط الطريق أو التواني عنه والتكاسل فيه . وقولنا (تحى نصل إلى الهدف) أي بالمداومة على العمل حتى يتحقق المقصود منه وهو الهدف والغاية .

س/ لماذا الحديث عن الجدية ؟

الجواب / هناك أسباب جعلتنا نتحدث عن الجدية منها ، لأن العمر قصير واللبث يسير فيحتاج المرء إلى الجد والإجتهاد ليدرك المراد ، ويبادر ليسعد يوم الحصاد ، ولهذا أمرنا رسول الله صلى الله عيه وسلم بالمبادرة إلى الأعمال الصالحة فقال صلى الله عليه وسلم (بادروا بالأعمال فتنًا كقطع اليل المظلم) رواه مسلم ، ومعنى الحديث الحث على المبادرة إلى الأعمال الصالحة قبل تعذرها والاشتغال عنها با يحدث من الفتن الشاغلة المتكاثرة ، والمتراكمة كتراكم ظلام الليل المظلم لا المقمر ، ولأن بعض أهل الخير والصلاح أكثروا الهزل والضحك عن الحد المطلوب ، وآثروا القعود ، وأطالوا النوم ، وتوسعوا في المباحات ، حتى أشغلتعهم عن الواجبات فضلاً عن المندوبات ، ونحن في زمنِ قل في القدوات ، وقد كثر فيه الأعداء ، وزاد فساد أهل الأهواء فإلى الله المشتكى ، ولذلك لا بد أن نتحدث الجدية .
وقد حثنا الإسلام ورغبنا في الجدية قال الله تعالى (يايحيى خذ الكتاب بقوة) قال الشيخ السعدي رحمه الله بقوة أي بجد واجتهاد ، ولذلك بالاجتهاد في حفظ ألفاظه وفهم معانيه ، والعمل بأوامره ونواهيه , وقال صلى الله عليه وسلم (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍ خَيْرٌ ، فَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ : لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، وَلَكِنْ قُلْ : قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ) أخرجه مسلم فقد شرح الإمام النووي هذا الحديث في شرح صحيح مسلم فقال: المراد بالقوة هنا عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، فيكون صاحب هذا الوصف أكثر إقداماً على العدو في الجهاد، وأسرع خروجاً إليه وذهاباً في طلبه، وأشد عزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وأرغب في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، وأنشط طلبا لها ومحافظة عليها، ونحو ذلك.
وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل خير، فمعناه في كل من القوي والضعيف خير لاشتراكهما في الإيمان مع ما يأتي به الضعيف من العبادات وكل وكليهما فيهم خيرًا ولكن القوى أخير . انتهى .


التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:00 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:19 AM   #15
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي


سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي


تابع (الجدية)


هناك سؤال دائمًا يخطر على بالنا وهو كيف أكون جادًا ؟!


إن صفة الجدية من أهم الصفات التي ينبغي أن نجاهد أنفسنا لنتخلق بها ؛ لندرك أهدافنا ، ونصل إلى غاياتنا ، ونعمر أعمارنا بالصالحات ، ونثقل موازيننا بالحسنات ؛ ولهذا لا بد من الإشارة إلى بعض أسباب الجدية وعوامل تنميتها في القلوب .

1-الإقلاع عن الذنوب والمبادرة إلى التوبة :
الذنوب حُجُبٌ تحجبُ صاحبها عن الهدى وتثبطة عن أعمال الخير والتقى ، وتقعده عن العُلى ،قال بن عباس – رضي الله عنه – إن للحسنة ضياء في الوجه، ونوراً في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق. وإن للسيئة سواداً في الوجه، وظلمة في القلب، ووهناً في البدن، ونقصاً في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق، إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ).

2- ذكر الله :
للذكر أثر عجيب في تقوية العبد وتنشيطه وزيادة جِدّه ومبادرته لطاعة الله ، والذكر سبب لزوال عقد الكسل الشيطانية , عن أبي هريرة أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم- إذا هو نام- ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة مكانها: عليك ليل طويل فارقد. فإن استيقظ فذكر الله انحلّت عقدة. فإن توضأ انحلت عقدة. فإن صلى انحلت عقده كلها ، فأصبح نشيطا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان» ،رواه البخاري .

3- مصاحبة الجادين :
عن المرء لا تسأل وسأل عن قرينه *** فكل قرينٍ بالمقارن يقتدي
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الْمَرْءَ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ، وحسنه الألباني .

4- محاسبة النفس :
لابد من محاسبة النفس على تقصيرها ، ومعاتبتها على تفريطها ، وحثها على ما فيه نجاتها وقد قال الله تعالى (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) و ( قَالَ عُمَرُ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا! وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا؛ فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خافية) .قال الفضيل الرقاشي: «لا يلهينك الناس عن نفسك، فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقطع النهار بكذا وكذا، فإنك محفوظ عليك ما عملت، واعلم أني لم أر شيئا أشد طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم»

5- الدعاء :
لما كانت الجدية والاجتهاد في العمل الصالح فضلا من الله يؤتيه من يشاء ، كان على المسلم أن يرفع يديه متضرعًا ، ويضع جبهته متذللاً لمن بيده الفضل كله الخير كله فيسأله من فضله وقد (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي طلحة: «التمس غلاما من غلمانكم يخدمني» فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: «اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال) رواه البخاري .

وهذه بعض القواعد يسير عليها الجادون :
ومنها اتقي الله حيثما كنت ،عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ» حسنه الألباني و لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد (حَتَّى إِذا جاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صالِحاً فِيما تَرَكْتُ) و أعطِ كل ذي حقٍ حقه ، «إِنَّ لِنَفْسِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِرَبِّكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَلِضَيْفِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، وَإِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَأَعْطِ كُلَّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ» فَأَتَيَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَا ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: «صَدَقَ سَلْمَانُ» والحديث صحيح ، وهناك نية وهدف لكل عمل ،عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنية، وإنما لامرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه» والحديث في البخاري ، و تقديم الأهم في الأهم بما يسمي ترتيب الأولويات عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته " والحديث في البخاري ، فالفرائض مقدمة على النوافل ، والواجبات مقدمة على المستحبات فضلا على المباحات والفرض العيني مقدم على الفرض الكفائي ، والواجب المضيق مقدم على الواجب الموسع ، ومن الجدية أن نقدم الأهم في الأهم وهكذا .

وهذه بعض الأسباب التي تعين على الجدية وهي لا تنحصر على هذه الخمسة وإنما هذا الذي تيسر لي والحمد الله ونلتقي في المجلس القادم إن شاء الله مع أسباب هدم الجدية ونذكر بعض المسائل في مفهوم الجدية ونختم بها هذا الخلق إن شاء الله تعالى




التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 02:58 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:20 AM   #16
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي

قد تكلمنا فيما مضى عن الجدية وعن الأسباب التي تجعلك جادًا وفي هذا المجلس سأتكلم عن أسباب ضعف الجدية:

إن التخلي عن أسباب اكتساب الجدية والاتصاف بأضدادها يمثل معول هدم الجدية في الشخصية المسلمة ؛ ولهذا فإننا سنشير إشارة سريعة إلى بعض الأسباب التي توهن بناء الجدية في النفوس وتصدعها :-

1-التسويف :
وهو أكبر معول هدم الجدية ي النفوس ؛ ولهذا قيل لرجل من عبد القيس أوصنا قال (احذروا سوف) وفي التسويف وتأخر واجب اليوم إلى الغد آفات كثيرة منها أنك ى تظمن أن تعيش إلى الغد ، وإن عشت إلى الغد لا تظمن من الأمراض التي تقعدك عن العمل أو من أي المعوقات ، وكذلك أن تأخير الطاعات والتسويف في فعل الخيات يجعل النفس تعتاد تركها والعادة إذا رسخت أصبحت طبيعة ويصعب الإقلاع عنها .

2- كثرة الهزل والضحك واللهو:
كلها إذا كثرت تضيع الوقت وتقسي القلب وتزري بالمرأ ، فينبغي أن تكون بقدر ، وفيما أباح الله عز وجل وقال تعالى ممتدحًا عباده المؤمنين **وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ****وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ** وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، {مُعْرِضُونَ** رغبة عنه، وتنزيها لأنفسهم، وترفعا عنه، وإذا مروا باللغو مروا كراما، وإذا كانوا معرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المحرم من باب أولى وأحرى، وإذا ملك العبد لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكا لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصاه بوصايا قال: " ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ " قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: " كف عليك هذا " فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كف ألسنتهم عن اللغو والمحرمات تفسير السعدي رحمه الله ، وقال صلى الله عليه وسلم «لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب»صححه الألباني رحمه الله.

3- إضاعة الأوقات وتبديد العمر بما لا ينفع :
فالأوقات رأس مال الأنسان في هذه الدنيا ، وسوف يسأل عن رأس ماله فيما أنفقه فليعدّ لسؤال جوابًا عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَنْ يَزُولَ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يَسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ، وَفِيمَا أَنْفَقَهُ» وشيئين في إضاعة الأوقات وهما الشباب والعمر لعظم الوقت والله سبحانه أقسم بالوقت في أكثر من موضع والله لا يقسم إلا بعظيم .

4- مصاحبة البطالين:
عن أبي موسى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل الجليس الصالح والسوء، كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك: إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير: إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة " متفق عليه ، قال الراغب: نبه بهذا الحديث على أن حق الإنسان أن يتحرى بغاية جهده مصاحبة الأخيار ومجالستهم فهي قد تجعل الشرير خيرا كما أن صحبة الأشرار قد تجعل الخير شريرا .

5- الإكثار من المباحات :
وقد حذر السلف من الإستغراق في المباحات والإكثار من الكماليات ، التي تشغل المرء عن دينه وتليه عن آخرته وتميل به إلى متاع الدنيا وزهرتها وتخلد به إلى الأرض ومتاعها ، ولهذا كان السلف يتركون كثير من المباحات خشية أن يقعوا أو يجرهم الاسترسال في هذه المباحات إلى انتهاك المحرمات؛ لأن النفس راغبة إذا رغبتها، إذا رغبتها راغبة، لكن إذا ترد إلى قليل تقنعُ ، فالإنسان إذا عمل بهذا في خاصة نفسه -لا بأس به، والورع هذا ليس له حد ، ولكن لا يأتي الإنسان فيفرضه على أخيه ، ولا يفتي به، فهناك فرق بين أن يتبنى الإنسان الشيء في نفسه وبين أن يفتي الناس به .

6- اتباع الهوى :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَيُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ"
وأن اتباع الهوى والإعراض عن الهدى بعد استنارة الطريق ظلم فاحش وخسران بين أيا كان الفاعل ،من ضعف أمام هواه تخلف عن قافلة الجاددين ، ولهذا عد السلف مخالفة الهوى من موجبات قوة المرء ومروءته وقدرته على الجهاد ،قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ الْقَيِّمِ: مُخَالَفَةُ الْهَوَى تُورِثُ الْعَبْدَ قُوَّةً فِي بَدَنِهِ وَقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ. وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ: الْغَالِبُ لِهَوَاهُ أَشَدُّ مِنْ الَّذِي يَفْتَحُ الْمَدِينَةَ وَحْدَهُ .
وفي المجلس القادم سيكون الحديث عن مسائل في الجدية ونختم به هذا لخلق إن شاء الله
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:21 AM   #17
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي

الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين

أما بعد :

الخلق الثاني (الصبر)

قبل أن أبدأ في الموضوع ، ما مناسبة ذكر خلق الصبر بعد خلق الجدية ؟
الجواب / لأن الجدية خلق والإلتزام بخلق الجدية فيه نوع مشقة لأنه قد يكون أكثر من عشرين سنة في عدم الجدية ويأتي ويريد أن يصح صاحب جدية في يوم وليلة هذا يُستحال إلا من وفقه الله ، ولذلك يحتاج إلى الصبر والمجاهدة حتى تصبح صفة الجدية سجية وطبيعة فيه ولذلك ناسب أن أذكر خلق الصبر بعد خلق الجدية .

تعريف الصبر لغلة واصطلاحًا :
لغة : هو الحبس النفس (وقال في اللسان: الصَّبْرُ نقيض الجَزَع صَبَرَ يَصْبِرُ صَبْراً فهو صابِرٌ وصَبَّار وصَبِيرٌ وصَبُور والأُنثى صَبُور أَيضاً بغير هاء وجمعه صُبُرٌ. وأَصل الصَّبْر الحَبْس وكل من حَبَس شيئاً فقد صَبَرَه)

وفي الاصطلاح :عرفه ابن القيم بقوله: (هو خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها).
وقيل هو: (ترك الشكوى من ألم البلوى لغير الله لا إلى الله).
وقيل الصبر: (حبس النفس على ما يقتضيه العقل والشرع، أو عما يقتضيان حبسها عنه)وقال عبد الرحمن الميداني (الصبر قوة خلقية من قوى الإرادة تمكن الإنسان من ضبط نفسه لتحمل المتاعب والمشاقات الآلام ، وضبطها عن الإندفاع بعوامل الضجر والجزع ، والسأم والملل ، والعجلة الرعونة ، والفضب والطيش والخوف والطمع والأهواء والشهات والغرائز) وهذا أحسن تعريف رأيته وأجمع

سؤال / لماذا سمي الصَبرُ صبراً ؟
حكى أبو بكر بن الأنباري عن بعض العلماء أنه قال: (إنما سمي الصبرُ صبرًا لأن تمرّره في القلب وإزعاجه للنفس كتمرّر الصِبْر في الفم) (كتاب ذم الهوي لابن الجوزي) .

فضل الصبر والحث عليه

فضل الصبر والحث عليه من القرآن الكريم:

الصبر من أكثر الأخلاق التي اعتنى بها القرآن الكريم، وهو من أكثر ما تكرر ذكره في القرآن.
قال الإمام أحمد رحمه الله: (ذكر الله سبحانه الصبر في القرآن في تسعين موضعاً).
وقد سيق الصبر في القرآن في عدة أنواع ذكرها ابن القيم في كتابه (عدة الصابرين) ونحن نذكر بعضها:
أحدها: الأمر به كقوله: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بالله) وقال: (وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ)الثاني: النهي عما يضاده كقوله تعالى: (وَلَا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ) وقوله: (وَلَا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ) الثالث: تعليق الفلاح به كقوله: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) فعلق الفلاح بمجموع هذه الأمور. الرابع: الإخبار عن مضاعفة أجر الصابرين على غيره كقوله: (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا)وقوله: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الخامس: تعليق الإمامة في الدين، به وباليقين قال الله تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ) .

فضل الصبر والحث عليه من السنة النبوية:

من فضائل الصبر أن من يتصبر يصبره الله، فعن أبي سعيد الخدريّ- رضي الله عنه-: ((أن ناسا من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، ثم سألوه فأعطاهم، حتى نفد ما عنده، فقال: ما يكون عندي من خير فلن أدخره عنكم، ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله، ومن يتصبر يصبره الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر)) رو اه البخاري ، أي يطلب توفيق الصبر من الله ، أي يأمر نفسه بالصبر ويتكلف في التحمل عن مشاقه ، (يصبِّره الله): بالتشديد أي: يسهل عليه الصبر(وما أعطي أحد من عطاء) أي معطى أو شيئا. (أوسع): أي أشرح للصدر. (من الصبر): وذلك لأن مقام الصبر أعلى المقامات لأنه جامع لمكارم الصفات والحالات) .
- وعن ابن عبّاس- رضي الله عنهما-: ((أنّه قال لعطاء: ألا أريك امرأة من أهل الجنّة؟ قلت: بلى، قال: هذه المرأة السّوداء أتت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قالت: إنّي أصرع وإنّي أتكشّف، فادع الله لي. قال: إن شئت صبرت ولك الجنّة. وإن شئت دعوت الله أن يعافيك. قالت: أصبر. قالت: فإنّي أتكشّف فادع الله أن لا أتكشّف، فدعا لها))
- وبين صلى الله عليه وسلم أن من صبر على فقد عينيه عوضه الله الجنة فعن أنس- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول: ((إنّ الله- عزّ وجلّ- قال: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه، فصبر عوّضته منهما الجنّة يريد عينيه).
قال ابن بطال: (في هذا الحديث حجة في أن الصبر على البلاء ثوابه الجنة، ونعمة البصر على العبد وإن كانت من أجل نعم الله تعالى فعوض الله عليها الجنة أفضل من نعمتها في الدنيا لنفاد مدة الالتذاذ بالبصر في الدنيا وبقاء مدة الالتذاذ به في الجنة) .
وعن صهيب- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((عجبا لأمر المؤمن إنّ أمره كلّه خير، وليس ذلك لأحد إلّا للمؤمن، إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرا له)) .
قال ابن عثيمين: (قوله: عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، أي: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان لأمر المؤمن أي لشأنه فإن شأنه كله خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.
ثم فصل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير فقال: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له. هذه حال المؤمن وكل إنسان فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين: إما سراء وإما ضراء والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين مؤمن وغير مؤمن، فالمؤمن على كل حال ما قدر الله له فهو خير له إن أصابته الضراء صبر على أقدار الله وانتظر الفرج من الله واحتسب الأجر على الله فكان خيراً له فنال بهذا أجر الصابرين.
وإن أصابته سراء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح ونعمة دنيوية كالمال والبنين والأهل شكر الله وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل.
فيشكر الله فيكون خيراً له، ويكون عليه نعمتان نعمة الدين ونعمة الدنيا، نعمة الدنيا بالسراء ونعمة الدين بالشكر هذه حال المؤمن.
وأما الكافر فهو على شر والعياذ بالله إن أصابته الضراء لم يصبر بل يضجر ودعا بالويل والثبور وسب الدهر وسب الزمن ... وفيه الحث على الصبر على الضراء وأن ذلك من خصال المؤمنين فإذا رأيت نفسك عند إصابة الضراء صابراً محتسباً تنتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى وتحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان، وإن رأيت بالعكس فلم نفسك وعدل مسيرك وتب إلى الله)


وأتمنى أن تضيفوا هذا الموضوع إلى السلسلة



التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:02 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-05-2012, 11:27 AM   #18
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

سلسلة أخلاق المتقي لمن أراد أن يرتقي

(3)
الصبر


كيف نعين أنفسنا على الصبر:
الصبر شديد على النفس ، يحتاج إلى مجاهدة لأهوائها ورغباتها ؛ ولكن حلاوة نتائجه وعظيم ثابه وحسن عاقته ، تجعل البيب العاقل يبذل في تحصيله وتقويته وتعزيزه في نفسه كل وسيلة مشروعة تعين عليه ومن ذلك :

1- أن يتدبر المرء القرآن الكريم وينظر إلى آياته نظرة تأمل:
قال تعالى(وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْء مّنَ والخَوفْ وَالجُوعِ وَنَقْصٍ مّنَ الأمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَر وَبَشّرِ الصَّـابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَـابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مّن رَّبْهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ) .
2 - أن يستعين بالله في مصابه:
من أصيب بمصيبة أن حظّه من المصيبة ما يحدث له من رضا فمن رضي فله الرضا، ومن تسخط فله السخط .
3- أن يعلم أن ما أصابه مقدر من الله:
قال تعالى: (مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَـابٍ مّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ لّكَيْلا تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَا ءاتَـاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ).
4 - أن يتذكر أعظم المصائب التي حلت بالأمة الإسلامية؛ وهي موت الرسول صلى الله عليه وسلم:
قال صلى الله عليه وسلم: (إذا أصيب أحدكم بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب) حسن إسناده ابن حجر رحمه الله .
5 - أن يتجنب الجزع وأنه لا ينفعه بل يزيد من مصابه :
قال ابن القيم رحمه الله: (إن الجزع يشمت عدوه ويسوء صديقه ويغضب ربه ويسر شيطانه ويحبط أجره ويضعف نفسه وإذا صبر واحتسب أنضى شيطانه ورده خاسئا وأرضى ربه وسر صديقه وساء عدوه وحمل عن إخوانه وعزاهم هو قبل أن يعزوه فهذا هو الثبات والكمال الأعظم لا لطم الخدود وشق الجيوب والدعاء بالويل والثبور والسخط على المقدور) .
6- أن يتسلى المصاب بمن هم أشد منه مصيبة :
ليذكر نفسه بأن الله ابتلاه لبصيبة ولكن هناك من هو مصيبته أعظم وأن يذكر نفسه بأن الله اختار له أهون المصائب لم يختر له أعظم منها .


موانع التحلي بالصبر :
على المسلم الذي يريد أن يتحلى بالصبر أن يحذر من الموانع والعوائق التي تعترض طريقه حتى لا تكون سدا منيعاً أمامه، ومن هذه الموانع :
1 - الاستعجال:
فالنفس مولعة بحب العاجل؛ والإنسان عجول بطبعه حتى جعل القرآن العجل كأنه المادة التي خلق الإنسان منها: (خُلِقَ الإِنسَانُ مِنْ عَجَلٍ) فإذا أبطأ على الإنسان ما يريده نفد صبره، وضاق صدره، ناسياً أن لله في خلقه سنناً لا تتبدل: وأن لكل شيء أجلاً مسمى، وأن الله لا يعجل بعجلة أحد من الناس، ولكل ثمرة أوان تنضج فيه، فيحسن عندئذ قطافها، والاستعجال لا ينضجها قبل وقتها، فهو لا يملك ذلك، وهي لا تملكه، ولا الشجرة التي تحملها، إنها خاضعة للقوانين الكونية التي تحكمها، وتجري عليها بحساب ومقدار .
2 – الغضب :
فقد يستفز الغضب صاحب الدعوة، إذا ما رأى إعراض المدعوين عنه، ونفورهم من دعوته، فيدفعه الغضب إلى ما يليق به من اليأس منهم، أو النأي عنهم. مع أن الواجب على الداعية أن يصبر على من يدعوهم، ويعاود عرض دعوته عليهم مرة بعد مرة. وعسى أن يتفتح له قلب واحد يوماً، تشرق عليه أنوار الهداية، فيكون خيراً له مما طلعت عليه الشمس وغربت.
وفي هذا يقول الله لرسوله: (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاتَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ لَوْلا أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِّهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَاء وَهُوَ مَذْمُومٌ فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصَّالِحِينَ).
3 - شدة الحزن والضيق مما يمكرون.

فليس أشد على نفس المرء المخلص لدعوته من الإعراض عنه، والاستعصاء عليه. فضلاً عن المكر به، والإيذاء له، والافتراء عليه، والافتنان في إعناته. وفي هذا يقول الله لرسوله: (وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللهِ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَتَكُ فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ )ثم يؤنسه بأنه في معيته سبحانه ورعايته فيقول: إِنَّ اللهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ )
4 - اليأس:

فهو من أعظم عوائق الصبر، فإن اليأس لا صبر له، لأن الذي يدفع الزارع إلى معاناة مشقة الزرع وسقيه وتعهده، هو أمله في الحصاد، فإذ غلب اليأس على قلبه، وأطفأ شعاع أمله، لم يبق له صبر على استمرار العمل في أرضه وزرعه. وهكذا كل عامل في ميدان عمله .


كلام نفيس في شروط الصبر
عن أبي ميمون، قال: (إن للصبر شروطا، قلت: - الراوي- ما هي يا أبا ميمون؟ قال: إن من شروط الصبر أن تعرف كيف تصبر؟ ولمن تصبر؟ وما تريد بصبرك؟ وتحتسب في ذلك وتحسن النية فيه، لعلك أن يخلص لك صبرك، وإلا فإنما أنت بمنزلة البهيمة نزل بها البلاء فاضطربت لذلك، ثم هدأ فهدأت، فلا هي عقلت ما نزل بها فاحتسبت وصبرت ولا هي صبرت، ولا هي عرفت النعمة حين هدأ ما بها فحمدت الله على ذلك وشكرت) .


ونأسف على إطالة الموضوع

التعديل الأخير تم بواسطة شذى الاسلام ; 17-05-2012 الساعة 03:02 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-05-2012, 08:43 AM   #19
معلومات العضو
لحظة عبور

إحصائية العضو






لحظة عبور غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة algeria

 

 
آخـر مواضيعي

 

افتراضي

بارك الله فيك أخيتي على الموضوع

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:46 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com